احداث البقيع ازمة مارة... ام كرة ثلج تهدد الوحدة

موجة استنكار واسعة لانتهاكات السلطات لحقوق الشيعة في السعودية

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يرى العديد من المتابعين للشان السعودي ان الاحداث الاخيرة لم تكن وليدة الصدفة او حدث طارئ على الساحة الداخلية طوعته بعض الظروف الآنية.

حيث كان لتفاقم الاضطرابات الشعبية التي شهدتها المملكة موخرا تسليط الضوء بشكل مباشر على حجم الاضطهاد والتعسف السلطوي الذي يمارس ضد الطوائف الاسلامية التي تختلف مع ملة الحركة الوهابية والسلطات الحاكمة هناك.

ورغم محاولات التعتيم التي تمارسها وسائل الاعلام السعودية على ملفي حقوق الانسان والديمقراطية طفت على السطح حجم الهوة بين طرفي المعادلة في تلك الدولة، ومدى حجم الفساد المستشري في اوساط السلطات القضائية والاجرائية.  

فيما يذهب البعض الى اعتبار ما يجري انتفاضة على واقع فرض نفسه منذ بداية تاسيس المملكة مما يؤشر الى بوادر انهيار الوحدة الوطنية والانقسام القسري للمملكة وان بعد حين.

مظاهرات في القطيف تندد بممارسات (الهيئة) والاعتقالات عشوائية

فقد استمرت في مدينة القطيف الواقعة شرق السعودية مسيرات الاحتجاج ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وشارك في  مسيرة احتجاج نظمت في شارع المطاعم ما يزيد عن الخمسمائة شخص من الطائفة الشيعية.

وأفادت مصادر الى أن التواجد الأمني كان كثيفاً في مداخل ومخارج المدينة أسفر عن إحباط المزيد من المسيرات وإلقاء القبض على رجلين. بحسب (bbc).

وكانت مطالب قد انطلقت عبر الانترنت تعود لجهات شيعية طالبت جمهور الشيعة بالخروج للتظاهر في أماكن حددتها تلك المواقع وبعض المدن والقرى ذات الاغلبية الشعيية الشيعية مثل سيهات و العوّامية.

وقال رجل دين شيعي بارز فضّل عدم الكشف عن اسمه "نحن طالبنا أنصارنا بعدم الخروج إلى الشارع وقلنا لهم عبر المنابر أن لدينا كمواطنين خطوطنا المفتوحة مع الحكومة ونستطيع أن نصل إلى تحقيق مطالبنا عبر الحوار المباشر معها".

يذكر ان وزير الداخلية السعودي قد وجه اوامر بالافراج عن مجموعة من اللذين كانوا موقوفين في أعقاب أحداث مقبرة البقيع في المدينة المنورة

وقد صدرت خلال الأيام الماضية دعوات من رجال دين شيعة لإطلاق سراح المعتقلين الذي قبضت عليهم السلطات أثناء زيارتهم لمقابر في منطقة البقيع في المدينة.

و دعا الشيخ حسن الصفار وهو احد رجال الدين الشيعة البارزين في السعودية، الملك عبدالله بن عبد العزيز الى التدخل لإنهاء ما وصفه بـ "الممارسات العنيفة والإهانات" من قبل أفراد "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ضد الزوار الشيعة.

حيث خرجت في مدن القطيف وصفوى والعوامية  مسيرات احتجاجية شارك فيها المئات تنديدا بأعتداءات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضد الزائرين الشيعة في المدينة المنورة.

وذكر شهود عيان أن مسيرة خرجت عصرا من حي القلعة في قلب مدينة القطيف شارك فيها المئات من الشبان ورفعوا خلالها شعارات مناوئة لممارسات «الهيئة».

وطوقت قوات مكافحة الشغب السعودية التي حضرت بالمئات المنطقة المحيطة وأغلقت كل المعابر المؤدية لمكان المسيرة.

ولم ترد أنباء بشأن مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي لجأت بحسب شهود لدخول الشوارع الداخلية لحيي القلعة والبستان.

وتزامن ذلك مع خروج مئات المتظاهرين في مدينة صفوى بمحافظة القطيف هتفوا كذلك بشعارات منددة بممارسات الهيئة ضد الزائرين في باحة الحرم النبوي الشريف.

قوات الأمن تواجدت بكثافة عند التقاطعات الرئيسية في صفوى وقال مشاركون في المسيرة أن قوات مكافحة الشغب حاصرت البلدة القديمة حيث جابت المسيرة الشوارع الداخلية دون ورود أنباء عن أي صدامات.

