
شبكة النبأ: تزايدت ردود الأفعال
الدولية والإقليمية إزاء ظاهرة القرصنة البحرية الناشطة حالياً في
البحر الاحمر، وتقول التقارير بأن المناطق التي تجري فيها تحركات
القراصنة، من بين المناطق البحرية الأكبر لجهة الحشود العسكرية الجارية
فيها بواسطة البوارج والسفن وغيرها من القطع البحرية التابعة لدول
العالم الكبرى: أمريكا – روسيا – الصين – فرنسا – بريطانيا – الهند –
إيطاليا – إسبانيا.
ومن غير المرجح أن يؤدي انقاذ الولايات المتحدة لبحار أمريكي الى
ردع القراصنة الصوماليين المتفانين وقد يجعل حوادث الخطف المستقبلية
اكثر عنفا مما يعقد جهود ترويض البحار التي ينعدم فيها القانون الواقعة
قبالة منطقة القرن الافريقي.
ولا يتوقع خبراء اقليميون أن تتبع واشنطن العملية التي قامت بها
بهجوم على معاقل القراصنة على الشاطيء لانهاء تحديهم لاسطول دولي من
الدوريات البحرية.
ذلك أن هذا لن يعرض 260 رهينة آخرين للخطر فحسب بل قد يفيد ايضا
المتشددين الاسلاميين ويقلل من نفوذ واشنطن في جهود تحقيق السلام التي
تظل الحل الوحيد على المدى الطويل لاعادة بناء اكثر دول العالم فشلا.
لكن خبراء أشاروا الى ان اي خطوة لتطبيق النهج الامريكي الاجمالي
تجاه الصومال عقب مقتل ثلاثة قراصنة في عملية الانقاذ التي جرت يوم
الاحد تحمل خطر تعزيز المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في البلاد
المتشككة بشدة بالفعل في دوافع الولايات المتحدة. حسب رويترز
وقد يعقد هذا بدوره توفير الدعم الدولي لحكومة انتقالية وليدة تحاول
تقوية سلطتها وانهاء 18 عاما من الفوضى المسلحة. ويدرك الجيش الأمريكي
مخاطر التصعيد وقال نائب الاميرال بيل جورتني قائد الاسطول الخامس
بالبحرية الامريكية الذي يتخذ من البحرين مقرا له عن عملية الانقاذ من
الممكن أن يؤدي هذا الى تصعيد العنف في هذا الجزء من العالم. لا شك في
هذا.
في مقديشو يقول حسن محمد الناشط بشبكة السلام وحقوق الانسان ان قيام
الولايات المتحدة بمزيد من العمل المسلح ضد القراصنة سوف يثير توترات
سياسية ملتهبة بالفعل بسبب الاحتلال الاثيوبي الذي دام عامين ولم ينته
الا في يناير كانون الثاني.
وأضاف بالهاتف من مقديشو أن أفضل حل هو دعم الحكومة الصومالية بحيث
تستطيع التحرك ضد القراصنة. اذا تم هذا يمكن تدمير القراصنة.
وتابع قائلا صحيح أن الصوماليين لا يريدون مشاكل القرصنة هذه.
المجرمون الذين كانوا يخلقون المشاكل للناس على الارض بنقاط التفتيش
التي كانوا يقيمونها يخلقون لنا المشاكل الان في البحر.
واستطرد قائلا لكن الامريكيين غير مرحب بهم في الصومال منذ دعموا
الغزو الاثيوبي. الشعور هو أن الامريكيين يريدون تدميرنا. الشعور أن
امريكا لا تريد أن تقف الصومال على قدميها.
وقال ان السبيل الامثل حتى تقمع واشنطن القرصنة قبالة سواحل الصومال
هو مساعدة البلاد على تحقيق الاستقرار على البر حيث تواجه حكومة مؤقتة
جديدة يقودها اسلامي معتدل هجمات من قبل جماعة الشباب المسلحة
المتحالفة مع تنظيم القاعدة.
وكان العدو الرئيسي لجماعة الشباب حتى نهاية يناير قوة احتلال
اثيوبية أرسلت الى البلاد بموافقة امريكية ضمنية عام 2006 لسحق نشاط
القاعدة المفترض.
القراصنة لم يخسروا الحرب
واحتلت القضية التي أطلقت عليها الصحف البريطانية فضيحة البريد
الالكتروني صدر الصفحات الأولى للصحف البريطانية.
