هيل يستحوذ على أكثر المراكز الدبلوماسية حساسية

اوباما يعول على سفيره الجديد حل المشكلات السياسية العراقية

إعداد: محمد حميد الصواف 

 

شبكة النبأ: اجتاز الدبلوماسي الأمريكي المخضرم بمشقة كبيرة أحرج تجربة في تاريخه السياسي حسب المراقبين.

حيث واجه هيل بصدد تعيينه سفيرا في العراق معارضة شديدة في مجلس الشيوخ الأمريكي بسبب بعض المؤاخذات على أداءه المفاوضات السداسية الخاص بملف كوري الشمالية.

وشهدت جلسات التصويت على قانون تعيين هيل جدال وسجال استمر لعدة أيام، تكلل بمعارضة شديدة لأعضاء الحزب الجمهوري قبل أن يتمكن في الفوز بأكبر عدد ممكن من الأصوات. 

المصادقة على تعيين هيل

صدق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين الدبلوماسي المخضرم كريستوفر هيل سفيرا لبلاده في العراق، وذلك بعد مناقشة جادل خلالها خصومه بأنه أساء إدارة المحادثات النووية المتعددة الأطراف مع كوريا الشمالية.

وقد وافق 73 سيناتورا على تعيين هيل مقابل معارضة 23، وبهذا يتسلم هيل احد أكثر المناصب الدبلوماسية حساسية في وزارة الخارجية الأمريكية.

وستكون احدى اهم مهمات السفير الجديد المساعدة في سحب القوات الامريكية من العراق مع نهاية عام 2011.

وكان البيت الابيض قد دافع عن قرار الرئيس الامريكي باراك اوباما تسمية هيل سفيرا امريكيا في العراق بعد ان وجه سياسيون جمهوريون انتقادات شديدة له، وقالوا ان خبراته لا تؤهله لشغل المنصب.

وقال روبرت جيبس الناطق باسم البيت الابيض في معرض دفاع عن هيل " انه دبلوماسي بارع ومحنك للغاية، وقد واجه تحديات استثنائية، ومؤهل تماما لمواجهة الوضع السياسي الذي لا يزال صعبا جدا في العراق". بحسب رويترز.

وأضاف " الرئيس لديه ثقة كاملة في قدرته. واعتقد انه برهن على هذه القدرة في فهم المواقف السياسية الشديدة التعقيد، وعلى التوصل الى حلول لهذه المواقف".

وأضاف جيبس " اعقد ان الرئيس يرى انه اختار الرجل المناسب لشغل الوظيفة".

وكان اوباما قد اعلن اختياره هيل، الذي كان كبير المفاوضين الامريكيين في المحادثات حول الملف النووي لكوريا الشمالية، لشغل منصب سفير بلاده في العراق، في نهاية فبراير/ شباط الماضي.

واشتكى الديمقراطيون من ان الجمهوريين استخدموا قواعد مجلس الشيوخ لتعطيل الاقتراع لاسابيع في وقت كان ينبغي فيه ان يذهب هيل على عجل الى بغداد للمساعدة في ادارة عملية انسحاب القوات التي قررها اوباما.

ويشغل هيل منصب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون شرق اسيا والمحيط الهادي وسبق له العمل سفيرا لدى بولندا ومقدونيا وكوريا الجنوبية. وتعهد بأن يذهب الى بغداد في غضون يوم من اقرار ترشيحه.

ويجادل معارضوه بأن هيل يفتقر الي الخبرة في شؤون الشرق الاوسط وأنه تجاهل حقوق الانسان عندما كان مبعوثا للولايات المتحدة الي المحادثات المتعددة الاطراف بشان البرنامج النووي لكوريا الشمالية. لكن مجلس الشيوخ وافق بأغلبية 73 صوتا ضد 17 صوتا على رفض الاعتراضات على مناقشة ترشيح هيل.

قادت حملة الانتقادات ضد تعيين الدبلوماسي المخضرم كريستوفر هيل سفيرا لأمريكا في العراق إلى تأخير تسميته رسميا لفترة لا تقل عن أسبوعين.

وعلى ما يبدو، فإن مجلس الشيوخ لن يناقش تعيين هيل إلا بعد أن يعود من عطلة عيد الفصح في 20 أبريل/ نيسان.

