"هنا في محفل الحبيب ينتصر الحب على رماد القلق، وهنا تصغي الفضاءات
لأغنية يحكيها لحن ترنمه السماء, لن تنطفئ ما دام الحبيب مازال يقذفها
في القلوب "
عادت فعادت للهوى نغماتي = وتسللت للحب غضُّ جهاتي
عادت فعاد الشوق في تحنانها= يهبُ الدماءَ حرارة الدفقات
وتمطّرت روحي تقبّل أرضها = وتدفقت كالعطر في النسمات
فتسابقت للعشق أسرابُ المنى =وتساقطت جنياً ثمارُ صلاتي
وتفتحت آفاقُ خارطة القلوب =مناطقاً كتفتح النفحات
فإذا بذكراها إرتعاشة أعرش = قدسية الملكوت والقبسات
فتعمّلقت أشجارُ روحي حولها = تلدُ الهُيام على شغاف لهاتي
وتكاثرت لحظات قدسّها داخلي= كتكاثر الرغبات بالشهوات
وتدافعت سِككا تلحّن رغبتي = شوقا يهزّ منابعَ النشوات
فملئت سلاتَ الجنون بخافقي = فتمايلت من حملها سلاتي
يا أنت يا نسقا يكون ذرتي =وأجنتي مفقودة الحركات
يا أنت يا ألقاً يخاتل مهجتي = بتجدد اليقظات والصحوات
ها أنت أخيلة تعيد مشاعري =في مرفأ القربات تلهم ذاتي
مذ كنت تشغلني الطهارة طفلة = كبراعم التحنان في الخفقات
فتسيلني نهرا بأنفسِ فكرتي = يا هذه الفُكرات في خلجاتي
تسخو بسانحة تصبّ شفاهها= في مبسمي يا أجمل الومضات
فأنا وقلبي والهوى ومحابري= شتلات حبر تورق النغمات
حتى إذا هدأ الغرام بمرفئي = شيدّت من حلُمي إجتراحَ حياتي
وزعمت بالأوراق إني أفضها = بكرا تذوق العشق في لمحاتي
ليلجن خارطة الشعور تلاوة = تهفو التصاهر في رطيب دواة
فتشدّ في القرطاس نبض حكاية= بتضافر الرعشات والرسمات
فإذا الحروف مع الغواية قصتي= وشعيرتي في محكم النبضات
وإذا النهارات التي في خاطري= كرواية النسمات والهمسات
وإذا المعابر في ثقوب قصيدتي= سكرانة اللحظات والحركات
وكأن هذا الكونَ لمسةُ شاعر= صيغت بحرفٍ مرهفِ الكلمات
وكأن هذا الكونَ سبحةُ عاشق= ماست بعطر رائع الرشافات
وكأن هذا الكونَ وجهُ ملائكٍ =هبطت من العرش المجيد الذاتي
ومحمدٌ معنى القصيدة أصلها = بتكامل الأوزان والحلقات
إذ إنه الرّب الذي صنع الهوى= وأباحه في أنفسٍ ورئات
فأسال في الصلصالِ من مسنونه= لغة الغرام فصافتحها صلاتي
يا أيها الرّب الذي فيه انتهت= أنشودة التكوين والملكات
ها أنت تجترح السماء شفاهة = وتعيد خلق الخلق بعد ممات
وتعيد للأرواح نخب مكارم= طمست بوحل الجهل والظلمات
فأتيت للأيام تبعث دوحها =وحيا نبيا يخلق البسمات
فمنحتها قمم الحقيقة جذوة = وحضارة يا أروع الصفحات
يا منبع الأنوار تنبت غصنها = مقلا تراك تكوّنا وصلات
خذها العيونَ إلى ضياك بكحلها =مفتونة السكنات والرعشات
إيهٍ أبا الزهراء تحي مشاعلا =بالحق تصدعُ يا نهى الآيات
عودا إليك أعود أنسج لحظها= وأعيدها منسوخة الصلوات
فأراك في حدق الكرامة اسطرا = تتفرد التنزيل و النفحات
فإذا المعاني أبحر وجداول = تضفي السمات الغر للوجنات
فتحير بالأقلام صبغة لونها = في أن تحيط بكنه ذاتك ذاتي
وتخون للأوراق قدرة أحرف= وسناك سطر يعجز القدرات
ويثير إعجاز القلوب بأنها= سكنٌ إليك لأوثر النبضات
أأبا البتول وللضياء غواية = ُرشفت بأصل عروقها شذراتي
فسكبتها شوق النجوم بأضلعي= فكتبت بالاسم المبين دواتي
كي ما أهيم مع انتشاء مشاعري= وأجدد الرغبات في سكراتي
وأبثها خضراء بين تعذر =مبحوحة الخلجات والرقصات
وألمم الدنيا بحجم سماءها في =محفلي بتفجر الصلوات
أو لم يئن يا رّب فيك توحد = بتوحد الصلوات والخطرات
فأتوا إليك وأنت تملأ كأسهم = بحلاوة الإيمان والرحمات
فبغوا.. وكل البغي في أطباعهم= حين أدعوك على انتفاء حياة
يا مولد الطهر الرسول إلى متى =يقصي الوصال مضيعوا العتبات
فتشددوا.. والوهم يخنق فكرة= قد أنجبتها مناهل القربات
فتشوّه المعنى الذي في فلكه= إحياء قلب منهك وسمات
فقست قلوب في هواك وضيعت =معنى الصلاة ورحمة الومضات
لم يعلموا أن المودة هاهنا= قرآن عشق رائع القسمات
مذ أنت يا نهر المودة يا هوى= أهرقته في داخلي وجهاتي
ستدوم يا سكري بخمرك أكؤوسي= وتلذذ السكرات يسكن ذاتي
والآل ذاك العشق يعجن طينتي= بمودة تسمو وشمس هداة
لا لن يفارقَ ذا الولاءُ تنفسي =وسيبقى قلب الصبر من حسناتي |