يأتي ذلك فيما تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني جوردون
براون لإرغامه على كشف أسماء المتورطين بفضيحة إعداد مسودات رسائل
البريد الإلكتروني التي كان قد أرسلها داميان مكابرايد مستشار براون
الاعلامي واستهدفت تلطيخ سمعة مسؤولين كبار في حزب المحافظين المعارض.
كما كان لملف قراصنة الصومال وجود بارز أيضا، وفي هذا الاطار كتب
روب كريلي في صحيفة التايمز يقول إن الصومال بلد مدمر يعاني الفقر
والجوع والتفشي الوبائي للسلاح ويندر وجود أشياء تعمل بفعالية فيه،
ولكن من بين هذه الأشياء النادرة القرصنة.
ومضت الصحيفة تقول وإذا كان نجاح عملية الانقاذ الأخيرة يمثل
انتصارا للقوات البحرية في العالم، فانه لا يعكس سوى تراجعا محدودا
للقراصنة الذين يحكمون البحار أمام السواحل الصومالية.
واضافت التايمز تقول إن الحياة رخيصة في هذا البلد الذي مزقته الحرب،
والذي تسيطر عليه الميليشيا الاسلامية وأمراء الحرب، وأسهل طريقة
للحصول على وظيفة هي حيازة سلاح والمؤهل الوحيد المطلوب هو الانضمام
لاحدى العصابات المسلحة.
واشارت الصحيفة إلى ان عائد الانضمام إلى القراصنة يعد مجزيا
بالمقارنة بالميليشيا المسلحة والتي لا تقدم أكثر من 10 دولارات يوميا.
وقد حصل القراصنة مؤخرا على فدى تجاوزت 3 ملايين دولار.
ووجد الزائرون للمناطق التي يسيطر عليها القراصنة تجار سيارات
يعرضون بضائعهم من عربات الدفع الرباعي، والتقوا بأبناء القراصنة الذين
يريدون مواصلة مسيرة آبائهم.
وهؤلاء القراصنة يوفرون المال للمناطق التي يسيطرون عليها حيث ينظر
إليهم السكان كأبطال، وفي العام الماضي عمل ملاك السفن على الدفع
مباشرة للقراصنة من خلال إلقاء النقود لهم من الجو.
وقالت الصحيفة ربما يكون القراصنة قد تكبدوا خسائر مؤخرا، ثلاثة على
أيدي الأمريكيين واثنين على أيدي القوات الفرنسية الخاصة، ولكن مازال
بحوزتهم 17 سفينة.
ويرى المحللون ان الوسيلة الوحيدة للحيلولة دون سيطرة القراصنة على
البحار هي تحقيق الاستقرار في البر.
كما يحذر المحللون أيضا من ان القراصنة باتوا أكثر عنفا، ويتحركون
في أعداد كبيرة ويطلقون طلقات تحذيرية عندما يعتلون السفن وهو الاتجاه
الذي سيتصاعد مع خسائرهم الأخيرة.
مهاجمة سيناتور أمريكي
من جانب آخر تعرضت طائرة تقل عضواً بالكونغرس الأمريكي، لإطلاق نار
في العاصمة الصومالية الاثنين، دون أن يتعرض لأي أذى، وواصل رحلته، إلى
العاصمة الكينية نيروبي، فيما أعلن تنظيم صومالي مسلح مسؤوليته عن
الهجوم.
فقد قالت كيري ماكني، المتحدثة باسم عضو الكونغرس دونالد باين: لقد
علمنا أن طائرته تعرضت لإطلاق نار أثناء مغادرته، لكنه غادر بسلام، وأن
أحداً لم يصب بأذى.حسب CNN
وأوضحت أن الطائرة أصيبت بأضرار، لكن لم يعرف حجمها بعد، إلا أنها
تمكنت من الوصول بسلام إلى العاصمة الكينية نيروبي.
وقال: "لقد أبلغونا عندما وصلنا نيروبي بصدور تقارير حول إطلاق
قذائف هاون على المطار، في الوقت الذي أقلعت في طائرتنا.
وعلى الصعيد ذاته، أفادت تقارير إعلامية أن "جماعة الشباب الإسلامية
الصومالية" أعلنت الاثنين مسؤوليتها عن الهجوم بقذائف الهاون، الذي
استهدف عضو الكونغرس الأمريكي.
