أهمية تقويم النزعة الاستهلاكية للفرد والعائلة

 

شبكة النبأ: إن منظومة السلوك السائدة في مجتمع ما هو ما يُطلق عليه بثقافة المجتمع ولا يقتصر هذا الوصف على الآداب والفنون حصرا بل يمتد ليشمل طرق الاكل واللبس والترفيه والتعامل اليومي مع مفردات الحياة بما في ذلك جانب الاستهلاك، حيث تندرج ثقافة الاستهلاك ضمن منظومة السلوك العامة للمجتمع، فتسود الطرق الاستهلاكية الناجحة والمتوازنة في المجتمعات المثقفة بصورة جيدة على الاستهلاك المتوازن ويصح العكس ايضا.

وحول هذه القضية قال استاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور عويد المشعان: (ان ثقافة المستهلك في الوقت الراهن تختلف باختلاف درجة الثقافة والوعي لديه.

واوضح المشعان ان هناك من يركز على جودة السلعة وهناك من يبحث عن السعر المناسب بغض النظر عن الجودة وهناك من يتأثر بالاصدقاء وبمن حوله في عملية الاختيار.

واعرب عن اسفه كون بعض الاسر الكويتية لا تتمتع بالثقافة الاستهلاكية الى حد كبير وان الكثير من الاسر تميل الى حب الاستهلاك لاجل البروز والظهور والمكانة الاجتماعية رغم ان هناك بعض الاسر وهي نسبة قليلة تستهلك بقدر الحاجة. وشدد المشعان على ضرورة عدم المبالغة في عملية الاستهلاك وان يكون هناك توازن بين حاجات الانسان والصرف المادي مبينا ان هناك اسرافا يدعو للاستغراب مثل شراء سيارة كل سنة واتباع الشباب للموضة لا سيما في شراء احدث اجهزة الهاتف النقال في كل شهر تقريبا الامر الذي يحتاج الى ميزانية مستقلة يضطر البعض للاقتراض من اجل ذلك). بحسب تقرير لـ كونا.

هنا تبرز اهمية التثقيف على طرق الاستهلاك الصحيح والمفيد في آن، ومع ان الامر مرتبط بالثقافة العامة للمجتمع، إلا ان التوعية المتواصلة في هذا الميدان ستعود بنتائجها المثمرة على المجتمع، إذا لايجوز ان تترك الامور على عواهنها بانتظار ان يتثقف الفرد استهلاكيا بصورة آلية، كلا إن الامر يحتاج الى تعليم وتثقيف وتوعية مقرونة بالممارسة الفعلية لطرق الاستهلاك.

وحول اسباب الميل الحاد نحو الاستهلاك يقول الدكتور مشعان: إنه ناتج من نقص الوعي حول اهمية الاستهلاك وعدم تفهم الاسر لحاجاتها ومتطلباتها وعدم وجود رؤية واضحة وتخطيط مسبق في كيفية طريقة الاستهلاك. ويرى ان من العوامل المؤثرة على ثقافة المستهلك هي الدعاية والاعلان وظاهرة تقليد الآخرين وحب الظهور والتمايز واثبات الذات اعتقادا منهم ان الوجاهة او الاحترام والتقدير يكون بكثرة الاستهلاك) .

هذه الرؤية السلبية تسود فعلا في المجتمعات التي تعاني نقصا في ثقافة الاستهلاك، إذ ما هو الربط بين قيمة الانسان الفعلية وسيارته الحديثة، حيث ليس هناك ربط بين جوهر الانسان ومقتنياته او مظهره، لأن هذا الامر يتعلق  بالمستوى الثقافي الحقيقي للفرد، من هنا تتبين اهمية ثقافة الاستهلاك.

حيث أكد المشعان على: ضرورة التنبيه الى مخاطر عدم وجود الثقافة الاستهلاكية موضحا ان هناك افرادا يستهلكون ويصرفون اموالا لا تتوافق مع ميزانيتهم مما يؤدي بهم الى مشاكل صحية منها ارتفاع الاضطرابات الجسمية النفسية وارتفاع ضغط الدم والاصابة بالقرحة والقولون العصبي وامراض القلب.

ومن اجل الوصول الى مستوى ايجابي من الاستهلاك قال المشعان ان على الاسرة التفاعل بايجابية في عملية الاستهلاك بما يتوافق مع ميزانيتها وامكاناتها بالاضافة الى توعية وتنشئة الابناء على عملية الاستهلاك الايجابي وتعريفهم بـ /كيف ومتى ولماذا يستهلك/ مع التحذير من الجري وراء كل صيحة جديدة قد تستنفد ميزانية الاسرة) .

وهذا الامر يتطلب تواصلا في التثقيف الاستهلاكي الفردي والعائلي في آن، ويتطلب جهدا منظما بعيدا عن العشوائية والانتقاء، إذ يقول المشعان في هذا الصدد: (ان ارتقاء الوعي العام بالثقافة الاستهلاكية يتطلب تضافر الجهود بين فئات المجتمع ومؤسساته وذلك من خلال وسائل الاعلام المختلفة التي تعتبر قنوات الاتصال بالافراد وما تمثله من تأثير على نفسيات المستهلكين عن طريق الندوات والحوارات مع اصحاب الاختصاص لحماية المستهلك من الاندفاع في عملية الاستهلاك غير المبررة).

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16/آذار/2009 - 18/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م