باكستان واسقاط طالبان بالضربة القاضية

إسلام آباد تخشى تراجع الدعم الشعبي وطالبان تعد مقاتليها لحرب مدن مستمرة

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: رغم مضي قرابة شهر من بدء المواجهات، إلا أن العملية العسكرية مازالت في مراحلها الأولية، وسط مخاوف قيادات الجيش أن يؤدي امتدادها وتنامي حصيلة الخسائر، إلى تراجع الدعم الشعبي.

خصوصا أن الحكومة حسب رأي العديد من المراقبين ضعيفة وغير فعالة وتعاني من الفقر والفساد ويسيطر متشددون متعاطفون مع تنظيم القاعدة على أجزاء كبيرة من أراضيها.

ومع امتداد رقعة العمليات العسكرية الواسعة التي ينفذها الجيش الباكستاني، منذ ثلاثة أسابيع، لاجتثاث مليشيات طالبان من مناطق القبائل النائية وأدت لنزوح 1.5 مليون شخص، تدل مؤشرات على أن المعركة الأعنف مازالت في انتظار القوات الباكستانية في وادي "سوات."

حرب أبعد ما تكون عن المنتهية

تتطلع القيادات العسكرية الباكستانية لإنهاء العمليات العسكرية القائمة في "بونر" و"دير السفلى" خلال الأيام القليلة المقبلة للتركيز على المهمة الأصعب في "سوات."

ورغم إعلان الجيش استرداده 80 في المائة من مناطق "بونر" منذ أسابيع، إلا أن المنطقة مازالت تشهد مواجهات عنيفة.

ويقول الجيش الباكستاني إن مليشيات طالبان المتمركزة في "سوات"عززت قواها بمقاتلين من وزيرستان، وجنوب البنجاب بالإضافة إلى "جهاديين" من آسيا الوسطى.

وتمترس قرابة 4 آلاف من المقاتلين المتمرسين في خندق تم حفره حول المنطقة، التي تهيمن عليها مليشيات مولانا فضل الله. بحسب (CNN).  

وأوضح الناطق باسم الجيش الباكستاني، الجنرال أزهر عباس، في مؤتمر صحفي بإسلام أباد، إن عشرة في المائة من المليشيات المقاتلة هناك وفدت من الخارج.

وأضاف:"ما من مجال للالتباس بأن الأموال والمعدات والأسلحة تأتي عبر الحدود"، في إشارة إلى أفغانستان.

وذكر المسئول العسكري أن أولويات الجيش تتركز على استعادة "سوات" وتحجيم بنية طالبان في المنطقة.

ورغم مزاعم القوات الباكستانية قتل عدد من كبار قيادات الحركة في المنطقة، خلال العمليات الجارية، إلا أن فضل الله وكبار القيادات الطالبانية مازالت طليقة، وتواصل استخدام بعض المحطات الإذاعية لبث رسائلها والترويج لأفكارها.

وعلى نقيض الحملات العسكرية السابقة، تلقى العملية دعماً شعبياً واسعاً، إلى أن على الجيش الباكستاني التركيز لتوجيه ضربة قاضية للحركة المتشددة، قبيل انحسار الإجماع السياسي عليها.

وفي محاولة لحشد الدعم القومي للحملة، دعت الحكومة الباكستانية معظم الأحزاب السياسية لاجتماع ، يتوقع مشاركة قادة 42 حزباً سياسياً فيه.

وفي تحرك مواز، أصدر المئات من رجال الدين في العاصمة إسلام أباد، قراراً بالإجماع يدين تكتيكات العنف التي تنتهجها الحركة المسلحة.

وجاء في القرار: "الهجمات الانتحارية وجز العنق حرام."

وتعهد وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، باستمرار العمليات العسكرية حتى دحر كافة المليشيات المسلحة من المنطقة، ونوه قائلاً: "سرطان طالبان تفشى خلال السنوات الثمانية الماضية، وإزالته ستستغرق بعض الوقت."

مقتل نحو ألف مسلح

وأسفرت العمليات العسكرية الواسعة التي يشنها الجيش الباكستاني عن مقتل أكثر من ألف مسلحين ودحر المليشيات عن معظم تلك المناطق، وفق الحكومة الباكستانية.

