اوباما بعد 100 يوم: الاقوال اكثر من الافعال

أجندة قد تواجه الفشل  وشخصيته أكثر شعبية من سياساته

إعداد: محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: يحتفل باراك أوباما بمرور 100 يوم من ولايته كرئيس للولايات المتحدة بعد بداية صعبة أوضح فيها نهجا جديدا تجاه سياسات مختلفة من الاقتصاد الى التغير المناخي الى العلاقات الأمريكية الإيرانية.

ويستغل البعض هذه المناسبة لتقييم سياسات أوباما حتى في الوقت الذي حذر فيه محللون من أن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت القائمة الطويلة من المبادرات التي يقوم بها قد حققت نجاحا.

لكن بعض الاستطلاعات الميدانية أشارت الى كون شخص الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أكثر شعبية من سياساته، لكنه نجح في الاختبار القصير، ويبقى الاختبار الكامل، وكيف سيحكم عليه التاريخ مع نهاية سنواته في البيت الأبيض.

ويرى العديد من المحليين إن تلك الشعبية لن تدوم في حال أقدم اوباما على ارتكاب الأخطاء والاستمرار على انتهاج سياسة إبقاء الحال على ما هو عليه.

حيث يجد البعض إن اغلب أجندة اوباما السياسية قد تواجه الفشل، خصوصا أن الحرب في أفغانستان في فشل مستمر، وخطة التحفيز الاقتصادي غير ملائمة، والبطالة لا تزال في ارتفاع، وأسعار العقارات لا تزال في هبوط. ويبدو عند بعض المراقبين ان سياسات الرئيس الامريكي اوباما توقفت عند حد التصريحات والاقوال ولم يتجسد التغيير الذي وعد به الى مرحلة الافعال، فهل سينجح في تحقيق ذلك بعد ستة اشهر؟

 أوباما يحتفل بأول مئة يوم

يعود تقليد الاحتفال بذكرى أول مئة يوم من الرئاسة الى الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت الذي تفاخر بقدرته على تمرير 15 تشريعا رئيسيا في تلك الفترة بعد توليه المنصب عام 1933 خلال فترة الكساد العظيم.

وعلى الرغم من أن أيا ممن خلفوه لم يكونوا بنفس القدر من النشاط الذي أبداه روزفلت في أول أشهر من وجوده في البيت الأبيض فما زالت وسائل الإعلام مولعة بأول مئة يوم.

وقال روس بيكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة رتجرز "ليس هناك سحر في أول مئة يوم...أعتقد أن الناس تبحث عن علامة بارزة أو نوع من الاسترشاد." بحسب رويترز.

ويرى محللون إن المثال على خطأ الاسترشاد بأول مئة يوم الرئيس السابق بوش.

فقد تحددت سمات فترتي ولاية الرئيس الجمهوري بقرارات مثل شن الحرب في العراق وذلك في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 التي وقعت بعد نحو تسعة أشهر من تولي بوش منصبه.

ولكن بيكر وخبراء آخرين قالوا ان الشهور الأولى لاوباما كشفت الكثير عن أسلوب حكمه بما في ذلك اتزانه وفاعليته في القيادة ولكن أيضا ولعه بإضافة الكثير من المهام في جدول أعماله السياسية.

وحتى الآن طبق أوباما برنامج تحفيز حجمه 787 مليار دولار وشن حملة لإصلاح نظام الرعاية الصحية وقام بمبادرات تجاه كل من إيران وكوبا العدوين منذ فترة طويلة وكشف عن استراتيجيات جديدة للحرب في العراق وأفغانستان.

ويرى وليم جالستون الباحث في معهد بروكينجز ومستشار سابق للرئيس بيل كلينتون انه يرى أن مناسبة أول مئة يوم "مقياس مصطنع تماما".

ومن ناحية أخرى قال جالستون "أعتقد أننا عرفنا ما يكفي من المعلومات عن أوباما ذلك الإنسان الذي يحتل المكتب البيضاوي."

ومضى جالستون أيضا "لكن الكثير من الناس يتجاهلون كون أنه شرع في إتمام عدد هائل من المهام وخلصوا الى أن تلك المهام التي يجري تنفيذها حاليا ستصل بالضرورة الى خط النهاية...أنا لست مستعدا لافتراض هذه النتيجة."

وفيما يتعلق بالسياسة الداخلية انتقد البعض أوباما لأنهم يرون أن برنامج تحفيز الاقتصاد والميزانية التي وضعها والتي يبلغ حجمها 3.55 تريليون دولار لعام 2010 ستحد من النمو الاقتصادي في المستقبل لأنها ستؤدي لزيادة الدين الحكومي.