وفي تطور لاحق فتحت قوات مكافحة الشغب السعودية النار على مسيرة احتجاجية في بلدة العوامية خرجت مع ساعات المساء الأولى وسط حضور أمني مكثف في الشوارع البلدة.

وقال شهود عيان أنهم سمعوا دوي اطلاق نار كثيف أثناء تفريق قوات الأمن للمحتجين الذين قدروا بالمئات.

وشهدت العوامية على مدى الإيام الماضية خروج مسيرات مشابهة نددت بممارسات "الهيئة" وأطلقت قوات الأمن النارخلالها لتفريق المتظاهرين.

وعقب ذلك شنت قوات الأمن حملة اعتقالات في القطيف والعوامية طالت عددا من المشاركين فيما وصفتها مصادر بالاعتقالات العشوائية التي طالت أبرياء بعيدين عن المنطقة التي شهدت المسيرات.

وقدرت مصادر مطلعة أعداد المعتقلين بـ 16 معتقلا من العوامية وحدها أغلبهم دون 18 سنة.

ووفقا لمصادر مقربة أرغمت السلطات الأمنية قائدي سيارات على الطريق العام على الترجل من سيارتهم واقتادتهم مقيدي الأيدي لمركز الشرطة.

في شان متصل اعتدت مجموعة سلفية متشددة في المدينة المنورة على فتى شيعي بالطعن والضرب بآلات حادة وأصابته بجروح خطرة أدت لسقوطه مضرجا بالدماء ولاذت بالفرار.

وذكر شهود عيان أن المجموعة السلفية المكونة من ستة أشخاص اعتدت على الفتى عبد الله حسين آل خلف (16 سنة) من بلدة القديح في محافظة القطيف. بحسب (شبكة راصد الاخبارية).

وذكر الشهود أن المعتدين الذين أطلقوا لحاهم استعملوا اخشابا وآلات حادة وانهالوا جميعا على الضحية الذي تلقى اصابات غائرة في منطقة الرأس.

ونقل الخلف فور الاعتداء لتقي العلاج في مستشفى الانصار المجاور وهو في حاملة اغماء وتصبغ ثيابه بقع الدم.

ووقع الحادث بحسب الشهود عند فندق برج السلام مقابل الحرم النبوي الشريف مباشرة.

وأفادت معلومات أدلت بها مصادر في الشرطة التي حضرت لمعاينة الحادثة إلى أن المجموعة المعتدية هم من الطلاب السعوديين في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.

وعلى صعيد ذي صلة قالت مصادر مطلعة أن الرصاصة التي أصابت الشاب الشيعي زكي الحساني انطلقت من سلاح متطرف مدني حضر لمساندة عناصر الهيئة وأنه الآن رهن الإعتقال.

إلى ذلك روى الشاب مسلم المسبح ( 19 سنة ) من أم الحمام العائد للتو من المدينة المنورة قصة تعرضه لاعتداء عناصر "الهيئة" وكيف انهالت عليه مجموعة سلفية في باحة الحرم الشريف.

وقال "كنت خارجا من مقبرة البقيع باتجاه الحرم النبوي الشريف حين حاصرني عدد غير معروف من المتشددين السلفيين".

وتابع المسبح " وفي لحظة نادى أحدهم بهتاف الله أكبر قبل أن يهجم علي عدد منهم ويوسعوني ضربا بكل ما وقع تحت أيديهم حتى تلطخت ثيابي بالدماء".

ورأى متابعون أن الحادثة تعيد تصعيد أجواء التوتر مجددا بعد بروز حالة من الارتياح النسبي وسط الزائرين نتيجة الافراج عن المحتجزين الشيعة على خلفية الاشتباكات.

هذا ويفترض أن تتوجه الأعداد المتبقية من الزوار الشيعة في المدينة المنورة باتجاه المنطقة الشرقية مع نهاية عطلة نصف السنة الدراسية.

 الشريف يحذر من استمرار الانتهاكات

من جهته أدلى رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية الشيخ محمد الحسين بتصريح صحفي تعقيباً على الأحداث المؤلمة التي وقعت في الحرم النبوي الشريف ادان خلاله الانتهاكات المستمرة ضد الطائفة الشيعية حيث قال:" أن النظام السياسي وبتنسيق مع مؤسسته الدينية أبى إلا التعامل مع المواطنين الشيعة في مختلف مناطق تواجدهم كمواطنين يعيشون على الهامش ويأكلون فتات ما تقدمه لهم هذه السلطة على سبيل المنة والمكرمة حتى غدوا كأنهم ليسوا جزءاً أصيلا من هذا الوطن الذي فدوه بأرواحهم ودمائهم وقدموا الغالي والنفيس من أجله .

