غذاء وصحة: عدالة أنماط الغذاء تحدد دوره إن كان داءً او دواء

 

شبكة النبأ: يوما بعد يوم تزداد حاجة الإنسان إلى التنويع في طعامه، إلا أن ثمة تساؤلات تطرح نفسها هنا، ترى: هل تنوع الأطعمة وألوانها وأشكالها ساهمَ في تنوع الأمراض التي ظهرت في عصرنا هذا، وهل يلعب الغذاء دورا في الشفاء من الداء أم الإصابة به؟

فهناك بحوث تشير الى ان الطعام المطهو الى حد الاحتراق من الممكن ان يضاعف احتمال الاصابة بسرطان البنكرياس، وبحوث اخرى تقول للمواطن إن كنت تريد الإبقاء على قوة نظرك للسنوات القادمة فعليك أن تشمل السمك والجوز وزيت الزيتون على لائحة أطعمتك...

بالاضافة الى اخبار واكتشافات اخرى جديدة تخص الغذاء والصحة، نستعرضها خلال تقرير (شبكة النبأ) التالي:

اللحوم المطهوة الى حد الاحتراق تزيد احتمال الاصابة بسرطان البنكرياس

هل انت من الاشخاص الذين يهوون تناول لحوم مطهوة لحد الاحتراق؟ اذا فاحتمال اصابتك بسرطان البنكرياس قد يزيد بنسبة 60 %، على ما اظهرت دراسة جديدة.

وقالت المشرفة على الدراسة الباحثة في جامعة مينيسوتا كريستين اندرسون، ان هذه النتائج "هي دليل آخر على ان خفض درجة الحرارة لدى طهو الطعام بالقلي او الشي، لتجنب احتراق اللحوم او تفحمها، قد يكون في الواقع وسيلة لتقليص نسبة الاصابة بسرطان البنكرياس لدى بعض الاشخاص".

واضافت اندرسون ان الدراسة التي عرضت نتائجها في اجتماع عقد في "الجمعية الاميركية لابحاث السرطان" في دنفر (كولورادو)، وجدت ان اللحوم المطهوة على حرارة عالية جيدا عبر القلي او الشي، وخصوصا اللحوم الحمراء، تؤدي الى تشكيل مواد مسببة للسرطان، بينما لا تنتج اللحوم المسلوقة او المطهوة بدرجة حرارة معتدلة اي مواد من هذا النوع. بحسب فرانس برس.

وحلل الباحثون العادات الغذائية الخاصة ب62581 شخصا يتمتعون بصحة جيدة. وبعد تسعة اعوام من المتابعة، رصدت 208 حالات سرطان في البنكرياس بين المشاركين، وتبين ان اولئك الذين كانوا يفضلون لحومهم "مطهوة جيدا" لديهم احتمال للاصابة بسرطان البنكرياس يزيد بنسبة 60 % مقارنة باولئك الذين يفضلون لحومهم مطهوة بشكل معتدل، او الذين لا يأكلون لحوما البتة.

الطعام العضوي... صحي ولكن باهظ الثمن

يوما بعد يوم، تزداد حاجة الإنسان إلى التنويع في طعامه، من اللحوم والدواجن والأسماك، مرورا بالخضراوات والفواكه، إلى ما لذ وطاب من الحلويات الشرقية والغربية، ذات اللون والطعم والرائحة المميزة.

إلا أن ثمة تساؤلات تطرح نفسها هنا، ترى: هل تنوع الأطعمة وألوانها وأشكالها ساهم في تنوع الأمراض التي ظهرت في عصرنا هذا، وهل يلعب الغذاء دورا في الشفاء من الداء أم الإصابة به؟

وهذا التساؤل دفع الكثير من المهتمين بمجال الغذاء إلى ابتكار أساليب جديدة لتوعية الناس أو تحقيق الأرباح، ومن هذه الأساليب استقدام الأغذية العضوية  (Organic)إلى مناطق جديدة في العالم، لتوعية الناس بفوائدها، ولزرع ثقافة جديدة لم تكن منتشرة في الأصل.

نيلز عقاد، هو أحد أولئك الذين فضلوا استكمال بقية حياتهم باتخاذ الغذاء العضوي طعاما لهم، وله قصة طويلة مع الأغذية العضوية، حيث يقول: "لقد بدأ الأمر بوفاة والدتي بالسرطان، عندما كنت في الحادية والعشرين من عمري، ومن ثم أصبت بمرض عضال لفترة طويلة من الزمن. وبعد زيارتي لكثير من الأطباء تمكن أحدهم من شفائي أخيرا."