كما انتقد آخرون أوباما بسبب طريقة تعامله مع الأزمة المصرفية قائلين انه كان عليه أن يتحرك أسرع من ذلك وبشكل أكثر حسما لمحاولة مواجهة مشكلة الديون المتعثرة التي تطوق النظام المالي.

ولكن أنصار أوباما يشيرون الى ما يعتبرونه مؤشرات مبكرة على أن الحلول الاقتصادية التي وضعها ربما تنجح بما في ذلك استقرار أكبر للبورصة وثبات في طلبات إعانات البطالة بعد زيادات هائلة في فترة سابقة.

كما تلقى الرئيس بعض الأنباء السارة على الجبهة السياسية هذا الأسبوع بعد انشقاق سناتور بنسلفانيا ارلن سبكتر عن الحزب الجمهوري.

وربما يؤدي قرار سبكتر الانضمام الى الحزب الديمقراطي الى تقريب حزب الرئيس من أغلبية الستين مقعدا في مجلس الشيوخ. ومن الممكن أن يسهل هذا الأمر على أوباما استصدار الموافقة على بعض من كبرى مبادراته مثل إصلاح نظام الرعاية الصحية.

استطلاعات تشير لأوباما كـسوبر رئيس

تظهر استطلاعات للرأي أن أداء الرئيس الـ44 لأمريكا، أفضل بقليل من أسلافه من الرؤساء السابقين، إلا أنه على الصعيد الشخصي، تفوق عليهم جميعاً، مما قد يجعل منه أول "سوبر رئيس"، لأقوى دولة في العالم.

وحصل أداء أوباما، في استطلاع أجرته CNN في الفترة من 14 إلى 21 إبريل/نيسان الجاري، على 64 في المائة، في المتوسط، ووفق "غالوب لاستطلاعات الرأي، وهو ذات التقييم الذي حصل عليه آخر ستة رؤساء بعد انقضاء 100 يوم منذ توليهم الرئاسة، باستثناء رونالد ريغان.

وبلغ تقييم أداء ريغان 67 في المائة، على نقيض الرئيسين جورج بوش الأب وبيل كلينتون، اللذان حصلاً على دون 60 في المائة، وتراجع جورج بوش الابن إلى دون 60 في المائة.

وتراوح تقييم آخر ستة رؤساء أمريكيين، بعد مرور 100 يوم على توليهم السلطة، عموماً ما بين 55 في المائة و67 في المائة، وبلغ المتوسط: 61 في المائة.

وانتخب الرؤساء الستة بعد أواخر ستينيات القرن الماضي، مع بروز الصدع العظيم في وحدة الصف السياسي الأمريكي: المحافظون في مواجهة الليبراليين، والأحمر ضد الأزرق.

وحصل الرئيسان جون أف. كينيدي، ودوايت أيزنهاور، على معدلات عالية بلغت 87 في المائة، و72 في المائة، على التوالي، من حيث العزيمة والنوايا الطيبة..

وأنفرد الرئيس الأمريكي الحالي، عن سواه من الرؤساء الأمريكيين، بمؤهلات شخصية أفضل: بعد هجمات 11/9 عام 2001، اعتقد معظم الأمريكيون أن الرئيس بوش قادر على حماية البلاد، إلا أن تقييم أوباما، في هذا الصدد، جاء الأفضل، إذ وافق 71 في المائة من المستطلعين على قدرة أوباما في الحفاظ على أمن البلاد، بحسب استطلاع أجرته "الأسوشيتد برس."

وفي استبيان آخر، رأي أمريكيون أن كلينتون يبدي اهتماماً بأحوال بشعبه، وفي هذا الصعيد حصل الرئيس الـ44، على نسبة 71 في المائة، طبقاً لمسح أجرته الشبكة في الفترة من 18 إلى 19 فبراير/شباط الماضي.

واُنتقد الرئيس بوش الأب لعدم تواصله مع شعبه، إلا أن 74 في المائة من المستطلعين، تعتقد أن أوباما مدرك ومتفهم لمشاكل المواطن الأمريكي.

ولم يُدرج الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، ضمن لائحة قادة أمريكا الأقوياء، على نقيض ريغان، وهنا أجمع 76 في المائة من المستطلعين بأن أوباما من الرؤساء الأقوياء.

ويرى أمريكيون أن الرئيس الأسبق، ريتشارد نيسكون، لم يكن صادقاً وغير جدير بالثقة، على نقيض أوباما، الذي نال تأييد 74 في المائة من الذين شملهم المسح، بأنه جدير بالثقة.