لقد بذلت الكثير من الجهود والمبادرات المخلصة من قبل رجالات الشيعة المخلصين طوال سنوات الحكم السعودي لإقناع الحكام السعوديين بالتعامل الايجابي مع المواطنين الشيعة ومنحهم حقوقهم المشروعة على أساس شراكة حقيقة في هذا الوطن والتعايش المشترك والوحدة والانسجام الوطني بعيدا عن سياسة التمييز الطائفي والمذهبي كان مـن أبرزها عريضة شركاء في الوطن التي قدمها جمع من علماء وشخصيات الشيعة في أبريل/ نيسان 2003  إلا أن تلك الجهود باءت كلها بالفشل دون أن تلقى أدنى تجاوب من حكام بني حكمهم بالشراكة مع حلفائهم الوهابيين المتحجرين على أساس إشاعة الكراهية والحقد والتكفير لكل من خالفهم الفكر والمعتقد ضاربين عرض الحائط مصلحة هذا الوطن في الوحدة والانسجام والتعايش المشترك .

لقد أبدت السلطة السعودية عبر حاكمها عبد الله بن عبد العزيز خلال السنوات الأخيرة رغبتها في الإصلاح الداخلي و أطلقت شعارات رنانة عبر ما سمي بملتقيات الحوار الوطني كان من أبرز شعاراتها نبذ الفرقة والغلو والتشدد وإرساء ثقافة التسامح والاعتدال ثم رعاية حوار الأديان ثم تلتها مؤخرا تعديلات المناصب في بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية كان من بينها وزارتي التعليم والإعلام وهيئة كبار العلماء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الأمر الذي جعل البعض يذهب بعيداً في أحلامه والمبالغة في التفاؤل ممنين أنفسهم بوعود و أحلام ذهبت كلها أدراج الرياح" .

واضاف ايضا:" لم تكن تلك الوعود و الشعارات التي أطلقها بطل الإصلاح المزعوم عبد الله بن عبد العزيز والتي قوبلت من قبل المتفائلين بحسن النية والتطبيل ونشر الدعايات لها على المنابر ووسائل الإعلام سوى فقاعات تافهة سرعان ما بانت حقيقتها في حينها عبر رمي تلك العريضة في سلة المهملات والإمعان في إهمال المجتمع الشيعي وسلب أدنى حقوقه المشروعة وتسليط مؤسسات الإفتاء والتكفير والإرهاب للقيام بدورهم العدائي في  السب والشتم والإهانة والتعرض للعقائد والمقدسات عبر طباعة الكتب والمنشورات وإلقاء الخطب وإصدار الفتاوى المحرضة لإثارة الفتن والنعرات المذهبية والتحريض على الشيعة باستباحة دمائهم ".

ونوه الشيخ حسين الى شن حرب طائفية شاملة على شيعة آل البيت عليهم السلام حيث قال:"إن المتأمل في طبيعة هذه الممارسات العدائية وتفاصيل الأحداث التي جرت سابقا وتجري هذه الأيام في مدينة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله  لا يمكنه أن يبسط الأمور ولا يمكنه أن يحسب ما يجري على أنه مجرد تصرفات فردية من قبل أفراد هذه الهيئة أو ذلك الشيخ المتشدد أو تلك الجماعة ولا يمكنه أن يسلط الضوء على ما يجري في بلاد الحرمين ويحلل الأحداث بمعزل عما جرى في العراق ولبنان و باكستان وغيرها من جبهات الحرب الطائفية التي أشعل فتيلها النظام السعودي على يد عصاباته الإرهابية المنتشرة في أنحاء العالم الإسلامي بل  يدرك أن المشهد واحد وأن النظام السعودي قد بدأ حربا علنية و معركة طائفية بغيضة ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام في كل بقاع العالم في إطار مؤامرة بشعة وخطيرة هدفها تمزيق عرى الوحدة الإسلامية وإضعاف القوة الإسلامية المتنامية التي أصبحت تشكل قلقاً وخوفا وإرهاقاً للقوى المعادية للمسلمين ، و أسبابها الحقد الدفين الذي يكنه هذا النظام و زمرته الوهابية لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام" .

كما شدد الحسين قائلا: "شيعة أهل البيت عليهم السلام في العالم وبالخصوص في وطننا الحبيب هم أول الدعاة للوحدة الإسلامية وهم على مر تاريخ بلادنا الدعاة للتسامح والوحدة والتعايش السلمي والإخلاص للوطن والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى ، حرصاً منهم على مصلحة هذا الوطن العزيز ، أما إذا كانت المداراة والصبر وغض الطرف عن كل ما جرى ويجري بحقهم من ممارسات يندى لها جبين الإنسانية ستجعل النظام السعودي يوغل أكثر فأكثر في غيه وطغيانه وسلب حقوقنا وإهدار كرامتنا وعزتنا فهذا ما لا نستطيع السكوت عليه .