ويضيف عقاد: "عندما سألت عن سبب المرض الذي أصبت به، قيل لي إن الأطعمة التي نتناولها مليئة بالسموم، وبالتالي فقد انتشرت في جسمي، ومنذ ذاك الحين، قررت الابتعاد عن كل ما هو صناعي، والبدء بنظام غذائي عضوي."ولكن ماذا يقصد بالأغذية العضوية، وكيف تتم زراعتها، وكيف تختلف عن الأطعمة العادية؟

يقول عقاد: "الأغذية العضوية تعني أن عملية زراعتها تمت من دون إضافة أي مواد كيميائية، مثل المخصّبات، والمبيدات الحشرية، والمبيدات العشبية."بحسب سي ان ان.

ولتناول وجهة النظر الطبية والغذائية في هذا الموضوع، تقول خبيرة التغذية ياسمين حداد، من مركز لايفلي: "الأطعمة العضوية تزرع بطريقة تحافظ فيها على البيئة، أي لا يدخل فيها أي عنصر صناعي، أما الطعام التقليدي فيتبع طرق كيميائية."

وحول الفرق بين النوعين، تضيف حداد:"من الناحية الغذائية لا فرق، فالنوعان يقدمان نفس كمية الفيتامينات، والمعادن، والعناصر الغذائية الأخرى، لذا فالفرق الوحيد هو في طريقة الزراعة."

باحثون يدعون للتصدي لإعلانات الوجبات السريعة

قال باحثون مختصون بالبدانة ان اعلانات الوجبات السريعة تشكل ثلثي الاعلانات التلفزيونية عن الطعام التي تعرض عندما يحتمل ان يكون الاطفال يشاهدون التلفزيون وذلك بحسب دراسة طبقت في 11 دولة.

وقالت بردجيت كيلي باحثة التغذية في مركز السرطان بنيو ساوث ويلز في استراليا وزملاؤها للمؤتمر الاوروبي حول البدانة في امستردام "عالميا يتعرض الاطفال لمستويات عالية من اعلانات الاطعمة والمشروبات غير الصحية في التلفزيون."واضافوا "الحد من هذا التسويق للاطعمة يعد استراتيجية وقائية مهمة ضد بدانة الاطفال."

وهناك نحو 177 مليون طفل ومراهق تقل اعمارهم عن 18 عاما حول العالم مصابون بالبدانة. ويتضمن هذا العدد 22 مليون طفل اوزانهم زائدة وتقل اعمارهم عن خمس سنوات بحسب تقديرات فريق العمل الدولي لمكافحة البدانة. بحسب رويترز.

وتزيد البدانة من خطر الاصابة بحالات مثل مرض القلب والسكري من الدرجة الثانية كما يمثل الوباء المتنامي ضغطا على العديد من انظمة الرعاية الصحية الوطنية المتعثرة ماليا.

وتساهم انماط الحياة غير الصحية التي تشمل تناول اطعمة عالية السعرات الحرارية وقلة التدريبات الرياضية وقضاء ساعات امام التلفزيون او الكمبيوتر في ارتفاع بدانة الاطفال.

زيوت الزيتون والسمك والجوز مفيدة للعيون

إن كنت تريد الإبقاء على قوة نظرك للسنوات القادمة، فعليك أن تشمل السمك والجوز وزيت الزيتون على لائحة أطعمتك، كما أفاد بحثان أجريا في أستراليا مؤخراً.

ففي البحثين اللذين نشرا الأسبوع الماضي، بمجلة Archives of Ophthalmology، تبين لفريقي عمل أستراليين، أن الأدلة أظهرت احتواء هذه الأطعمة الثلاثة على دهون مفيدة، من شأنها تخفيف نسبة التعرض لمرض "الضمور البقعي"، المرتبط بتقدم العمر، الذي يصيب كبار السن بضعف الإبصار وربما العمى.

وتبين لفريق البحث الأول، الذي أجرى الدراسة بجامعة "سدني"، أنه من بين 2454 رجل وإمرأة خضعوا لمتابعة الخبراء لعقد من الزمن، أن الأشخاص الذين واظبوا على أكل السمك، كانت نسبة تعرضهم لمرض الضمور 31 في المائة، أقل من نظرائهم الذين لم يتناولوها.

وفي نفس الدراسة تبين أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون الجوز مرتين في الأسبوع تقل نسبة خطر إصابتهم بمرض الضمور بنحو 35 في المائة.

أما فريق البحث الثاني، والذي أجرى الدراسة بجامعة "ملبورن"، والتي رصدت عينة بلغت نحو 6700 شخصاً، تتراوح أعمارهم ما بين 58 و69 عاماً، فقد لاحظ أن الأشخاص الذين يتناولون أكبر كمية من زيت الزيتون، هم الأقل عرضة للمرض. بحسب رويترز.