ويبقى القول، إن كافة المؤشرات تدل على أن أول رئيس أمريكي أسود، هو "سوبر رئيس" الولايات المتحدة، حتى اللحظة، لكن، وكما هو واقع الحال مع بقية الرؤساء، لا يمكن الحكم على رئيس بعد أكثر من ثلاثة أشهر من توليه السلطة.

شخصية أوباما أكثر شعبية من سياسته

رجح الاستطلاع أن شخص الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أكثر شعبية من سياساته.

وبين المسح،  أن 63 في المائة من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع، يؤيدون الكيفية التي يدير بها أوباما مهامه كرئيس للبلاد، مقابل واحد من بين كل ثلاثة، معارض.

وأبدى الديمقراطيون دعماً ساحقاً لأوباما وتدبيره لشؤون البلاد كرئيس، وبلغ معدل الرضا بين المستقلين في هذا الصدد، 61 في المائة، وتراجعت النسبة بحدة بين الجمهوريين، حيث أيد 28 في المائة منهم فقط أداء الرئيس الديمقراطي.

ونشر الاستبيان، قبيل يومين، من إكمال الرئيس أوباما مائة يوم منذ دخوله البيت الأبيض، في يناير/كانون الثاني الماضي، وأشار إلى أن ثلاثة أمريكيين من بين كل أربعة شاركوا في المسح، يشعرون بأن لأوباما الصفات الشخصية اللازم توفرها في كل رئيس.

وقال كبير المحللين السياسيين في CNN، بيل شنايدر: "الأمريكيون يقيمون الرئيس أوباما على نحويين مختلفين: الأول: شخصيته، والثاني: سياسته."

وأردف: "أكثر ما يجده العامة إثارة للجدل بشأن أوباما، هو سياساته أكثر من صفاته الشخصية."

وبدوره قال مدير قسم الاستطلاعات في الشبكة، كيتينغ رولاند: "ما أن أصبح أوباما رئيساً، تدنى عدد الذي يتفقون معه الرأي في بعض القضايا، وفي المقابل ارتفعت نسبة من يعتقدون أنه يمتلك الصفات الشخصية الصحيحة.

وتابع رولاند: "هذا لم يكن واقع الحال مع الإدارة الأمريكية السابقة، فمن كان يعتقدون أن جورج بوش له المهارات الشخصية المناسبة للرئيس بعد توليه الرئاسة، انخفض عن ما كان عليه الوضع أثناء حملته الانتخابية عام 2000."

وشارك 2019 أمريكياً بالغاً في مسح الذي أجرته CNN، عبر الهاتف على مدى أربعة أيام، وله هامش خطأ 2 نقطة في المائة، زيادة أو نقصاناً.

أول 100 يوم فاشلة رائعة...

نشرت عدد من الصحف الأميركية تقييمات متفاوتة حول 100 يوم الأولى من إدارة الرئيس الأميركي الجديد في البيت الأبيض.

وخلال نصف القرن الماضي، درجت عادة وسط السياسيين والصحافيين والخبراء الأميركيين، في أن يقيّموا الرئيس في الولايات المتحدة بعد مرور مائة يوم على تنصيبه.

ونشرت كل من مجلتي "تايم" الليبرالية، و"ناشونال ريفيو" اليمينية صورة أوباما على غلافها. لكن، مغزى كل صورة كان مختلفا.

ووضعت "تايم" على غلافها صورة ودية لأوباما، وهو يمشي نحو مكتبه في البيت الأبيض وقد ارتدي بدلة أنيقة، ومعها عنوان "مائة يوم".

وكتبت: "هذا رجل يبني بيتا بالحجر، وليس بالتراب. هذه أروع مائة يوم منذ مائة يوم الرئيس روزفلت.

نجح أوباما في الاختبار القصير، لكن يبقى الاختبار الكامل، وكيف سيحكم عليه التاريخ مع نهاية سنواته في البيت الأبيض".

في الجانب الآخر، وضعت مجلة "ناشونال ريفيو" رسما لأوباما على غلافها، وهو مثل ميكانيكي سيارات لم يقدر على إصلاح سيارة معطلة. بل بالعكس، أخرج الماكينة من السيارة قطعة قطعة ولم يقدر حتى على إعادتها إلى مكانها.

ومع الرسم عنوان: "الرئيس الميكانيكي". وكتبت: "لم يفشل أوباما فقط في حل مشكلتنا الاقتصادية، ولكن أيضا، فشل في تعريفها.

