حزب الله ومصر: صراع إقليمي لأهداف محلية
حزب الله يفنِّد الاتهامات والقاهرة تغلق أبواب الوساط


شبكة النبأ: فيما شنَّ وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط هجوماً على ايران وقال في حديث صحفي ان طهران استخدمت حزب الله لاختراق الاراضي المصرية واستخدام ذلك كورقة ضغط، رفضت مصادر إيرانية مجدداً التعليق على هذه القضية وما إذا كان لإيران أي دور فيها، أو توضيح ما قالته مصادر أمنية إن اثنين من الموظفين في قناة فضائية إيرانية متورطان في القضية، أو أن يكون من بين المقبوض عليهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني، واكتفت هذه المصادر بوصف العلاقات بين مصر وإيران في هذه الآونة بأنها (ملتهبة).
بينما اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من جهته، ان الاتهامات المصرية للحزب (سياسية انتقامية) جاءت رداً على موقف الحزب خلال حرب غزة الاخيرة، معتبرا انها تفتقر الى الدليل.
وقال الوزير المصري ابو الغيط في حديث نشرته صحيفة الشرق الاوسط ان تقرير النائب العام حول خلية حزب الله سيكشف "حجم الاختراق الاجرامي" في مصر. واضاف ان تحقيقات النائب العام حول خلية حزب الله ستكشف مفاجآت وستظهر حجم المؤامرة ضد مصر.
واعرب ابو الغيط عن اسفه من ان البعض داخل مصر يضع القضية الفلسطينية وحق المقاومة الفلسطينية فوق اعتبارات مصالح مصر وسيادتها فوق اراضيها.
واضاف ان محاولة ايران التواجد على الاراضي المصرية والوصول الى شواطيء البحر المتوسط "رسالة واضحة للعالم الغربي ولاسرائيل ولمصر ولكل العرب"، مشيرا الى ان فحوى الرسالة هو " اننا هنا وسنؤثر في مصالحكم".
وقال ابو الغيط انه لم يفاجيء برد الفعل الايراني حيال الكشف عن خلية حزب الله لان الحزب كشف منذ عدة سنوات عن " وجه تابع بالكامل للسياسات الايرانية". بحسب رويترز.
يشار الى ان السطات المصرية كشفت عن ملابسات القضية الأسبوع الماضي، ووجهت نيابة امن الدولة العليا إلى المحتجزين، وعددهم 49، تهم التخطيط للقيام بهجمات داخل مصر. وذكرت مصادر مصرية أن اعضاء الخلية خططوا لمهاجمة اهداف سياحية في سيناء.
تسريبات عن تورط الحرس الثوري في قضية حزب الله...
ورفضت مصادر إيرانية مطلعة مجددا التعليق على قضية حزب الله في مصر، وما إذا كان لإيران أي دور فيها، أو توضيح ما قالته مصادر أمنية إن اثنين من الموظفين في قناة فضائية إيرانية متورطان في القضية، أو أن يكون من بين المقبوض عليهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني. واكتفت هذه المصادر بوصف العلاقات بين مصر وإيران في هذه الآونة، بأنها "ملتهبة". وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية.
وحول المعلومات التي قالت إن وزارة الخارجية المصرية استدعت رئيس بعثة المصالح الإيرانية في القاهرة، قبل نحو 48 ساعة من الكشف عن تفاصيل القضية، رفضت المصادر الإيرانية التعليق على هذه المعلومات التي لم يعلن عنها من قبل، فيما اكتفى مصدر بالخارجية المصرية، بالقول إن اللقاء الذي جرى بين حسين رجبي رئيس البعثة الإيرانية، والسفير محمد الزرقاني مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الآسيوية كان في إطار المشاورات الدورية بين الجانبين.
وقالت مصادر حضرت جانبا من التحقيقات مع المتهمين إن المتهم الرئيس في قضية خلية حزب الله سامي شهاب يعد "همزة الوصل" الرئيسية بين جميع المتهمين الجاري التحقيق معهم، وأن النيابة استجوبت الليلة قبل الماضية كلا من المتهم هاني أبو مطلق والمتهم عز فهمي، والمتهم ناصر خليل.
