لبنان على ابواب الانتخابات: الصراع السياسي يعمّق العداء الطائفي

احتدام الخلافات يبرز صعوبة التعايش الحكومي

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: أفسدَ الصراع السياسي في لبنان الذي يحكمه نظام طائفي لاقتسام السلطة، العلاقات بين السنة الموالين للحريري والشيعة الذين يدعمون خصومه، كما تضررت العلاقات بين الدروز والشيعة وعاودَ العداء بين الجماعات المسيحية المتنافسة الظهور على السطح.

وفي مشهد واحد يمثل خطورة الاوضاع في لبنان، اضطر الزعيم اللبناني وليد جنبلاط أن يرفع صوته لتهدئة أنصاره الذين كانوا يطالبون بالانتقام لمقتل أحد أفراد طائفتهم الدرزية، وصاح جنبلاط قائلا لأنصاره انهم ليس لهم أعداء في لبنان محاولاً تجنُّب ثأر دموي لمقتل لطفي زين الدين (58 عاما) الذي طُعن حتى الموت في بيروت بعد اجتماع سياسي حاشد. لكن أنصار السياسي البارز المناهض لسوريا غير مقتنعين ورد أحدهم قائلا "نحن نفقد شهداء" وردد آخرون تعليقاته في تبادل ملتهب للعبارات سجّله مصور هاو بالفيديو وبثّه تلفزيون الجديد مؤخرا.

وتظهر اللقطات عمق العداء الطائفي الذي ولّده الصراع السياسي في لبنان لكنها تظهر ايضا أن زعماء البلاد قرروا في الوقت الحالي على الاقل تحجيم التوتر مع دنو الانتخابات التي يحين موعد اجرائها في السابع من يونيو حزيران.

وفي ظل النظر الى الانتخابات على أنها منافسة متقاربة بين حركة 14 اذار التي تتمتع بأغلبية في البرلمان وتحالف منافس يقوده حزب الله الشيعي لا يستبعد أحد احتمال انتشار أعمال العنف.

لكن من غير المرجح أن تقع اضطرابات على النطاق الذي شهده لبنان في مايو ايار الماضي حين شارف على الانزلاق الى حرب أهلية شاملة حيث هزم حزب الله وحلفاؤه أنصار جنبلاط والسياسي السني سعد الحريري زعيم ائتلاف 14 اذار.

وتعكس نبرة المصالحة بين الزعماء اللبنانيين الحديث عن المقاربة والحوار في أنحاء الشرق الاوسط بين الدول المتناحرة والتي دعمت الفصائل المتنافسة في البلاد.

ودعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب بما فيهم السعودية كتلة 14 اذار بينما ساندت سوريا وايران المعارضة. والان بدأت العلاقات بين السعودية وسوريا تتحسن كما تبحث واشنطن الحوار مع سوريا وربما ايران.

وقال الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله ان جنبلاط أبدى رد فعل على المناخ الاقليمي. وقال لرويترز ان موقفه يساعد في تهدئة الجو والانتقال الى الحلول السياسية. بحسب رويترز.

الزعيم الدرزي الذي اشتهر بحنكته السياسية حث جميع الاحزاب على المحافظة على هدوء أنصارها واعتدال لغتها. وقال لرويترز انه حينذاك يمكن خوض الانتخابات في هدوء مكررا وجهة نظره التي عبر عنها بأن قتل زين الدين حادث فردي.

ولدى سؤاله عن مستوى التوتر في الشارع قال انه مقبول ومعقول وأضاف أنه لا يظنه خطيرا. لكن الساسة الذين يستمدون قاعدة قوتهم من الطائفية سيحتاجون الى التحرك بحذر اذا حاولوا حشد تأييد المقترعين للانتخابات دون اثارة التوترات الطائفية ومزيد من أعمال العنف.

وقال نبيل بومنصف وهو معلق في جريدة النهار اللبنانية ان الساسة يريدون التعبئة وفي الوقت نفسه يريدون السيطرة على الشارع وأضاف أن هذه مسألة صعبة جدا في لبنان. وتابع أنه شخصيا لا يعتقد أنهم سينجحون لان التوتر في الشارع شديد للغاية.

الحريري سيقاطع حكومة الوحدة اذا فاز حزب الله بالانتخابات

وقال سعد الحريري زعيم الاغلبية البرلمانية المناوئة لسوريا في لبنان ان تيار المستقبل الذي يرأسه لن يشارك في السلطة ضمن حكومة وحدة اذا فاز حزب الله المؤيد لسوريا وحلفاؤه بالانتخابات القادمة. وقال الحريري ان فوز الائتلاف الذي يقوده حزب الله سيعزز نفوذ ايران في البلاد.