نعم، أعلن خططا لتشجيع النشاط الاقتصادي، ولضمان العلاج الصحي ولتنظيف البيئة. لكن، ستكلفنا هذه الخطط كثيرا في المستقبل، وستكلف أولادنا وأحفادنا". وكتبت جريدة "هاتنغتون بوست" التقدمية في الإنترنت: "شاءت صدف التاريخ أن يدخل رئيس تقدمي البيت الأبيض مع دخول أميركا أكبر كارثة اقتصادية منذ سنة 1929.

لكن تواجه أوباما ثلاثة عراقيل: أولا: ليس سهلا التخلص من العادات والسياسات القديمة.

ثانيا: لا توجد حركة شعبية تقدمية تدعم هذا الرئيس التقدمي. توجد نقابات العمال، لكن هي نفسها، تواجه مشاكل.

ثالثا: لم يقدر أوباما على كسب أكبر المعارضين: قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس، وقادة الشركات والبنوك في "وول ستريت" (شارع المال في نيويورك).".

وهكذا، يبدو أن تقييم الأميركيين للمائة يوم، يعتمد على رأي الذي يقيم. وأن تعددية التقييم في واشنطن تبدأ، مثلا من معهد "بروكنغز" الذي يمثل الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري إلى معهد "بروغريسيف" (تقدمي) الذي يعبر عن آراء أوباما ومستشاريه الذين ظلوا يحيطون به منذ أن ترشح لرئاسة الجمهورية قبل أكثر من سنة.

بمناسبة المائة يوم، كتب المعهد "خطابا إلى الرئيس". وكان كتب خطابا مماثلا في يناير (كانون الثاني) بعد تنصيب أوباما رئيسا. وقال المعهد: "مجرد دخول رئيس تقدمي البيت الأبيض، هو أهم حدث خلال المائة يوم الأولى له. لا تتكرر هذه الفرصة في جيل واحد". وأشار المعهد إلى أن أوباما أوضح خطأ الذين يقولون إن التقدميين يتساهلون ضد "أعداء أميركا".

 وقال إن أوباما برهن على تشدد في أكثر من مجال: عندما تمهل في سحب القوات الأميركية من العراق. وعندما أرسل قوات إضافية إلى أفغانستان. وحتى عندما تشدد نحو القراصنة الصوماليين الذين تسلقوا سفينة شحن أميركية واعتقلوا قبطانها.

وعن إنجازات أوباما الاقتصادية، قال المعهد: "يوجد شيء أهم من الإجراءات التي اتخذها أوباما: أنه وقف في وجه قادة الحزب الجمهوري الذين ظلوا يلعنون الحزب الديمقراطي بقولهم إنه حزب فرض ضرائب. استطاع أوباما أن يقول لهؤلاء، مثلما يقول كل تقدمي: نحن حزب مصالح أميركا، لا حزب مصالح حزبنا". ليس هذا التقييم غريبا على معهد تقدمي، شعاره قول جون ستيوارت ميل، الفيلسوف البريطاني: "يساوي رجل واحد يؤمن بمصلحة الناس أكثر من تسعة وتسعين رجلا يؤمنون بمصالحهم".

في الجانب الآخر، نشر معهد "هيريتادج" سلسلة تقارير انتقدت أوباما، ربما في كل المجالات. وخاصة خطة حل الكارثة الاقتصادية، وتخفيض ميزانية وزارة الدفاع، ومصافحة شافيز، رئيس فنزويلا، وأورتيغا، رئيس نيكاراغوا، وتغيير حظر السفر إلى كوبا، وفتح صفحة جديدة مع المسلمين، ونشر وقائع تعذيب المعتقلين المسلمين.

 وعن الموضوع الأخير، قال المعهد: "أبى أوباما إلا أن يختم المائة يوم الأولى بخطأ ربما رقم مائة. حسنا، إذا كان أوباما يريد كشف وثائق تعذيب المعتقلين، فلينشر وثائق تثبت أن التحقيق المتشدد مع المعتقلين كشف معلومات كثيرة عن نوايا الإرهابيين نحو الولايات المتحدة".