وأنه تبين من أقوال المتهمين واعترافاتهم أن سامي شهاب كلف خليل باستئجار شقق في مدينتي العريش والشيخ زويد قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة، بغرض تخزين مساعدات، واتخاذها كمنطلق لمن يتم تجهيزهم قبل تهريبهم لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل".
وقالت المصادر إن شهاب لم يكن راغبا في الحديث في المرة الأخيرة التي تم استجوابه فيها، والتي انتهت في الساعات الأولى من فجر أمس، مكتفيا بالتأكيد أن "مساعدة المقاومة شرف، وأنه لا يمكن أن يكون قد قصد القيام بعمل ضد الدولة المصرية".
وقالت إيران لاحقا إن الاتهامات المصرية لحزب الله اللبناني تهدف إلى التأثير على الانتخابات التشريعية المقبلة في لبنان.
ونقلت وكالة "فارس" عن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي "إن التوصيفات الجاهزة بحق حزب الله و(أمينه العام) حسن نصر الله قديمة وبالية ولن تأتي بنتيجة".
وجاءت تصريحات متقي ردا على ما جاء في مقابلة أجرتها صحيفة الشرق الأوسط مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اتهم فيها إيران بأنها "استخدمت حزب الله للوجود في الأرض المصرية".
حزب الله: الاتهامات المصرية انتقام لموقف الحزب خلال حرب غزة
من جهته اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث لوكالة فرانس برس، ان الاتهامات المصرية للحزب "سياسية انتقامية" ردا على موقف الحزب خلال حرب غزة الاخيرة، معتبرا انها "تفتقر الى الدليل".
وقال قاسم ان "الاتهام المصري لحزب الله اثارة سياسية انتقامية بسبب موقف حزب الله اثناء العدوان على غزة ومطالبته بفتح معبر رفح".واضاف ان "كل التفاصيل التي تحبكها المخابرات المصرية او النظام المصري لا قيمة لها لانها ادعاءات تفتقر الى ادنى مستويات الدليل، وهي جزء من قرار سياسي لحملة على حزب الله".
وقال قاسم ان الادعاء المصري "حاول ان يتهم حزب الله بالاخلال بالامن المصري، وهذا مجاف للحقيقة وليس له اي دليل"، واصفا ما تقوم به مصر ب"التشهير الاعلامي السياسي".واضاف "النظام المصري يريد الانتقام ويريد ان يشوه سمعة حزب الله لكن اعتقد انه سيصاب بخيبة امل".
وتابع "الموضوع باكمله له اهداف سياسية ستنقلب على النظام المصري لان سمعة حزب الله في العالم العربي والاسلامي سمعة طيبة جدا والاتهام بدعم غزة هو وسام وليس ادانة".
وعما اذا كان سامي شهاب عضو حزب الله الموقوف لدى مصر، تصرف بتوجيهات من قيادة حزب الله، قال قاسم "هذه تفاصيل لا اتحدث عنها في الاعلام، انما من الواضح انه لم يقم بهذا العمل من دون متابعة من بعض المعنيين".
وجدد قاسم التاكيد ان الحزب "يفتخر بان يكون لسامي شهاب دور في مساعدة الفلسطينيين في ادخال العتاد او التموين الى قطاع غزة. هذه ليست تهمة"، مشيرا الى ان هذا الامر "واجب علينا وعلى جميع المسلمين دولا وشعوبا".
وأقر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن هدف سامي شهاب كان تقديم مساعدة "لوجستية" لغزة ومدها بالسلاح وليس العمل على زعزعة الاستقرار في مصر.
القضية تتشابك.. والقاهرة تغلق أبواب الوساطة
وفيما بعد شهدت القضية مزيداً من التشابك بين خيوطها، في الوقت الذي أغلقت فيه وزارة الخارجية المصرية الباب أمام محاولات الوساطة، في تحرك يبدو أنه جاء رداً على دعوة سياسيين لبنانيين، إلى "طي الخلافات" بين مصر وحزب الله.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن أبو الغيط، الذي كان يدلي بتصريحاته للصحفيين المعتمدين لدى وزارة الخارجية، قوله إن النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، سوف يقوم بتوجيه الاتهامات إلى كافة المتهمين، وإحالة القضية إلى القضاء، عندما تنتهي التحقيقات بشكل كامل.
