![](Images/039.jpg)
شبكة النبأ: تستقبل سامراء بعد ثلاث
سنوات على تدمير قبة ضريحي الامامين العسكريين في فبراير عام 2006 ،
مئات الالاف من العراقيين الشيعة لزيارة مرقدي الامامين بمناسبة وفاة
الإمام الحسن العسكري آخر الأئمة الاثنى عشر المعصومين لدى الشيعة.
وفي المدينة التي بدت وكأنها تغادر حربا ضروسا أثقلت كل جوانب
الحياة فيها، حيث الطرق المغلقة والسواتر الترابية، وانتشار عناصر
الشرطة والجنود العراقيين والأمريكيين، وكان هناك اهتمام مختلف هذا
العام عن الأعوام السابقة، فأبناء المدينة يبدون أكثر استعدادا لتقبل
فكرة زيارة مئات الالاف من الشيعة لمدينتهم بالرغم من اختلافهم معهم في
الطائفة.
وكان تدمير قبة الضريحين قد أدخل البلاد حينها في آتون حرب طائفية
لم يزل دخانها يغلف معظم أوجه الحياة السياسية والأمنية في العراق.
وتبدو الزيارة الأولى بعد الاستقرار النسبي للاوضاع الامنية مختلفة
تماما عن أي زيارات أخرى ، حيث تشهد المدينة التاريخية اهتماما على
مختلف الصعد الأمنية والخدماتية وكأن عهدا جديدا قد بدأ فيها يؤشر
لاحتمالات عدة أهمها أنها ستصبح مدينة سياحية من طراز رفيع بعد تضررها
كثيرا كونها إحدى ساحات الصراع متعدد الأوجه في العراق بعد الاحتلال
الامريكي. بحسب تقرير لوكالة (شينخوا).
وكان الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر قد دعا إلى القيام بزيارة
مليونية الى سامراء استكمالا للزيارات المليونية في النجف وكربلاء، في
الوقت الذي يتوقع المسؤولون هنا أن يبلغ عدد الزائرين نصف هذا العدد أو
ربما اقل من ذلك.
ويؤشر بناء سرادق خاصة بأبناء المدينة وهم جميعا من الطائفة السنية
ذلك الاهتمام الذي بدا واضحا على وجوههم وفي نفوس العديد منهم لأنهم
يأملون أن تعود مدينتهم مركزا للتجارة والصناعة في وسط العراق، حيث
كانت أكبر منتج للمحاصيل الزراعية في البلد.
وفي هذا الصدد قال الشيخ جاسم ممتاز شيخ عشيرة البوباز كبرى عشائر
سامراء والفائز بعضوية مجلس محافظة صلاح الدين "نرحب باخواننا
العراقيين (دون ان يسمهم) من أي مكان جاؤوا معززين مكرمين بين أهلهم
واخوانهم".
وأضاف "أبواب سامراء وقلوب أبنائها وبيوتها مفتوحة على مصاريعها
للعراقيين بغض النظر عن الهدف وسنقوم بواجبنا تجاه ضيوف سامراء"، واصفا
إياهم بالأعزاء "وسنقدم لهم كل العون لانجاز زيارتهم".
الشيخ ممتاز كان على رأس جمع من ابناء المدينة للاشراف على آخر
الاستعدادات في سرادقه الخاص الذي نصبه في مدخل المدينة ووفر فيه مختلف
وسائل الراحة والضيافة من أماكن للجلوس وطعام وشراب في بادرة تعد غير
مسبوقة في هذه المناسبات.
وعلى امتداد (120كم) هي طول الطريق الواصل بين بغداد وسامراء، ارتدى
الطريق حلة من الألوان مزدانا بالرايات المختلفة، والتي ترمز الى مواقع
ومعارك آل البيت (عائلة الرسول محمد (ص)) الاطهار مع غلبة للونين
الاسود والاخضر على بقية الألوان.
السرادقات الكبيرة المزودة بوسائل الراحة انتشرت على الطريق، فيما
ظهر عشرات المواطنين يقدمون الى المدينة راجلين يحملون الرايات ذاتها
ويتزودون بالطعام والشراب من تلك السرادقات التي بنى قسم منها ابناء
الطائفة السنية الذين يشكلون الاغلبية المطلقة لسكان المناطق التي يمر
بها الزائرون.
رسميا، أخذت الزيارة اهتماما واسعا من المسؤولين في المحافظة، حيث
شكلت خلايا عمل وغرفة عمليات لمتابعة شؤون الزيارة والزائرين لتقديم
أفضل الخدمات لهم مع إجرائها في أجواء من الأمن والطمأنينة.
وقال عبدالله حسين جبارة نائب محافظ صلاح الدين "إن المحافظة
وترحيبا منها بالزائرين قررت تزويد سامراء بالكهرباء طيلة يوم الزيارة
مع زيادة أعداد الصهاريج التي تنقل الماء وأخرى للوقود، وإرسال تعزيزات
صحية مزودة بأدوية الطوارئ والاسعافات الاولية مع زيادة اعداد سيارات
الاسعاف وفرق لمعالجة الاختناقات في المجاري، وتزويد المدينة بمئات من
دورات المياه الوقتية".
وأضاف جبارة "أن المحافظة وبالتعاون مع قيادة عمليات سامراء عززت
جميع نقاط التفتيش والمراقبة داخل وخارج المدينة تحسبا لأي أعمال
ارهابية قد تستهدف الزوار".
وأوضح أن "الطريق العام بين بغداد وسامراء مؤمن بصورة عالية ولن
يحدث أي خرق فيه بسبب انتشار نقاط السيطرة الدائمة على طول الطريق،
فضلا على عجلات عسكرية بين تلك النقاط".
وفي سياق متصل، مازال عمّال البناء يضعون آخر اللبنات في أعمال
القبة المخربة، وهي آخر عملية قبل مرحلة التذهيب، فيما جرى توسعة
المناطق المحيطة بالضريح وتنظيفها استعدادا للزيارة.
وكان مسلحون مجهولون قد فجروا القبة الذهبية في سامراء قبل ثلاث
سنوات، مما أدى الى نشوب موجة من العنف الطائفي ادت الى مقتل آلاف
العراقيين وتهجير اكثر من اربعة ملايين منهم داخل وخارج البلاد، فضلا
عن تدمير واحراق نحو 150 مسجد سني في اعنف واخطر موجة عنف طائفي
اجتاحت العراق. |