لقد أدخل النظام البلاد والعباد في منعطف خطير ونفق مظلم وعرض أمن الوطن والمواطن واستقراره ووحدته لخطر كبير لا يمكن تفاديه و أصبحت للبلاد مرحلتان ، مرحلة ما قبل أحداث الحرم النبوي والبقيع ومرحلة ما بعد تلك الأحداث ولا يمكن للنظام أن يرجع الزمن إلى الوراء ، بل لابد أن يتعاطى مع واقع شعب يأبى من هذا اليوم إلا أن يستوفي جميع حقوقه ومطالبه السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية على أساس مبدأ العدالة والمساواة كاملة غير منقوصة" .

وطالب في بيانه "يجب على النظام إذا كان جاداً في رغبته في الإصلاح ورأب الصدع وإعادة الاستقرار والأمن المفقود في هذا البلد و حرصاً على مصالح الوطن والمواطن أن ينصف المظلوم من الظالم والمجني عليه من الجاني لأن المؤامرة التي حاكها رجال الهيئة و الأمن بدأت خيوطها تتكشف و لم تعد تنطلي على أحد ، وأن التعاطي مع هذا الحدث بسياسة قلب الحقائق لا يجني منها النظام سوى الخسران و انفجار الوضع الداخلي وإدخال البلاد إلى ما تحمد عقباه.

1ـ محاكمة الجناة والمتسببين بهذه الحادثة الأليمة ومعاقبتهم على ما ارتبكت أيديهم.

2ـ نظراً لتاريخ (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) الحافل بالإجرام والإرهاب والفساد والتعدي على المواطنين في كل مناطق بلادنا والتي لم تميز بين أبناء مذهب وآخر , يتوجب على النظام حل هذه الهيئة بشكل كامل.

3ـ السيطرة على دعاة ومشايخ المؤسسة الدينية ومنعهم من إصدار الفتاوى والتصريحات التكفيرية والتحريضية ضد الشيعة وغيرهم من طوائف المسلمين.

4- الإفراج عن جميع المعتقلين وعلى رأسهم المعتقلين المنسيين التسعة الذين يقضون العقد الثاني داخل السجون المظلمة .

5ـ اعتراف النظام رسمياً بشرعية المذهب الشيعي الاثني عشري كباقي المذاهب الإسلامية ، وهذا المطلب يشكل عنواناً أساسياً ورئيسياً لكل المطالب والحقوق التي تندرج كفروع ومفردات كثيرة تحته .

6ـ التحرك الجاد من قبل النظام نحو إصلاحات وتغييرات سياسية واقتصادية حقيقية وذات مصداقية على أرض الواقع .

رجال الدين يدينون (الهيئة)

 شن رجل دين شيعي بارز في إيران هجوماً شديد اللهجة على هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" السعودية، التي وصفها بأنها "الفرقة التي تشوه صورة الإسلام وتقدمه بصورة مرعبة"، وذلك على خلفية تنديده بما وصفها بـ"تعديات" تعرض لها زوار شيعة في المدينة المنورة.

ودعا المرجع الديني في مدينة قم، آية الله لطف الله صافي کلبايكاني، الحكومة السعودية "لمحاسبة الذين ارتكبوا هذه الإساءة"، في قضية كانت الرياض قد ذكرت أنها تقتصر على قيام بعض الأشخاص بإحداث "فوضى وإزعاج" في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، لإصرارهم على دخول مقابر "البقيع" خارج أوقات الزيارة.

وقال کلبايكاني، في بيان وجهه إلى "علماء الإسلام والجامعيين والمثقفين في العالم الإسلامي"، إن الفرقة التي تشوه صورة الإسلام وتقدمه بصورة مرعبة بما تقوم به من ممارسات جاهلة ورجعية وقتل ومجازر بعمليات انتحارية، قد أساءت أخيراً إلى زوار البقيع." بحسب (CNN).

وأضاف: "هذه الفرقة التي تقوم في الحرمين الشريفين أيضاً، وتحت مسمى 'الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'، بالتعدي على الحقوق الإنسانية والإسلامية للناس من خلال زعزعة الأمن، قد أساءت باستخدامها العنف والقسوة الشديدة وبذرائع واهية إلى الآلاف من الموحدين الأبرياء، والزوار المحبين للنبي (محمد) وأهل بيته."

وأشار البيان إلى أنه لمناسبة ذكرى وفاة النبي، فقد قام الشيعة من منطقتي "الإحساء" و"القطيف" بالسعودية، بأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة، غير أن عناصر من هيئة الأمر بالمعروف "اعتدت على الزوار، وقامت بضرب وجرح قسم منهم، واعتقال آخرين"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية عن بيان کلبايكاني.

