أسماء الأئمة (ع) هل يجوز استخدامها كواجهات تجارية؟

تحقيق: عبدالامير رويح

شبكة النبأ: بأسماء تشرق بها الشموس وتطيب لذكرها النفوس, أسماء أحبها الله فكرمها وجعل أصحابها أنوارا يستضاء بهم, أسماء نحملها ونعتز بها ونتبرك بذكرها فأصحابها هم باب من أبواب محبة الله انهم أنوار النبوة وأصحاب الهداية تلك الأسماء هي أسماء أهل البيت (ع).

فقد انتشرت في الفترة الأخيرة وتحديدا بعد سقوط النظام السابق في العراق ظاهرة استخدام هذه الأسماء المباركة كواجهات تجارية لبعض المال والمطاعم والفنادق وغيرها, ظاهرة استنكرها البعض واستهجنها ودعا الى معالجتها واصدار قوانين خاصة بها معتبرينها إساءة لهذه الأسماء المقدسة، وعلى النقيض منهم هناك من يشجع على انتشارها ويرحب بها معتبراً إياها باباً من أبواب التبرّك والإعتزاز.

وكان لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) هذه الجولة التي استطلعت فيها بعض الآراء بخصوص هذه الظاهرة حيث التقت أولاً مع السيد عبد الحليم ياسر والذي قال: بخصوص التسميات التي نراها على واجهات المطاعم والمحلات والتي تمثل أقدس الأسماء التي نعتز بها من وجهة نظري هو أمر مرفوض، فمن المخجل ان نضع مثل هكذا أسماء لهكذا شخصيات ورموز ونستخدم أسمائهم كعلامة تجارية, هم أقدس وأجلّ ويجدر بنا احترام هذه الأسماء لكونهم قدوة ومثل أعلى, فكيف لنا ان نضع اسمائم على واجهات الكافتيريات والمقاهي والمطاعم وغيرها يجب ان يكون هنالك قانون يحدد وينظم التسميات.

الحاج محمد، يشاركه الرأي ويقول: هذه الأسماء يجب ان تقدَّس وتوضع في أماكنها المناسبة كتسمية الجامعات والمدارس والمكتبات وغيرها من التجمعات الهامة ويجب على ذوي العلاقة الإسراع في رفع هذه الأسماء واستبدالها وعلى الدولة والمسؤولين أخذ ذلك بنظر الاعتبار.

صاحب الاعرجي، عامل في أحد الفنادق قال بشيئ من المرح: سبحان الله قبل أن تأتي كنا نتحدث بهذا الشأن وبهذا الخصوص، حيث عثرت على كارت تعريف لأحد الفنادق في احدى الدول الإسلامية وهو مرمي على الأرض، ويحمل اسم فندق مكة، وفيه أيضا صورة  مصغرة لبيت الله الحرام, نعم انه أمر مرفوض خصوصاً اذا استخدمت هذه الأسماء لأغراض الدعاية وطبعت على كارتات وباجات من الممكن ان ترمى وهذه الظاهرة منتشرة في اغلب الدول الإسلامية لكنها في بلادنا اعم واشمل لذا يجب الانتباه اليها  ووضع قيود خاصة لاستخدامها في عمليات التجارة والمتاجرة.

الأخت أحلام قالت لـ شبكة النبأ: هذه الظاهرة انتشرت بشكل ملفت للنظر خصوصاً في الفترة الأخيرة التي تلت سقوط النظام حيث لاحظنا تسمية الكثير من المحلات والمطاعم والأفران بأسماء الائمة المعصومين ولا نعلم ما سر هذه العلاقة؟

وهل من الصحيح ان نطلق اسم بقية الله الإمام المنتظر(عج) الله تعالى فرجه الشريف على احد أفران الصمون! او هل يصح ان يسمى منتزه للترفية واللعب باسم الإمام الحسين (ع) هذا الإمام الشهيد المعصوم... انا أرى انه من غير المناسب ان نضع مثل هكذا أسماء لها خصوصية بنفوس جميع المسلمين وليست ملكاً لأحد، لذا يجب احترام هذه الخصوصية وعدم استخدامها لأغراض الدعاية التجارية ويجب احترام هذه الأسماء وهذه الرموز لما لها من قدسية.

