قراءة في كتاب: الفيل والتنين

صعود الهند والصين ودلالات ذلك لنا جميعا

 

 

 

 

 

 

الكتاب: الفيل والتنين

المؤلف: روبين ميريديث /ترجمة شوقي جلال

الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب/ الكويت

عدد الصفحات: 355 من القطع المتوسط  

عرض: علي حسين عبيد

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: يخوض هذا الكتاب في المتغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة ودور العولمة النشيط في هذا الحراك الاقتصادي غير المسبوق وبروز الصين والهند في هذا المجال كعملاقين لهما القدرة على منافسة العملاق الاكبر المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية.

فالكتاب عبارة عن رؤية امريكية ديمقراطية كاشفة عن السياسة المحتملة للولايات المتحدة بعد نجاح اوباما، ونبوءة مسبقة بالازمة المالية العالمية التي اندلعت شرارتها في امريكا وعصفت بالعالم، وصورة واقعية عن العولمة في التطبيق.

يبدأ هذا الكتاب بمقدمة المترجم (نحن وهم والعولمة) التي يتطرق فيها الى سياسة حرية السوق التي تنادي بها امريكا وتدعمها الشركات الكبرى اضف الى ذلك توظيف التطور التكنلوجي الهائل لاسيما في قطاع الاتصالات حيث تكثف المكان والزمان واصبح العالم كما يُقال (قرية صغيرة) ويرى المترجم شوقي جلال أن للعولمة مدلولين يتعين وضعهما في الاعتبارعند التعامل معها كمناخ او سياق عالمي ، الأول وهو المعنى الامريكي الذي تروج له الشركات الامريكية متعددة القوميات، والمدلول الثاني إن العولمة نتاج انجازات العلم والتكنلوجيا التي تجسدها عمليات الاتصالات وما تمخضت عنه من ثورة المعرفة.

ثم نطالع مقدمة المترجمة التي عرضت فيها التحولات البنيوية الكبرى في عالم الاقتصاد، وترى فيها أن العولمة أثبتت بأنها خير للفقراء حتى لو سببت ضغوطا على ابناء الطبقة الوسطى في امريكا واوربا.

ونقرأ في الفصل الاول أين القتقى ماو الطبقة الوسطى، وترى المؤلفة بأن الثورة الاقتصادية في الصين كانت صامتة وهي عبارة عن صرخة داخل قاعة مانعة للصوت، حيث تصاعد الرخاء لشعب تعداده اكثر من بليون وجاء عصر شهد –تدريجيا واراديا- أكبر انتعاش عرفه الكوكب لمشروعات الاعمال.

وفي الفصل الثاني الذي حمل عنوان (من دولاب الغزل الى اسلاك الالياف البصرية) نطالع التسارع الاقتصادي المذهل الذي حدث في الهند حيث دفع اليأس بهذه البلاد الى التغيير الاقتصادي بالسرعة التي حدث بها في الصين ولكن بعد اكثر من عقد وبشكل مختلف تماما حيث كانت الهند حتى عام 1991 مفلسة تماما.

اما الفصل الثالث فيتحدث عن صناعة امريكية ولكن في الصين حيث تقول المؤلفة بأن مراجعة الواقع على حقيقته توضح انه على الرغم من حالات العجز التجاري التي تثير انزعاج الغرب فإن نسبة عالية من القوة الاقتصادية للصين التي تملأ الدنيا صخبا هي لمصلحة الأجانب.

وفي الفصل الرابع الذي حمل عنوان طريق التوابل عبر الانترنيت، يرى راتان تاتا ان الصين حقيقة هي مصنع العالم ويمكن للهند ان تكون مركز المعرفة لهذه المنطقة واذا جمعنا بين الاثنين فسوف يكون ذلك مصدر قوة تعاضدية كبرى. ونطالع في الفصل الخامس (خط التفكيك الانتاجي) رصدا لطبيعة الصناعة بين العالم الصناعي المتقدم وعالم الدول النامية حيث ترى المؤلفة بأن العالم الصناعي عاكف الآن على التحلل من عمليات التصنيع التقليدية الكاملة بينما العالم النام عاكف على التصنيع في بلاده.

وفي الفصل السادس الموسوم بـ (ثورة الهند الثقافية) نقرأ كلمة لوزير المالية الهندي السابق فيجاي كلكار يقول فيها: ثمة مجموعة فريدة من العوامل التي تشير في موضوعية الى ان الهند اضحت على اعتاب عصر ذهبي من النمو واذا امسكنا بهذه اللحظة يمكن للهند ان تتجاوز حالة الفقر ويمكن للاجيال القادمة ان تحظى بحقبة رخاء غير مسبوقة وان يكون لهارأي حاسم في تشكيل النظام الاقتصادي الكوكبي والسياسة العالمية. ونقرأ في الفصل السابع اسباب عودة الصينيين الى وطنهم بعد ان هربوا الى امريكا واوربا بحثا عن العمل. وتتطرق المؤلفة في الفصل الثامن الى الجيوبوليتيكا الممزوجة بالنفط والماء حيث تقول في هذا الصدد: ان ما يجريبالفعل هو تحول جيوبوليتيكي من حقبة الهيمنة الامريكية فيما بعد الحرب الباردة الى الحقبة التالية: زمن السلم المتجمد.

وأخيرا نقرا في الفصل التاسع والأخير الذي حمل عنوان حافز للمنافسة، ان الاقتصاد الكوكبي اصبح بالفعل شديد الترابط بعضه ببعض بحيث ان توجيه ضربة الى الصين واتخاذ الهند كبش فداء يمكن ان يفضيا الى اضرار جسيمة باقتصاد امريكا. ونختتم هذا الكتاب الذي يكتسب اهميته من طابعه الشامل في النظرة الى الاقتصاد العالمي بملحق للهوامش والمراجع المعتمدة من لدن مؤلفة هذا الكتاب المهم روبين ميريديث.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/آذار/2009 - 5/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م