وأدان المرجع الشيعي هذه الأعمال، داعياً الحكومة السعودية والعاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى "العمل بمسؤولياتهم السامية في إقرار الأمن وحفظ حقوق المواطنين، وأن لا يوفروا الفرصة أکثر من هذا لأفراد غير مسؤولين، بزعزعة الأمن وإثارة الفوضى."

من جانبه طالب الشيخ فوزي السيف عبر فضائية أهل البيت السلطة السياسية بحماية أمن المواطنين السعوديين الشيعة في المدينة المنورة والعمل على توفير الأمن والسلم الاجتماعيين.

ونوه إلى أن هنالك جهات متطرفة تسعى جاهدة لتوتير العلاقة بين الشيعة والدولة وتدفع باتجاه التصادم.

وذكر السيف بأن هناك جهات تعمل في هذا الاتجاه وأن ما حدث في المدينة المنورة من انتهاكات فاضحة ليس لها أي علاقة بزيارة القبور أو التبرك بها، وإنما تأتي في سياق توتير العلاقة بين الشيعة والدولة.

وانتقد السيف "المتطرفين أصحاب الفهم الضيق للدين" وعاب عليهم محاولاتهم قسر بقية المسلمين على تبني "هذا الفهم الضيق والمتحجر للإسلام". بحسب (شبكة راصد الإخبارية).

وحمل الحكومة مسؤولية حفظ الاستقرار وتوفير الأمن وضبط الجهات المتطرفة حتى وان كانت نافذة ومتمكنة.

كما طالب الشيخ عبد الكريم الحبيل الجهات العليا في الدولة بممارسة دورهم في كف عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن التعرض لزائري البقاع المقدسة.

معتبرا تصرفات عناصر "الهيئة" في ارض الحرمين الشريفين تسئ في المقام الأول للدولة واعتبارها.

وقال الحبيل في خطبة صلاة الجمعة بأن مضايقات رجال الهيئة للأسف لم تكف من تنكيلها بالزوار سواء من الداخل أو حتى زوار الخارج والشخصيات الإسلامية الكبيرة.

معتبرا أن اهانة الزوار هو اهانة للدولة المستضيفة التي يفترض أن توفر لهم جوا يحترم توجهاتهم المذهبية باختلافها.

واستنكر الحبيل انتهاكات رجال الهيئة ومجاميع سلفية متشددة بالزوار الشيعة من القطيف والأحساء الأسبوع الفائت وانتهاكهم لحرمة البقعة الطاهرة والآمنة وذلك بالتعدي على الزائرين بالضرب والطعن والقذف بأشنع الشتائم والسباب حيث لم يراعوا للمكان حرمة.

وتوجه الحبيل بالنصح للزائرين بضرورة مراعاة الوضع أثناء الزيارة وعدم إطلاق الشعارات التي من شأنها اثارة الطرف الآخر ودعى إلى جعل مدينة الرسول مكان للوحدة الإسلامية بدل أن تكون محل صراعات.

وطالب الدولة في المقابل بتوفير الجو الملائم للزوار وتهيئة مقبرة البقيع بجعلها صرحا اسلاميا تحتفي به الأمة الإسلامية بقادتها سواء من أئمة أهل البيت او من الصحابة الذين يفترض أن يُكرموا لمابذلوه من أجل الإسلام لا أن تمحى آثارهم وتهدم قبورهم.

وانتقد في الوقت نفسه تعامل الإعلام الداخلي مع القضية وانحيازه الكامل والسافر مع المنتهكين والمعتدين مذكرا بضرورة أن تتحمل الدولة مسئوليتها في هذا الجانب.

الوحدة الوطنية في خطر

فقال الكاتب والباحث والناشط السعودي علي آل غراش الأحداث التي وقعت مؤخرا في باحة البقيع مقابل حرم النبوي بالمدينة المنورة، أسبابها وانعكاساتها على المشهد السعودية ومستقبل العلاقة بين الحكومة والسلفيين المتطرفين وبقية شرائح المجتمع السعودي والأقليات وبالتحديد الشيعة، وأثار تلك على الأحداث على الوحدة الوطنية السعودية.

وأشار غراش إلى أن المتشددين والمتطرفين يشكلون خطرا على الوطن والوحدة الوطنية، وان أزمة حادثة البقيع هي نتيجة تراكمات وأخطاء منذ سنوات وليس وليدة اللحظة، وان الوسائل الإعلامية المحلية العربية أصيب بداء الصمت، وإنها تعاملت مع الأحداث بمنطق لا اسمع لا أرى لا أتكلم!

