قراءة في كتاب الحريات السياسية

دراسة مقارنة في المعالم والضمانات

 

 

 

 

 

الكتاب: الحريات السياسية

المؤلف: فاضل الصفار

الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع

عدد الصفحات: 360 من القطع المتوسط  

 

 

 

 

شبكة النبأ: هل يحق لمؤلف الكتاب أيا كان مضمونه أن يسأل نفسه أو الآخرين، لماذا يبذل وقته وجهده ويشحذ أفكاره لكي يؤلف هذا الكتاب او ذاك؟!.

بطبيعة الحال يحق له ذلك وربما يكون من الواجب عليه أن يفعل هذا لأنه يريد أن يُسعد بإنتاجه الفكري ويقطف ثماره من خلال الفائدة التي يقدمها للقراء.

وفي كتاب (الحريات السياسية) لمؤلفه فاضل الصفار سيخطر في بال القارئ سؤال من هذا النوع، لماذا قدم لنا الصفار كتابه هذا؟ وعندما ينتهي من مطالعته سيعرف الجواب حتما.

إن فاضل الصفار يخوض بكتابه هذا في موضوع ذي اهمية بالغة للبشرية جمعاء والمسلمين على وجه الخصوص، ألا وهو الحرية، فهو يرى أن المسلمين عاشوا عقودا طويلة تتوزع على مراحل تأريخية متعددة بلا حرية، فأما أن تسلبها السياسات الدكتاتورية لحكوماتهم، أو يسلبها الاستعمار منهم كما اثبتت ذلك وقائع التأريخ، لذلك يرى مؤلف هذا الكتاب أهمية بالغة في الخوض بهذا الموضوع، فقد جاء في مقدمة الكتاب التي كتبها الصفار:

(رأيت أن أتناول -الحرية- ببعض التفصيل والتحليل ورسم المعالم والضمانات في محاولتي الجادة هذه.. لتكون نورا على الدرب يهدينا.. ولأن الحرية حق من حقوقنا الانسانية المشروعة.. والحق يؤخذ ولا يُعطى جاءت هذه الفصول العشرة مجموعة في كتاب لتوفر فينا بعض الدافع للعمل من أجلها والمطالبة بها ليلا ونهارا).

وقد توزعت مادة هذا الكتاب على الفصول العشرة المذكورة وقد بدأها المؤلف بالبحث في السياسة والحرية السياسية، وقدم شرحا لمعنى السياسة وهل هي علم أم لا، ثم نقرأ شيئا عن ملامح السياسة الاسلامية ومسؤولية المسلم في هذا المضمار.

أما في الفصل الثاني، فقد تطرق المؤلف لضمانات الحرية السياسية وكيفية مكافحة الدكتاتورية، في حين تخصص الفصل الثالث بالشورى وديمقراطية الحكم، والمشاورة بين الحاكم والشعب وشمولية الشورى في السنة وحدودها وحقوقها ايضا، ويتطرق الصفار في هذا الفصل الى حقائق الشورى ويحصرها بعدة حقائق هي، شرعية الحاكم، والانتخاب لا التعيين، وحق المعارضة، وحكومة الاكثرية، وأخيرا سلطات الشورى.

ونقرا في الفصل الرابع موضوعا مخصصا لشورى المرجعية وحكومة الفقهاء وهي: ولاية الفقيه، وسلطة الفقيه، وشورى الفقهاء. وإن الشورى ضرورة عقلية.

وفي الفصل الخامس نقرأ عرضا لمعطيات شورى الفقهاء، ونماذج من المؤسسات والانشطة الجماعية، وحق الدفاع عن الرأي.

أما الفصل السادس، فهو يتعلق بحرية الرأي الآخر، ومعطيات حرية الرأي، ثم الاسلام وحرية الرأي السياسي وما هي حدود الرأي وضمانات حريته التي تتحدد كما يرى المؤلف بـ حسن الظن بالمسلم، وحصانة المواطن، واستقلال القضاء.

ومن فصول الكتاب المهمة هو الفصل السابع الذي يخوض في (حرية المعارضة) ومعناها واقسامها، ونقرأ أسبابا لضرورة المعارضة وصورا منها ووظائفها وإمكانية نجاح المعارضة في تحقيق اهدافها.

ويبحث الفصل الثامن في موضوعة الاحزاب السياسية ووظائفها ومنها الوظائف التوحيدية والتربوية الاعلامية، والوظيفة الانتقائية والوسطية وأخيرا الوظيفة الادارية، ثم نقرأ عن الاسباب اللازمة لوجود الاحزاب وانواعها.

وفي الفصل التاسع نقرأ بحثا في الأنظمة الحزبية والانظمة السياسية، فهناك انظمة الحزب الواحد، وأنظمة الثنائية الحزبية، ثم أنظمة التعددية الحزبية.  

وأخيرا يطَّلع القارئ الكريم عبر الفصل العاشر على قضايا الاحزاب ومنها تداعي الشيوعية والاستعباد الحزبي والاحزاب والحرية، وهناك ايضا الاحزاب والسقوط الاخلاقي، وموضوعا في الصراعات الهامشية، والتخلف الفكري .

ثم نطالع بحثا في الاسباب التي تقف وراء فشل الاحزاب السياسية في مهامها واهدافها، لنصل الى رأي المؤلف الذي ينص على أن (لابديل عن التعددية).

وعلى العموم يقدم هذه الكتاب رؤية واضحة لمفهوم الحرية وكيفية توظيفها لصالح الانسان لاسيما في الحقل السياسي بما يحقق قفزات متواصلة في الوعي والسلوك معا من اجل تطور المجتمع وازدهاره المتواصل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/نيسان/2009 - 5/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م