ومن المتوقع أن تكون الانتخابات اللبنانية في السابع من يونيو حزيران سباقا متقاربا بين الاغلبية التي تمثلها قوى 14 اذار (مارس) من الساسة المسيحيين والمسلمين السنة والدروز وائتلاف قوي يتكون من حزب الله وحركة أمل الشيعيين وأنصار العماد ميشال عون.

وقال الحريري ان تيار المستقبل قد يتحالف مع مستقلين مثل رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي لكنه سيخوض الانتخابات في معظم المناطق على القوائم الموحدة لقوى 14 اذار.

وأبلغ رويترز عندما سئل ان كان سيبحث تقاسم السلطة مع حزب الله وحلفائه في الحكومة القادمة اذا فازوا بأغلبية مقاعد البرلمان اللبناني "أنا أحكي عن نفسي. أنا كتيار مستقبل لا أشارك بالحكومة. "بالعكس أفضل أعزز الديمقراطية لكي لا نكرس الطائفية. المشكلة أننا اليوم نكرس الطائفية على حساب الديمقراطية."

ويتكون البرلمان اللبناني من 128 مقعدا موزعة وفقا لنظام طائفي معقد لتقاسم السلطة ومن المرجح أن تحدد حفنة من المقاعد نتيجة انتخابات هذا العام.

لكن لبنان انتقل من أزمة سياسية الى أخرى منذ الانتخابات الاخيرة في 2005 والتي خاضتها تحالفات انهارت لاحقا. بحسب رويترز.

وتمخض هذا عن سلسلة من حكومات الوحدة الوطنية التوافقية التي سعت ظاهريا الى تمثيل كل الاحزاب لكن تتنازعها انقسامات داخلية دفعت البلاد الى حافة حرب أهلية جديدة.

وقال الحريري ان مشكلة المعارضة بقيادة حزب الله أنها تتحدث عن ديمقراطية توافقية بينما تعمل على "تكريس الطائفية".وأضاف "أي واحد بده (يريد أن) يعمل رئيس وزارة وتدعمه المعارضة صحتين على قلبه (هنيئا له)."

سعد الحريري: سنقبل بنتائج المحاكمة الدولية

وقال ابن رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري انه سيقبل الحكم الذي ستصدره محكمة دولية في حادث اغتيال والده حتى اذا برأ سوريا لكنه أبدى ثقته في أن العدالة ستأخذ مجراها.

وكان الحريري لقى حتفه مع 22 اخرين في تفجير انتحاري بشاحنة يوم 14 من فبراير شباط 2005 ويلقي ساسة لبنانيون مناوئون لسوريا من بينهم ابنه سعد باللوم على دمشق.

وتنفي سوريا التهم لكن عملية الاغتيال أوقدت شرارة غضب عالمي أجبرها على انهاء وجود عسكري دام 29 عاما في لبنان.

وبدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان نشاطها في لاهاي وذلك في انجاز سياسي مهم لمعسكر الحريري الذي ضغط من أجل تشكيلها وسط معارضة من الحلفاء اللبنانيين لسوريا مثل حزب الله القوي.

وأبلغ سعد الحريري رويترز "نحن حاربنا نحن ضحينا نحن قاتلنا لهذه المحكمة لمدة أربع سنين .. فمستحيل أن نعارض المحكمة ... رضينا على النتائج أو ما رضينا."وأضاف أن شكوكا شابت محاكم دولية سابقة لكن ظهر اليوم أن كثيرا من الانظمة وجهت اليها اتهامات بالجرائم التي ارتكبتها وقال انه لايزال يتهم النظام السوري.

ولم يحدد المحققون بعد هوية أي مشتبه بهم لكن التحقيق ربط بين مسؤولين أمنيين سوريين رفيعي المستوى وعملية الاغتيال التي أعقبتها موجة من الاغتيالات السياسية.

ويقول دانييل بيليمير محقق الامم المتحدة الذي يقود التحقيق في حادث اغتيال الحريري وسيكون ممثل الادعاء انه يعتقد في امكانية حل القضية وهي الثقة نفسها التي عبر عنها الحريري.

وقال "عندي كل الثقة أن المحكمة الدولية (ستقوم) بعملها ... (وستتوصل) الى الحقائق (وستعاقب) الناس الذين اغتالوا الشهيد رفيق الحريري."لبنان صار له 30 سنة يعاني من اغتيالات من رئيس جمهورية لرئيس وزارة لمشايخ لصحفيين. لاول مرة (نرى) أن العدالة (سوف) تأخذ طريقها."