واضاف: في هذه المرحلة الصعبة التي تمر على مستوى الوطن والمنطقة، حيث النعرات الطائفية البغيضة والتشكيك في الانتماء والتشرذم والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد وبين الدول العربية هي المسيطرة على المشهد، لا بد من التأكيد على نقطة مهمة جدا وهي ان الوطن يمثل أماً وحضنا وملكا للجميع، ولابد أن يتمتع جميع المواطنين الذين يعيشون على ترابه من جميع المناطق والتيارات والتوجهات والمذاهب كامل الحقوق الوطنية بالتساوي وليس لأي جهة أو فئة أو شخصية مهما كانت أي فيتو لتكون فوق مصلحة الوطن والمواطنين، أو تفكر بان الوطن ملكها أو تشكك في انتماء أي مواطن مهما كان رأيه وموقفه ومعتقده. ونحن نؤكد ان دماء المواطنين من أي طرف غالية ولا ينبغي أن تنزف مهما كان السبب. بحسب ميدل ايست اونلاين.

وأضاف ال غراش: من المؤسف جدا أن تقع تلك الأحداث المروعة في باحة حرم الرسول محمد (ص) سيد البشرية ورسول رسالة التسامح والمحبة، وان يتم الاعتداء على عدد من الزوار المواطنين لمجرد الاختلاف المذهبي، من قبل فئة سلفية متشددة متطرفة معروفة بالاعتداء على أي حراك وطني مهما كان مصدره، وضد أي حراك يساهم في التطوير لبناء دولة حضارية قائمة على العدالة والمساواة والحرية والتنوع الفكري والثقافي والمذهبي، والمثير في الأمر الذي يعبر عن مدى الخطورة على الوطن والمواطنين موقف بعض الجهات الحكومية التي وقفت موقف المتفرج أمام اعتداءات المتشددين على أبناء الوطن، مما يدل على وجود خلل خطير وان الطائفية البغيضة تنخر في الأجهزة الحكومية ومنها الأمنية. وأضاف ال غراش: إن الاعتداء على المواطنين هو اعتداء على الوحدة الوطنية وتجاوز للخطوط الحمراء!

كما وصف آل غراش الأحداث في البقيع بأنها اعتداء سافر على الحقوق الوطنية والإنسانية، وعلى الحرية والتعددية المذهبية والفكرية والثقافية، وتشكل ضربة قوية للوحدة الوطنية السعودية، واختبار حقيقي لقدرة الحكومة والأجهزة الأمنية على ضبط الأمن والوقوف في وجه كل معتدي ومن يتجاوز القوانين ويستغل سلطته، كما انه يشكل اختبارا لإرادة الحكومة وبالخصوص خادم الحرمين الشريفين في الاستمرار في طريق الإصلاح والتغيير، الطريق المليء بالتحديات والأشواك الذي يحتاج إلى المزيد من القرارات الإصلاحية الجذرية الصارمة والحاسمة، وهناك من يرى بأن هذه الأحداث من قبل المتشددين في المدينة هو رد سريع غاضب على قرارات الملك الإصلاحية.

ويرى الكاتب ال غراش: إن الأحداث التي وقعت وتداعياتها تعبر عن وجود احتقان وأزمة داخل المجتمع السعودي. وعلى جميع أبناء الوطن المخلصين من جميع الفئات والشرائح والمسؤولين التحرك بعقلانية على معالجة الوضع بشكل عادل وصحيح والقبض على المتسببين والمعتدين والمقصرين ومحاكمتهم محاكمة شفافة، للمساهمة في تقوية الوحدة الوطنية لا العكس. كما ان محاولة البعض بربط ما حدث وما يحدث بقضايا وجهات خارجية إقليمية وخارجية، هو بمثابة صب الزيت على النار، ومحاولة فاشلة في عدم الاعتراف بحقيقة ما وقع على المواطنين من اعتداء من قبل متشددين في مؤوسسة حكومية وتقصير من جهات حكومية أخرى، ويمثل دعما مباشرا لأعداء الوطن والوحدة الوطنية.

واكد الباحث والمحلل آل غراش إلى وجود خلل وسوء تصرف وتقصير في عمل بعض أجهزة الدولة حيث قال: إن الاعتداء والاصطدام الذي حدث مؤخرا في المدينة كان متوقعا حدوثه سوء في المدينة أو في مكان اخر، أو بين الهيئة والمواطنين الشيعة أو مع فئات أخرى نتيجة وجود تشنج وإحباط وغضب في الشارع السعودي ناتج عن خلل وتقصير لدى الجهات الحكومية المسؤولة عن إدارة الدولة.

