
شبكة النبأ: فيما رأت صحيفة نيويورك
تايمز في تقرير مفصل لها عن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى بغداد،
أن كلنتون جاءت إلى العراق لطمأنة العراقيين بشأن التزامات الولايات
المتحدة إزاء بلادهم وبأن ماأسمته بجبهة الرفض، تخشى عراقا موحدا
مستقراً، اتهم الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي، وهو أعلى سلطة في
ايران، الولايات المتحدة الأمريكية بتدبير التفجيرات الانتحارية التي
وقعت في العراق وأدت إلى مقتل العشرات من الزوار الإيرانيين.
وفي ظل ذلك كشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان عشرات
الانتحاريين هم من شمال افريقيا. وأضاف أن بإمكانه القول ان بعض
الانتحاريين هم من تونس والمغرب ولدى الحكومة العراقية معلومات ان
عشرات الانتحاريين هم من شمال افريقيا لكنه لم يحدد الهجمات التي تورط
فيها انتحاريون من شمال افريقيا.
كلنتون: جبهة الرافضين تخشى عراقا موحد
ومستقرا
ورأت صحيفة نيو يورك تايمز The New York Times، في تقرير لها عن
زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى بغداد، أن كلنتون جاءت إلى العراق
لطمأنة العراقيين بشأن التزامات الولايات المتحدة إزاء بلادهم وبأن
“جبهة الرفض” تخشى عراقا موحدا مستقرا.
وقالت الصحيفة إن وزيرة الخارجة الامريكية “وصلت إلى العراق اليوم (السبت)
لطمأنة العراقيين بأن الولايات المتحدة ستواصل دعمهم، حتى مع سحب
القوات الأمريكية”. لكن الصحيفة بينت أنه “مع عراق يعاني من اسبوع من
الهجمات الانتحارية الشرسة، لقيت وزيرة الخارجية استقبالا مضطربا في
هذا البلد الذي ما يزال يعتمد بشدة على الولايات المتحدة في مجالات
الأمن والاستقرار والاقتصاد”.
وذكرت الصحيفة أن السيدة كلنتون كانت “وسط أسئلة عن الكيفية التي
يمكن فيها للولايات المتحدة مساعدة العراق بالمجالات الكبيرة والصغيرة
بدءا من بناء الثقة بالقوات المسلحة العراقية إلى تجهيز المزارعين
بآلات حديثة، عندما التقت بطلبة عراقيين وصحفيين وناشطين”.
وهذه هي الزيارة الأولى لوزيرة الخارجية الأمريكية إلى بغداد منذ
تعيينها في إدارة أوباما. ووعدت كلنتون بمساعدة العراقيين في هذه
المجالات وقضايا أخرى، لكنها قالت للحضور الذي بلغ عددهم 12 شخصا إن
هناك “بعض الأمور التي على العراق أن يؤديها بنفسه”.
وقالت كلنتون في إجابة لها عن سؤال بشأن الجيش إنه “كلما كان العراق
موحدا، كلما كبرت ثقتكم بالقوات الأمنية”، وأضافت أن على القوات
الأمنية “كسب ثقتكم، لكن على الناس المطالبة بذلك”، بحسب الصحيفة.
وشددت كلنتون على أن التفجيرات الانتحارية التي أودت بحياة 160 شخصا
وجرحت مئات آخرين “لا تعني أن العراق يعود إلى الحرب الطائفية التي
عصفت به قبل عامين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أول محطة لكلنتون في بغداد كانت اللقاء بقائد
القوات الأمريكية في البلاد الجنرال ريموند اوديرنو، حيث أطلعها على
الوضع الأمني. كما كانت المخاوف الأمنية على رأس الموضوعات في اجتماع
لها مع رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال المالكي بهذا الشأن إن لقاءنا في العام 2007 جرى في الحقيقة في
ظروف صعبة للغاية”، مضيفا أن الوضع الأمني، كما باقي الأحوال تحسنت
بصورة عامة بعد ذلك”.
