شبكة النبأ: اليوم العالمي لحرية
الصحافة، يوم يحتفل به العالم ويستذكره لأجل تقييم درجة الحرية التي
وصل اليها, وهو يوم للدفاع عن حرية الاعلام والكلمة واستذكار الراحلين
ممن فقدوا أرواحهم لأجل إيصال الكلمة والدفاع عن الحقيقة, فقد اعلنت
الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1993 عن اعتبار يوم الثالث من
ايار يوما عالميا لحرية الصحافة، وذلك عقب تبني توصية في الدورة
السادسة والعشرين للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو سنة 1991 ويهدف هذا
اليوم الى تذكير الحكومات بالحاجة الى احترام التزاماتها تجاه حرية
الصحافة، كما انه يوم يعكس لدى الاعلاميين القضايا المتعلقة بحرية
الصحافة وأخلاقيات المهنة...
واحتفاء بهذه المناسبة ننقل لقارئنا العزيز هذه اللمحة التاريخية عن
الصحافة وحريتها، فالجميع يعرف ان الصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع
وتحليل
الأخبار
والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالباً ما تكون هذه الأخبار
متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أو الثقافية
أو الرياضية أو الاجتماعية وغيرها.
الصحافة قديمة قدم العصور والزمن، ويرجع تاريخها إلى زمن
البابليين
حيث استخدموا كاتباً لتسجيل أهم الأحداث اليومية لتعرف الناس عليها.
أما في
روما
فقد كانت القوانين وقرارات
مجلس
الشيوخ والعقود
والأحكام
القضائية والأحداث ذات الأهمية التي تحدث فوق أراضي
الإمبراطورية تسجل لتصل إلى الشعب ليطلع عليها. أصيبت هذه الفعالية بعد
سقوط روما، وتوقفت حتى القرن الخامس عشر، وفي أوائل القرن السادس عشر
وبعد اختراع الطباعة من قبل
غوتنبيرغ
في مدينة
ماينز
بألمانيا
ولدت صناعة الأخبار والتي كانت تضم معلومات عن ما يدور في الأوساط
الرسمية, وكان هناك مجال حتى للإعلانات.
في حوالي عام
1465م،
بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة وعندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة
دورية، أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي وكان ذلك في بدايات
القرن السادس عشر. وفي القرنين السابع عشر و الثامن عشر أخذت الصحافة
الدورية بالانتشار في
أوروبا
و
أمريكا،
وأصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها, وقد كانت
الثورة
الفرنسية حافز لظهور الصحافة الحديثة، كما كانت
لندن
مهداً لذلك.
الصحافة العالمية
في عام 1702 ظهرت في
لندن
صحيفة الديلي كوران Dail Courant أولى الصحف اليومية في العالم, أما
صحيفة التايمز Times فقد أسست في عام 1788 ، وفي عام 1805 ظهرت صحيفة
الكورية Courier، وفي عام 1814 استخدمت آلات الطباعة البخارية لطباعة
صحيفة التايمز اللندنية.
الصحافة العربية
بدأت الصحافة العربية منذ العقد الثاني من القرن الثامن عشر، حينما
اصدر الوالي داوود باشا أول جريدة عربية في بغداد اسمها جورنال عراق،
باللغتين العربية والتركية، وذلك عام 1816، بعدها ومع حملة
نابليون
بونابرت على مصر عام 1798, حيث أصدرت في القاهرة
صحيفتين باللغة الفرنسية.
في عام 1828 أصدر
محمد علي
باشا صحيفة رسمية باسم جريدة الوقائع المصرية,وفي
عام 1867 صدرت في
دمشق
جريدة سوريا , وعام 1865 صدرت في حلب ب
سورية
جريدة فرات وبعدها صدرت في
حلب
كذلك الشهباء, وجريدة الفي عام 1885 أصدر رزق الله حسون في استنبول
جريدة عربية أهلية باسم مرآة الأحوال العربية. وفي بدايات قرن العشرين
كثر عدد الصحف العربية وخصوصاً في
سورية
ومصر،
فصدرت المؤيد و اللواء و السياسة و البلاغ و الجهاد والمقتبس وغيرها .
ومن الصحف القديمة والتي لا زالت تصدر في مصر
جريدة
الأهرام والتي صدرت لأول مرة في عام 1875.
وفي
الجزائر
صدرت جريدة المبشر عام 1847 وكانت جريدة رسمية فرنسية, ثم صدرت جريدة
كوكب أفريقيا عام 1907 وكانت أول جريدة عربية يصدرها جزائري.
اما في
لبنان
فصدرت جريدة حديقة الأخبار عام 1858 . تم تبعها العديد من الصحف منها
نفير سوريا والبشير, وحاليا تصدر جريدة النهار والأنوار والعديد من
الصحف والمجلات الأخرى.
في
تونس
صدرت جريدة باسم الرائد التونسي عام 1860.