موضحا: لقد مر على تأسيس السعودية نحو مائة عام ومنذ بدايتها انبثقت مشكلة وصراع بين السلطة السياسية وبين فئة دينية متشددة متطرفة تشعر بأنها شريكة في التأسيس تريد قيام دولة حسب مواصفاتها الخاصة ـ دولة دينية متشددة أحادية الرأي لا تؤمن بالتعددية ـ ، وحدث طوال تلك الفترة اصطدامات مسلحة بينها وبين الحكومة السياسية، واعتداءات على المواطنين وتعريض الوطن للمخاطر, لكن المشكلة والأزمة لازالت موجودة وقائمة لغاية اليوم، لأنها لم تحل من الجذور، بل تعالج معالجة وقتية مجرد تهدئة واحتواء لأفراد تلك الفئة بإعطائها صلاحيات في إدارة والإشراف على المؤسسات الدينية والتعليمية وغيرها في الدولة مما ساهم في تخلف الدولة في الكثير من المجالات العلمية والحقوقية والتنمية وغيرها. والتعامل مع من يرتكب جرائم بحق الوطن والمواطنين وتتلطخ يده بالدم والتدمير والاعتداء كأفراد الفئة الضالة بالاحتواء والمناصحة!!

ويستطرد ال غراش القول: في الجانب الأخرى هناك فئات وطنية مخلصة داخل المجتمع السعودي لازالت تشعر بالتهميش والتغييب تريد العدالة والمساواة والحصول على حقوقها الوطنية الكاملة وحرية ممارسة ثقافتها وأفكارها وشعائرها، مثل أصحاب القوى الوطنية والأقليات الدينية كالشيعة، مضيفا: ان حالة التشنج والاحتقان والغضب موجودة لدى الفئات الأكثر في المجتمع السعودي من جميع المناطق والتوجهات وإنها تنتفخ مع الأيام والخطر هو عدم تحرك الجهات الحكومية لمعالجة الأسباب بجرأة مما يؤدي إلى خطر الانفجار في أي لحظة.

وحول أوضاع ومطالب المواطنين الشيعة في السعودية تحدث آل غراش قائلا: إن المواطنين الشيعة جزء لا يتجزأ من الشعب السعودي له حقوق وعليه واجبات، ومنذ تأسيس المملكة والمواطنين الشيعة يطالبون بان يكونوا شركاء حقيقيين في بناء وتنمية الوطن، وان يكون لهم التمثيل الذي يساوي حجمهم في المشاركة في إدارة الدولة في جميع الإدارات، وبالاعتراف بمذهبهم وبممارسة كامل الحرية في ممارسة معتقداتهم، وبناء دور العبادة في مناطق تواجدهم حسب القانون الذي يسمح ببناء المساجد، والاعتراف بمدارسهم، والسماح بدخول كتبهم وبيعها في الأسواق، ومنع التهجم عليهم وطباعة وبيع وتدريس الكتب التي تسيء إليهم وتشوه سمعتهم، وعدم التشكيك بهم وبولائهم، وهذا ما لم يحدث بالشكل المأمول لغاية اليوم منذ تأسيس الدولة!

أما مطالب المواطنين الشيعة في هذه الأحداث فهي تتفق مع مطالب أي مواطن غيور ومحب للوطن لمعرفة الحقيقة والإنصاف ومحاكمة المعتدين وتقديمهم للعدالة.

وقال ال غراش إن الإحداث الأخيرة في المدينة المنورة وتداعياتها تشكل اختبارا حقيقيا للمواطنين الشيعة السعوديين بالقدرة على مواجهة التحديات والقدرة على معالجتها بما يخدم الوحدة الوطنية، ويعزز من حصولهم (المواطنين الشيعة) على حقوقهم الوطنية العادلة والشراكة الحقيقية في بناء الوطن.

وأشار الكاتب آل غراش إلى انعكاسات الأحداث قائلا: إن هذه الأحداث الخطيرة في المدينة المنور لها انعكاسات سلبية داخلية وخارجية، آنية ومستقبلية، فعلى الصعيد الداخلي زادت من حدة الاحتقان والانقسام بين أفراد الشعب السعودي، وسيطرة روح العاطفة والتعصب والتشدد على الموقف الذي وصل إلى حد التحريض والتهديد للمواطن الاخر، وانتقال ردود الفعل إلى مناطق أخرى شهدت مظاهرات، وكشفت الأحداث عن حقيقة بان المجتمع السعودي أسير لمرض التعصب والتشدد وغياب الروح الوطنية بالصورة المطلوبة.

