الشاعر هادي الربيعي: قصيدة النثر ضرورة لابد منها لمواكبة حركة الحياة

حوار: مها فاضل

شبكة النبأ: يعتبر الشاعر هادي الربيعي واحداً من شعراء الجيل الستيني الذي هو من أهم الأجيال الشعرية في حركة الشعر العراقي المعاصر بما قدم من اسماء مهمة وراسخة ونتاج ابداعي ما زال تأثيره مهيمناً  على  حياتنا الثقافية وقد اصدر الشاعر العديد من المجموعات الشعرية ومنها نقوش على نصب الشهيد/ ارتحالات/عربات الآلهة/العشاء الأخير وغيرها اضافة الى دراسات نقدية في الأدب العراقي والأوربي ومنها كتاب الجمرة المقدسة الذي طبعته أمانة عمّان الكبرى في الأردن، وفي هذا اللقاء نحاول ان نلقي الضوء على آخر مستجدات الشاعر هادي الربيعي.

* ما هو جديد الشاعر هادي الربيعي؟

- الجديد هو ديواني ( يدي التي تحترق) الذي من المتوقع ان يصدر عن اتحاد الأدباء والكتاب في العراق ولا اعرف متى ولكنني اعرف بأن تنضيده قد تم بالفعل وينتظر دوره في الصدور.

* ولماذا (يدي التي تحترق)؟ ما الدلالة في ذلك؟

- انها اشارة الى اليد التي تبني العالم. وبدون هذه اليد لا يمكن للحضارة ان تقوم فأنت تكتبين هذا اللقاء بيدك, ولو انتبهنا الى حركة اليد لوجدنا انها هي التي تشيد العالم ومع ذلك فهناك من يريد لهذه اليد ان تحترق لأنه يحمل رغبة الهدم من اجل مصالح ذاتية لا علاقة لها بانسانية الإنسان.

* بعد رحلة شعرية طويلة كتبتَ خلالها جميع أنواع الشعر لماذا تركز الآن على قصيدة النثر؟

- لأن قصيدة النثر اصبحت حقيقة واقعة في حياتنا الثقافية وهي ضرورة لابد منها لكي نواكب حركة الزمن في متغيراته وحركة الحياة لا تتوقف بل انها تفرض وتفرز دائماً انواعاً جديدة من المعرفة في شتى مجالات الحياة ، لقد مضى على القصيدة العمودية اكثر من 1400 عام وبذلك تكون قد استهلكت اغراضها فنحن في القرن الحادي والعشرين وهذا القرن هو قرن المعرفة الكبرى والتيارات الجديدة والمعارف الإنسانية المذهلة ولابد ان يفرض الزمن حضوره على الشعر كما فرض حضوره على جميع انواع الثقافات الأخرى والسؤال هو اية قصيدة نثر نريد؟ فالكثير مما يُنشر باعتباره قصيدة نثر لا يمت للشعر بأية صلة والبعض يستسهل هذا النوع من الشعر وهكذا اصبح لدينا آلاف الشعراء ولكن بدون شعر، القضية اعمق من هذا السطح الظاهري خاصة وان قصيدة النثر بخلاف القصيدة العمودية وقصيدة الشعر الحر، فهاتان القصيدتان تملكان الكثير من المرجعيات بينما لا تمتلك قصيدة النثر مثل هذه المرجعيات، فهي في مرحلة التأسيس في الشعر العربي، رغم امتدادها التأريخي ورغم وجود اسماء كبيرة تركت علامات مهمة على الطريق، ومنها تجربة الشاعر محمد الماغوط مثلاً...

* ما الذي يشغل هادي الربيعي الآن؟

- يشغلني أمر مجموعة شعرية تحمل عنوان (سلالم الضوء) التي أحاول ان أجمع فيها جميع القصائد العمودية وقصائد الشعر الحر، ويشغلني ايضا أمر المجموعة الشعرية الخاصة بأهل البيت عليهم السلام، وحلمي الكبير ان أقدم مجموعة شعرية تليق بمقام أهل البيت وبعظمتهم.

* هل من كلمة اخيرة؟

- علمتُ ان هذا اول لقاء لكِ تجرينه مع مبدع، ويبدو انكِ قد أعددتِ لهذا اللقاء ما يتوجب، وشكراً لك لأنك اخترتني لأكون أول من تجرين معه لقاء، وأتمنى لك الموفقية في حياتك المهنية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 13/آيار/2009 - 16/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م