وذكرت الصحيفة أن كلنتون، التي قدمت إلى العراق من الكويت على متن
طائرة عسكرية، استقبلت في بغداد من جانب السفير الأمريكي الجديد،
كريستوفر هل، ورئيس الأركان المشتركة، الادميرال مايكل مولن، ووزير
الخارجية العراقي هوشيار زيباري. ثم انتقلت إلى السفارة الأمريكية
الجديدة في موكب من العجلات المصفحة.
وكانت كلنتون قالت لصحفيين مساء أمس (الجمعة)، قبل التوجه إلى بغداد
في زيارة غير معلنة، إنه في العراق “سيكون هناك دوما صراعات سياسية”،
مستدركة “وأنا في الحقيقة اعتقد أن العراق بأجمعه في المسار الصحيح”.
ووصفت كلنتون أحداث العنف الأخيرة بأنها “آخر أنفاس جبهة الرفض
الذين يخشون من أن الحكومة ستنجح في بناء عراق موحد وآمن”. وقالت إن
التفجيرات الإنتحارية كانت “للأسف مأساوية، وهي إشارة على أن الرافضين
يخشون من مضي العراق الآن بالطريق الصحيح”.
وأضافت الصحيفة أن كلنتون من “الزوار الدائمين للعراق”، مبينة أنها
“زارت بغداد ثلاث مرات عندما كانت سيناتورا للإطلاع على سير الحرب التي
صوتت هي لصالحها، لكنها قالت بعد ذلك إن هذه الحرب أديرت بطريقة سيئة
من جانب إدارة بوش”.
وقالت كلنتون إنها “مسرورة بالعودة إلى العراق”، على الرغم من أن
الهجمات تلقي بظلالها على الزيارة، كما قالت الجريدة.
وواصلت الصحيفة أنه على الرغم من “انخفاض العنف بنحو كبير عن اسوأ
مستوياته التي بلغها في العام 2007، إلا أن 18 هجوما كبيرا حدثت هذا
الشهر ما أشعل المخاوف من أن العناصر البعثية والمسلحة تعيد تنظيمها في
خلايا تمرد صغيرة لكن قاتلة مستغلة انسحاب القوات الأمريكية من الآن
حتى العام 2011″.
زيباري: عشرات الانتحاريين من شمال افريقيا
وكشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك
مع نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون في بغداد ان عشرات الانتحاريين هم
من شمال افريقيا.
واضاف "بامكاني القول ان بعض الانتحاريين هم من تونس والمغرب ولدى
الحكومة العراقية معلومات ان عشرات الانتحاريين هم من شمال افريقيا".
لكنه لم يحدد الهجمات التي تورط فيها انتحاريون من شمال افريقيا.
وكان العراق عرضة في الايام الاخيرة لهجمات دامية اوقعت الجمعة 65
قتيلا ونحو 120 جريحا قرب ضريح الامام موسى الكاظم في شمال بغداد.
وقال قائد القوات الاميركية في المنطقة الجنرال ديفيد بترايوس
الجمعة ان العراق امامه وقتا "طويلا" قبل ان يتمكن من القضاء على
المتطرفين.
وقال بترايوس في افادته امام الكونغرس انه "رغم ان اعداد عناصر
القاعدة وغيرهم من المتطرفين في العراق انخفضت بشكل كبير، الا انهم ما
زالوا يشكلون تهديدا مستمرا للامن والاستقرار".
ومع تصاعد اعمال العنف في العراق اعرب بترايوس عن قلقه بشان
التوترات العرقية والطائفية والتوترات بين الاحزاب السياسية وعودة
اللاجئين والقضايا المتعلقة بالميزانية وغيرها من التحديات التي تواجه
بغداد. وقال ان "التقدم هناك لا يزال هشا ويمكن ان ينعكس".
