الأمريكيون العرب والعمل الطوعي

في يوم الخدمة نشاطات تطوعية متميزة لخدمة المجتمع

 

شبكة النبأ: قال الرئيس أوباما في إحدى خطبه "إن الذين يحبون بلادهم يستطيعون تغييرها"، فخدمة المجتمع هي واحدة من أهم القيم الأميركية، وليس هناك دليل أقوى على ذلك من قيام الأميركيين العرب بتنظيم يوم الخدمة الوطني السنوي للأميركيين العرب وذلك يوم السبت الموافق 16 أيار/مايو 2009 في مدن متفرقة في عموم الولايات المتحدة الأميركية.

والهدف من ذلك هو تفعيل دور القيادة والانخراط في المجتمع من خلال العمل التطوعي والقيام بخدمة المجتمع. وتحقيقا لهذا الهدف النبيل فإن الآلاف من الأميركيين العرب سوف ينضمون في هذا اليوم إلى أصدقائهم وعائلاتهم لتوسيع دائرة تقديم الخدمة لتشمل جاليات أخرى غير الجالية الأميركية العربية.

وقد قامت "الشبكة الوطنية للجاليات العربية – الأميركية" (NNAAC) بتنظيم هذا المشروع القومي الأميركي والإشراف عليه.

وأبلغ طالب سلهب، وهو مدير الشبكة الوطنية للجاليات العربية الأميركية (NNAAC)، موقع أميركا دوت غوف في مقابلة أجراها معه الموقع بأن الهدف الرئيسي لشبكة -(NNAAC) هو تمكين الصوت العربي الأميركي وإضفاء الثقل عليه وذلك من خلال التعاون والعمل الجماعي مع المنظمات الخدمية الأخرى على مستوى الولايات وعلى المستوى القومي وكذلك التشجيع والترويج للخدمة الوطنية والاجتماعية لدى الأميركيين العرب. بحسب موقع أميركا دوت غوف.

وأضاف سلهب أن"هذا هو العام الخامس على التوالي، حيث يقام يوم الخدمة الوطني السنوي للأميركيين العرب في شتى أنحاء الولايات المتحدة وفى آن واحد، مشيرا إلى هناك حوالي ثلاثة آلاف متطوع على استعداد تام للقيام بخدمة المجتمع وتشييد جسور التواصل مع الجاليات الأخرى وتقديم صورة إيجابية عن الجالية العربية الأميركية.

وتعد الشبكة الوطنية للجاليات العربية – الأميركية (NNAAC) إحدى مشاريع "مركز الجالية العربية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية" (ACCESS).

والمركز هو عبارة عن  شبكة وطنية تتكون من مجموعة منظمات مستقلة تقوم بتقديم الخدمات الاجتماعية، والمهمة الرئيسية للشبكة هي تطوير المؤسسات الشعبية للجالية لتكون قادرة على تلبية الاحتياجات والتعامل مع هموم الأميركيين العرب على المستوى المحلي ومن ثم حمل هذه الهموم مجتمعة في حقيبة واحدة ورفعها إلى المستوى القومي.

وقد قام مركز الجالية العربية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية (ACCESS) بتقديم خدماته للجالية على مدى 35 عاما، ويعتز المركز بكونه أحد أبرز المنظمات العربية الأميركية العاملة بالولايات المتحدة، وقد قامت مجموعة من المتطوعين بإنشاء المركز عام 1971، حين اتخذت هذه المجموعة من أحد المحلات الواقعة في حي ساوث إند الفقير فى ديربورن مقراً للمركز. وكان الهدف من إنشائه هو مساعدة المهاجرين الجدد من العرب للتأقلم على الحياة في أميركا ومساعدتهم في تعلم اللغة الإنجليزية.

