تركْ كرسي الحكم دائما يكون من غير ارادة الطواغيت واذا ما اراد ترك
الكرسي فانه يعمل على ترتيب التسليم لمن يخلفه بارادته ولان الملوكية
لا اشكال فيها في التوريث فان الاشكال لبقية اصناف الحكم وخصوصا تلك
التي تدعي الديمقراطية مع الازدواجية في استخدام الالفاظ التي على اساس
تعبر عن ارادة الشعب.
هذه المحنة تعيشها مصر اليوم بعد ما استطاعت سوريا تجاوزها بالتوريث
اما الاردن والمغرب فانها امر طبيعي في تسليم الحكومة لابنائهم وان كان
ملك الاردن فيها بعض الملابسات لاسيما والمعلوم ان الامير حسن شقيق
الملك حسين هو الذي كان على ولاية العهد ولكن وفق تمثيلية مفبركة لا
تخلو من مؤامرة هي خروج ملك حسين من المستشفى في امريكا عائدا الى
الاردن وفي الطيارة اعلن تغيير ولاية العهد وعاد الى المستشفى، واما
امير قطر ورث ابيه غصبا عنه ونفاه واستلم الكرسي.
واما روؤساء الجمهورية في بقية البلدان العربية فان تنصيبهم يتم وفق
انقلابات ومؤامرات مثلا هواري بومدين وتآمره على بن بيلا والشاذلي بن
جديد الذي ترك السلطة مع علمه اليقين بفشله في الانتخابات وان الشعب
بات على وشك استلام الحكم، وتونس حيث مؤامرة زين العابدين بن علي على
بو رقيبة والعراق حدث ولا حرج والسودان معروفة للملآ من النميري الى
سوار الذهب واخيرا عمر البشير.
بالنسبة الى مصر والتي يعد حسني مبارك رابع رئيس جمهورية في مصر
وصاحب اطول فترة رئاسية في الحكومة والتي بدات تشارف على نهايتها بسبب
العمر الذي دخل في العقد التاسع ونظرة سريعة على كيفية انتقال الحكم
بين رؤسائها نجدها صور ضبابية، فبعد ان استلم الحكم محمد نجيب كاول
رئيس لمصر بانقلاب 23 يوليو 52 وليس ثورة كما يدعون واذيع اول بيان لهم
بلسان انور السادات ولم يمض عام على رئاسته حتى جاء ت مؤامرة جمال عبد
الناصر بعزل محمد نجيب ووضعه تحت الإقامة الجبرية بقصر الأميرة نعمة
بضاحية المرج شرق القاهرة. بعيداً عن الحياة السياسية لمدة 22 سنة، ولا
اعلم هل بسبب اصله السوداني ام لغايات اخرى ؟!!.
وكانت الفرص مواتية للسادات نائب جمال لكي يكون البديل وبالفعل تم
ذلك بعد وفاة عبد الناصر عام 1970 من غير اعتراضات تذكر.
والسادات هيأ نائب له هو حسني مبارك ليكون البديل مع الظروف الطارئة،
وتم ذلك وفق مشهد غامض في اسلوب اغتيال السادات.
الان مبارك من هو البديل ؟ هنا المعضلة !!، الى الان لم يسم مبارك
نائبا له.
ولده البكر علاء لا علاقة له بالسياسة ولا احد يعرف توجهاته اما
الاصغر جمال المتسلق لجبل الحكم بهليكوبتر، كُثف الاعلام المصري عليه
على انه البديل ولكن الشارع المصري رفض ذلك اضف الى التداعيات التي هزت
عرش مبارك مع الانتخابات الاخيرة التي اجراها والتي رافقها اعتقال ايمن
نور وكان هذا الاعتقال دعاية اعلامية لنور والذي اطلق سراحه قبل شهر
تقريبا واعلن بالامس القريب انه يعمل على ترشيح نفسه للرئاسة.
