|
شبكة النبأ: أيام الحزن والأسى
والدموع تتجدد في كربلاء الحسين(ع), كربلاء الشهادة والإيمان والشموخ
تتشح هذه الايام بألوان السواد مستذكرة أحزان امير المؤمنين علي وأهل
بيته عليهم السلام، حينما ودّعو بألم وحزن أعظم الخلق بعد رسول الله
(ص)، فاطمة الزهراء (ع) أم أبيها، وسيدة نساء العالمين الحوراء الانسية.
وهاهي منطقة مابين الحرمين الشريفين في قلب كربلاء المقدسة تعج
بوفود المعزّين القادمة الى ضريح سيد الشهداء مشاركة إياه الحزن, ايام
كربلاء اليوم لم تختلف عن ايام عاشوراء الشهادة فقد نُشر السواد ومجالس
العزاء في هذه المنطقة الطاهرة لتعلن عن ايام الحداد وتستذكر مظلومية
الزهراء (ع) في موسم الاحزان الفاطمي.
(شبكة النبأ المعلوماتية) شاركت جموع المعزين في هذا المصاب الجلل
وتعرفت على بعض جوانب وفعاليات هذا الموسم الحزين لتنقل الى قارئها
العزيز صورة من صور الوفاء والحب الكربلائي, فالتقينا الشيخ رياض نعمة
السلمان، رئيس قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية، التابع
للأمانتين العامتين الحسينية والعباسية، وتعرفنا منه على أهم الفعاليات
التي قام بها القسم فحدثنا قائلاً: برعاية الأمانتين العامتين للعتبتين
الحسينية والعباسية يقيم قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية في
كربلاء موسم الاحزان الفاطمي وللسنة الثانية على التوالي, وكانت هذه
المناسبة العزيزة في السابق تقتصر فعالياتها في يوم واحد فقط وبما ان
السيدة الزهراء (ع) تستحق أكثر من ذلك، فقد بادرنا الى جعل مناسبة
استشهادها عاشوراء مصغّرة, فموسم الاحزان الفاطمية لهذا العام يستمر
لمدة عشرة ايام تقام فيه العديد من الفعاليات الجديدة بالإضافة الى
التقليد القديم الموجود سابقاً كمواكب اللطم وعزاء الزنجيل.
فقد أضفنا هذا العام مراسيم جديدة تتناسب وعظمة هذه المناسبة، وكان
من هذه الفعاليات إنشاء بانوراما خاصة عن مظلومية الزهراء، بالصوت
والصورة، تتكون من ست مقاطع تمثل حياة السيدة فاطمة(ع)، المقطع الأول
يتحدث عن عصمتها وحديث الكساء اليماني, والمقطع الثاني عن مباهلة
الرسول (ص) لنصارى نجران، والمقطع الثالث يتحدث عن بيت الزهراء بيت
الوحي والرسالة والمقطع الرابع كان خاصاً بخطبة الزهراء(ع)، اما المقطع
الخامس فهو عن حادثة اقتحام دار فاطمة وكسر ضلعها (ع)، والمقطع الاخير
يمثل شهادة الزهراء(ع)، وهذه البانوراما موجودة في منطقة مابين الحرمين
الشريفين.
وشهدت فعاليات هذا العام مشاركة للأطفال من خلال اقامة معرض خاص عن
حياة الزهراء (ع) بهذه المناسبة, وقد بادر هؤلاء الأطفال الى تجسيد ما
يعرفوه برسومات عفوية بسيطة وبحسب ماتعلموه وعرفوه، وقد عرضت هذه
الرسومات في معرض خاص وهي مشاركة جيدة لكون العمل سيعزز المحبة والولاء
لأهل البيت(ع) في نفوس هؤلاء الصغار.
واضاف النعمة لـ شبكة النبأ، وقد شاركت ايضا في هذا المهرجان العديد
من الهيئات في كربلاء حيث تم نصب وبناء تكيات خاصة كما هو الحال في
ايام محرم في منطقة ما بين الحرمين الشريفين وكل تكية اختصت بفعالية
وعمل معين خاص بحياة الزهراء (ع).هذا بالإضافة الى مجالس العزاء
المقامة في كل ليلة والتي يشارك فيها مجموعة من الرواديد والقراء.
كما وستقدم في هذا العام مسرحية خاصة بالمناسبة تدور أحداثها عن كسر
الظلع واقتحام الدار ستقدمها هيئة اهل البيت(ع) من محافظة بابل، كما
وأقيمت ايضا أمسية شعرية للشعر العمودي، شارك فيها العديد من الشعراء
وستتبعها أمسية شعرية خاصة بالشعر الشعبي ستقدم يوم الرابع عشر من
جمادى الأولى، وهو يوم الوفاة, كما سينطلق في ليلة الوفاة موكب عزاء
نسوي صامت يتقدمه نعش رمزي للسيدة الطاهرة (ع) سيخرج من صحن أبي الفضل
العباس باتجاه الروضة الحسينية، أما في يوم الوفاة وهو يوم الرابع عشر
من جمادى الأولى فسيكون هناك موكب عزاء موحد لأهالي كربلاء يبدأ
بالنزول من منطقة باب بغداد ويتجه الى العتبة العباسية ومنها الى
العتبة الحسينية، ويشارك فيه هيئات ومواكب كربلائية وسيتقدمه نعش رمزي
للزهراء (ع).
واستطرد النعمة في الحديث مبينا، بهذه المناسبة أيضا تم فتح معرض
خاص بالكتاب، فقد تم الاتفاق مع الإخوة أصحاب المكتبات على ان تكون
الاسعار رمزية كي تعم الفائدة, ونأمل ان تستمر مثل هكذا مهرجانات
لسنوات قادمة ليكون موسم الاحزان الفاطمي رسالة خاصة نبعثها عبر كل
وسائل الإعلام المختلفة ونجسد فيها حياة ومظلومية الزهراء (ع).
مكتب المرجع الشيرازي في كربلاء يحيي موسم
الأحزان
ومن الجدير بالذكر ان منطقة مابين الحرمين الشريفين تشهد مجموعة من
مجالس العزاء المقامة بهذه المناسبة, وقد شارك مكتب المرجع الديني اية
الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) في كربلاء بإقامة مجلس عزاء
خاص بهذه المناسبة حيث ارتقى المنبر الشيخ (حسن الجشعمي) والذي تطرق في
حديثه الى جوانب مهمة من حياة الزهراء ومظلوميتها، مؤكداً ان على
المرأة المسلمة الاقتداء بالزهراء باعتبارها المثل الأعلى الذي يقتدى
به في كل الجوانب منوهاً على ضرورة الالتزام بالحجاب الذي يمثل هوية
المرأة طالباً في الوقت ذاته من الجميع الاقتداء والسير على هدى الائمة
الأطهار.
هذا وتشهد منطقة مابين الحرمين الشريفين في هذه الأيام توافد كثيف
للزوار والمعزين ومن مختلف الجنسيات العربية والاجنبية...
 
 
 
  |