وفي
سوريا
صدرت جريدة سوريا عام 1865, ثم تبعها العديد من الصحف منها غدير الفرات
والشهباء والاعتدال في
حلب
وصدرت صحف كثيرة متخصصة في
دمشق
و
حلب
و
حمص
وحماة
و
اللاذقية
وصلت إلى أكثر من 300 جريدة ودورية .
وفي
ليبيا
صدرت أول جريدة
طرابلس
الغرب عام 1866.
صدر في
العراق
جورنال عراق 1816، ثم صدرت صحيفة الزوراء عام 1869 تبعها عدة صحف منها
جريدة
الموصل
والبصرة
وبغداد
والرقيب.
( كوردستان) صدرت أول صحيفة كوردية باسم (كوردستان في 22/4/1898 ، و
الان يصدر في كوردستان العراق مئات الصحف و المجلات كـ( التآخي، خة بات
(النضال)، كوردستانى نوى (كوردستان الجديدة، هاولاتي (المواطن)، رةسةن
(الاصالة) وغيرها
في المغرب صدرت جريدة المغرب عام 1889.
اما في
فلسطين
فصدرت جريدة النفير عام 1908.
وفي
الأردن
صدرت أول جريدة في
عمان
باسم الحق يعلو عام 1920.
في
المملكة
العربية السعودية صدرت أول جريدة رسمية باسم جريدة
القبلة ثم غير اسمها إلى جريدة
أم القرى
عام 1924.
وفي
اليمن
صدرت جريدة الأيمان عام 1926.
في
الكويت
صدرت جريدة الكويت عام 1928.
في
البحرين
صدرت جريدة البحرين عام 1936.
مبادئ أساسية ومعايير
حرية الصحافة بالنسبة للعديد من البلدان تعني ضمناً بأن من حق جميع
الأفراد التعبير عن أنفسهم كتابةً أو بأي شكل آخر من أشكال التعبير عن
الرأي الشخصي او الإبداع. وينص
الإعلان
العالمي لحقوق الإنسان على ان: "لكل فرد الحق في
حرية الرأي و التعبير ويتضمن هذا الحق حرية تبني الآراء من دون أي تدخل
و البحث عن وتسلم معلومات أو أفكار مهمة عن طريق أي وسيلة إعلامية بغض
النظر عن أية حدود".
وعادة ما تكون هذه الفلسفة مقترنة بتشريع يضمن درجات متنوعة من حرية
البحث العلمي و النشر و الطباعة، أما عمق تجسيد هذه القوانين في النظام
القضائي من بلد لآخر فيمكن أن تصل إلى حد تضمينها في الدستور. غالباَ
ما تغطى نفس القوانين مفهومي حرية الكلام و حرية الصحافة ما يعني
بالتالي معالجتها للأفراد ولوسائل الإعلام على نحو متساو.
والى جانب هذه المعايير القانونية تستخدم بعض المنظمات غير الحكومية
معايير أكثر للحكم على مدى حرية الصحافة في مناطق العالم. فمنظمة
صحفيون بلا
حدود تأخذ بعين الاعتبار عدد الصحفيين القتلى او
المبعدين أو المهددين ووجود إحتكار الدولة للتلفزيون و الراديو إلى
جانب وجود الرقابة و الرقابة الذاتية في وسائل الإعلام و الإستقلال
العام لوسائل الإعلام و كذلك الصعوبات التي قد يواجهها المراسل الأجنبي.
أما منظمة Freedom House فتدرس البيئة السياسية والإقتصادية الأكثر
عمومية لكل بلد لغرض تحديد وجود علاقات إتكالية تحد عند التطبيق من
مستوى حرية الصحافة الموجودة نظرياً من عدمه. لذا فإن مفهوم استقلال
الصحافة يرتبط ارتباطا وثيقاً بمفهوم حرية الصحافة.
الصحافة كسلطة رابعة
يستخدم مفهوم الصحافة كسلطة رابعة لمقارنة الصحافة (وسائل الإعلام
عموماً) بفروع
مونتيسيكيو
الثلاثة للحكومة وهي: التشريعية و التنفيذية والقضائية. وقد قال
إدموند
بروك بهذا الصدد: "ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف في
البرلمان، ولكن هناك في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهم
منكم جميعاً". إن تطور الإعلام الغربي كان موازياً لتطور الليبرالية في
أوروبا
و
الولايات
المتحدة. وقد كتب فرد. س.
سايبرت
في مقالة بعنوان النظرية الليبرالية لحرية الصحافة: "لفهم المباديء
التي تحكم الصحافة في ظل الحكومات الديمقراطية ينبغي للمرء أن يفهم
فلسفة الليبرالية الأساسية والتي تطورت طوال الفترة بين القرن السابع
عشر و القرن التاسع عشر". لم تكن حرية التعبير حقاَ تمنحه الدولة بل
حقاً يتمتع به الفرد وفق القانون الطبيعي. لذا كانت حرية الصحافة جزءاً
لا يتجزء من الحقوق الفردية للإنسان التي تدعمها الآيديولوجيا
الليبرالية . إن الفكرة الليبرالية للحرية تتمثل في الحرية السلبية أو
بمعنى آخر على أنها الخلاص من الاضطهاد، حرية الفرد في التطور من دون
معوقات. وتعتبر هذه الفكرة مضادة لبعض الفلسفات مثل الفلسفة الإشتراكية
للصحافة.
