
شبكة النبأ: أبدى عدد من ذوي ضحايا
المقابر الجماعية في الديوانية معاناتهم في ظل عدم اهتمام حكومي بوضعهم
المعاشي بعد فقدهم ذويهم المعيلين الذين راحوا ضحية سياسات النظام
السابق في المقابر الجماعية، مطالبين بالالتفات لشريحتهم وتفعيل
القرارات التي منحت حقوقا وامتيازات لهم.
وصادف يوم 16 من الشهر الجاري الاحتفال بذكرى يوم المقابر الجماعية
في العراق، الذي أقره مجلس الوزراء قبل عامين على خلفية العثور على أول
وأكبر مقبرة جماعية في المحاويل أحد أقضية محافظة بابل جنوبي بغداد عام
2003 بعد سقوط النظام السابق، وقد ضمَّت رفات اكثر من 2000 شخص.
المواطن رسول عبد الواحد كردي يروي قصة قتل والده الذي وجد رفاته
وحاجياته في احد المقابر الجماعية” كان والدي احد الثوار في الانتفاضة
الشعبانية عام 1991 وقد قارع النظام مع العديد من أبناء الديوانية وقد
اشترك والدي في معارك تحرير مدينة الحلة واشترك في معارك النجف وخاصة
معركة الحفار (30 كم) شرق الديوانية وهي المعركة الفاصلة التي استطاعت
بها قوات الحرس الجمهوري من دخول مدينة الديوانية بعد ان استخدمت
الصواريخ والدبابات والمدفعية الثقيلة.
واضاف” قبض على والدي أثناء تلك المعركة وأرسل إلى سجن مديرية الأمن
في الديوانية ومن بعدها إلى سجن الرضوانية وكانت تصلنا أخبار بين الحين
والأخر عن أن والدي يُعذَّب بأشد أنواع العذاب الجسدي والنفسي إلى
حوالي عام 1992 علمنا أن والدي مع عدد من وفاقة قد اُخذو من سجن
الرضوانية .. الى ان عثرنا على جثته في احد المقابر الجماعية.
وأضاف ان “الحكومات التي جاءت بعد سقوط النظام عام 2003 ولحد الآن
لم تعطي ذوي الشهداء أية اولويات في التعيينات او أي تقدير لتك العوائل
التي قد ضحت من اجل تحرير العراق.
واردف” لذا أطالب الحكومة المركزية بإعطاء ذوي الشهداء حقوق الذين
قتلوا ونحن لم نحصل من الدولة الحالية أي امتياز او تقدير لدماء وأرواح
أهلنا الذين ضحوا بانفسهم.
وقالت ام محمد، زوجة احد الشهداء، في الديوانية لوكالة اصوات العراق
ان” على الحكومة المركزية ان تعطي اولية لذوي الشهداء حيث اننا لم نحصل
على أي امتياز يوازي ارواح ازواجنا وابناءنا والذين ضحوا من اجل التخلص
من الظلم والطغيان الذي كان في الماضي. بحسب تقرير اصوات العراق.
وطالبت ام محمد الحكومة “باعطاء رواتب شهرية بسبب اننا فقدنا من
يعيلنا وقد اضطهدنا خلال الفترات السابقة قبل سقوط النظام الصدامي
الدموي حيث كنا لانستطيع ان نتكلم، وكل يوم كنا نزور مديرية الامن في
المحافظة لاخذ المعلومات وتهديدنا بالقتل في حال مطالبتنا بدماء اهلنا
الذين قتلوا خلال ايام الانتفاضة الشعبانية في الديوانية.
ابو سالم وهو رجل طاعن في السن فقد ولديه في احداث الانتفاضة عام
1991 قبل ان يجد رفاتهما في مقبرة جماعية جنوب المدينة، قال ان الحكومة
لم تول اي اهتمام فعلي او جدي للوضع الحياتي لذوي المقابر الجماعية،
مطالبا الحكومة “بعدم الاكتفاء باقامة الاحتفاليات ورفع الشعارات دون
عمل حقيقي ينقذنا من الحالة المعاشية الصعبة.
ويشير الى ان ما يقدم اليهم هو “مجرد مساعدات وشئ لاينسجم مع
التضحيات التي قدمها فلذات اكبادنا في مقارعة النظام السابق.
من جانبه ، قال مدير مديرية شهداء الديوانية عبد الإله آل طاهر ان
“عدد شهداء المقابر الجماعية في الديوانية قد وصل إلى ما يقارب 1800
شهيد وتم الكشف عن 105 مقبرة جماعية موزعة على مناطق مختلفة في
الديوانية.
وأشار الى انه “تم التصديق على معاملات 1800 شهيد في الديوانية
منهم 900 من ثوار الانتفاضة الشعبانية وشهداء المقابر الجماعية.
وكشف طاهر الى انه بالاضافة الى 105 مقبرة التي تم اكتشافها بعد
عام 2003 فانه تم مؤخرا اكتشاف مقبرة للأكراد في منطقة النهر الثالث
شرق الديوانية تفيد معلوماتنا إلى وجود أكثر من 1000 شهيد من العرب
والأكراد وبينهم نساء وأطفال.
وأضاف بصدد دعم ذوي الشهداء أن “مديرية الشهداء الديوانية تقدم
هدية للمتزوجين من أبناء الشهداء عبارة عن مبلغ مقداره ثلاثة ملايين
دينار، كما وزعت منحة رئيس الوزراء نوري المالكي البالغة 500 ألف
دينار لذوي الشهداء فضلا عن تعيين أكثر من 200 شخص من ذوي الشهداء في
عموم العراق.
وطالب مدير مديرية شهداء الديوانية “الوزارات كافة بتفعيل قانون
مؤسسة الشهداء رقم 3 لعام 2006 وما يتعلق بالامتيازات وحقوق ذوي
الشهداء في عموم العراق.
وبشأن الحفاظ على تلك المقابر بين أن” هناك تقصير كبير من وزارة
حقوق الإنسان لعدم الاهتمام وتوفير الحماية للمقابر الجماعية وان هناك
حيوانات تنهش في جثث الشهداء.
يذكر انه بحسب اللجنة العليا للمقابر الجماعية - دائرة شؤون اللجان
في الحكومة العراقية، اعتبرت المقابر الجماعية في العراق” نتيجة حتمية
لسياسات النظام السابق التي مارسها ضد ابناء الشعب العراقي طيلة ثلاثة
عقود، وان كانت ذروتها يمكن ان تحدد بالمدة المحصورة من 1979 – 2003 ،
وهي المدة التي استأثر فيها الرئيس السابق صدام حسين بالحكم.
وبحسب موقع لجنة المقابر الجماعية فان عدد المقابر الجماعية
المكتشفة في العراق تجاوز الـ(240) مقبرة جماعية موزعة على اكثر من
(100) موقع، وفي معظم المحافظات تقريباً، مع زيادة تركيزها في محافظات
الوسط والفرات الاوسط والجنوب حيث تصل الى نسبة 80% من مجموع المواقع
في عموم العراق. وتقع مدينة الديوانية، مركز محافظة الديوانية، على
مسافة 180 كم جنوب العاصمة بغداد. |