وأشاد الديمقراطيون والليبراليون والتقدميون بما سموه "انفتاح" أوباما على العالم، خاصة في جولته الأوروبية وفي زيارته إلى تركيا وفي لقاءاته مع قادة أميركا الوسطى والجنوبية، وزيارته للمكسيك. لكن، قال جمهوريون ومحافظون إن الجولة الأوروبية لم تكن ناجحة لأن أوباما فشل في إقناع أوروبا بإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان. وأن حضور أوباما لمؤتمر البحر الكاريبي، أيضا، لم يكن ناجحا. ونفس الشيء مع زيارة بريطانيا، وما يسميه ناقدو أوباما "الركوع أمام ملك السعودية"، إشارة إلى مصافحة الرجلين خلال مؤتمر لندن للدول العشرين الغنية. ماذا عن أوباما نفسه؟ كيف يرى المائة يوم الأولى؟ زاد حظه لأن استفتاء، قبيل اليوم المائة، أوضح أن شعبيته لا تزال عالية. قالت نسبة سبعين في المائة، إنه يؤدي وظيفته بصورة ممتازة أو جيدة أو معقولة. وقالت نسبة خمسين في المائة إن أميركا، في عهده، "تسير على طريق صحيح".

على الرغم من أن هذه نسبة ليست عالية، لكنها عالية جدا بالمقارنة مع نسبة عشرة في المائة في أكتوبر (تشرين الثاني) عندما كان بوش رئيسا.

وأعلن البيت الأبيض أن المائة يوم هي "يوم عطلة تاريخية"، إشارة إلى أنه يوم تاريخي، وليس يوم عطلة أو تبادل بطاقات تهنئة.

ويتوقع، في نفس اليوم، أن يجيز الكونغرس خطط أوباما الاقتصادية والصحية والاجتماعية. وذلك إشارة إلى أن الكونغرس أجاز، سنة 1933، خطة شاملة وضعها الرئيس روزفلت خلال المائة يوم الأولى لمواجهة الانهيار الاقتصادي.

"فوكس" تقاطع أوباما بمناسبة مرور 100 يوم

من جهتها أعلنت شبكة تلفزيون "فوكس" أنها لن تبث المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بمناسبة مرور 100 يوم على تسلمه منصبه كرئيس للبلاد، مشيرة إلى أنها ستواصل بث برامجها المعتادة.

وفي حال تم تنفيذ ذلك، فإنها ستكون المرة الأولى التي ترفض فيها شبكة "فوكس" طلباً لإدارة أوباما بالبث في وقت الذروة، غير أنها قالت إنها ستعيد بث المؤتمر الصحفي على قناتي "فوكس نيوز" و"فوكس للأعمال."  بحسب(CNN).  

وبدلاً من ذلك، قالت الشبكة إنها ستبث حلقة من مسلسل "اكذب عليّ"، بحسب ما ورد على موقع "فوكس" الإخباري على الإنترنت، حيث يعد هذا البرنامج أحد أكثر البرامج شعبية، إذ يحظى بمتابعة 13 مليون شخص أسبوعياً بالمتوسط.

في حين أن عدد مشاهدي المؤتمر الصحفي الأخير لأوباما، الذي نقلته "فوكس" بلغ 4.2 مليون شخص، وفقاً للشبكة، فيما بلغ إجمالي متابعي المؤتمر الصحفي على كافة القنوات التلفزيونية حوالي 40 مليون شخص.

وأكدت شبكات "سي بي أس" و"أن بي سي" و"إيه بي سي" أنها ستبث برامجها المعتادة في وقت أبكر، وذلك لإتاحة المجال لبث كلمة أوباما على الهواء مباشرة.

وهذا هو المؤتمر الصحفي الثالث لأوباما منذ توليه منصبه، فيما بثت الشبكات التلفزيونية الأربعة كلمته أمام الكونغرس الأمريكي في فبراير/شباط الماضي.

هذا ولم يعلق البيت الأبيض حتى الآن على رفض شبكة "فوكس" بث المؤتمر الصحفي المقبل لأوباما، والذي يصادف بداية شهر مايو/أيار.

كل عنصر في أجندة اوباما يحمل الفشل

كتب جاري يونج مقالاً على صفحات الجارديان يقول فيه إن كل عنصر في اجندة الرئيس يحمل احتمالاً قوياً للفشل.

يبدأ الكاتب بالإشارة إلى حادثة وقعت في مارس/ آذار الماضي عندما سألت مراسلة صحفية أوباما إذا ما كان قد تطرق إلى قضية العرق خلال جلسات مناقشة السياسات التي عقدت في البيت الأبيض، فكان رد اوباما عليها أنه ركز خلال الفترة الماضية على محاولة معالجة الوضع الاقتصادي الذي يؤثر على كل الأعراق.

ويقول يونج إن اوباما على ما يبدو حظي بشعبية حتى الآن، مستشهداً بأن 78 في المئة من الأمريكيين كانوا يعتقدون أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ عندما أدى اوباما اليمين الدستورية، بينما تقلصت هذه النسبة الآن إلى 48 في المئة فقط. بحسب بي بي سي.