وأفادت التقارير بإصابة ثلاثة أشخاص على الأقل بعد سقوط قذائف
الهاون على المناطق السكنية حول المطار في العاصمة الصومالية.
وجاء هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة على قيام قوات أمريكية بتحرير
رهينة كان قراصنة صوماليون قد احتجزوه، إثر فشلهم في السيطرة على سفينة
شحن أمريكية.
وأسفرت عملية تحرير قبطان السفينة، ريتشارد فيليبس، التي نفذتها
البحرية الأمريكية الأحد، عن مقتل ثلاثة قراصنة صوماليين.
تحرير قبطان اميركي
من جهتها نفذت البحرية الاميركية عملية خاطفة الاحد في المحيط
الهندي تمكنت خلالها من تحرير القبطان الاميركي ريتشارد فيليبس الذي
كان محتجزا لدى قراصنة صوماليين منذ خمسة ايام على زورق مطاطي واصبح
يعتبر بطلا في الولايات المتحدة.
واعلنت البحرية الاميركية قرابة الساعة 16,19 ت.غ. قامت القوات
البحرية الاميركية بتحرير الكابتن ريتشارد فيليبس.حسب فرانس برس.
واضافت ان فيليبس (53 عاما) الذي امضى خمسة ايام تحت تهديد سلاح
خاطفيه نقل على متن سفينة بحرية اميركية حيث اجرى اتصالا مع عائلته
وخضع لفحص طبي روتيني". واوضحت البحرية انه في صحة جيدة.
واعلن الاميرال وليام غورتني قائد القوات البحرية ان قرار شن
العملية اتخذ خلال بضعة ثوان" من قبل مسؤول عسكري ميداني علم لتوه ان
فيليبس يواجه خطرا وشيكا.
واضاف ان القرار اتخذ بموجب امر اصدره الرئيس الاميركي باراك اوباما
بالتحرك فورا في حال كانت حياة الكابتن في خطر.
واوضح غورتني ان قناصة من مجموعة النخبة تمركزوا على سفينة موجودة
في المكان وفتحوا النار وقتلوا ثلاثة قراصنة مضيفا ان الرابع استسلم
ويعامل بطريقة انسانية". واشار الى ان القضاء الاميركي يدرس خيارات من
اجل ملاحقته قضائيا.
وكانت سفينة الشحن الاميركية "مايرسك الاباما" التي كانت تقل 20
بحارا اميركيا تعرضت لهجوم الاربعاء على بعد حوالى 500 كلم قبالة
السواحل الصومالية.
وتمكن الطاقم من استعادة السيطرة على السفينة مساء الاربعاء في ظروف
ملتبسة لكن الكابتن فيليبس وحده بقي رهينة لدى القراصنة. وحاول الفرار
ليلا سباحة لكن محاولته باءت بالفشل.
واكد غورتني ان القبطان الاميركي قدم نفسه رهينة مقابل الافراج عن
افراد طاقمه موضحا لقد وضع حياته بين ايدي الخاطفين بهدف حماية افراد
طاقمه.
واعلن اوباما عن سعادته بانتهاء هذه المسالة ودعا الى بذل جهود لمنع
اعمال القرصنة.
وقد وصلت سفينة الشحن الاميركية مع افراد طاقمها السبت الى مرفأ
مومباسا الكيني. واحتفل البحارة بتحرير قبطانهم كما افاد مراسل وكالة
فرانس برس حيث لوحوا بالعلم الاميركي وفتحوا زجاجة الشمبانيا.
واكد الاميرال غورتني ان القراصنة حاولوا التفاوض للحصول على فدية.
وقال "المبلغ الدقيق لست اكيدا منه، لكنني اكيد انه مبلغ كبير. لكن
سياسة الولايات المتحدة هي عدم التفاوض".
من جهته اعلن زعيم الخاطفين عبدي غاراد ان القراصنة "تخلوا" عن فكرة
الحصول على فدية وطالبوا بان تتمكن سفينة يونانية محتجزة بالدخول الى
المنطقة لكي يتمكنوا من الصعود على متنها.