جمال مبارك فشل في المقابلة التي اجراها مع الكونغرس الامريكي حيث
اعلن الاخير بان جمال غير مؤهل لقيادة مصر، هل سيقف حسني مكتوف الايدي
؟
ميكافلي يقول اذا انهارت الدكتاتور انهارت مؤسسات الدولة بالكامل
وهذا ما حدث للعراق وبمساعدة اجندة خارجية من دول عربية ـ احدى مقالات
صدام اسلم العراق تراب ـ، وعليه بدأ حسني يعمل على تهيأة الاجواء لولده
في تسلم الحكم، وافضل سبيل الى ذلك هو خلق ازمات للشعب المصري مع تهويل
النتائج السلبية للمتوقع من تسلط هذه التيارات التي يحاول حسني تهويلها
والهاء الشعب المصري فيها لتكون الطرق سالكة لجمال نحو الرئاسة.
كانت الشيعة هي الهدف المقصود من ذلك وهي اول الازمات وان كان سبقها
هزة غلاء رغيف الخبز ولكن الازمة الحالية للشيعة الغاية منها خلق جو
ضبابي على غرار استلام اسلافه من الرؤساء المصريين للحكم.
المسالة ليست خلية لحزب الله وان كان ذلك فالخلية اكتشفها الموساد
الصهيوني والمخابرات الامريكية وهي تحاول تهريب السلاح والمال لغزة
فاين هذا من تهمة مؤامرة قلب الحكم في مصر حيث اعترف سامي شهاب ورفاقه
بتهريب السلاح وعند ما طلبوا منه التوقيع على افادته رفض التوقيع لان
التهمة اصبحت التامر على الحكومة ومحاولة قلب الحكم بدلا من مساعدة
الفلسطينيين، نعم من حق حكومة مصر توجيه الاتهام لهم باستخدام الاراضي
المصرية لعمليات يرفضها القانون المصري اما مسالة التامر فهذه لها
ابعاد اخرى هي التي ذكرتها اعلاه.
محافظة 6 اكتوبر التي يقطنها العراقيون ولان الغالبية منهم شيعة
ظهرت الصحافة المصرية بخبر(تشيع محافظة) حيث اذان الشيعة رفع من احد
مساجدها.
وعادوا الى فتوى شلتوت لكي ينكروها وتلاطمت تصريحات مشايخ الازهر
بين المؤيد للشيعة والرافض للتمدد وهذا يخدم القضية المباركية.
بالامس تم القاء القبض من قبل امن الدولة في مصر على احد مشايخ
الصوفية الهاشمية وذعروا لما راوا صورة للحسين كتب عليها لبيك ياحسين
حيث ان تحقيقاتهم مستمرة بسبب عبارة لبيك ياحسين المرعبة.
يقابل ذلك التهويل اما الاتهامات التي يوجهونها للشيعة طمطمة تبعيات
مقتل المغنية سوزان تميم وما يتبعها من فضائح تنال من شخصيات في امن
الدولة المصرية حيث التكتم على التحقيقات جاء بقرار حكومي.
القرضاوي سيناريو من سيناريوهات معدة لذلك حيث المستقبل بدأ يخبئ
لهم ما لايحمد عقباه وهنا لما ظهرت حقيقة حجم الشيعة في العراق انذهل
طواغيت العرب وحتى القذافي اخذ فلم القاء القبض على صدام ونصب له خيمة
في الصحراء لمشاهدة صدام بلحيته الشعثة والمهانة التي تلقاها وتامل
الصورة اكثر من ثلث ساعة، وهو الاخر يعمل على تنصيب ولده سيف الدين
بديلا له.
هذا الوجود الشيعي في العراق جعل الاجندة المصرية ومن بمعيتها من
اجندة وهابية تصعيد الاعمال الارهابية في العراق حتى يجعلون شعوبهم بين
خيارين اما الدكتاتورية او الارهاب ؟
وغدأ ستاتي الانباء من مصر باكتشاف خلية اخرى لجماعات اخرى تكتشفها
مصر حتى تزيد من ضبابية المستقبل للشعب المصري، ويعتقد حسني انه استطاع
احتواء اخوان المسلمين الا ان التعاطف بين الاخوان والشيعة مع نفور
السنة المعتدلين في الازهر من الوهابية حتمت على مبارك اعادة ترتيب
اوراقه حيث العمل بقانون الطوارئ الى الان يخدم القرارات العسكرية التي
يتخذها مبارك. |