ورداً على سؤال حول ما تردد عن وجود وساطات من بعض الأطراف العربية في قضية تنظيم حزب الله، قال أبو الغيط إنه "لا مجال لأي مناقشات، أو محاولة إقامة مقارنات مع أوضاع سابقة، اتضح أن حزب الله كان له يد فيها في هذه الدولة أو تلك."بحسب سي ان ان.
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، قد دعا في وقت سابق، إلى "طي الخلافات بين مصر وحزب الله"، قائلاً: "انطلاقاً من لبنان، نضمن ونؤكد أن المقاومة في لبنان (في إشارة إلى حزب الله)، غيورة على الأمن القومي للأمة، بل إنها تشكل أحد خطوط الدفاع عن مصالح الأمة، وهي بهذه الصفة ضنينة وغيورة على أمن ومصالح الشقيقة الكبرى، الجمهورية العربية المصرية، وهي لن تتورط بالتخطيط لضرب منشآت سياحية أو استراتيجية في هذا البلد الشقيق."
وأضاف بري، زعيم حركة "أمل" التي تُعد أقوى حليف سياسي لحزب الله، أمام حشد خلال احتفال لإحياء "ذكرى شهداء مجزرة قانا"، قائلاً: "إن ما جرى على خلفية الاعتقالات لأفراد شبكة في مصر، هو خلاف في وجهتي نظر، ترى الأولى أن غزة تشكل حديقة خلفية لمصر، يؤثر اللعب بها على مصالح النظام، وبين وجهة نظر أخرى ترى أن غزة ساحة مقاومة، وقاعدة ارتكاز للمقاومة، هذا كل ما في الأمر."
ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، عنه قوله: "إنني من هنا، من ساحة الشهداء، ومنبع الشهداء، أدعو إلى طي هذا الملف، وفتح أبواب مصر، كما للحوار بين الفصائل الفلسطينية، كذلك لحوار يمنع صناعة الاختلافات بين مصر، أكبر الدول العربية وبين كل أخ عربي، أو كل شقيق، سواء كان دولة أم غير دولة."
النواب الإخوان يؤيدون موقف حكومة مصر من حزب الله
وفي تطور آخر أيد أعضاء مجلس الشعب المصري المنتمون لجماعة الاخوان المسلمين موقف الحكومة الذي يستنكر قيام حزب الله اللبناني بتكليف عضو فيه بأن يقود مجموعة لنقل أسلحة الى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عبر أنفاق سرية تحت خط الحدود مع مصر.
وفي مناقشة بالمجلس قال العضو عصام مختار "الامن القومي لمصر خط أحمر ولا يجوز لأي كان أن يتعداه." وقال العضو حسنين الشورى "ندين أي اعتداء على الامن القومي المصري.. مصر أولا.. مصر أولا."
وجماعة الاخوان المسلمين وهي أقوى جماعات المعارضة المصرية داعم تقليدي لحزب الله الشيعي المدعوم من ايران بسبب تصديه لاسرائيل ودعمه لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي ترتبط نشأتها بجماعة الاخوان والتي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 . بحسب فرانس برس.
وشنت وسائل الاعلام المصرية التي تديرها الدولة حملة انتقاد عنيفة ضد حزب الله بعد اعتراف أمينه العام حسن نصر الله بتكليف أحد أعضائه بالعمل في مصر لمساعدة حماس.
وقال محلل ان الهجوم استهدف اخماد أي تعاطف مع نصر الله الذي قال ان المجموعة لم تكن تستهدف شن هجمات في مصر.
ونال نصر الله شعبية في مصر عام 2006 خلال الحرب التي خاضها حزبه مع اسرائيل والتي شهدت قصفا صاروخيا عربيا لاسرائيل لم يسبق له مثيل.
وقال النائب حمدين صباحي الذي يقود حزب الكرامة العربية تحت التأسيس وهو حزب ناصري "يجب أن نكف عن الاساءة لحسن نصر الله في الاعلام أكثر من ذلك."
وقد يرى بعض المصريين أن مساعدة فلسطينيي غزة مبررة لكن يصعب على أحد القول صراحة أنه يمكن لأي طرف أجنبي ان يستعمل الاراضي المصرية لأي غرض بشكل غير مشروع ودون علم حكومة مصر.
وقال بيان أصدره مكتب النائب العام ان مصر تحتجز 25 رجلا يحملون جنسيات مصرية وفلسطينية وسودانية ولبنانية ويرتبطون بجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية وكانوا يخططون لهجمات في مصر.