ولطالما ظلت قضايا الاغتيالات السياسية في لبنان الذي مزقته الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990 دون حل. لكن الحريري الذي فاز بانتخابات العام 2005 مستفيدا من موجة المشاعر المناوئة لسوريا في أعقاب مقتل والده وضع جهود تشكيل المحكمة في قلب سياساته.

وأجاب الحريري بالنفي عندما سئل ان كان تودد الرئيس الامريكي باراك أوباما الى ايران وسوريا فضلا عن تحسن العلاقات السورية مع حليفته المهمة السعودية قد يؤثر على حكم المحكمة.

وقال "لن تسيس المحكمة. (ستكون هناك) عدالة. (سيكون هناك) قضاة."(هناك) 300 محقق ... بهذه المحكمة ... (لنكن) واقعيين أيضا (ولنرى ماذا حدث) بالمحاكم الدولية السابقة.. هل (حدثت) تسويات على هذه المحاكم الدولية.."

ويقول محققو الامم المتحدة ان دافعا محتملا لاغتيال الحريري كان تأييده لقرار أصدرته الامم المتحدة عام 2004 يطالب بمغادرة القوات السورية وسائر القوات الاجنبية لبنان.

احتدام الخلافات اللبنانية يبرز صعوبة التعايش الحكومي

ويشير الخلاف على إقرار الموازنة اللبنانية واتهام كل طرف الآخر بالتنصت الهاتفي الى صعوبة الفرقاء المتنافسين في التعايش بحكومة الوحدة الوطنية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في يونيو حزيران المقبل.

وقال مصدر سياسي بارز في لبنان لرويترز "هناك صعوبة بالتعايش بين الفرقاء السياسيين في لبنان" في حكومة رئيس الوزراء المدعوم من الغرب فؤاد السنيورة والتي يشارك فيها ممثل عن حزب الله الشيعي المدعوم من سوريا وايران. واضاف "اقتراب الانتخابات النيابية والصيغة السياسية القائمة يعطلان امكانية التوافق على القرارات الحكومية ومشاريع القوانين."

وعلى وقع تصعيد حدة الخطابات بين الفرقاء اللبنانيين انعقدت خمس جلسات لمجلس الوزراء خلال الأيام السابقة في محاولة لاقرار الموازنة اللبنانية لكن الخلاف بين حلفاء سوريا وخصومها حول عدم تضمن الموازنة مبلغ ستين مليار ليرة لبنانية (نحو 40 مليون دولار) الى مجلس الجنوب ارجأ الجلسة الى اجل غير مسمى.

ويطالب فريق الاقلية البرلمانية المؤيدة لسوريا وتحديدا رئيس مجلس النواب نبيه بري بان تتضمن الموازنة مستحقات مجلس الجنوب الذي يعنى بتقديم المساعدات في جنوب لبنان وخصوصا اهالي القتلى والجرحى والمتضررين خلال الصراع مع اسرائيل.

وكتبت صحيفة السفير اللبنانية تقول ان "موازنة مجلس الجنوب لا يبدو انها بوارد مسلك ايجابي في ظل تصلب فريقي الاشتباك من جهة ووسط تأكيدات صريحة من قبل الرئيس بري انه لن يساوم على موازنة قائمة بحكم القانون وكذلك وسط مؤشرات تصعيدية عكستها لجنة اللجان النيابية المشتركة امس."

كما احتدمت الحرب الكلامية بشأن موضوع التنصت الهاتفي في البلاد واتهم كل طرف الاخر بالتنصت عليه لحسابات خاصة. وكتب غاصب مختار في جريدة السفير يقول انه "لن يكون ملف التنصت اخر ملفات الاشتباك السياسي الانتخابي بين قوى الموالاة والمعارضة وسيشهد البلد مزيدا من فتح المفات."

وصعد الفرقاء اللبنانيون من حدة خطابهم قبل الانتخابات البرلمانية المتوقع أن تشهد منافسة محتدمة بين حلفاء سوريا وخصومها والمحتمل أن تؤدي الى مزيد من زعزعة الاستقرار.

وتحدد الانتخابات التي ينتظر اجراؤها بحلول يونيو حزيران ما اذا كان الائتلاف الذي يقوده السنة وتدعمه السعودية والولايات المتحدة سيحتفظ بأغلبيته البسيطة او يخسرها لصالح تحالف يقوده حزب الله الشيعي المدعوم من ايران وسوريا.