السناتور سام براونباك أعرب عن معارضته لترشيح هيل وصوت ضده، وبموجب قوانين مجلس الشيوخ، ويتطلب الاعتراض 60 صوتا ليرد الترشيح، ، وما يصل إلى 30 ساعة من النقاش الذي يمكن أن يستمرعلى مدى عدة أيام.

براونباك صوت ضد هيل، في خطاب غاضب في قاعة مجلس الشيوخ، لعدم شمول الأخير قضايا حقوق الإنسان في محادثاته مع الكوريين الشماليين. عندما كان في إدارة بوش المسؤول عن المفاوضات النووية مع كوريا الشمالية. بحسب(CNN).

وزعم هيل غير مرة إنه يمكن إدراج مسألة حقوق الإنسان في محادثات في وقت لاحق إذا أفصحت كوريا الشمالية بشكل كامل وتفصيلي عن برنامجها للأسلحة النووية.

واكتسبت انتقادات براونباك لهيل المزيد من الانتباه، في وقت تستعد فيه كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ بعيد المدى.

وفي كلمة له في وقت سابق قال براونباك "إن كل ما فعله هيل مؤسف حقا.. لقد حنث بالتزاماته مع الكونغرس، وتجاهل حقوق الإنسان، وأعطى كوريا الشمالية فرصة للنمو.. مثل هذه الأمور جلبت الأذى لأمننا الوطني..وهذه صفات غير مناسبة لسفيرنا القادم في بغداد."

وكان السناتور جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والذي أعطى موافقة سريعة لتعيين هيل، دعا المجلس إلى مصادقة سريعة على التعيين.

وقال كيري "بالطبع، لمجلس الشيوخ كل الحق في التصويت ضد السفير هيل.. لكن اعتقد أن استغلال إجراءات مجلس الشيوخ لتأخير وصوله إلى بغداد في وقت حرج في هذه الحرب يضر جهودنا هناك."

ويلقى هيل معارضة من جانب السناتور جون ماكين عن ولاية اريزونا، وغيره من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، الذين استشهدوا بعجز هيل عن تكلم اللغة العربية وخبرته القليلة في منطقة الشرق الأوسط.

ايران تمثل مشكلة حقيقية

وكان كريستوفر هيل قد اعلن في وقت سابق ان ايران تطرح "مشكلة حقيقية" للعراق، واعتبر ان تخفيض عديد القوات الاميركية في هذا البلد سيكون بمثابة اختبار للمكاسب الامنية الكبيرة وانما الهشة التي تم تحقيقها.

وقال هيل الذي خلف راين كروكر الذي يحظي باعتبار كبير، متحدثا امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ "اننا فعلا في مرحلة حرجة ولا اود افساد الامور".

ودافع هيل بشدة عن تعيينه في مواجهة منتقديه الذين يتهمونه بانه تجاهل مسائل حقوق الانسان حين كان ممثلا لبلاده في المفاوضات السداسية حول الملف النووي الكوري الشمالي وانه يفتقد الى الخبرة في مسائل الشرق الاوسط والعراق.

وقال هيل الذي سبق وتعامل مع نزاعات اتنية في البلقان ونجح في الحصول على دعم الدول المجاورة لكوريا الشمالية "ان العراق يشكل حالة فريدة، لكن المشكلات التي يواجهها ليست فريدة. سبق ورأينا هذه المشكلات في اماكن اخرى".

واضاف هيل ان اولى اولوياته في العراق ستكون المساعدة في تنظيم انتخابات تشريعية ناجحة وتمرير القانون حول تقاسم العائدات النفطية بعد طول مماطلة وتحسين العلاقات بين بغداد والدول المجاورة. ورأى ان "المشكلة الحقيقية بالنسبة للعراق في المنطقة تبقى جارته القديمة ايران" مضيفا "نعتقد كما يعتقد العراقيون بالتأكيد ان على ايران ان تحترم السيادة العراقية". بحسب فرانس برس.

لكنه حرص على الاشارة الى انه في حال تبين بعد المراجعة الجارية حاليا للعلاقات الاميركية الايرانية انه يتعين عليه اقامة اتصالات على مستوى رفيع مع دبلوماسيين ايرانيين ف"سوف يسعدني القيام بذلك".

وفي سياق اخر، اعتبر هيل ان تخفيض عديد القوات الاميركية في العراق وصولا الى سحبها من هذا البلد يطرح تحديات على صعيد الحفاظ على الامن، موضحا انه سوف يركز الجهود بشكل اولي على تعزيز الشرطة العراقية وترسيخ سلطة الحكومة التي لا تزال هشة. وقال "ان مهمة سحب القوات او خفضها تكون دوما او تميل لان تكون اصعب من مهمة ارسال القوات".