وتبرز أهمية زيوت الجوز والزيتون والسمك في احتوائها على أحماض "أوميغا-3" الدهنية، والتي من شأنها حماية نظر الإنسان.

هل ترغب بالتخلص من إدمانك على الشوكولاتة

قد لا تكون محتاجاً لأن تشعر بالقلق جراء تناولك كميات من الشوكولاته، وأنت تشعر بالذنب، فربما هذا يساعد في حفاظك على قلب سليم، أو ضغط دم منتظم.

هذا ما أوضحته إحدى المتخصصات بالتغذية وصحة الجسم، لدى سؤالها فيما إذا كان إدمان الشوكولاتة، قد يكون مشكلة كبيرة تدعو للقلق.

إذ يعاني الكثير من الأشخاص حول العالم، مما يشبه الإدمان في تناوله للشوكولاتة، وعلى الرغم مما قد تحدثه من ضرر بعض الأحيان في حال الإفراط في أكلها.

ويسعى الكثيرون للتخلص من هذا الإفراط، تارة بالأدوية، وتارة أخرى بطرق يعمدون فيها التحايل على أنفسهم، فمثلاُ لا يذهب إلى جناح الشوكولاتة عند ذهابه للتسوق او ما شابه، فهل يمكن التخلص من هذا الإدمان.

تجيب الدكتورة ميلينا جامبوليس، أخصائية التغذية والصحة الجسمية، فتقول:"أنا أحب الشوكولاتة أيضاً، والحياة بدونها، ستفقد الكثير من روعتها."بحسب سي ان ان.

وتكمل"إن السؤال عن إمكانية التخلص من الإدمان على الشوكولاتة، يجعلنا نستحضر نقطتين هامتين."الأولى هي صحيح أن الشوكولاتة، لها مساوئ صحية، فهي تعمل على زيادة الوزن في حال تناولها بكثرة، لكن الدراسات بينت أن لها تأثيراً إيجابياً على ضغط الدم، وصحة القلب، ومقاومة الأنسولين، وحتى صحة الأسنان."

وتتابع جامبوليس" لكن هذه الفوائد ترتبط بمضاد للأكسدة، تستخدمه المصانع عن تحضيرها للشوكولاتة ويدعى فلافونول، وهو موجود في الشوكولاتة خصوصاً الداكنة منها، فيما تحتوي الأنواع الممزوجة بالحليب أقل، في حين لا تحتوي الشوكولاتة البيضاء مضاد الأكسدة هذا."

وتنوه أخصائية التغذية إلى النقطة الثانية التي يثيرها التساؤل عن إمكانية التخلص من إدمان الشوكولاتة الذي يهلك الجيوب والأبدان.

الافراط في شرب الكولا يصيب بمشاكل خطيرة في العضل والقلب

يواجه الاشخاص الذين يشربون عدة ليترات من الكولا في اليوم مشاكل خطرة في العضل وحتى في القلب بسبب انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم على ما حذر اطباء.

واوضح واضعو دراسة اوردتها المجلة الطبية "انترناشونال جورنال اوف كلينيكال براكتيس" ان التغيير في مستوى البوتاسيوم يمكن ان يؤثر بعمق على عمل شرايين القلب. بحسب فرانس برس.

ويزيد المستوى المتدني جدا للبوتاسيوم في الدم بسبب تناول الكولا، من مخاطر الاصابة بمضاعفات قد تكون قاتلة مثل اضطراب في ضربات القلب على ما ذكر واضعو الدراسة التي تمت باشراف الطبيب موزيز اليساف في جامعة يوانينا في اليونان.

وقد يؤدي التراجع الكبير في نسبة البوتاسيوم الى وهن في العضلات وتشجنات عضلية وخفقان سريع للقلب وغثيان.

وشملت الدراسة اشخاصا يشربون لترين الى تسعة ليترات من المشروبات الغازية في اليوم بينهم امرأتان حاملان ادخلتا المستشفى.

وكانت احداها وهي تشرب ثلاثة ليترات من الكولا في اليوم تعاني من التعب وفقدان الشهية والتقيؤ في حين ان الثانية وكانت تشرب سبعة ليترات من الكولا يوميا في الاشهر العشرة التي سبقت دخولها الى المستشفى، فكانت تعاني من وهن في العضلات.

وقد استعادتا عافيتهما كليا بعدما توقفتا عن شرب الكولا واعطيتا جرعات من البوتاسيوم اما عبر الفم او عبر الحقن على ما اوضحت الدراسة التي ستنشر في عدد حزيران/يونيو من المجلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 30/آيار/2009 - 2/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م