تدشين اعمار نهر البارد ووجود ملحوظ  للدولة اللبنانية في المخيمات

وتدشن خلال الاسابيع المقبلة عملية اعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الذي يراد له ان يكون "مخيما نموذجيا" من حيث البناء وخضوعه لسيادة الدولة اللبنانية في خطوة ستكون في حال تنفيذها الاولى من نوعها في لبنان.

وقال زياد الصايغ مستشار لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني المكلفة رسميا ملف العلاقات اللبنانية الفلسطينية لوكالة فرانس برس "ينتهي اول قسم من ازالة الركام في اوائل شباط/فبراير ونضع الحجر الاساس في الاسبوع الثاني او الثالث من الشهر ونبدأ المرحلة الاولى من الاعمار". واضاف ان المخيم الواقع في شمال لبنان "سيكون نموذجيا يؤمن للفلسطينيين حدا ادنى من الحياة الكريمة ويقع تحت سيادة الدولة".

وبدأ قبل ثلاثة اشهر العمل في ازالة الانقاض من المخيم الذي شهد معارك عنيفة من ايار/مايو الى ايلول/سبتمبر 2007 بين تنظيم فتح الاسلام المتطرف والجيش اللبناني تسببت بتدمير قسم كبير منه لا سيما ما يعرف بالمخيم القديم. كما ادت الى مقتل حوالى 400 شخص. بحسب فرانس برس.

والمخيم القديم هو المساحة التي استقر عليها اللاجئون الفلسطينيون لدى انشاء المخيم في 1949 وقد توسعت في وقت لاحق لتشمل مساحة اضافية تعرف بالمخيم الجديد.

واوضح الصايغ ان مخطط الاعمار "هو نتيجة شراكة بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ممثلة المجتمع الدولي والدولة اللبنانية كون الاعمار يتم على ارضها ووفق قوانينها والسلطة الفلسطينية الممثل الشرعي للفلسطينيين".

ويلحظ المخطط بناء قاعدة بحرية على شاطىء نهر البارد ما اثار غضب سكان المخيم الذين وقعوا عريضة احتجاج بحجة ان القاعدة "تقتطع مساحات" وتقع قرب مدارس وفوق ملعب لكرة القدم وتساهم في فرض "طوق" على المخيم.

الا ان رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير خليل مكاوي اكد الجمعة ان القاعدة "لن تقوم على اي شبر من اراضي المخيم انما على ردميات من انقاض سترفع من المخيم".

واوضح الصايغ ان "لا مساومة على القرارات السيادية" مشيرا الى ان المخطط يشمل ايضا وجود مركز للجيش ومخفر للشرطة (الدرك) داخل المخيم.

وزير الإعلام اللبناني: مدوّنة مبادئ للتذكير بأخلاقيات المهنة

ويسعى وزير الإعلام اللبناني طارق متري للتوصل إلى اتفاق بين وسائل الإعلام في لبنان حول شرعة إعلامية تدعو إلى نبذ العنف الكلامي، واحترام أخلاقيات المهن الإعلامية.

وفي هذا الإطار، دعا متري الأسبوع الماضي ممثلي وسائل الإعلام اللبنانية إلى لقاء تشاوري في وزارة الإعلام ببيروت حول "مسودة إعلان مبادئ".

وحول هذه المبادرة، قال الوزير متري في حديث خاص لموقع CNN بالعربية، إن هناك شكوى من بعض السلوكيات الإعلامية في لبنان، لكن بنفس الوقت يوجد ظلم في حق هذا الإعلام الذي يتم تحميله مسؤولية سواه.

ولم يعف متري السياسيين اللبنانيين من المسؤولية، معتبرا أن القوى السياسية ووسائل الإعلام تتحمل المسؤولية أكثر من الإعلاميين والإعلاميات، على حد تعبيره.

وأضاف بأن هناك "مبالغة في مجال تعظيم دور الإعلام، واعتباره سببا في انقسامات اللبنانيين، وكأن ذلك محاولة للتغطية على مسؤولية السياسيين. وفي المقابل هناك من يستخف بدور الإعلام، ويرى أن اتفاق السياسيين يؤدي إلى التهدئة، واختلافهم يوتر الأجواء الإعلامية."

وأوضح أن هناك خطأ في هذين الموقفين، فهناك "مسؤولية كبيرة تطال السياسيين، والإعلام ينقل ما يسمعه منهم، وينقل أيضا ما يطلبه السياسيون منه، حيث أن هناك وسائل إعلام غير مستقلة عن القوى السياسية، ومع أن الاستقلال شرط الحرية، وهذا شرط غير متوفر لدى الجميع."