القراصنة يتعهدون بالانتقام
من جهة أخرى هدد قراصنة صوماليون بالانتقام بعد أن أدى هجومان
منفصلان لقوات أجنبية لانقاذ رهائن الى مقتل خمسة من رفاقهم على الاقل
مما زاد المخاوف من اراقة دماء في المستقبل في أعالي البحار.
وزاد الهجوم الاخير للقوات الامريكية يوم الاحد والذي اسفر عن انقاذ
رهينة أمريكية وهجوم اخر لفرنسا في الاسبوع الماضي من المخاطر في
الممرات الملاحية قبالة الدولة التي تعمها الفوضى حيث يتحدى القراصنة
دوريات البحريات الاجنبية.حسب رويترز
وقال القرصان حسين لرويترز في اتصال هاتفي عبر الاقمار الصناعية
سيندم الفرنسيون والامريكيون على البدء بالقتل. نحن لا نقتل ولكن نأخذ
فدى. وسنفعل شيئا لكل من نراه من الفرنسيين والامريكيين اعتبارا من
الآن.
وقال لانعرف كيف قتل اصدقاؤنا على قارب النجاة او ما اذا كانوا قد
قتلوا بالفعل ولكن ذلك لن يوقفنا عن الخطف.
ويعامل القراصنة الرهائن معاملة جيدة بصفة عامة على امل الحصول على
اموال كفدية.
وكان أسوأ عنف هو الضرب من حين لاخر.
وقال أدان وهو قرصان اخر في قرية ايل وهي احد اوكار القراصنة على
الساحل الشرقي للصومال سننتقم.
ويخشى البعض من ان تؤدي العمليات الامريكية والفرنسية الى جعل
قراصنة اليوم اشبه باسلافهم الذي كانوا يبعثون على الخوف والرهبة.
وقال اندروا موانجورا من برنامج مساعدة ملاحي شرق افريقيا ومقره
كينيا "القراصنة سيعرفون من الان فصاعدا ان اي شيء يمكن ان يحدث.
الفرنسيون يفعلون ذلك وكذلك الامريكيون. الامور ستكون اكثر عنفا من
الان فصاعدا.
واضاف هذا ايقاظ للقراصنة ومن شأنه أن يزيد المخاطر. والقرصنة هي
عمل مربح في الصومال حيث كسبت عصابات القرصنة ملايين الدولارات من
الفدى لينفقوها على الزوجات والمنازل والسيارات وسلع الزينة.
وبعد فترة هدوء في مطلع العام الجاري عاد القراصنة للنشاط بشدة. وهم
الان يحتجزون اكثر من عشر سفن على متنها نحو 260 رهينة بينهم ما يصل
الى مئة من الفلبين.
استهداف الأمريكيين
من جانب آخر هدد زعيم إحدى مجموعات القراصنة الصوماليين باستهداف
الأمريكيين انتقاما لمقتل ثلاثة من القراصنة العاملين تحت إمرته، وذلك
خلال عملية إنقاذ الربان الأمريكي ريتشارد فيليبس الذي كانوا يحتجزونه
منذ خمسة أيام.
ففي مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف اليوم
الاثنين، قال عبدي جراد من عرين القراصنة في بلدة آيل الصومالية: لقد
قتل الكذابون الأمريكيون أصدقاءنا بعد أن كانوا قد وافقوا على إطلاق
سراح الرهينة بدون فدية. حسب BBC
وأردف جراد متوعدا: لكنني أقول لكم إن القضية سوف تؤدي إلى انتقام
وسنقوم على وجه الخصوص بتصيد المواطنين الأمريكيين الذين يسافرون عبر
مياهنا.
وأضاف قائلا: أبدا، لن تكون هذه هي نهاية العالم، وسوف نكثف هجماتنا
حتى في مناطق بعيدة جدا عن المياه الصومالية. وفي المرة المقبلة التي
نقبض فيها على أمريكيين، آمل ألا يتوقعوا رحمة منا.
لقد قتل الكذابون الأمريكيون أصدقاءنا بعد أن كانوا قد وافقوا على
إطلاق سراح الرهينة
عبدي جراد، زعيم إحدى مجموعات القراصنة الصوماليين.
من جهة أُخرى، قال أحد القراصنة الذين يحتجزون السفينة اليونانية
الراسية في ميناء بلدة جان الصومالية، واسمه عبد الله لامي: سوف نعامل
كل بلد بالطريق التي تعاملنا بها. ففي المستقبل، ستشهد أمريكا حدادا
وتبكي. وأضاف لامي في حديث مع وكالة الأسوشييتد برس للأنباء: "سوف
ننتقم لمقتل رجالنا.