لكن يونج يرى أن هذه الشعبية التي حظي بها اوباما مؤقتة، لأن الناس يحبونه أكثر مما يحبون سياساته.

ويقول الكاتب إن كل عنصر تقريباً في أجندة أوباما يحمل الإمكانية الحقيقة للفشل، فالحرب في أفغانستان تفشل، وخطة التحفيز الاقتصادي غير ملائمة، والعطالة لا تزال في ارتفاع، وأسعار العقارات لا تزال في هبوط.

ويضيف يونج أن هناك قضايا أخرى ربما تشهد فشلاً كذلك مثل باكستان والعراق وانهيار الدولار.

عائلة اوباما فتنت العالم

ومنذ وصول عائلة اوباما الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني/يناير يتواصل ارتفاع شعبيتها.

وتعلق فتيات اميركيات في غرفهن صورا لابنتي اوباما ماليا (عشر سنوات) وساشا (سبع سنوات) وهن يحلمن بالحصول على دعوة للنوم في البيت الأبيض أو على وضع "بي اف اف ال" اي "بيست فريندز فور لايف" (افضل اصدقاء الى الابد).

وتتنافس المجلات على نشر أجمل الصور لباراك اوباما وزوجته أكان خلال زراعة بستان البيت الأبيض او عند اللهو مع كلب العائلة الجديد "بو".

ومع ان الولايات المتحدة تمر بأسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثينات القرن الماضي يبدو أن ما من شيء تقوم به عائلة اوباما يسيء الى صورتها.

ويرى روبرت واتسن أستاذ العلوم السياسية في جامعة لين في فلوريدا "لا أظن أن هذه الهالة التي تحيط بهم ستتبدد قبل فترة طويلة إلا في حال تفاقمت الأزمة الاقتصادية بشكل كبير أو تم ارتكاب خطأ ما". بحسب فرانس برس.

ويؤكد "عادت أيام كاملوت" في إشارة الى الاسم الذي أطلق على السنوات القليلة التي أمضاها الرئيس جون كينيدي وزوجته جاكي في البيت الأبيض والتي تعتبر مرحلة ذهبية في الرئاسة الأميركية.

لكن خلافا لكينيدي، ينحدر اوباما وزوجته من عائلتين عاديتين من الطبقة المتوسطة وليس من عائلات ثرية.

ويرى خبراء إن صورة العائلة العادية التي تعكسها الأسرة الرئاسية هي بالتحديد ما يجذب الأميركيين والناس في العالم.

ويقول كارل انطوني المؤرخ من "ناشونال فيرست ليديز لايبرري" في اوهايو "أنهم يمثلون أكثر من مجرد رئيس وسيدة أولى وأكثر من الديمقراطيين وأكثر من الأميركيين السود".

ويضيف "كأنهم يمثلون طريقة جديدة لنمط تفكيرنا والناس يتفاعلون معهم".

ويشدد على إن الكلمة المؤثرة والشخصية جدا التي قالتها ميشال اوباما أمام تلميذات في إحدى المدارس في لندن حثتهن فيها على البقاء وفيات لأنفسهن وان ينظرن إليها لمعرفة ما يمكن أن يحققن في الحياة.

ويوضح انطوني "يعطون الناس شعورا بالامل" مشددا على طبيعة السيدة الاولى الصادقة والبسيطة.

وقد مازحت ميشال اوباما الأسبوع الماضي مجموعة من الأطفال قائلة إنها مرتاحة جدا لأنها لم تعد مضطرة لتحضير العشاء وأنها تتسلل أحيانا خارج البيت الأبيض مع العاملين في فريقها لتناول العشاء في مطاعم العاصمة.

وسكان واشنطن يحبذون هذه الأمور. أما المطاعم التي يرتادها الرئيس وزوجته فتنعم بعد زيارتهما بحجوزات لا تنقطع.

ويقول غاريت غراف المراسل السياسي لمجلة "واشنطنيان" التي نشرت صورة الرئيس الأميركي بلباس البحر مرفقة بتعليق "جارنا الجديد مثير جدا" إن "واشنطن تمر بمرحلة ذهبية. أتت عائلة اوباما بكثير من النشاط والحماسة الى المدينة في الأشهر الأخيرة".

ويضيف "لقد كان تعليقنا استفزازيا بعض الشيء.. لكن هذا الوقت المناسب ليكون المرء هنا، واحد الأسباب الرئيسية لذلك تواجد عائلة اوباما" في العاصمة الأميركية.