وفي حديث لم يخلوا من الانزعاج قال المواطن ابو محمد: لاداعي لوضع مثل هكذا أسماء مقدسة على حطام الدنيا الفانية, فهل هذا جزاء من اهدانا التحرر ومعرفة الله...هل هذا جزاء من حررنا من عبودية غير الله وضحى بنفسه من اجلنا, انا ارفض استخدام هذه الأسماء في واجهات المحلات واعتبرها امتداد لمخططات هدفها التقليل من شأن أهل البيت (ع)، فالكثير منّا غير واعِ وغير مدرك لما يحاك ضدنا, وان كان التبرك منها هو المقصد فلنتبرك بطاعة أصحابها ونحذوا حذوهم ونسلك طريقهم.

الرأي الآخر.. وأصحاب الشأن

وبعد ان استمعنا لوجهة النظر المستنكرة والرافضة لهذه الظاهرة كان لابد لنا ان نأخذ رأي الذين يستحسنونها وأصحاب الشأن، وهم أصحاب المحلات والفنادق أنفسهم، وجهتنا الأولى كانت فندق الإمام الرضا (ع) حيث التقينا صاحبه السيد نوري والذي قال بهذا الخصوص: أطلقنا إسم فندقنا بهذه التسمية تبركاً بصاحب هذا الاسم, وهذه الأسماء متعارفة لدينا فنحن نحبها ونعتز بها فأغلب أسماء أبنائنا وآبائنا هي بأسماء أهل البيت (ع)... نحن نتشرف بحمل أسمائهم فهي بركة وحرز, وبرأيي الخاص هي شيء جيد ومبارك ان نعتز بهذه الأسماء.

ابو سيف صاحب مطعم الزهراء (ع) قال لـ شبكة النبأ: نحن الشيعة نتخذ من أهل البيت قادة ورموز ومن باب الاعتزاز والتبرّك نضع أسمائهم فهي شرف نفتخر به وهم ضياء ونور نرى طريقنا من خلاله فهم بركتنا.

احد الإخوة شاركنا الحديث فقال: لا اعتقد ان هنالك ضرر من هذه التسميات نعم أنها من باب الحب والتبرك ان هذه الأسماء هي إحراز من كل شيء, قد نجد ان هناك من يجعل هذه الأسماء كواجهات لمحلات معينة لاترضيينا لكن هذا نتج عن جهل معين لهذا الشخص وانا على ثقة انه لم يقصد الاسائة وإنما عمل بفطرته وحبه, لذا علينا ان نعلمهم من أخطائهم.

رأي الدين والشرع

بعد هذا كان لابد لنا من معرفة رأي الدين بهذا الخصوص حيث طرحنا موضوعنا على الشيخ زهير الاسدي والذي قال: نحن لدينا قاعدة كلية تقول كل شيء فيه رفعة لمقام الإمام المعصوم لأجل إظهار شأنه فهو جائز، وكل شيء فيه هتك لمقام رسول الله او الإمام المعصوم أي انه يقلل من ذلك الشأن وتلك الرفعة فهو أمر غير جائز.. من هذه القاعدة نستطيع النظر الى المواضيع المتعلقة, فمثلاً حينما يأتي إنسان ويسمي فندقاً باسم الإمام الحسين (ع) وكان هذا الفندق في بنائه وفي تعامله مع الوافدين والزائرين تعامل أخلاقي إسلامي لائق فلا مانع من ذلك بل ان هذا من باب التبرك، والتسمية باسم الإمام جائزة في حد ذاتها لأنه ليس فيها هتك لمقام الإمام، وعند ذلك لايوجد مانع من التسمية, لكن عند ما يكون المحل باسم الإمام المعصوم ويستوجب التقليل من شأن الإمام، مثلاً إنسان لديه محل للتصليح فيأتي ويكتب اسم المعصوم عليه فقد يكون هذا غير مناسب لكون وضع هكذا اسم على هكذا محل سيؤدي الى تقليل مقام وشأن المعصوم فهو غير جائز..

وكما يقول العلماء الأفاضل ان لاينسب صاحب المحل الاسم الى المعصوم مباشرة لأنه قد يؤدي الى التقليل وإن كان هذا الأمر غير موجود الان, فيفضل الإضافة الى الاسم مثلا إضافة بركات او جود او... لتصبح التسمية بركات الإمام الحسن و جودْ الإمام الحسن او كرم الإمام الحسين وهكذا...

ومع الشيخ زهير الاسدي أنهينا حديثنا واختتمنا مابدأنا به تاركين للقارئ العزيز ان يحكم على هذه السلوكيات بنفسه ما هو يتناسب مع القيم والعقائد والشرع والذوق العرفي والسلوك الحضاري الراقي..

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 13/آيار/2009 - 16/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م