سنقتلهم
أما جاماك حبيب، وهو قرصان آخر يبلغ من العمر 30 عاما، فقد قال لنفس
الوكالة من بلدة آيل: من الآن فصاعدا، فإن قمنا باحتجاز سفن أجنبية
وحاولت البلدان التي تمتلكها مهاجمتنا، فسنقتلهم (أي الرهائن الذين يتم
أسرهم على متن تلك السفن).
هذا وقد جاءت تهديدات القراصنة، بعد التهديد الذي كان قد أطلقه
الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمحاربة القرصنة قبالة السواحل الصومالية.
وقال أوباما بمناسبة الإفراج عن الربان فيليبس إن الولايات المتحدة
ستظل مصممة على محاربة القرصنة في المنطقة، وإن كانت تحتاج إلى مساعدة
من دول أخرى للتعامل مع مثل هكذا تهديد.
يجب ايقاف القرصنة
من جهتها قالت الحكومة الصومالية الجديدة انه لا سبيل لوقف القرصنة
الا بالاستقرار والامن في البر لا بواسطة الاساطيل البحرية الاجنبية
التي ترسل دوريات في مساحات من البحر تزداد اتساعا.
وقال وزير الخارجية محمد عبد الله عمر لرويترز مشيرا الى زيادة
الهجمات على السفن الاجنبية ومن بينها حالة احتجاز رهينة امريكية على
قارب نجاة انها مأساة ان تصل الامور الى هذه المرحلة. حسب رويترز
واضاف لكن ذلك يظهر بوضوح وبصورة قاطعة ان القضية قائمة على الارض
ويجب ان تحل على الارض. واوضح عمر ان المجتمع الدولي يجب ان يركز
الموارد على المساعدة في بناء قوة امن وطنية للحكومة الحالية التي تعد
المحاولة الخامسة عشر لاستعادة الحكم المركزي في الصومال منذ انزلاقه
الى الفوضى عام 1991 .
وقال بوسعنا بالتأكيد حل (مشكلة القرصنة) بالاشتراك مع المجتمع
الدولي. اولويتنا الاولى هي ارساء حكم القانون. ومن اجل ذلك طلبنا
المساعدة من المجتمع الخارجي لبناء قواتنا الامنية.
وعمر البالغ من العمر 55 عاما رجل اعمال تلقى تعليمه في بريطانيا
وهو ينتمي الى عائلة صومالية ذات نفوذ بين الصوماليين في الخارج. ومنذ
تعيينه في فبراير شباط يجوب عمر انحاء العالم لحشد الدعم لحكومة الرئيس
شيخ شريف احمد. وقال المجتمع الدولي في حاجة لحكم القانون في الصومال
بنفس قدر حاجة الشعب الصومال له" مشيرا الى تأثير القرصنة على التجارة
العالمية عبر ممرات الشحن الاستراتيجية.
ويقول محللون انه لايزال ينظر الى ادارة احمد التي تتمتع بتأييد
داخلي ودولي واسع على انها افضل فرصة للاستقرار منذ سنوات وذلك رغم
انها تواجه تمردا اسلاميا ولا تسيطر على مناطق تذكر خارج العاصمة.
وتبني الحكومة جيشا وقوة شرطة قوامهما نحو 20 الف رجل لكن ليس لديها
قدرة بحرية تذكر حتى الان.
وقال عمر ان نشر سفن تابعة للاساطيل البحرية لنحو 12 دولة منذ نهاية
2008 لم يفلح في وقف القرصنة. ولما كانت الدوريات متمركزة بشكل اساسي
في خليج عدن فقد دفعت العصابات للعمل لمسافات ابعد في المحيط الهندي.
ملاحقة القراصنة
ويملء الدخان المتصاعد من قنبلة دخان الطابق الاسفل من سفينة حربية
برتغالية ويندفع طاقمها صوب معدات الحماية لمكافحة "الحريق"..