وأكد مسؤولون باكستانيون إن 2 في المائة فقط من مناطق إقليم "الحدود الشمالية الغربية" مازالت تحت سيطرة المليشيات المسلحة.

وأكد الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، أن رقعة العمليات العسكرية ستتسع حتى مناطق القبائل المتاخمة للحدود الأفغانية،  مشدداً بأن "سوات لم تكون سوى بداية حرب واسعة سنخوضها." بحسب (CNN).  

هذا ولم تشر السلطات الباكستانية إلى سقوط مدنيين كضحايا خلال العملية العسكرية، أو أعداد الذين تسببت في نزوحهم عن مناطقهم.

وعلى صعيد متصل، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن اندلاع العنف شمال غرب باكستان أدى إلى تشريد أكثر من مليون شخص، في وقت قال الجيش الباكستاني إنه يحقق "نجاحا" في المعارك الدائرة منذ نحو أسبوعين.

وقال أنتونيو غوتيرس المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين إن نحو 1.2 مليون شخص تم تسجيلهم على أنهم نازحين حتى الآن، بالإضافة إلى نحو 554 ألف شخص هربوا من مناطق الصراع منذ أغسطس/آب الماضي.

وكانت خبيرة استراتيجية حذّرت من أن مقاتلي حركة طالبان بباكستان يستعدون "لمعركة مدن دموية" ضد الجيش الباكستاني في مدينة "مينغورا" الواقعة غربي البلاد.

وقالت الخبيرة ريفا بالا، مديرة قسم التحليل الاستراتيجي في ستراتفور: "إن مسلحي طالبان يحشدون قواهم في مينغورا ويحفرون الخنادق والمتاريس ويزرعون الألغام ويتخذون مواقع فوق أسطح المنازل والمساكن."

وأضافت: "ليس واضحاً ما إذا كان الجيش الباكستاني مدرباً على خوض مثل هذه المعارك أو مجهزاً لها"، مشيرة إلى أن على الجيش الأمريكي "أن يفكر مرتين" قبل خوض مثل هذه المعركة في مثل هذا الوضع.

وقدرت الخبيرة عدد مقاتلي طالبان في المنطقة بحدود 5000 عنصر، في حين أن عدد قوات الجيش الحكومي في المنطقة يصل إلى 15 ألف عنصر.

من جهتها، أصدرت طالبن سلسلة من التحذيرات والتهديدات ضد الطبقة السياسية الحاكمة في إسلام أباد من مغبة الاستمرار في القصف المدفعي والجوي لمعاقل المليشيات المسلحة في وادي سوات.

وطالب المتحدث باسم الحركة، مسلم خان، في تصريح كل أعضاء البرلمان الاتحادي والبرلمانات الإقليمية من مقاطعة ملاكند، في شمال غربي البلاد، حيث يوجد وادي سوات، بالاستقالة في غضون ثلاثة أيام، أي أن المهلة تنتهي مساء الجمعة.

طالبان تحلق اللحى

قال الجيش الباكستاني ان مقاتلي حركة طالبان يحلقون لحاهم ويحاولون الفرار من هجوم للجيش على معقلهم في وادي سوات مع تخفيف الجيش حظر التجول للسماح بخروج المدنيين.

وشن الجيش حملة في سوات شمال غربي اسلام اباد الاسبوع الماضي للحد من اتساع نفوذ طالبان الذي أثار قلق الولايات المتحدة وحلفاء غربيين اخرين بشأن باكستان المسلحة نوويا.

وقال الجيش ان الاشتباكات اندلعت في انحاء عديدة بالمنطقة وانه يحرز نجاحات.

وناشد ايضا المدنيين المساعدة في كشف هوية مقاتلي طالبان الذين يحاولون الفرار.

وقال الجيش في بيان "لدينا تقارير مؤكدة عن ان هؤلاء الارهابيين من طالبان يفرون من المنطقة بعد حلق لحاهم وقص شعورهم." بحسب رويترز.

واضاف "نطلب من سكان سوات كشف هويتهم." ونشر رقم هاتف يمكن للمبلغين الاتصال به او ارسال رسائل نصية.

ويطلق اعضاء طالبان ومؤيدون لحاهم في العادة وكثيرون منهم يطيلون شعورهم. ولم يصدر تعليق فوري من طالبان على بيان الجيش.

