
الكتاب: شرح الصحيفة السجادية
المؤلف: آية الله العظمى السيد محمد الحسيني
الشيرازي (قده)
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
والتوزيع
عدد الصفحات: 448 من القطع المتوسط
عرض: شبكة النبأ
شبكة النبأ: كان سماحة الامام السيد
محمد الحسيني الشيرازي رحمه الله، من السباقين لسبر غور هذا البحر
الزاخر الذي نعني به (الصحيفة السجادية) وهي زبور آل محمد عليهم السلام
لما فيها من قمة في البلاغة، وروعة البيان، ومفاتيح الرحمة، ومصابيح
الهداية.
فلقد عمل الامام الراحل على استخراج المزيد من درر معاني هذه
الصحيفة الخالدة والكشف عن جواهر اللفظ فيها، وإعطاء هذا التراث النفيس
والمتجدد الاهتمام في البحث والتدقيق والشرح.
وتضمن هذا الكتاب الغني بمضمونه، كلمة للناشر ومما جاء فيها:
لقد طبع هذا الكتاب ثلاث مرات في العراق وايران والكويت، وكان قد
وقع الفراغ من تأليفه في 25/شوال/1385 هـ، ولنفاذ نسخه في المكتبات فإن
((دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع)) أخذ على عاتقه مهمة
اعادة طبعه ونشره، لينتفع به المؤمنون، وليجدوا ضالتهم في توضيح
المعاني وتبيين الالفاظ والتعرف على مكنون كنوز هذا السفر الخالد.
ثم تلت ذلك مقدمة تتطرق لبعض الوقائع التأريخية الهامة التي رافقت
حياة الامام السجاد عليه السلام وبعض وقائع تأليف الصحيفة السجادية، ثم
ننتقل الى ابواب الأدعية ونبدا بباب (التحميد لله عز وجل) فنقرا مما
جاء في دعاء الامام السجاد (ع) في التحميد لله تعالى:
(الحمد لله الاول بلا اول كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده،
الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعمته اوهام الواصفين).
ونقرأ في شرح الامام الشيرازي رحمه الله لهذا الدعاء:
(الحمد لله الأول بلا اول كان قبله) فهو سبحانه قبل الاشياء لم
يسبقه سابق، حتى ان الزمان والمكان مخلوقان له، فهو قبلهما (والآخر بلا
آخر يكون بعده) فهو يبقى بعد فناء الاشياء، حيث ترجع الاكوان كأن لم
تكن.
ثم نقرأ دعاء الامام السجاد (ع) في الصلاة، فنطالع شرح السيد
الشيرازي رحمه الله لهذا الدعاء: (والحمد لله الذي منَّ علينا بمحمد
نبيه صلى الله عليه وآله) فإن بعث النبي في امة من اكبر المنن، إذ هو
موجب لسعادة الامة دنياً وآخرة.
ويشرح السيد الشيرازي دعاء الامام السجاد (ع) الخاص بالصلاة على
حملة العرش، ونقرأ فيه: (اللهم وحملة عرشك) جمع حاملن وهم ملائكة خلقهم
سبحانه يحملون عرشه، والعرش جسم كبير، جعله سبحانه محلا خاصا به في
السماء، كما جعل البيت الحرام خاصا في الارض.
كذلك نقرأ دعاءه (ع) في الصلاة على اتباع الرسل ومصدقيهم، وشرح
السيد الشيرازي لهذا الدعاء، وننتقل الى دعاء آخر للامام السجاد (ع)
وهو دعاؤه لنفسه ولأهل ولايته، فنقرا فيه: (يا من لا تنقصني عجائب
عظمته، صلِّ على محمد وآله، واحجبنا عن الالحاد في عظمتك) وجاء في
الشرح، العجائب المستندة الى عظمة الله سبحانه في السماء والارض
لاتنقصني، لأن فيضع العام يأتي كل يوم، العجائب تورث عجب الانسان.
ثم نطالع دعاء الامام السجاد (ع) عند الصباح والمساء: (الحمد لله
الذي خلق الليل والنهار بقوته، وميز بينهما بقدرته، وجعل لكل منهما حدا
محدودا وامدا ممدودا، يولج كل واحد منهما في صباحه) وجاء في شرح السيد
الشيرازي رحمه الله: فإن الخلق يحتاج الى القوة على المخلوق، وهو عبارة
عن القدرة (وميز بينهما) بأن جعل احدهما مظلما والآخر مضيئا (بقدرته).
ونقرأ في دعائه (ع) اذا عرضت له مهمة او نزلت به ملمة وعند الكرب:
(يامن تحل به عُقد المكاره، ويامن يُفثأ به حد الشدائد، ويامن يُلتمس
منه المخرج الى روح الفرج) وفي شرح السيد الشيرازي لهذا الدعاء نقرأ:
المكاره، جمع مكروه، والعقد: جمع عقدة، تشبيه للمكروه الشديد بالعقدة
التي يصعب حلها، وبالله سبحانه تحل كل عقدة.
ثم نطالع دعاء الامام (ع) في الاستعاذة من المكاره وسيء الاخلاق
ومذام الأفعال: (اللهم إني اعوذ بك من هيجان الحِرص، وسَوْرة الغضب،
وغلبة الحسد، وضعف الصبر، وقلة القناعة وشكاسة الخٌلُق؛ وإلحاح الشهوة)
ونقرأ في شرح السيد الشيرازي لهذا الدعاء: هيجان الحرص، أي حركته
واستعماله، والحرص: هو تطلب الشيء المرغوب بكل الوسائل المشروعة وغير
المشروعة، (وسورة الغضب) أي شدته (وغلبة الحسد) بأن يغلب الحسد على
الانسان حتى يفعل المحرم حسداً (وضعف الصبر) حتى لا يصبر الانسان في
الطاعة او عند المصيبةن (وقلة القناعة) حتى يمزجها الانسان بالحرص،
(وشكاسة الخلق) اي صعوبته وسيئته، (وإلحاح الشهوة) الى الطعام والنكاح
وما أشبه.
ويتواصل هذا الكتاب الهام في عرضه لأدعية الامام تباعا ويقرنها
بالشروح الوافية التي توضح للقارئ الكريم ماخفي او صعب عليه من معاني
هذه الادعية التي تضمنتها الصحيفة السجادية المباركة، لنصل الى الدعاء
الرابع والخمسين وهو دعاء الامام (ع) في استكشاف الهموم مع شرح وافٍ
للسيد الشيرازي رحمه الله لجميع الادعية، وهذا ما يؤكد اهمية هذا
الكتاب للمكتبة الاسلامية ولعموم المؤمنين. |