التدريب الذي يجرى مرة كل أسبوعين على متن الفرقاطة كورت ريال -
التي تقوم بدوريات في خليج عدن الذي يعاني من أعمال القرصنة - حيوي
للدفاع عن السفينة ضد أي خطر سواء كان حريقا أو هجوما انتحاريا مثل
الذي تعرضت له المدمرة الامريكية كول قبالة الساحل بالقرب من اليمن عام
2000 .حسب رويترز
وانضمت سفينة الحراسة كورت ريال للعمليات ضد القراصنة الصوماليين
بعد مغادرة ميناء صلالة العماني مساء الاربعاء ويشعر طاقمها بالفخر لأن
يكون جزءا من أول عملية من هذا النوع تنفذها البرتغال.
وقال ريكاردو مسؤول الاتصالات على متن السفينة البالغ من العمر 28
عاما "نحن أول من يقوم بمهمة مثل هذه. سنتذكرها دوما.
وتعمل الفرقاطة تحت قيادة العملية التي ينفذها حلف شمال الاطلسي وهي
السفينة الاساسية في أسطول من خمس سفن دولية.
وقبطان السفينة أنطونيو الكسندر (44 عاما) يدرك تماما الاهمية
الاستراتيجية للممر الملاحي الذي يمر عبر خليج عدن الى قناة السويس
ويربط أوروبا باسيا.
وقال "هذه المنطقة واحدة من أهم ممرات الاتصال البحرية في العالم.
وبدأت كورت ريال مهمتها بمرافقة سفينتي شحن ويخت وعبرت بهم ممرا
امنا يوم الخميس.
وأضاف الكسندر أن الدعوة وجهت لكل السفن في المنطقة للانضمام لهذه
القافلة خاصة السفن التي تتحرك ببطء وأسطحها منخفضة مما يجعلها فريسة
سهلة للقراصنة المسلحين بشكل جيد.
ومساء الجمعة سلمت كورت ريال القافلة للفرقاطة الاسبانية (اي.اس.بي.اس
بلاس دي ليثو) وبدأت تقوم ثانية بدوريات في المياه.
وكورت ريال مزودة بطائرة هليكوبتر وأسلحة ثقيلة وزوارق اعتراض
وصواريخ مما يجلعها أداة مثالية للقيام بالمهمة. وتبلغ أقصى سرعة لها
32 عقدة مما يجعلها أسرع وأكثر حركة من أي مدمرة كبيرة.
واذا ظهرت أي صورة مثيرة للريبة على أجهزة الرادار القوية بغرفة
العمليات بالسفينة تقلع الطائرة الهليكوبتر لتفقد الامر.
واذا استمرت السفينة في التصرف بشكل مثير للريبة يزيد طاقم الفرقاطة
من مراقبته لها وفي نهاية الامر يرسل زورقا سريعا من الزوارق القابلة
للنفخ لاعتراض طريقها وتحري أمرها.
تصعيد جديد للقراصنة
في تصعيد جديد قبالة الساحل الصومالي، هاجم قراصنة صوماليون
الثلاثاء ثلاث سفن شحن، من بينها واحدة أمريكية نجحت في الفرار من قبضة
القراصنة، بينما استولوا على اثنتين أخريين، إحداها لبنانية والأخرى
يونانية، بينما تم تحذير السفن من مغبة الاقتراب من المنطقة خشية وقوع
اعتداءات جديدة.
فقد أعلن مسؤولون في الجيش الأمريكي أن سفينة الشحن الأمريكية
ليبرتي صن تعرضت لهجوم ، وهي في طريقها إلى ميناء مومباسا الكيني، إلا
أن القراصنة لم يتمكنوا من السيطرة عليها.
وجاء في بيان للشركة المالكة للسفينة، يبرتي ميريتايم كورب، أن
القراصنة أطلقوا نيران أسلحتهم الرشاشة وقذيفة صاروخية باتجاه السفينة،
فأصيبت بأضرار.
وتحمل السفينة مساعدات غذائية أمريكية لبعض الدول الأفريقية لصالح
منظمة برنامج الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة ومنظمة كير وجماعات
إنسانية أخرى، وفق ما أكده مسؤولان في وزارة الدفاع الأمريكية.