ودعا رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة انطونيو جوتيريس الموجود في باكستان الى تقديم مساعدة دولية كبيرة لتجنب مأساة.

وبدأ السكان الفرار الشهر الماضي عندما هاجم الجيش طالبان في منطقتين بالقرب من سوات احتلتهما الحركة المتشددة في انتهاك لاتفاق سلام ابرم في فبراير شباط بهدف انهاء العنف في الوادي الذي كان من قبل مقصدا سياحيا.

ويؤيد الحملة معظم الاحزاب السياسية الباكستانية وعامة الشعب بالرغم من التشكك الواسع النطاق بشأن تحالف مع الولايات المتحدة في حملتها ضد التشدد.

لكن المعارضة ستتزايد إذا قتل العديد من المدنيين في القتال أو إذا تحمل النازحون عبئا غير مبرر.

وغادر الصحفيون سوات ولا يمكن التأكد من عدد الضحايا من جهة مستقلة.

ويقول الجيش ان حوال 15 ألفا من أفراد قوات الامن يواجهون نحو 5000 متشدد في منطقة سوات.

سقوط باكستان مبالغة

وحذر مسؤولون أمريكيون بارزون يراقبون بقلق توسع طالبان الى مناطق قريبة من العاصمة الباكستانية اسلام اباد من الكارثة التي تلوح في الافق. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان باكستان "تمثل تهديدا قاتلا لامن وسلامة بلادنا والعالم."

ويجري أسوأ سيناريو على النحو التالي.. يبسط متشددو طالبان سيطرتهم في أنحاء باكستان ليقوضوا حكومة الرئيس اصف علي زرداري بسلسلة من التفجيرات في مدن رئيسية.

وفي ظل الفوضى التي تعقب هذا يواجه العالم شبح دولة فاشلة يحكمها متشددون مسلحون نوويا. هذا مخيف لكن احتمالات حدوثه لا تذكر. بحسب رويترز.

ويقول جوان كول الاستاذ بجامعة ميشيجان "طالبان لن تستولى على الحكومة الباكستانية."

وأضاف "لا يستطيع بضعة الاف من رجال القبائل الاستيلاء على دولة عدد سكانها 165 مليونا وتوجد بها طبقة متوسطة كبيرة في الحضر وتملك جيشا محترفا ومنظما للغاية."

ولا أحد يتوقع ورود اخبار جيدة كثيرة من باكستان في اي وقت قريب. لكن هذا لا يعني أن الوضع سيتفاقم بشدة ويصيب الاسواق العالمية بفزع شديد.

ويقول اليستير نيوتن المحلل السياسي البارز بمؤسسة نومورا " باكستان وضعها سيء لا شك في هذا.

"لكن في الوقت الحالي وباستثناء السيناريوهات التي يعتبر احتمال حدوثها ضئيل للغاية أقول ان المخاطر داخلية جدا باستثناء الاحتمال الذي أعطيه أهمية اكبر وهو شن مزيد من الهجمات الارهابية في الهند تحمل بصمات باكستانية."

وعلى الرغم من القلق الذي ثار الشهر الماضي حين سيطرت حركة طالبان على مناطق على بعد 100 كيلومتر فقط من العاصمة اسلام اباد فان القرب الجغرافي لا يترجم الى اقتراب من السيطرة على السلطة في باكستان. فهذا يتطلب السيطرة على اقليمي البنجاب والسند ويرى محللون أن احتمال حدوث هذا ضئيل جدا.

وقالت ماريا كووسيستو المحللة المتخصصة في الشؤون الباكستانية بمجموعة يوراسيا في لندن "ليست لديهم القدرة في الوقت الراهن على السيطرة على البنجاب والسند...نتحدث عن ما بين ستة الاف وسبعة الاف مقاتل والجيش الباكستاني لديه اكثر من 500 الف رجل."

وشن الجيش هجوما كبيرا بالفعل على متشددي طالبان في سوات وسوف تؤدي اي محاولة من قبل المتشددين لتهديد العاصمة الى رد عسكري سريع لا محالة.

وقال نيوتن "لا تملك طالبان بالكاد الارادة او القوة لشن ما يجب أن يكون هجوما تقليديا على اسلام اباد...وستكون هذه وصفة مضمونة ليقطعهم الجيش الباكستاني اربا."

