خلايا الارهاب النائمة في العراق واستراتيجية البقاء

بناء شبكات سرية وإعداد خطط بديلة للتحرك والاختفاء

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: فيما قطع العراق شوطاً حقق خلاله نجاحات سياسية وأمنية، استطاعت التنظيمات المتطرفة أن تعيد الى الأذهان الصراع العراقي – العراقي، عندما شنت عمليات إرهابية في مناطق مختلفة من العراق مؤخرا.

تنظيم القاعدة من جهته عاد بمزاولة أعماله الإرهابية في وقت يزدهر فيه الحراك السياسي والتوافق بين الكتل السياسية، وتحسن العلاقات مع بعض الدول الأقليمية والعالمية، فكل ذلك كان موضع إثارة للتنظيمات الارهابية.

وبرغم تنفيذ عدد من الاعمال الارهابية من قبل الخلايا المنعزلة لتنظيم القاعدة، والتي تسعى جاهدة الى إعادة الاقتتال الطائفي، أكدت القوات العراقية أنها إعتقلت إنتحاريا قبل أن يفجّر نفسه داخل حسينية الزهراء في كركوك، وهو سوري الجنسية يدعى عمار عفيف حمادة (19 عاماً) من أهالي دير الزور وتدرب في حمص، وسبق ان اعتقلته السلطات السورية اثناء مواجهة مع المجموعات المتطرفة هناك. بحسب تقرير لجريدة الحياة.

تخمينات استخبارية

إن أهتمام أجهزة الأمن العراقية بمكافحة نشاط تنظيم القاعدة هو أمر مطلوب جدا في هذا الوقت الذي يشهد فيه العراق حراكاً سياسياً، ومن المعروف أن العمل الاستخباري من صميم اختصاص جهاز المخابرات، ولكن متطلبات الوضع تفرض أكثر من ذلك، فإعادة تنظيم ألاجهزة الأمنية وتجميعها بمشروع موحد تحت قيادة عمليات بغداد التي أصبحت بمثابة مظلة تنطوي تحتها أجهزة الأمن وأصبح مجتمع الأمن يقدم مجموعة تخمينات استخبارية. المجمع الأمني أوصى بمتابعة ورصد تنظيم القاعدة والتهديدات العابرة للحدود. فبرغ كل هذا التقدم، ثمة تخمينات منطقية تشير الى مايلي:

• لا يوجد لدى الأجهزة الأمنية العراقية حتى الآن إدراك واضح حول مخطط مفصل يسعى تنظيم القاعدة والتنظيمات الأخرى لتنفيذه ضد الأراضي العراقية، وبرغم ذلك، فإن هناك سيلاً من التقارير الأمنية بيد أجهزة الأمن والتي تفيد بأن القاعدة ما زالت تحاول تنفيذ ضرباتها، وبرغم تفاوت درجة مصداقية هذه التقارير فإن الأجهزة الأمنية ما تزال تتحرك وتتحقق حول التقارير الواردة إليها.

• مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية وانتخابات كردستان، فإن أجهزة الأمن تعمل على تعزيز قدراتها في مواجهة المخاطر والتهديدات المحتملة من تنظيم القاعدة.

• تتوقع أجهزة الأمن العراقية أن يركز اعلام القاعدة على الدعايات التي يقوم بها التنظيم، بين فترة وأخرى، خلال الأشهر القادمة بتوجيه الانتقادات للرئيس الأمريكي أوباما مع التأكيد على وجهة نظر القاعدة بأنها لا تفرق بين الجمهوريين والديمقراطيين.

إضافةً لهذا فإن نوايا القاعدة نحو شن هجمات داخل العراق، ما زالت موجودة طالما أن وجود زعماء القاعدة وتحدثهم نحو القيام بعد مهام:

• بناء شبكات سرية داخل المدن.

• إنشاء مراكز تدريبية سرية، في المناطق النائية والتي لا يشك أحد بها.

• استخدام وسائل اتصال يصعب على كل ألأجهزة الأمنية  التنصت عليها واعتراضها، عبر استخدام الرسائل الشفاهية، والمكتوبة، التي ينقلها أعضاء من التنظيمات الارهابية.

• إستهداف المنشآت الحيوية داخل الأراضي العراقية.

• إستهداف المناطق المدنية وعدم الاكتراث للضحايا باعتبار أن المدنيين متورطون في سياسة حكومتهم.

• أمكانية استخدام الأسلحة الصغيرة.

• ابتكار المزيد من الأساليب التي تمكن التنظيم من اختراق العوائق الأمنية والتغلغل داخل الأجهزة الأمنية.

أما النجاحات التي أحرزتها القوى الارهابية خلال الأيام الماضية فمن أبرزها:

• توفير ملاذ آمن لحماية عناصر التنظيمات الارهابية.

• التغلغل داخل المناطق الريفية والصحراوية في العراق.

• إعداد خطط بديلة للتحرك والاختفاء.

• وجود الرموز للتنظيمات الارهابية كعامل رئيس في قيادة هذه التنظيمات وفق قواعد مذهبية.

• تعزيز قدرة القاعدة في التعاون مع التنظيمات التي تدعي الجهاد، والنجاح في ربط التنظيم مع هذه التنظيمات عن طريق شبكات الاتصالات وتنظيم الخلايا المشتركة.

أن التنظيمات الارهابية تنهمك في تعزيز قدراتها الدفاعية وحماية قياداتها وعناصرها وتوسيع نشر شبكاتها السرية وبرغم عدم توفر المعلومات حول نشاط القاعدة في العمليات العسكرية الجارية هذه الأيام فإن الاحتمال الغالب هو أن القاعدة تنتظر ريثما تهدأ الأحوال بما يتيح لها تحقيق المفاجأة وتوجيه الضربات الأكثر تأثيراً.

الجيش الأميركي بعد هذه الأحداث ساهم هو الآخر في اعطاء مبرر للتنظيمات الارهابية، من خلال بقاءه على الاراضي العراقية، حيث صرح قادة أمريكيين في العراق نيتهم تكثيف وجودهم وعدم انسحاب قسم من القوات الأمريكية من على الاراضي العراقية، بحجة أن الأوضاع تتطلب البقاء.

تدور هذه الأحداث في وقت تشهد فيه الاراضي العراقية انتهاكات واضحة، حيث قصفت ثلاث مروحيات ايرانية، قرى حدودية في اقليم كردستان العراق، في خطوة هي الأولى من نوعها قد تفتح احتمالات أمام مزيد من التطورات الأمنية.

إن سقوط العراق بأيدي القوى المتطرفة يعزل هذا البلد، ويعرض سكانه لحكم تعسفي وعنيف، فأن العراقيين لم ينعموا بالسلام منذ سنوات طويلة بعد ان عاشوا مآسِ كثيرة على أيدي الطغاة.

التنظيمات الارهابية تخطط لهجمات كبيرة لزعزعة الأمن وإعادة إطلاق دورة العنف، من خلال استهداف الأماكن الشيعية، إلا أن هذه الاعمال لا تبلغ مستوى الانحدار الخطر الذي يشير إلى قلب الأوضاع جذريا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 6/آيار/2009 - 9/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م