شبكة النبأ: تتميز فترة الطفولة بانها
حساسة جدا من ناحية تأثر الطفل بالمحيط الذي يحويه وكذلك باسلوب العيش
والتربية والتعليم الخاص ببيئته، وتكتسب رياض الاطفال في عموم انحاء
العالم اهمية قصوى لتوفير قاعدة امينة للعلم والمعرفة وكذلك للتربية،
ولكن في العراق من الملاحظ ان عقود الحرمان والتسلط قد امتدت اثارها
لمؤسسات التربية والتعليم بصورة عامة ومنها رياض الاطفال بما شكل
تساؤلات كبيرة بشأن امكانية تطوير هذا القطاع التربوي والتعليمي الهام
تماشياً مع ما موجود في المحيط الاقليمي وفي باقي دول العالم...
في استطلاعنا التالي حاولنا القاء نقطة ضوء على هذه المسالة الحيوية
التي تخص شريحة الاطفال وهم عماد المستقبل، من خلال تفاصيل عن (روضة
براعم المودة) في كربلاء، باعتبارها نموذجا يمكن الاقتداء به، فهي وإن
كانت روضة اهلية حديثة التأسيس ومتواضعة الدعم إلا انها تتمتع بمواصفات
تربية وتعليم جيدة بما يوفر اهم مستلزمات المعرفة الاولية للطفل وكذلك
يساعد على خلق اجواء تنافسية يمكن من خلالها تحفيز (الرياض الحكومية)
نحو أجواء المنافَسة بما يخدم تطوير امكانات الطفل التربوية والتعليمية
لأن الرياض الحكومية تعاني في الوقت الحالي من نقص شديد في وسائل
ومستلزمات التعليم وكذلك فيما يخص الكوادر المؤهلة للتعامل مع الاطفال...
بالنسبة لروضة البراعم حدثتنا مديرتها السيدة هدى عبد الستار قائلة،
اجتهد الكادر في انشاء روضة كاملة المواصفات من خلال الانتقال إلى عالم
الطفولة بتوفير كافة المستلزمات التي يحتاج لها الطفل للنهوض بواقعه
الذي عانى الكثير من الحرمان واستهداف للطفولة بسبب عدم الاكتراث
وصعوبة الظروف.
واضافت هدى، قامت روضتنا بتوفير كافة المستلزمات الخاصة بالاطفال من
أثاث ولعب وأدوات وكتب ووسائل تعليمية وفكرية تساعد الطفل على التعريف
على العالم من حوله ولم تهتم بالتسلية فقط وإنما بالعاب تساعد الطفل
على تنمية قدراته الذهنية والعقلية وتوجيهها بصورة صحيحة.
وتابعت هدى، نحن ككادر متكامل نعمل جاهدين على توفير الوجبات
الغذائية المفيدة والتي يحتاجها الطفل في مثل هذه المرحلة من حياته،
أما بالنسبة للتعليم فالروضة تعتمد على احدث الطرق من خلال الاطلاع
على طرق التعليم في الرياض الموجودة في البلدان المجاورة، وذلك لتهيئة
الطفل وتحفيز قدراته بصورة متكاملة، وبهذا نخلق منه إنسانا قويا ذو
خلفية صحية ونمو عقلي وذهني سليم، يسير بالاتجاه الصحيح وذلك عن طريق
الدروس التعليمية والدينية والرياضية.
وعن اسباب انشاء هذه الروضة بيَّنت هدى، ان احدى اسباب التفكير في
تأسيس هذه الروضة هو ما توصلت لهُ الرياض الحكومية من الإهمال والتخلف،
وتروي هدى في هذه الحالة مثلاً بالقول، ذهبتُ الى أحدى الرياض الحكومية
لتسجيل أحدى أقربائي فيها فوجدت الروضة في حال يرثى لها حيث ان البناية
قديمة ورثّة وخالية من الألعاب وسبل التعليم التي تناسب الاطفال وكذلك
ليس فيها عناية غذائية بأي صورة او شكل.
وتكمل هدى حديثها، كان اول ما تبادر الى ذهني تساؤل مفاده، الى اين
تذهب الاموال المخصصة لإدارة الروضات الحكومية اذا كانت على هذا الحال
المزري؟... حقيقة لقد دفعني ذلك للعمل على تاسيس هذه الروضة رغم قلّة
الإمكانات، وبعدَ طرح الفكرة على العديد من أهل الخير والمهتمين،
التزمَ العديد منهم بتوفير المصاريف والمستلزمات، وهكذا اصبحت الروضة
خيرية، ويتم استقبال الاطفال فيها بأسعار رمزية مقابل خدمات وافية
صحياً وتربوياً وعلمياً.
وفي الختام تبقى التساؤلات وعلامات الاستفهام العديدة حول القصور
الحاد الذي تشهده مؤسسات التعليم الحكومية ومنها رياض الاطفال، وهل من
نهاية لهذا الاهمال والتخلف الذي ترزح تحته هذه المؤسسات التي يفترض
انها مصانع الاجيال؟... |