كثرة الانتخابات بين صقل الديمقراطية وتوليد المشاعر السلبية

شبكة النبأ: تعد الانتخابات الحرة النزيهة مقياسا هاما لشرعية السلطة في اية دولة تسعى لاحترام ارادة شعبها وتعتز بحقوقه في حرية الاختيار والتصويت للأكفأ الذي يؤتمَن على مصالح الدولة، مع ذلك يرى البعض ان كثرة الانتخابات في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والنقابية اصابت الناخب في بعض الدول ومنها الكويت على سبيل المثال، بالملل لاسيما عند تزامنها في اوقات قريبة من بعضها البعض في حين يراها البعض الاخر تطويرا وصقلا للديمقراطية.

وقال استاذ الاعلام بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا الدكتور علي الكندري ان كثرة الانتخابات في القطاعات السياسية والاقتصادية في دولة الكويت، أدت الى ملل من المواطنين من الجو السياسي العام المشحون بكثير من السلبية.

واوضح الكندري ان عدد الانتخابات مقارنة مع حجم التعداد السكاني للكويتيين يتجاوز مثيلاتها في الدول الديمقراطية وقد يرى البعض ان هذه ظاهرة صحية تؤكد حيوية الحراك في المجتمع الكويتي فيشارك فيها بقوة فيما يراها البعض الآخر سلبية فيعزف عن المشاركة.

وقال ان تدني نسبة المشاركة في الانتخابات المختلفة في الفترة الماضية مقارنة بالسابق تؤكد عزوف كتلة من الناخبين عن الانتخابات وبالتالي فان الحماس على الاقبال يتمثل في المؤيدين التابعين لشخص معين يتم انتخابه وفقا لتبعية معينة وليس من قبل قطاعات المواطن ذي التوجه المستقل الذي دائما ما يكون صوته الأكثر ملاءمة واعتدالا.

وعن دور الاعلام في الوضع السياسي العام رأى الكندري ان له دورا مهما في التأثير النفسي على المواطن "فكل ما نشاهده في وسائل الاعلام الخاصة وما نقرأه بالصحف هذه الايام عبارة عن صراع يومي من الاتهامات والشك والريبة بين السياسيين فأصبحت الرؤية سلبية لدى كثير من المواطنين تجاه مستقبلهم".

من جانبه قال الاستشاري النفسي والاجتماعي الدكتور حسن الموسوي ان الكثير من المواطنين تنتابهم حالة من الاحباط جراء ما آل اليه الوضع من بعض الممارسات السلبية "ولولا تدخل صاحب السمو امير البلاد بحكمته المشهودة لكان الوضع أكثر تأزما وخطورة". بحسب تقرير لـ(كونا).

واشار الى ان المشاعر السلبية لدى بعض الناخبين تحولت الى سلوكيات تجاه الانتخابات منها العزوف الكبير عن الترشيح والانتخاب والاعتذار عن استقبال المرشحين والانشغال في أمور أخرى غير الانتخابات.

من جانبه قال استاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت الدكتور يوسف غلوم ان انتخابات مجلس الامة تتزامن مع انتخابات المجلس البلدي ومجالس الجمعيات التعاونية وجمعيات النفع العام وهذه الانتخابات في مجملها ومدلولاتها يقبل عليها المواطن بهدف المشاركة في صنع القرار على كل المستويات.

واوضح غلوم ان حرص المواطن في اختيار ممثليه من خلال العملية الانتخابية يدل على رفض هذا المواطن لاستخدام اسلوب التعيين وهذا بدوره يدل على ايمان المواطن بأهمية العملية الديمقراطية مهما ضعف دورها او شابها سلبيات.

ورأى ان كثرة الانتخابات لا تؤثر سلبا في حجم المشاركة الشعبية فيها بل تساهم في تكريس التجربة الديمقراطية وتطويرها كما انها تعبر عن حيوية الحراك الاجتماعي في البلاد.

واكد ان تطوير العملية الديمقراطية لا يتم بين ليلة وضحاها انما يتطلب وعيا من الناخب وهذا يتشكل عبر فترة زمنية وبالتالي فان كثرة الانتخابات دليل على عافية المجتمع وثقافته وحيويته.

واشار الى ان الممارسة الديمقراطية في الدول العريقة استغرقت حوالي قرنين من الزمان لكي تكتمل عملية نضوجها.

واضاف ان العملية الديمقراطية في الكويت في طور التطور الطبيعي الذي مرت به التجارب الديمقراطية في دول العالم المتقدم لتتبلور في صورة افضل في المستقبل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 13/نيسان/2009 - 16/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م