بالاتفاق مع شيوخ القبائل.. وقف حملات الدهم في سيناء
وفي سيناء المتاخمة لاسرائيل قرر عدد من شيوخ القبائل تعليق مؤتمرهم السنوي عقب اجتماع امني مع قيادات من الاجهزة الامنية المصرية. وكان مقررا ان يعقد شيوخ قبائل البدو في سيناء مؤتمرهم للبحث في كيفية التعامل مع اجهزة الامن المصرية. وتتهم تلك الاجهزة بعضهم بايواء متهمين بالتعامل مع خلية تابعة لحزب الله اللبناني.
وكانت قيادات امنية مصرية في محافظة شمال سيناء ومسؤولين في جهاز المخابرات الحربية قد اجتمعوا مع بعض من شيوخ القبائل مؤخرا.
واتفق المجتمعون على وقف حملات الدهم التي تقوم بها الشرطة المصرية لبيوت البدو مقابل تعاون شيوخ القبائل مع تلك الاجهزة على نحو يضمن عدم حدوث تصادم بين الطرفين في المستقبل.
وكانت اشتباكات عنيفة قد وقعت بين الشرطة المصرية والبدو بمنطقة وادي العمرو بوسط شبه جزيرة سيناء في إطار حملة البحث عن أعضاء خلية حزب الله.
وتشن قوات الأمن المصرية حملة في سيناء لملاحقة 13 شخصا تقول إنهم أعضاء في الخلية. وذكرت مصادر أمنية مصرية أنه تم الكشف عن أسماء هؤلاء خلال التحقيقات مع الـ 49 متهما في قضية خلية حزب الله.
وأفادت مصادر أمنية مصرية إن قوات الشرطة فاجأت بدوا بتفتيش منازلهم بحثا عمن يشتبه بعضويتهم في مجموعة تعمل في تهريب السلاح عبر الأنفاق الحدودية إلى قطاع غزة.
وقال الصحفي المصري أشرف سويلم في اتصال مع بي بي سي، إن البدو اعترضوا على التفتيش المفاجيء للمنازل مما تسبب في وقوع الاشتباك، بعد أن اعتبر البدو أن الحملة تخالف اتفاقاتهم السابقة مع أجهزة الأمن.
وقد أضاف النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود تهمة التجسس إلى قائمة التهم الموجهة إلى المتهمين في قضية خلية حزب الله.
وكان النائب العام قد كشف عن ملابسات القضية الأسبوع الماضي، ووجهت نيابة امن الدولة العليا إلى المحتجزين، وعددهم 49، تهم التخطيط للقيام بهجمات داخل مصر. وذكرت مصادر مصرية أن اعضاء الخلية خططوا لمهاجمة اهداف سياحية في سيناء.
وقالت نيابة أمن الدولة إن حزب الله كلف المتهمين بجمع معلومات عن القرى المتاخمة لحدود مصر مع قطاع غزة والمواقع السياحية في سيناء وحركة السفن في قناة السويس.
وذكرت صحيفة الجمهورية الحكومية المصرية ان المتهمين اعترفوا في تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بتفاصيل جديدة. وأضافت الصحيفة أن اللبناني سامي شهاب المتهم الرئيسي نقل كمية من المتفجرات لأفراد من حركة حماس عبر الأنفاق لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل.
وقالت أيضا إنه اعترف بتلقي تعليمات من كوادر حزب الله برصد بعض السفن العابرة لقناة السويس وخاصة الأمريكية والإسرائيلية.
كما ذكرت صحيفة الأهرام ان سامي شهاب اعترف في التحقيقات بأن قيادة حزب الله كلفته باتخاذ الترتيبات الكاملة لتنفيذ هجمات داخل الأراضي المصرية، واستهداف السياح الاسرائيليين، وجنسيات أخرى.
كما اعترف ايضا، حسب الصحيفة، بالتخطيط لتنفيذ العمليات سواء بتفجيرات انتحارية أو سيارات ملغومة، او زرع عبوات ناسفة في اماكن تجمعات الاسرائيليين في مناطق سيناء،‏ وخاصة منتجعات دهب وطابا ونويبع‏.‏

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/نيسان/2009 - 23/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م