كما تحدث سلهب عما أطلق عليه "الأسبوع الوطني للدفاع عن قضايا الأميركيين العرب"، وعن أهدافه. فقد اجتمعت مجموعة تضم 15 ممثلا عن مركز الجالية العربية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية والشبكة الوطنية للجاليات العربية الأميركية في العاصمة واشنطن خلال الفترة من 22 حتى24  نيسان/إبريل بمناسبة إحياء فعاليات "الأسبوع الوطني للدفاع عن قضايا الأميركيين العرب، الذي يقام لأول مرة. وقد التقى الوفد بأعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي ومسؤولين من البيت الأبيض بالإضافة إلى مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون القنصلية.

وقد ناقش الوفد عدة مواضيع هامة تتعلق بالإصلاحات في قوانين الهجرة والوصم النمطي العرقي وأهمية برامج الخدمة الوطنية. ومن ناحية أخرى فقد تم إطلاع أعضاء NNAAC على مسائل تتصل بالجالية وبطبيعة دورها واطلعوا على أحدث المستجدات المتعلقة بالتشريعات الحالية وأسديت لهم النصيحة والمشورة حول كيفية تنظيم حملات الدفاع عن قضايا جاليتهم. كما تم التطرق أيضا للمسائل المتعلقة بالجالية والترويج ليوم الخدمة الوطني السنوي للأميركيين العرب.

وقال مدير الشبكة الوطنية للجاليات العربية "إن ذلك كان ذلك حدثا تاريخيا بالنسبة للمنظمتين NNAAC وACCESS، إذ إنه لم يحدث مطلقا وأن قدم أعضاء من الشبكة الوطنية إلى إلي واشنطن من عموم الولايات المتحدة للتنسيق والتعاون مع شركائنا على مستوى الولايات المتحدة، ومنهم المعهد الأميركي العربي(AAI)  واللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز ) ADC) والقيام بالدفاع عن حقوق الأميركيين العرب والقضايا التي يواجهونها بشكل يومي. ونحن نتطلع إلى البناء على النجاح الذي حققته هذه المنظمات ونعول عليها بشكل كبير في وضع خططنا المستقبلية" كما ساعدت هذه التحركات على ترسيخ وجود قوي للمنظمات الأميركية العربية بواشنطن في سابقة هامة، من شأنها أن تمهد الطريق لزيارات مستقبلية يقوم بها أعضاء آخرون من أبناء الجالية.

خدمة المجتمع أولوية تتصدر جدول الأعمال الأميركي

وفى إطار الجهود التي يبذلها الرئيس أوباما لتشجيع العمل التطوعي لخدمة المجتمع، فقد وقع على مشروع قرار الخدمة الوطنية والذي تبلغ تكلفته 5.7 بليون دولار أميركي، وهذا من شأنه أن يضاعف حجم برامج منظمة أميريكور AmeriCorps)) إلى ثلاثة أضعاف المستوى الحالي لها على مدى السنوات الثماني القادمة. كما وقع على قانون يوسع نطاق الخدمة الوطنية بشكل كبير مما سيتيح للملايين من الأميركيين فرصة المشاركة وتلبية الاحتياجات المحلية من خلال الخدمة التطوعية.

وقال الرئيس أوباما في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة التوقيع على مشروع القانون "إن هذا هو الشيء الجميل الذي تتميز به الخدمة. إذ إن أي شخص يستطيع أن يؤديها. فأنت لا تحتاج أن تكون قائما على تنظيم الجالية أو أفراد المجتمع أو عضوا في مجلس الشيوخ أو أحد أفراد عائلة كينيدي أو حتى رئيسا، لتجلب التغيير على حياة الناس".

واختتم الرئيس حديثه بالقول "ما كنت لأقف هنا بينكم اليوم لو لم يكن من أجل خدمة الآخرين أو من أجل الغاية التى أعطتها الخدمة لحياتى. لم أكن اقوم بمساعدة الناس وحسب، ولكن كان هناك شيء يعود علي فى المقابل. فمن خلال الخدمة وجدت المجتمع الذى احتضننى والمعنى الحقيقي للمواطنة والإتجاه الذي طالما كنت أبحث عنه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/آيار/2009 - 23/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م