وحتى تتوغل في البنجاب او السند ستحتاج طالبان الى درجة من الدعم الشعبي هناك. وقالت كووسيستو "لكن ليس هناك تعاطف شعبي مع سيطرتهم على البنجاب والسند."

وايا كانت نتيجة الهجوم في سوات يقول محللون ان طالبان ستظل قوة مزعزعة للاستقرار.

وقالت كووسيستو "لديهم القدرة على شن هجمات ارهابية منسقة ومتطورة للغاية...هذا في حد ذاته مثار قلق كبير للبلاد على المدى القصير والمتوسط."

لكن في حين أن الوضع الامني سيء وقد يزداد سوءا فانه ما زال بعيدا عن السيناريو الاسوأ.

ويقول تشيتيج باجبايي المحلل المتخصص في شؤون جنوب اسيا بمؤسسة كونترول ريسك لتقييم المخاطر "حدوث تدهور كبير في الوضع الامني ليس مستحيلا. نحن متجهون في هذا الاتجاه لكن هذا الحديث عن (طلبنة) البلاد بأسرها مبالغ فيه."

وصعد سوق الاسهم في باكستان في بداية عام 2009 لكنه انخفض على مدار الشهر المنصرم بسبب ازدياد المخاوف الامنية.

لكن صورة الاقتصاد الكلي اكثر اشراقا عما كانت عليه قبل ستة اشهر مضت حين بدت باكستان مهددة بالتخلف عن سداد ديون سيادية ويرجع الفضل في هذا جزئيا الى قرض من صندوق النقد الدولي ومساعدات تتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار من مجموعة "أصدقاء باكستان."

لكن المخاطر السلبية تلغيها حقيقة أنه اذا أصبحت الحكومة أقل فعالية او اذا تدهور الوضع الامني بشدة سيرجح هذا من احتمال حدوث انقلاب وهي نتيجة ايجابية بالنسبة للسوق.

وقال نيوتن "في حالة وقوع انقلاب عسكري ربما تطمئن الاسواق مجددا بالنسبة للرئيس زرداري."

ولكن اذا كانت باكستان ليست متجهة الى الانهيار فلماذا هذا الخطاب الامريكي..

يقول محللون ان التحذيرات بوقوع كارثة خدمت غرضين هما دفع الكونجرس الامريكي والحكومات المتحالفة الى الاسراع بالتفويض بمنح اسلام اباد مساعدات كبيرة الى جانب حث حكومة باكستان المترددة على التعامل مع طالبان بدلا من السعي للتوصل الى تفاهمات غير مريحة.

وقالت كووسيستو "سيناريو بسط طالبان سيطرتها مبالغ فيه تماما...الدافع ورائه سياسي وهي مبالغة مقصودة."

عناصر طالبان يعدون لمعركة مدن

حذّرت خبيرة استراتيجية من أن مقاتلي حركة طالبان باكستان يستعدون "لمعركة مدن دموية" ضد الجيش الباكستاني في مدينة "مينغورا" الواقعة غربي البلاد.

وقالت الخبيرة ريفا بالا، مديرة قسم التحليل الاستراتيجي في ستراتفور: "إن مسلحي طالبان يحشدون قواهم في مينغورا ويحفرون الخنادق والمتاريس ويزرعون الألغام ويتخذون مواقع فوق أسطح المنازل والمساكن."

وأضافت: "ليس واضحاً ما إذا كان الجيش الباكستاني مدرباً على خوض مثل هذه المعارك أو مجهزاً لها"، مشيرة إلى أن على الجيش الأمريكي "أن يفكر مرتين" قبل خوض مثل هذه المعركة في مثل هذا الوضع.

وقدرت الخبيرة عدد مقاتلي طالبان في المنطقة بحدود 5000 عنصر، في حين أن عدد قوات الجيش الحكومي في المنطقة يصل إلى 15 ألف عنصر. بحسب (CNN).  

وتساءلت: "هل سيحاولون الصمود والقتال أم يعيدون تنظيم أنفسهم؟"

وأشارت إلى أن الجيش الباكستاني "يضع ثقله في المعركة"، محذرة من أنه حتى وإن انتصروا فيها فإن الحرب ضد طالبان لن تنتهي بالضرورة.