أوباما أكثر تواضعا من ريغان

قال "بيت سوزا"، المصور الرسمي في البيت الأبيض، إنه تمكن من مراقبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قرب، ولاحظ مدى تواضعه وانسجامه مع نفسه بالمقارنة مع رؤساء سابقين مثل رونالد ريغان، جاء ذلك في مقابلة مع الزميل جون كينغ، على برنامج "حالة الاتحاد" التي تبثه CNN.

وبالإشارة إلى عمله مع أوباما وريغان، حيث كان يشعل نفس المنصب، قال سوزا: " إن كلا الرجلين منسجم مع نفسه، وهو ما يجعلهما مصدرا مميزا لالتقاط الصور.. فوجود الكاميرا في جلساتهم الخاصة لم يظهر أي علامات انزعاج عليهما، وهو أمر لائمني."

وبالمقابل، رأى سوزا، أن أوباما أكثر تواضعا وأقل رسمية من نظيره ريغان، الأمر الذي يسهل عليه مهمته كمصور.

وعمل سوزا يتجاوز نطاق العمل المحض، فهو يرى أن تصويره للرئيس الأمريكي وأحداث البيت الأبيض أمرا من الأهمية بمكان، بحيث يجعله "مؤرخا فوتوغرافيا" لمسيرة الرئيس الجديد، مما سيتيح للناس في السنوات المقبلة معرفة مجريات الأمور في زماننا الحالي.

وفي لفتة لطيفة، عرض سوزا على البرنامج مجموعة من الصور غير المنشورة لأوباما، ومنها واحدة يراقص فيها الأخير زوجته السيدة الأولى ميشيل، في حفل رسمي على أنغام موسيقى "إيرث وند آند فاير"، التي اشتهرت بالسبعينيات.

وعندما طلب منه اختيار صورته المفضلة، انتقى سوزا لقطة لأوباما وهو يحتضن زوجته، بعد ان وضع معطفه على كتفيها اتقاء للبرد.

ويذكر أن سوزا يعمل كأستاذ مساعد في قسم التصوير الصحفي بجامعة أوهايو، والتي أخذ منها إجازة مفتوحة ليتفرغ لمهامه في البيت الأبيض.

وكان سوزا قد تابع تألق نجم أوباما منذ انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ، عام 2004، وذلك أثناء عمله بمجلة "شيكاغو تريبيون."

وصدر لسوزا كتاب بعنوان "صعود باراك أوباما" عام2008 ، والذي يحتوي على مجموعة من صور الرئيس، منذ بروزه السياسي، وحتى بلوغه سدة الرئاسة.

العفو تدعو اوباما الى تحقيق وعوده

من جهتها دعت منظمة العفو الدولية الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي مضى مئة يوم على بدء ولايته الى "المضي ابعد" و"تحقيق وعود التغيير" التي قطعها على صعيد مكافحة الإرهاب.

وقالت الأمينة العامة للمنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان ايرين خان "رحبنا بالإجراءات التي أعلنها الرئيس اوباما في اليومين اللذين عقبا تولي مهامه، وهما إغلاق غوانتانامو في مهلة سنة ووقف برنامج السجون السرية التابع لوكالة الاستخبارات المركزية والقطيعة مع ثقافة السرية التي انتهجتها إدارة جورج بوش". بحسب فرانس برس.

وقالت خان بحسب ما ورد في بيان نشر في لندن حيث مقر المنظمة "من اجل انجاز إجراءات الإغلاق وكشف المعلومات، على الحكومة الأميركية أن تذهب ابعد بوضع حد لجميع الاعتقالات غير الشرعية وإحالة كل الذين يشتبه بارتكابهم أعمال التعذيب وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في عهد إدارة جورج بوش الى القضاء وتقديم تعويضات حقيقية للضحايا".

وأشارت منظمة العفو الى "وعود تغيير مرفقة بإجراءات محدودة"، معتبرة انه "ما زال يتعين انجاز او تجاوز بعض المراحل، ولا سيما في ما يتعلق بباغرام" السجن العسكري الأميركي في أفغانستان "حيث ما زال مئات المعتقلين محتجزين بدون اي حل في الأفق".

واثنت منظمة العفو في تقرير صدر بمناسبة مرور مئة يوم على رئاسة اوباما، على التقدم الذي تحقق وعلى الأخص بشأن القواعد الجديدة التي تحكم عمليات الاستجواب، لكنها في المقابل أسفت لعدد من "الرسائل الملتبسة".

