الكتاب: الجملة العربية وتقاسيم على لحن واحد
المؤلف: حسين منصور الشيخ
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
عدد الصفحات: 123 - قطع متوسط
عرض: جورج جحا
شبكة النبأ: كتاب المؤلف السعودي حسين
منصور الشيخ عن الجملة والنحو العربيين على ما فيه من جهد ووضوح وكثير
الشمول يدفع القارىء الى استنتاجات مرة لا بالنسبة الى العمل نفسه بل
الى مجمل الاهتمامات اللغوية العربية حاليا.
من هذه الاستنتاجات ان كثيرا من الاهتمامات اللغوية و" النحوية"
تحديدا في ايامنا الحالية يمكن ان يشبه وان مجازا بتقاسيم متنوعة على
لحن واحد.
فبينما تقلّ او حتى تندر احينا الاعمال التي تتناول ما يطرأ على
اللغة بنية وطرق تعبير وكنوع من "الخلق" النحوي او حتى من " البدع" اذا
شئنا قول ذلك مما يشكل رصدا لاشكال من "التطور" اللغوي نجد ان هناك
تركيزا على تراثنا النحوي وان جاء عرضه احيانا باشكال تكاد جدّتها
تنحصر في ما يمكن ان يعبر عنه بلغة الموسيقيين بتعبير "اعادة التوزيع."
لقد كان عمل حسين منصور الشيخ عملا جيدا في نطاق الاطار الذي حدده
له فاشتغل بموضوعية ضمن هذا الاطار الذي لم يكن في وسعه الخروج عنه
والا وقع في ما يمكن وصفه بانه الاتيان بنحو جديد. اما كتاب حسين منصور
الشيخ فقد حمل عنوانا هو "الجملة العربية.. دراسة في مفهومها
وتقسيماتها النحوية."
الكتاب ورد في 123 صفحة متوسطة القطع صدر عن (المؤسسة العربية
للدراسات والنشر) وكان من شأن هذا العنوان ان يوحي بان الكتاب كتاب "مدرسي"
وان بمستوى غير عادي لو لم يستدرك المؤلف بعض ما اغفله السلف فتناوله
بشرح وبقدر من النقد ولو لم يضف الى ذلك ايضا عملية رصد لما اسماه "التقسيمات
الحديثة للجملة."
وليست المسؤولية مسؤولية حسين منصور الشيخ اذا كان جل هذه التقسيمات
الحديثة اقرب الى "التقاسيم" او الى ما يذكّرنا على بعد الشبه بما
نلحظه من تحول اسم "يوسف" مثلا الى "جو."
يقدم الباحث عرضا واضحا لاراء النحويين القدامى. يبدأ في المقدمة
بالقول ان علم النحو "يبحث...عن اصول تكوين الجملة العربية وقواعد
الاعراب." لكنه يوضح قائلا "وقد اهتم النحويون الاوائل ببحث المسألة
الثانية منه واهملوا بشكل واضح بحث المسالة الاولى وهو ما سنعرض له
لاحقا..."بحسب رويترز.
وقال ان هذا الوضع "استحثّ بعضا من الدارسين المحدثين الى الاهتمام
بدراسة الجملة العربية نحويا فظهرت عدة دراسات... ولكن هذ تظل بحاجة
الى رفد بدراسات تراكم كثيرا مما اغفله السابقون حتى اشباع هذا الموضوع
بما يستحق من البحث والتتبع."
ويقول المؤلف إن الدراسة التي يقدمها "ليست هي الاولى في دراسة
الجملة العربية نحويا فهي لا تطرق موضوعا لم يسبق ان طرق من قبل لكنها
دراسة مختصرة حول الجملة العربية تتناول نقطتين محددتين... وهما دراسة
مفهوم وتقسيمات الجملة."
وتكمن الاهمية في مثل هذه الدراسات انها تساهم في تركيز الابحاث
التي قلما طرقت في الدرس النحوي القديم.
في الفصل المعنون "بين مفهومي الكلام والجملة" يورد التعريف بالجملة
لغويا فيقول مستشهدا بقدامى ومحدثين ومعجمات عربية "تعني كلمة (جملة)
في اللغة العربية .. التجمع في مقابلة التفرق ومن هنا اطلقوا كلمة
(جملة) على "جماعة كل شيء" وقالوا "اخذ الشيء جملة" و"باعه جملة" اي ..
متجمعا لا متفرقا."
وفي مجال التعريف بالجملة نحويا قال "يشير عدد من الدارسين الى انه
لم يستعمل مصطلح (الجملة) او (الجمل) في القضايا النحوية قبل محمد بن
يزيد المبرّد (توفي 285 للهجرة) حين استعمل هذين المصطلجين للاشارة الى
الفعل وفاعله او .. المبتدأ وخبره..."
وفي مجال الكلام عن "التقسيمات الحديثة للجملة" تحدث عن ظهور ما
اسماه تقسيمات جديدة للجملة وان كان القارىء في احيان عديدة لا يشعر
بوجود كثير من "الجدة" الواضحة فيها.
ومما اورده من ذلك تقسيم الدكتور تمام حسان الذي قسم الجملة الى
تقسيمين رئيسيين الاول من حيث المبنى فقسمها الى "جملة اسمية تتكون من
مبتدأ وخبر وجملة فعلية تتكون من فعل وفاعل ومن فعل ونائب عن الفاعل."
ومن التقسيمات التي اوردها في هذا المجال الجملة الوصفية والجملة
الشرطية. اما من حيث المعنى فقد قسم حسان الجملة الى جملة خبرية وجملة
انشائية.
شكل اخر من التقسيمات الحديثة يتمثل بالدكتور حمود نحلة الذي قسم
الجملة الى "قسمين رئيسيين هما .. الجملة البسيطة والجملة المركبة" وقد
قسم الجملة البسيطة الى ثلاثة اقسام هي "الجملة الاسمية والجملة
الفعلية والجملة الجملية."
اما "الجملة الجملية" فليست امرا جديدا بل الجديد هو اسمها "
الجديد" وقد عنى بها "كل جملة يكون الخبر فيها جملة اسمية او جملة
فعلية." |