ومن المتوقع ان تحيل لجنة الشؤون الخارجية الاسبوع المقبل تعيين هيل الى مجلس الشيوخ حيث قد يستخدم عدد من المحافظين المتشددين وسائل تكتيكية برلمانية لعرقلة تثبيته في منصبه الجديد لاجل غير مسمى.

ونفى هيل بشدة كل التهم الموجهة اليه، مؤكدا انه التزم بالتعهدات بدعوة الموفد الخاص لحقوق الانسان جاي ليفكوفيتز الى المشاركة في جلسات تفاوض لم تكن تتعلق بالملف النووي، وانه موافق على ان سجل حقوق الانسان في كوريا الشمالية "هو من الأسوأ في العالم".

لكنه لفت الى انه لم يتمكن من ادراج حقوق الانسان في محور المفاوضات حول تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لان هذه المفاوضات لم تنطلق فعليا بسبب عرقلة اجراءات الكشف على المنشآت النووية. وقال "لم نتوصل الى اجراءات تفتيش مناسبة للتحقق من جميع بنود اعلان" كوريا الشمالية عن برنامجها النووي مضيفا "ما كنا نسعى اليه كان عمليات تفتيش دولية مكابقة للمعايير المرعية واكثر تكاملا".

وقال هيل للجنة انه في حال تثبيته، فهو على استعداد للتوجه الى العراق في اليوم التالي مباشرة وان "اول ما ساقوم به عند وصولي هو القاء التحية على ابني الموجود هناك منذ ايلول/سبتمبر".

وكشف هيل ردا على سؤال عن اسم القاعدة التي التحق بها ابنه موضحا انه يعمل لحساب وكالة استخبارات الدفاع الاميركي قبل ان يضيف بشيء من التوتر "آمل ان لا اكون كشفت غطاءه".

وجود سفير يسهم في ترتيب العملية السياسية

رأت صحيفة واشنطن بوست Washington Post في مقال أن وجود سفير أمريكي ببغداد في خضم الارتباك الأمني الحالي ضروري ليسهم بتذليل المشكلات السياسية العراقية الداخلية وترتيب العملية السياسية والوضع العسكري من اجل تسهيل انسحاب سلس.

وقالت الصحيفة أن سبعة أسابيع مضت على إشارة الرئيس اوباما الى إستراتيجية بشان العراق تهدف إلى سحب غالبية القوات الأمريكية بنهاية الصيف القادم. لكن هناك سببا للقلق. ففي الشهر الماضي ارتبك الوضع الأمني في عموم البلاد، إذ قتل ما لا يقل عن 37 شخصا في اربع هجمات كبيرة على قوات الامن في الاسبوع الماضي فقط، وحدثت تفجيرات عدة بسيارات مفخخة في بغداد ومدن أخرى. هذه الهجمات حملت مسؤوليتها القاعدة، التي يبدو ان تحاول العودة. وكان هناك أيضا تفجر في العنف الطائفي بين متطرفين سنة وشيعة.

وتلاحظ الصحيفة ان منذ نجاح انتخابات كانون الثاني يناير المحلية، والسياسيون العراقيون غارقون في الكواليس بسبب خلافات على تشكيل حكومات محلية. فالحكومة الوطنية التي يقودها شيعة قامت بخطوات مقلقة ضد بعض القادة السنة الذين تولوا محاربة القاعدة. ولعجزها المالي بسبب هبوط اسعار النفط، تواجه الحكومة مشكل في الوفاء بالتزاماتها بدفع اجور المتمردين السابقين او ضمهم للقوات الامنية. وفي العادة ينهمك سفير الولايات المتحدة بعمق في محاولة تذليل مثل هذه المشكلات، لكن ما من سفير في بغداد منذ شباط فبراير الماضي. بحسب اصوات العراق.

وتقول الصحيفة أن ليس هناك الآن داع للخوف ما دام القادة العسكريين الأمريكيين يشيرون عموما إن العنف في العراق في أدنى مستوياته منذ السنة الأولى للحرب. ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وبتعزيز من نتائج الانتخابات، ما زال قويا وواثقا. لكن الادارة الأمريكية، كما ترى الصحيفة، في حاجة الى الانتباه الى ما يحدث في العراق ـ وان تستعد لتنظيم خطط سياسية وعسكرية من شانها ان تحول دون ما يمكن ان يصبح بسهولة دوامة شديدة.