وذكرت المنظمة بان اوباما "ندد بممارسة التعذيب، لكنه أكد ان المشتبه بارتكابهم هذه الجرائم لن يمثلوا أمام القضاء إن كانوا يعملون بتوجيهات من وزارة العدل".

كما اسفت منظمة العفو "للغموض" الذي ما زال يلف مصير معتقلي غوانتانامو ال240، مشيرة الى انه "أطلق سراح معتقل واحد فقط منذ كانون الثاني/يناير ولم توجه اي تهمة رسمية".

وختمت خان "ينبغي الآن ان نعرف ان كانت وعود التغيير التي قطعها الرئيس باراك اوباما وأول إجراءات اتخذها تؤشر الى تغيير حقيقي، متين ومستديم في التوجه، نحو احترام حقوق الإنسان في إطار مكافحة الإرهاب".

الطائرة الرئاسية تثير الفزع

أثارت الطائرة الرئاسية "أير فورس وون" ذعراً في نيويورك بتحليقها على علو منخفض في منهاتن ومعالم المدينة، ودفعت بسكان لإخلاء مبانيهم، وسط اعتذارات البيت الأبيض، وسخط الرئيس، باراك أوباما.

وقال شهود عيان إن الطائرة العملاقة، وبحراسة مقاتلتين من طراز F-16s، حلقت في شكل دائري بالقرب من تمثال "الحرية"، قبيل الطيران فوق نهر "هدسون."  بحسب(CNN).  

وقالت إدارة الطيران الفيدرالي، إن الطائرة العملاقة، كانت تشارك في مهمة سرية لالتقاط صور جديدة لتحديث ملفات البيت الأبيض.

وبادر رئيس المكتب العسكري بالبيت الأبيض، لويس كالديرا، بالاعتذار قائلاً: "أنا من صادق على مهمة الطائرة الرئاسية فوق مدينة نيويورك.. وأتحمل مسؤولية قراراي هذا.. رغم اتخاذ السلطات الفيدرالية لكافة الترتيبات اللازمة بإخطار الولاية والسلطات المحلية في نيويورك ونيوجيرسي، إلا أنه من الواضح أن المهمة سببت إرباكاً وانزعاجاً."

وأعلن كالديرا في بيان: " أعتذر عن أي هلع تسببت به المهمة."

وقال مسئولان رفيعان للشبكة، إن الرئيس أوباما غاضب للغاية لدى إعلامه بالمهمة التي خلقت حالة من الهلع والفزع في منطقة نيويورك-نيوجيرسي."

وأضاف أحد المصادر: "الرئيس حانق للغاية"، بشأن المهمة التي أثارت غضب عدد من سكان نيويورك، على رأسهم عمدتها، مايكل بلومبيرغ.

وأبدى بلومبيرغ سخطه البالغ بالقول: "في باديء الأمر.. أنا منزعج.. أو بالأصح.. أستشيط غضباً لعدم إخطاري مسبقاً.. وقرار إدارة الطيران الفيدرالي بالتكتم على الرحلة "سخيف" و"حكم خاطئ."

وندد السيناتور شاك شومر، ديمقراطي عن نيويورك، بالخطوة "أنه لأمر شائن ومروع أن تخطط إدارة الطيران الفيدرالي للمهمة دون إخطار الجمهور.. رغم علمها التام بأن ذكرى الهجمات مازالت ماثلة في أذهان أهل نيويورك."

وتابع: "هذا منتهى القسوة أو الغباء البالغ للغاية."

ووفقاً لدائرة الطيران الفيدرالي، حلقت الطائرة العسكرية، من طراز "بوينغ 747"، واحدة من طائرتين تستخدمان في تنقلات الرئيس الأمريكي، على علو نحو 1000 قدم، لالتقاط صور لها، لصالح البنتاغون.

وأسترجع مشهد طائرة الرئاسية الأمريكية وهي تحلق على علو منخفض، لأذهان الكثير من سكان نيويورك، أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.

وقال الصحفي توم كروك، الذي شهد تلك الهجمات، إن مشهد تحليق الطائرة العملاقة على علو منخفض كان "مقلقاً."

وعقبت غراسيا-روز، أخصائية نفسية تشرف على علاج عشرات المصابين باضطرابات نفسية، أن المكالمات الهاتفية انهالت عليها من مرضاها "كانوا في حالة صدمة ويتساءلون عن كيفية حدود ذلك مجدداً."

وأضافت: "أنا طبيبة ولكن أصيبت بنوبة هلع"، وأضافت بأنها تنظر في إمكانية إقامة دعوى مدنية ضد الحكومة لعدم الإعلان عن المهمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 30/نيسان/2009 - 3/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م