وأفاد المسؤولان أن سفينة الشحن ليبرتي صن، التي تقل على متنها 20
أمريكياً، نجحت في الفرار من قبضة القراصنة وأنها خضعت لحماية المدمرة
يو أس أس باينبريدج.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، أرسلها الأمريكي توماس أوربيك من على
متن ليبرتي صن إلى والدته كاتي، وفقاً لما ذكرته لـCNN، قال فيها: نحن
نتعرض لهجوم القراصنة.. وأصبنا بقذيفة صاروخية وبطلقات نارية.. إننا
تختبئ في غرفة المحركات، ولم يصب أي منا حتى الآن، بينما اخترقت
القذيفة الصاروخية بدن السفينة، لكن الفتحة الناجمة عنها صغيرة"، مضيفاً
أن البحرية الأمريكية في طريقها لتقديم المساعدة.
وبعد نحو ساعة ونصف أرسل توماس رسالة أخرى إلى والدته قال فيها إن
البحرية الأمريكية ظهرت في المنطقة واستخدمت قوتها، وأن السفينة باتت
تحت حماية البحرية الأمريكية.
وهذا هو الحادث الثالث الذي تشهده المنطقة خلال يوم واحد، والرابع
خلال يومين.
ففي وقت كشف كريس ديفيس، قائد المركز الرئيسي لإدارة الشحن البحري،
التابع لحلف دول شمالي الأطلسي، عن قيام قراصنة صوماليين باختطاف سفينة
الشحن اللبنانية "حصان البحر" والتي ترفع علم توغو من قبالة الساحل
الصومالي، وهي الثانية خلال اليوم نفسه.وذكر أن القراصنة استعملوا
أربعة زوارق صغيرة للقيام بهذه العملية.
مبادرة لمكافحة القرصنة
و كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الأربعاء عن
مبادرة دبلوماسية لوقف هجمات القرصنة قبالة السواحل الصومالية ومكافحة
ما وصفته بـلعنة القراصنة.
وقالت كلينتون إن وزارة الدفاع الأمريكية ستستكشف وسائل لتعقب أصول
القراصنة وتجمدها"، في إجراءات مماثلة لتلك التي تستخدم في تعقب تجار
المخدرات والإرهابيين.
وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أن القراصنة يشترون زوارق أكثر
تطوراً من أموال الفدية التي يحصلون عليها من خلال أعمال القرصنة،
موضحة أنه بالإمكان منع الشركات المصنعة للزوارق من التعامل التجاري مع
القراصنة.حسب CNN
وقالت في تصريح للصحفيين عقب لقائها بوزيرة الخارجية الهايتية،
ميشيل دوفيفيه بيير-لوي: هؤلاء القراصنة مجرمون، وهم عبارة عن عصابات
مسلحة في البحار.. ويجب وقف أولئك الذين يخططون للهجمات ومحاكمة منفذي
تلك الهجمات.
وأضافت أن الولايات المتحدة ستعمل كذلك مع شركات الشحن البحري
والتأمين لتعزيز دفاعات سفنها ضد القراصنة، وستدعو إلى اجتماع عاجل
لقوة مكافحة القرصنة الدولية من أجل توسيع مجالات التعاون البحري.
ورغم أنها لم تشر إلى استخدام القوة العسكرية ضد القراصنة، إلا أنها
أشارت إلى "ملاحقة" القراصنة في قواعدهم في الصومال، بموجب التفويض
الدولي الذي صدر عن مجلس الأمن في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كذلك قالت كلينتون إن بلادها ستسعى لتعزيز قدرة الحكومة الصومالية
الانتقالية الهشة من خلال المشاركة في مؤتمر للدول المانحة للصومال
سيعقد الأسبوع المقبل في العاصمة البلجيكية بروكسل، فيما ستحث
المسؤولين الصوماليين وزعماء القبائل على اتخاذ إجراءات ضد القراصنة
الذين من قواعد في المناطق التي يسيطرون عليها.
وأوضحت أنها على دراية بمواقع القواعد البحرية للقراصنة، لكنها قالت
إنها تريد أن تعرف ماذا ستفعل الحكومة الصومالية وزعماء القبائل للتخلص
من القراصنة، ووجود قواعدهم في مناطقهم (الحكومة والقبائل)، مشددة على
ضرورة التشدد من أجل وقف التهديد الذين يشكله القراصنة.
جاءت تصريحات كلينتون هذه في اليوم نفسه الذي نجحت فيه القوات
البحرية الفرنسية في توجيه ضربة جديدة للقراصنة باعتقال 11 شخصاً قبالة
السواحل الكينية يشتبه بأنهم قراصنة. |