وتشير الصحيفة الى ان اول قرار انطوى على جدول زمني بالانسحاب، يدعو قوات الولايات المتحدة الى مغادرة المدن العراقية كلها بنهاية حزيران يونيو. وتقول الصحيفة ان هذا الانسحاب ينطوي على مخاطر في بضعة مناطق، منها مدينة الموصل الشمالية، التي لم تتطهر ابدا من المتمردين المناوئين للحكومة.

وتذكر الصحيفة ان القائد الأمريكي في هذه المنطقة ابلغ البنتاغون في إيجاز في الاسبوع الماضي ان القوات الامريكية قد تبقى في المدينة اذا طلبت الحكومة العراقية ذلك بعد اكمال مراجعة الجارية الان؛ لذا ينبغي تعميم مثل هذه المرونة على مناطق اخرى، ان استدعى الوضع.

وتتابع الصحيفة رأيها قائلة ان دبلوماسيين أمريكيين في حاجة أيضا الى التأكد من ان قادة سنة ـ من الذين ما زالوا هدفا لهجمات القاعدة ـ يحظون بمعاملة منصفة من جانب الحكومة. ومن الصعب أن نعرف من واشنطن ما إذا كانت التوقيفات الأخيرة لبعض زعماء العشائر لها ما يسوغها أو انها منطقية؛ وهذا احد الأسباب التي ينبغي من اجلها ارسال السفير الذي اختارته الإدارة، كريستوفر هل، الى بغداد بأسرع وقت ممكن. ولعل من الواجب تأكيد ترشيحه عندما يستأنف الكونغرس جلساته هذا الأسبوع.

وترى الصحيفة ان تركيز هل الرئيس سيكون، حال وصوله الى بغداد، في المساعدة بالتأكد من ان الانتخابات الوطنية العراقية، المتوقع عقدها في كانون الثاني يناير المقبل، تسير بسلاسة. وانطلاقا من نتائج كانون الثاني يناير، قد تكون الانتخابات أفضل سبيل لنزع فتيل التوترات الطائفية وتسوية النزاعات بين الفصائل المتناحرة.

وسوف تحاول القاعدة وجماعات متطرفة أخرى، كما ترى الصحيفة، تعطيل العملية الديمقراطية، فيما سوف تحاول إيران التلاعب بالوضع. هذا على الرغم من أن الإدارة الجديدة قد حجّمت من تعزيز الديمقراطية باعتبارها هدف، سواء في العراق أو في أماكن أخرى، وربما راحت توفر أفضل وسيلة لتمكين سحب القوات في العام المقبل كما وعد السيد اوباما.

فيما أشار دبلوماسي أمريكي سابق في العراق إلى أن من الضروري وجود سفير أمريكي في بغداد للعمل على الجبهات الدبلوماسية وإدارة الصفقات في المشهد السياسي العراقي الملتهب، كاشفا عن قيام زلماي خليلزاد بأداء دور دبلوماسيا في العراق حاليا لكن من دون تفويض رسمي.

وقال جون كيل في مقال له نشر في صحيفة نيو يورك تايمز New York Times  إن شيخ قبيلة بارز وهو الذي حصل على أعلى أصوات الناخبين في محافظة الأنبار في انتخابات المجالس المحلية التي جرت في كانون الثاني يناير 2009 “أبلغني وقادة من قوات المارينز في الفلوجة قبل وقت قريب أن العراقيين قلقون من أن لا أحد قد سمع أو رأى السفير الأمريكي الجديد”. مبينا أن هذا الرجل المتنفذ يتساءل بصوت عال “عما إذا كان صانعو السياسة في واشنطن مخادعين ويتبعون إسترتيجية الصمت عمدا”.

ويضيف كيل “بطبيعة الحال يفترض الشيخ منطقيا أن على الولايات المتحدة الا تترك أكبر سفاراتها بلا دفة دبلوماسية في هذا الوقت الحاسم”. وأمام حيرتنا، يرى الشيخ أن “من الخطأ أن تبقى الولايات المتحدة من دون سفير في العراق منذ أن غادر راين كروكر بغداد في 13 من شباط فبراير الماضي”. وتابع “إذ أن تسمية كريستوفر هل، مرشح الرئيس اوباما، ما يزال مقيدا في مجلس الشيوخ”.