وأوضحت أن هذا القتال "ليس الأول من نوعه، بل الرابع.. وفي كل مرة تثبت طالبان قدرتها على إعادة التنظيم وتعود إلى المنطقة."

كذلك حذرت الخبيرة من مشكلة اللاجئين، وأن هؤلاء يشكلون أرضية خصبة لطالبان لاستقطابهم ضد الحكومة، مشيرة في هذا الصدد إلى وجود 1.5 مليون لاجئ شردوا من مناطق سكنهم خلال الشهور العشرة الأخيرة من القتال والمعارك المتفرقة.

ومع دخول المواجهات بين الجيش الباكستاني وعناصر طالبان أسبوعه الثالث، كشف متحدث باسم الجيش أن القوات العسكرية ستحاول طرد طالبان من مناطق النزاع، بل وإنهاء وجودهم في منطقة وادي سوات بشكل كامل، بحسب ما صرح به المتحدث الجنرال آثار عباس.

باكستانيون يعودون لحصاد القمح في منطقة الحرب

قال زاده وهو يأخذ استراحة على الطريق مع والده المُسن وأربع نساء منتقبات ورضيع "أتيت من أجل حصاد محصولي."

وأضاف وهو يشير الى البلدة الرئيسية في الأرض المنخفضة الى الجنوب "لا يمكننا ان نعيش في ماردان..انها حارة للغاية". بحسب رويترز.

ولجأ أكثر من مليون شخص الى الاراضي المنخفضة هربا من القتال الذي بدأ الشهر الماضي عندما تحرك الجيش الباكستاني لطرد طالبان من منطقة بونر على بعد 100 كيلومتر فقط شمال غربي العاصمة اسلام اباد.

ثم بدأ الجيش بعد ذلك هجوما على وادي سوات الى الشمال من بونر.

وقال زاده فيما كان هو وأقاربه المثقلون بالصناديق والامتعة يستأنفون سيرهم باتجاه الجبال "كان هناك قتال ضار لكن نأمل الان ان يسود السلام. ولهذا السبب أتينا."

وقالت وزارة الداخلية الباكستانية يوم الاحد ان اكثر من الف متشدد قتلوا في الهجوم. ولم يتسن التأكد من عدد القتلى من جهة مستقلة.

في الحقول الخصيبة على امتداد الطريق من الاراضي المنخفضة الى بونر كان القمح ناضجا ينتظر الحصاد بينما كانت حقول التبغ تنمو جيدا. وكان على الطريق أيضا سيارات وشاحنات محترقة.

بدأ القتال في منطقة بونر في بلدة امبالا الصغيرة ويبدو ان طالبان قاومت مقاومة شرسة.

ودمر القتال العديد من المتاجر على طريق امبالا الرئيسي بما في ذلك محطة الوقود كما أُصيب العديد من المنازل بأضرار.

وعلى الارض تناثر الزجاج المحطم وأسلاك الكهرباء والأشجار المقتلعة.

كانت البلدة في أغلبها مهجورة باستثناء متجرين صغيرين كانا يعملان.

وقال شاه والي وهو يعد تبغ المضغ في احد المتجرين "كانت امبالا هي خط الجبهة الامامي. اتيت بالامس لارى ما اذا كان منزلي مازال قائما."

وفي داجار البلدة الرئيسية في بونر قال أبرز مسؤول حكومي في المنطقة ان هناك نحو 350 مقاتلا من طالبان يتحصنون في قرية سلطانواس على بعد ستة كيلومترات.

وقال المسؤول الاداري يحيى اخوندزاده "الجانب الأكبر من بونر طهر من المتشددين والان يتركز القتال على معقلهم الرئيسي في سلطانواس."

وأضاف "حين يتم تطهيرها تماما ستكون بونر قد طهرت بالكامل وسنطلب من السكان العودة. نأمل ان يكون الأمر مسألة أيام."

كانت تتردد أصوات مدفعية من آن لآخر على التلال فيما كان يتحدث.

ولم يبق في بونر سوى قلة من المدنيين واغلقت كل المتاجر كما أغلق مستشفاها.

غير ان السلطات تخفف حظر التجول في بونر أثناء النهار لتسمح للمزارعين هناك بحصاد القمح.

وقال جعفر خان ضابط الشرطة "الناس بدأت تعود والا ستضيع محاصيلها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/آيار/2009 - 27/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م