وقال: "ورغم ذلك، فهناك استقلال نسبي لدى أي شخص يمارس هذه المهنة، ولا أعتقد أن السياسيين قادرون على الضغط في كل التفاصيل على كل الإعلاميين، ولا شك أن هناك هامش لهذه الاستقلالية."

ولفت متري إلى أن "كل ما أحاول أن أقوم به من خلال هذه المبادرة، بالتعاون مع فريق عمل من الخبراء وممثلي المجتمع المدني، هو توسيع هذا الهامش، لا أكثر."

وحول توقيت مبادرة الوزير متري وعلاقته بالانتخابات النيابية المرتقبة في الربيع المقبل، أكد أن "لا علاقة مباشرة لهذا الأمر بالانتخابات، علما أن إجراء انتخابات ديمقراطية يجب أن يتم في جو من السلم الأهلي الفعلي، وأن يكون نبذ العنف شاملا، ويطال كل اللبنانيين."

وأضاف: "أعتقد أن الإعلام يمارس العنف المعنوي، وكذلك يمارس السياسيون هذا العنف من خلاله، وهو لا يقل ضررا وأذى عن العنف الفعلي، وهذه المبادرة هي ضد العنف الرمزي والعنف المعنوي."

وأوضح أن ما يحاول القيام به هو تعزيز أخلاق المهنة، وقال: "لهذه المهنة أصول ومعايير وقواعد أخلاقية، وأعتقد أن الجميع يعرف هذه المعايير التي نتعلمها في المدارس والجامعات، ونتربى عليها، لكنه من المفيد أن يتم تدوينها لتذكيرهم بها."

السياحة في لبنان تسجل ارقاما لم تعرفها منذ 2004

من جهة ثانية يشهد لبنان انتعاشا في الحركة السياحية لا سابق لها منذ 2004 وتمتلىء فنادقه ومطاعمه بالرواد فيما يتخوف الكثيرون من حصول اعمال عنف جديدة نتيجة استمرار التوتر السياسي واقتراب موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل.

وتقول المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك لوكالة فرانس برس "ان عدد الزوار القادمين من الخارج سيبلغ 1,3 مليون عن مجمل سنة 2008 وهو الرقم ذاته الذي سجل في 2004".

وقال المدير التجاري في شركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية نزار خوري "سجلنا ارتفاعا بنسبة 25% في عدد الركاب القادمين الى لبنان في 2008 بالمقارنة مع 2004".

واكد المسؤول ان "الرحلات خلال فترة الاعياد (الاضحى والميلاد وراس السنة) محجوزة كلها ولم يتمكن كثيرون من المجيء بسبب عدم وجود امكنة في الفنادق". بحسب فرانس برس.

ويشهد لبنان حركة سياحة كثيفة منذ الصيف على الشواطىء وفي النوادي الليلية والمطاعم والمحال التجارية الكبرى.

وقد ساهم في زيادة هذه الحركة الاتفاق الذي توصل اليه الافرقاء اللبنانيون في الدوحة في ايار/مايو ونتج عنه انتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور منصب الرئاسة على مدى اكثر من سبعة اشهر وتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد مواجهات مسلحة دموية بين انصار المعارضة والاكثرية. ويرى اصحاب الفنادق والمطاعم وشركات تأجير السيارات ان سنة 2008 تعتبر جيدة جدا نسبيا.

ويقول رئيس نقابة اصحاب الفنادق بيار الاشقر ان "نسبة الحجوزات في الفنادق هي 100% في الاعياد مع العلم ان هذه النسبة كانت اكثر من 70% في منطقة بيروت الكبرى خلال الاشهر الستة الاخيرة. وهذا رقم جيدا جدا".

وتقول جوان ظريفة المسؤولة عن التسويق في فندق "مزار- انتركونتيننتال" في منطقة فاريا الجبلية "الحجوزات كاملة في عيد راس السنة وهناك لائحة طويلة من المنتظرين في حال الغي شيء منها".

ويقول رئيس نقابة اصحاب المطاعم بول عريس "كانت سنة ممتازة" مشيرا الى الموافقة على 360 مشروعا لانشاء مطاعم جديدة باستثمارات ضخمة خلال 2008.

كذلك كانت سنة 2008 جيدة بالنسبة الى شركات تأجير السيارات وارتفع عدد التراخيص المعطاة لهذا القطاع بنسبة خمسين في المئة بالمقارنة مع 2004 بحسب وزارة السياحة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 22/آذار/2009 - 24/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م