ويسترسل الديبلوماسي الذي خدم في العراق لمدة أربع سنوات كمسؤول سياسي تابع للخارجية الأمريكية، قائلا “عندما زرنا قادة المارينز وأنا، الشيخ الزعيم بمجمعه المبهرج القريب من نهر الفرات لتناول عشاء من الضان والرز والكباب، ناقشنا واحدة فقط من القضايا السياسية الملحة ـ مستقبل حركة الصحوة في الأنبار التي يقودها هو، والتي وجهت ضربة للمتطرفين وإرهابيي القاعدة في هذه المنطقة التي كانت في السابق ملتهبة”، ويعتقد أن قضايا من قبيل “ما إذا سيساند اتباع الشيخ الحكومة المركزية وما إذا سيدفع لهم زعماء البلد أجورهم ويدمجونهم في قوات الأمن هي قضايا حاسمة”.

ويتابع “لقد قطعت الأنبار شوطا طويلا منذ غزونا في العام 2003 ومعركتي الفلوجة الداميتين في العام 2004. وكذلك العراق. لكن المشهد السياسي العراقي كان معقدا على الدوام ـ وهو يزداد تعقيدا على الدوام مع بدء جهودنا لخفض اعداد قواتنا في العراق”. ويجد أن الوقت الآن “أكثر من أي وقت مضى، يحتاج قائد قواتنا إلى شريك من وزارة الخارجية يقاتل الحروب السياسية المشتعلة هنا”، ويؤكد أن “هذه آرائي الخاصة وليس آراء وزارة الخارجية”.

ويقول كيل إن “قائمة القضايا التي ستواجه سفيرنا الجديد طويلة، تشتمل على توترات عربية كردية، افتقار إلى قانون يوزع العائدات النفطية، وضع مدينة كركوك، الجارة إيران، أراض متنازع عليها، قوات أمنية غير طائفية، تحالفات جديدة حاكمة، حقوق الإنسان للمعتقلين إذ ما يزال أبو غريب يهدد هنا بشدة”، بحسب تعبيره.

ويرى أنه لتحقيق تقدم على كل جبهة من هذه الجبهات “من المطلوب وجود سفير له صوت ـ أحيانا ليّن وأحيانا عال ـ لإجراء مناقشات دقيقة وراء أبواب مغلقة مع الزعماء العراقيين”.

ويعتقد كيل أن من بين القضايا الأكثر الحاحا، بل أكثرها ضغطا “هي تفجر القتال في بغداد مؤخرا بين أبناء العراق (وهي مجموعة سنية تضم على الأقل بعضا من المتمردين السابقين) والجيش العراقيـ مع وحدات أمريكية في هذا المزيج القابل للاشتعال”، موضحا أن هذا الوضع، الذي حدث على إثر اعتقال قائد محلي بارز مثير للجدل، “شكك في قيادة الحكومة العراقية مبادرات مصالحة وطنية واسعة”.

ويشير إلى أن “اقناع فصائل الطيف العراقي من المجتمعات الدينية والاثنية بأن الولايات المتحدة ما تزال ملتزمة برعاية عراق غير طائفي لا يمكن أن يكون عملا مؤقتا”، منوها إلى أنه “يتطلب جهدا متفرغا وفي أعلى المستويات. كما لا ينبغي أن تكون هذه المهمة فقط على عاتق قيادتنا العسكرية المتمكنة والشخصية البارعة رقم 2 في القيادة الأمريكية في العراق، روبرت فورد، الذي يجيد التحدث العربية وخدم مرات عدة في العراق سابقا”.

ويجد كيل أن “هناك سفير أمريكي واحد بإمكانه أن يحقق الثقل الكافي في الدوائر السياسية بالمنطقة الخضراء، إذ أن زلماي خليلزاد، المبعوث الذي سبق السيد كروكر، يقوم الآن بجولات هنا في بغداد، وهو محنك سياسيا، بالتأكيد، لكنه لم يعد يعمل تحت أية صفة رسمية ـ كما أن هذا العمل يفتقد للتفويض الرسمي”.

ويختتم الكاتب مقاله بالتوجه إلى الكونغرس الأمريكي “كي يحسم سريعا مسألة تعيين سفير للولايات المتحدة ببغداد”، ملمحا إلى أن زعماء عراقيين من قبيل الشيخ الذي التقاه بحاجة إلى تداول قضايا عدة في الشأن العراقي مع الولايات المتحدة من خلال سفير لها ببغداد”.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24/نيسان/2009 - 28/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م