
الكتاب: عاصمة الورود
المؤلف: محمد النضراني- عبدالرحمن القنوسي
عدد الصفحات: 417- حجم المتوسط
عرض: زكية عبدالنبي
شبكة النبأ: بالرغم من أنه قضى تسع
سنوات معتقلا دون محاكمة بين أحضان الورود وأشواكها في قلعة مكونة
الشهيرة بموسم الورود السنوي في جنوب المغرب فلم يكره يوما الورود بل
يتمنى أن يتلقى دعوة للمشاركة في مهرجان الورود السنوي الشهير.
وقال رسام الكاريكاتير والكاتب المغربي محمد النضراني في مقابلة مع
رويترز، على هامش اصدار كتابه الجديد (عاصمة الورود) الذي ألفه
بالاشتراك مع عبدالرحمن القنوسي زميله في الدراسة والاعتقال "أحب
الورود جدا جدا ولم أحملها يوما مسؤولية ما عانيته من سنوات الظلم."
وأضاف "نحن كمجموعة بنوهاشم نتساءل لماذا لا ينادون علينا عند
الاحتفال بموسم الورود في قلعة مكونة.. سنحتفل مع المجموعات
الفولكلورية. شخصيا ليس لدي أي حقد على سنوات الظلم الذي تعرضت له."
ومحمد النضراني هو واحد من خمسة أشخاص "اختطفوا" في العام 1976
وسجنوا وعذبوا بسجن اكدز السري في قلعة مكونة وبقي مصيرهم مجهولا حتى
العام 1984 حين أفرج عنهم.
واتهم أعضاء المجموعة التي أطلق عليها "مجموعة بنو هاشم" نسبة الى
صديقهم التلميذ انذاك عبدالناصر بنوهاشم بالانتماء الى جماعة "الى
الامام" الماركسية اللينينية وكان باقي أعضاء المجموعة طلبة.
ويسعى العاهل المغربي محمد السادس منذ صعوده الى العرش بعد وفاة
والده الملك الراحل الحسن الثاني الى التخلص من انتهاكات حقوق الانسان
وأنشأ هيئة " الانصاف والمصالحة" لطي ماضي هذه الانتهاكات.
وأنهت الهيئة أعمالها اواخر العام 2005. ودرست ملفات ما يزيد على 20
ألف شخص تعرضوا لانتهاكات وحصل بعضهم على تعويضات مالية فيما يشتكي
اخرون من أنهم لم يتلقوا تعويضا بعد.
ويقول حقوقيون ان المغرب شهد انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في
الفترة من 1956 (تاريخ حصول المغرب على استقلاله) الى 1999 تاريخ وفاة
الملك الحسن الثاني وتولي ابنه محمد السادس بعده الحكم.
ويضيفون ان الاف المعارضين السياسيين وخصوصا اليساريين وكذلك جنود
تورطوا في محاولتي انقلاب فاشلتين تعرضوا للخطف والتعذيب حتى الموت.
ووقع النضراني كتابه المشترك مع صديقه ورفيق دربه القنوسي في
العاصمة الرباط في 11 مايو أيار وينتظر أن يوقعه في الدار البيضاء في
28 من هذا الشهر.
وصاغ النضراني الكتاب (417 صفحة من الحجم المتوسط) بلغة فرنسية وهو
يحكي معاناة المجموعة في معتقل اكدز السري.
وكتب عدد من المعتقلين السابقين وممن تعرضوا لانتهاكات في الماضي
كتبا تحكي معاناتهم لكن النضراني قال انها "تبقى غير كافية ومحدودة".
وأضاف "فيما يخص أدب السجون وأقصد الكتب التي كتبها معتقلون سياسيون
سابقون وسجناء رأي لا تتعدى العشرة والكل أصبح يتحدث عن سيلان فيما يخص
هذا اللون من الادب."
وأضاف "بالعكس نفتقر الى التعمق في هذه التجربة لا نستطيع أن نحكي
تجربة خمسين سنة من القمع والاضطهاد في عشرة كتب."
وقال "لا يزال الشيء الكثير لنحكيه عن هذه التجربة بأية لغة كانت
فأنا مثلا لا أتقن العربية لذلك ارتأيت أن أكتب بالفرنسية وممكن
الكتابة حتى بالعامية المغربية ما اللغة الا وسيلة."
ويقول النضراني انه استوحى عنوان الكتاب من سؤال صحافية فرنسية
للعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني عما اذا كان يوجد معتقل سري بقلعة
مكونة فأجابها "قلعة مكونة هي عاصمة الورود".
وكان النضراني قام مع مجموعة من الحقوقيين في العام 2002 بزيارة
قلعة مكونة رافعين شعار "من أجل أن تستعيد قلعة مكونة ورودها" وقال في
المقابلة "هدفنا أن تسترجع قلعة مكونة بيئتها ووسطها الحقيقي وهو
الورود والجمال.. الذين أقحموا فيها سجنا سريا حاولوا اغتيال براءتها."
وأضاف عن المدينة التي تحتفي سنويا بمهرجان عالمي للورود "لكن
الجمال والتراث لا يمكن أن يكون على حساب الذاكرة. يجب أن تبقى هذه
الاخيرة حاضرة حتى لا يتكرر ما جرى في الماضي."
وعن أوضاع حقوق الانسان في الفترة الحالية قال النضراني انه يعتقد
"أن الانتهاكات لا تزال موجودة ولكن ليس بنفس الحجم والفظاعات."
والنضراني هو أيضا رسام كاريكاتير اكتشف موهبته فجأة عندما كان
معتقلا حيث صنع ريشة من قماش سرواله ورسم بالقهوة على الجدران وعلى
ارضية المعتقل.
وسبق أن أصدر كتابين برسوم الكاريكاتير الاول يحكي معاناته منذ
"اختطافه" وفترة سجنه والثاني يحكي قصة المقاوم المغربي عبدالكريم
الخطابي. كما له عدة لوحات تشكيلية وكتابات. |