ثورة النظام المالي وتوفير الملاذ الآمن للدولار

الصراع بين بنك السداد الدولي وصندوق النقد

إعداد: المركز الوثائقي والمعلوماتي

 

شبكة النبأ: تتعرض عملة الدولار بين فترة وأخرى لهجمات تسعى لأسقاطه، ومؤخرا ظهرت فكرة ابتكار عملة دولية جديدة تقوم بدور عملة السداد العالمي الفكرة عندما طالبت الصين المجتمع الدولي من قبل، وعادت الفكرة مرة أخرى ولكن في هذه المرة ظهرت على يد حلفاء أمريكا الأوروبيين، حيث قال محللون أن قمة مجموعة العشرين قد نقلت العالم خطوة باتجاه التحول لعملة عالمية جديدة ومن أبرز النقاط التي أشار إليها نشير إلى الآتي:

• أشارت إحدى فقرات البيان الذي أصدرته قمة مجموعة العشرين إلى ضرورة إحداث ثورة في النظام المالي العالمي.

• أكدت قمة مجموعة العشرين على دعم تخصيصات حقوق السحب الخاصة بما يتيح حقن الاقتصاد العالمي بمبلغ 250 مليار دولار لرفع مستوى السيولة النقدية في الاقتصاد العالمي.

• قرارات مجمعة العشرين ستؤدي إلى تفعيل قدرات صندوق النقد العالمي في خلق النقود وإحداث استرخاء كمي عالمي نقدي جديد.

• ضخ مبلغ الـ250 مليار دولار بعيداً عن سيطرة الكيانات السيادية سيفسح المجال لكي يكون ظهور عملة السداد العالمي الجديدة على غرار الأمر الواقع.

يقول التحليل بأن العالم أصبح الآن أقرب ما يكون إلى ظهور عملة جديدة للسداد الدولي طالما أن صندوق النقد بعد حصوله على هذا المبلغ سيقوم بدور البنك المركزي العالمي الذي يتصرف وفقاً لتقديراته إزاء القيام بعمليات ضبط وتقديم السياسات النقدية العالمية.حسب موقع الجمل

اقتراب النظام الاقتصادي العالمي باتجاه عملة سداد دولي جديدة هو أمر يمكن ملاحظته بوضوح من خلال حيثيات اجتماع محافظي البنوك المركزية العالمية الأخير الذي استضافته العاصمة الأمريكية واشنطن في نهاية شهر أيلول 2008، والذي ناقش مواصفات وطبيعة الكيان الذي يتمتع بالأهلية والملاءة والقابلية لجهة القيام بدور الملاذ والمقرض الأخير.

وعلى خلفية الإجابة على هذا التساؤل برزت بعض الخلافات بين طرف يقول أن صندوق النقد الدولي هو القادر على القيام بدور الملاذ والمقرض الأخير وطرف آخر يقول أن بنك السداد الدولي هو الأفضل لجهة القيام بهذه المهمة، وتشير التسريبات والمعلومات إلى أن الذين أكدوا على أفضلية بنك السداد الدولي كانوا يستندون على الموقف الآتي:

• صندوق النقد الدولي ينحصر دوره في التقاط إشارات الإنذار المبكر المتعلقة بالمشاكل الاقتصادية والأزمات قبل حدوثها ومن ثم القيام بالإجراءات الاستباقية اللازمة لجهة منع حدوثها.

• إن بنك السداد الدولي يتمتع بالاستقلالية النقدية والمالية الكافية للقيام بدور الملاذ والمقرض الأخير وفقاً للاعتبارات السياسية النقدية المتعارف عليها.

يعتبر بنك السداد الدولي من البنوك الأوروبية العالمية الدولية وهو يقوم بدور يتطابق ويتماشى بقدر كبير مع الأدوار التي يقوم بها حالياً البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وتقول المعلومات أن بعض الأطراف الأوروبية ما يزال يرفض إعطاء بنك السداد الدولي أي مجال لكي يتولى القيام بمهام وظيفية أكبر في العمليات النقدية والمالية الدولية وتشير التسريبات إلى أن دول أوروبا الشرقية التي انضمت حديثاً إلى الاتحاد الأوروبي هي من بين الأكثر رفضاً لدور بنك السداد الدولي وعلى سبيل المثال لا الحصر تعارض الحكومة التشيكية التعامل مع بنك السداد تحت مزاعم أن هذا البنك تورط في عمليات غسيل وتبييض الذهب المسروق بواسطة النازيين خلال فترة احتلالهم لبلدان القارة الأوروبية.

الانتقال نحو عملة السداد الدولي الجديدة وبرغم أنه أصبح وشيكاً كما يقول المحللون فإن التوصل إلى إصدار هذه العملة سيتم ضمن عملية أشبه بلعبة الدومينو وبكلمات أخرى كلما تزايدت تداعيات ضغوط الأزمة المالية الزاحفة حالياً، كلما أدى ذلك إلى إضعاف دور الدولار الذي سيؤدي بدوره إلى جعل دول العالم وشركاتها تحس بوطأة الضغوط بشكل يدفعها إلى التخلص من الأرصدة الدولارية عن طريق بيعها في الأسواق المالية وهو أمر سيؤدي إلى زيادة عرض الدولار في مواجهة نقص الطلب عليه مما سيؤدي إلى هبوط سعره بمعدلات مرتفعة وعندها لن يكون أمام الجميع سوى السعي لإقامة عملة سداد دولي جديدة تتمتع بالاستقلالية والثبات ويشير السيناريو إلى أن سخرية القدر ستتمثل في أن أثرياء أمريكا هم أول من سيسعى للتخلص من الدولارات واستبدالها في الأسواق النقدية تفادياً للخسائر التي قد ترمي بهم في محرقة الإفلاس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/آيار/2009 - 17/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م