حرية الصحافة
حرية الصحافة (أو الصحافة الحرة) هي الضمانة التي تقدمها الحكومة
لحرية التعبير وغالباَ ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دستور البلاد
للمواطنين و الجمعيات و تمتد لتشمل المنظمات بث الأخبار و تقاريرها
المطبوعة. و تمتد تلك الحرية لتشمل جمع الأخبار والعمليات المتعلقة
بالحصول على المعلومات الخبرية بقصد النشر.وفيما يتعلق بالمعلومات عن
الحكومة فمن صلاحية الحكومة تحديد ما هي المعلومات المتاحة للعامة وما
هي المعلومات المحمية من النشر للعامة بالإستناد إلى تصنيف المعلومات
إلى معلومات حساسة و سرية للغاية و سرية أو محمية من النشر بسبب تأثير
المعلومات على
الأمن
القومي. تخضع العديد من الحكومات لقوانين إزالة صفة
الحرية أو قانون حرية المعلومات الذي يستخدم في تحديد المصالح ا لقومية.
مكانة حرية الصحافة في أنحاء العالم
تقوم منظمة مراسلون بلا حدود كل عام بنشر تقريرها الذي تصنف فيه
بلدان العالم وفق شروط حرية الصحافة. ويستند التقرير على نتائج
الاستبيانات المرسلة إلى الصحفيين الأعضاء في منظمات مماثلة لـ "مراسلون
بلا حدود" بالإضافة إلى بحوث الباحثين المختصين و
القانونيين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان. يتضمن الاستبيان أسئلة حول
الهجمات المباشرة على الصحفيين ووسائل الإعلام بالإضافة إلى مصادر
الضغط الأخرى على حرية الصحافة مثل الضغط على الصحفيين من قبل جماعات
غير حكومية. وتولي مراسلون بلا حدود" عناية فائقة بأن يتضمن تقرير
التصنيف أو "دليل حرية الصحافة" الحرية الصحفية وأن يبتعد عن تقييم عمل
الصحافة. في عام 2003 كانت الدول التي تتمتع بصحافة حرة تماماً هي
فنلندا،
آيسلندا،
هولندا،
النرويج.
وفي عام 2004 إحتلت إلى جانب الدول المذكورة دول
الدنمارك
وايرلندا
و
سلوفاكيا
و
سويسرا
أعلى قائمة الدول ذات الصحافة الحرة وتلتها
نيوزلندا
و
لاتفيا.
أما الدول الأقل في مستوى حرية الصحافة 2006 فقد تقدمتها
كوريا
الشمالية لتليها
كوبا
و
بورما
و
تركمانستان
و
أريتيريا
والصين
و
فيتنام
و
النيبال
و
السعودية
و
إيران.
الدول غير الديمقراطية
وفقاً لتقارير "مراسلون بلا حدود" فإن ثلث سكان العالم يعيشون في
بلدان تنعدم فيها حرية الصحافة. والغالبية تعيش في دول ليس فيها نظام
ديمقراطي أو حيث توجد عيوب خطيرة في العملية الديمقراطية. تعتبر حرية
الصحافة مفهوماً شديد الإشكالية لغالبية أنظمة الحكم غير الديمقراطية،
سيما و ان التحكم بالوصول إلى المعلومات في العصر الحديث يعتبر أمراً
حيوياً لبقاء معظم الحكومات غير الديمقراطية و يصاحبها من أنظمة تحكم و
جهاز أمني.
ولتحقيق هذا الهدف تستخدم معظم المجتمعات غير الديمقراطية وكالات
إخبارية تابعة للحكومة لتوفير الدعاية اللازمة للحفاظ على قاعدة دعم
سياسي و قمع (وغالباً ما يكون بوحشية شديدة عن طريق استخدام أجهزة
الشرطة والجيش و وكالات الاستخبارات) أية محاولات ملحوظة من قبل وسائل
الإعلام أو أفراد لتحدى "خط الحزب" الصحيح في القضايا الخلافية. وسيجد
الصحافيون العاملون في هذه البلدان على حافة المقبول أنفسهم غالباً
هدفاً لتهديدات متكررة من قبل عملاء الحكومة. و قد تتراوح هذه المخاطر
بين تهديدات بسيطة على مستقبلهم المهني (الطرد من العمل، وضع الصحفي
على القائمة السوداء) لتصل إلى التهديد بالقتل والخطف و التعذيب و
الاغتيال.
.....................................................
المصادر/
1- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة |