غبش الضجيج

فريد النمر

بين شدقيك يتحكم الضجيج وبين ترهاتك شيء يضج له تراب الوطن وتلتصق به

شوهاء فتنٍ يحملها التحريف والتمزيق.

 

لن أدعيك على الحقيقة ضيق= لكنه الفئوي والتلفيق

حرفوا الحقيقة عن سني طريقها= فتشدق التحريف والتزويق

وتشوهت قمم تبعثر شوطها =وتسمم المنحى وشت طريق

لا لم يعد بالأفق لمحة جذوة= تهب الضياء فأفقها مغلوق

وتلوث الأمل الزجاج بخدشه =إثر الضجيج وخدشه محروق

وتسافلت لغة تعصب ذوقها =وتعنصر التهليل و التصديق

ونزا على التوحيد قبح تعنت= باسم الموحد حلفه التمزيق

فتباين المعنى وكل يدعي =وصلا إلى ليلى الطريق يتوق

يا أيها الحادون بين دروبهم =غبش يدور على الهدى ويعيق

أيفح بالسم الضلال مضيفها =جورا وفي لدغاته التشويق

تلكم كأشواك الطريق عراقل =نبتت على الفتن الكبار تفيق

وبكأسها متن الرواية مغلق= نشوانة يحلو لها التفريق

أترى و للمجد المزيف تشتهي= أم انه الغبش العتيق لصيق

فيعيق في النفس القبول لرنة =فطرت عليها خلائق وخفوق

فتطاير المعنى البياض لآخر= إلف الظلام يسوقه التشريق

ليشذ بالظل الحقود مرفه= والمخزيات تباغض وعقوق

ترسي الغشاوات الضباب بمنهج= غذاه يوما فكرها المخنوق

لتسوء فهما كالخديعة نفسها =وتسوء أثواب عليه تعيق

أمحرك الدنيا وليس محرك= أقطابها والدائرات تضيق

أتراك والعمر المرقع بعضه =تصطاخ أم إن النهى مفروق

لتجف بالنهج الرسول مساحة =إثر الفتات فصحوها مشنوق

وتشيح عن وجه تقدس منزلا =والطاهرات لما يتوق تتوق

يا هذه الشرفات من أهواءها =أتفند الشمس الضياء شقوق

 

لنعيش والبئر السحيقة ظلمة =تقصي التعايش والظلام سحيق

ونقدم الآهات إثر تعثر= للحب  والحب السلام يطيق

أرض الرسالة والبقيع وزمزم =أرض بها القدس الإله شفيق

هما جنة الدنيا ومهبط رحمة= وبها الرسول إلى الورى تحليق

هو منتهى العفو الذي نسمو به= وصلاته أجر الدعاء تفوق

أترى تضيق مع الهدى أجواؤنا= أمن الدعاء دعاؤنا مسروق

وعلى العقيدة ألف ألف عقيدة= تستبدع الحب المباح يفيق

ومكمم الأفواه يصنع صنعه =ومعكر الأجواء فيها طليق

ومشوه للحب بعد شحوبه= للفتنة الشوهاء جاء يريق

مذ أنشب التشويه فيها ظفره =باتت بأنغام السلام تضيق

أهل المودة لو عمرت مودة= والأتقياء بهم الولاء يليق

الأولياء إلى الرسالة حفظها =سرج الدنا والمبدأ التوفيق

هموا قدوة الدنيا لأعطر سيرة =خُلُق بأعظم مرسل مربوق

وسماحة بالحب يرفل ثوبها =نبوية شذراتها التشويق

فالأجر مقرون المودة فيهم =وبذكرهم معنى الكتاب يفوق

فتفيئوا الظل الرسولي الذي= تسموا به الأعمال والتطبيق

هي هكذا قمم الرسالة ومضة= فبأي نور يقبل التحليق

صلى الإله على النذير نبينا =ولآله أجر بها مغدوق

هذا التراب الطهر مجد ضميرنا =وبكل حر طهره موثوق

ستموت في رسن الضغائن فتنة =وتعيش للوطن الضمير حقوق

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 13/آيار/2009 - 16/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م