اما بشان قوات الامن العراقية فقال بترايوس انها "اكثر قوة بكثير
مما كانت عليه قبل اعوام قليلة ماضية، ولكن الهجمات سوف تتواصل مع
الوقت". واضاف "سيستغرق العراق وقتا قبل ان يتمكن من القضاء على كافة
العناصر (المتطرفة) المتبقية".
خامنئي يتهم أمريكا بالوقوف وراء التفجيرات
في العراق
وفي تطور لافت اتهم الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي، وهو أعلى
سلطة روحية في البلاد، الولايات المتحدة الأمريكية بتدبير التفجيرات
الانتحارية التي وقعت في العراق وأدت إلى مقتل العشرات من الزوار
الإيرانيين.
وكان ما لا يقل عن 60 شخصاً لقوا مصرعهم وأصيب نحو 125 آخرين بجروح
جراء تفجيرين ضربا العاصمة العراقية الجمعة، فيما أعلن مسؤول في وزارة
الداخلية أن التفجيرين استهدفا مزاراً مقدساً لدى الشيعة.
وأفاد المسؤول بأن التفجيرين وقعا على طريقين يؤديان إلى مقام
الإمام موسى الكاظم في حي الكاظمية بوسط بغداد.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء شبه الرسمية، عن خامنئي قوله إن
"على الظلاميين الذين ارتكبوا هذه الجريمة الفادحة وتلطخت أيديهم بدماء
المظلومين، أن يعلموا أنهم رجحوا إرضاء شياطين الإنس والجن على رضا
أولياء الله، ملقين بأنفسهم في سعير غضب الجبار العزيز القهار، وان
جهنم لمحيطة بالكافرين."
وقال خامنئي في بيان تحدث فيه عن التفجيرين اللذين وقعا بالعراق
يومي الخميس والجمعة "المشتبه بهم الرئيسيون في هذه الجريمة وجرائم
مشابهة لها هم قوات الأمن الأمريكية والجنود الأمريكيون."
وأضاف، بحسب الوكالة "الأيادي الخبيثة والعقول الشريرة التي أسست
لهذا الإرهاب الأعمى والمنفلت في العراق، إن ناره ستطال أذيالهم،
وسيكون حالهم حال بعض الدول الإسلامية الأخرى التي ضيقت عليها نواياها
الشريرة أكثر من أي طرف آخر."
وعاد خامنئي للقول "المتهم الرئيسي في هذه الجريمة ونظائرها هم
القوات الأمنية والعسكرية الأمريكية التي احتلت بظلم بلدا إسلاميا
بذريعة مواجهة لإرهاب، وسفكت دماء عشرات الآلاف من الأبرياء، وتعمل على
زيادة الانفلات الأمني يوما بعد يوم."
ودعا خامنئي الحكومة العراقية إلى "مواجهة هذه الجرائم بشكل جاد،
وان تعمل على توفير الأمن التام لزوار العتبات المقدسة في العراق.
كلينتون تعتبر اتهامات خامنئي مخيبة للامال
ومن جانبها اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان
اتهامات مرشد الجمهورية الاسلامية لواشنطن واسرائيل بارتكاب هجمات
دامية اودت بزوار شيعية ايرانيين في العراق "مخيبة للامال".
وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها العراقي هوشيار زيباري ان
"هذا النوع من التعليقات مخيب للامال لأن من الواضح ان هذه الاعتداءات
ترتكبها القاعدة او مجموعات اخرى". بحسب فرانس برس.
من جهته، قال زيباري ردا على سؤال بهذا الخصوص "لسنا على علم
بمشاركة اميركيين في هذا النوع من الهجمات".
وقد اعلن خامنئي ان "اجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية هي
المتهم الاول (...) لانها زرعت بذور الارهاب السامة في العراق".
واضاف خامنئي ان "هذه العقول الشريرة والايادي المشينة التي خلقت
الارهاب الاعمى والمنفلت يجب ان تعرف انها هي التي ستكتوي بهذه النار". |