أما على مستوى الخارج، لقد تعرضت سمعة المملكة للانتقاد من قبل العديد من المؤسسات والهيئات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني لعدم قدرت الحكومة على حسم وإطفاء الشرارة منذ انطلاقتها وقبل أن تتسع.

وحذر الناشط السعودي من خطورة واستمرار ردود الأفعال والتصعيد والتأجيج بين أفراد المجتمع السعودي قائلا: إن عدم معالجة الحكومة للأحداث المؤسفة والمؤلمة بشكل سريع وبشفافية وعادلة أدى إلى تفاقمها بشكل يهدد الوحدة الوطنية، والمطلوب أن تتحرك الحكومة بسرعة بالاعتراف بالأحداث والإعلان عن فتحها لملف التحقيق في القضية والقبض على المعتدين والمتسببين للأحداث، مشيرا إلى ان الأحداث أدت إلى تصاعد نبرة التحريض والتأجيج الطائفي بين المواطنين إلى مستوى خطير جدا يعرض الوحدة الوطنية السعودية للتمزيق شكل مخيف.

وحمل آل غراش مسؤولية الاحداث الاخيرة قائلا: المسؤولية المباشرة تقع على عدد من الجهات المسؤولة عن إدارة الدولة، منها الجهات الأمنية، والهيئة (هيئة الفوضى والاستفزاز والاعتداء لجميع المواطنين المتسبب الرئيس في الفتنة)، وهناك جهات أخرى تقع عليها المسؤولية كالتربية والتعليم التي لازالت خاضعة للخطاب الديني المتشدد وأحادية الخطاب، والإصرار على تدريس مناهج تشكك في عقائد بعض المواطنين وتصفهم بالمشركين، وشعور فئات من المواطنين بعدم المساواة في الحقوق والتهميش والتغييب، بالإضافة إلى وجود شريحة كبيرة أكثر من نصف المجتمع السعودي تعاني الفقر والحاجة ولا تملك منازل بالرغم من الدخل القومي الهائل والمساحة الشاسعة للأراضي للمملكة. كما ساهم غياب المعلومة الصحيحة والحقيقية للأحداث من جهة رسمية تقف على مسافة واحدة بين الجميع في زيادة الشحن والتوتر بين المواطنين والذي وصل إلى التحريض المخيف، وكأن الضحايا المواطنين من أعداء الوطن.

ويضيف ال غراش: كما هناك أسباب اجتماعية وثقافية تتعلق بشخصية المواطن السعودي الذي يعيش في مستنقع التشنج والشحن والتشدد والطائفية، والتفاعل الشديد مع الخطابات المتطرفة بأسم الدين، لخضوعه لسيطرة خطاب الفئات الدينية المتطرفة التي لا تعترف بالتسامح والحرية والتعددية والتنوع، العدو لحركة التغيير والإصلاح والوقوف ضد إرادة المواطنين الداعمين للإصلاح والمساواة. وهذه الفئات ومن يدعمها هي الجهة المسؤولة عن وجود الفوضى والأزمات الاجتماعية وعدم تطوير المجتمع، وتعريض الوطن والوحدة الوطنية للخطر بشكل متكرر، وتشويه سمعة الوطن والمواطنين والدين.

ويرى الباحث علي ال غراش: بان الوقت قد حان للحكومة إذا كانت تريد بناء دولة حضارية متطورة عادلة أن تتخذ قرارا حاسما لإيقاف اعتداءات المتطرفين والمتشددين من أفراد المؤوسسة والفئات الدينية أو أي جهة أو جماعة أو فرد. وعلى المجتمع التحرك لفرض إرادة الوحدة الوطنية، وإرساء ثقافة التسامح والتعددية ومفهوم الحرية والرأي والرأي الاخر وحقيقة الاختلاف وسط المواطنين.

واشار الكاتب علي ال غراش بان الأحداث في السعودية تأتي نتيجة احتقان وتشنج وتطرف فكري وطائفي واضح منذ سنوات وليس وليد اللحظة بين أبناء المجتمع السعودي، وقد ساهم في ذلك العديد من الجهات الحكومية والأهلية، ومنها التعليم والإعلام المحلي في تغذيته من خلال طريقته في تغطيته وتحليله للإحداث التي وقعت وتقع في المنطقة وبالتحديد منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية، مرورا بسقوط صدام في العراق وحرب تموز في لبنان، وحرب غزة، وأخيرا التصعيد الأخير في المنطقة، للأسف الإعلام المحلي لا يضع أي اعتبار لوجود الأقليات والدفاع عن حقوقها الوطنية.

الرشيد تدين ترويج المغالطات

كما انتقدت الأكاديمية السعودية المعارضة مضاوي الرشيد ترويج "المغالطات" بشأن اتهام المواطنين السعوديين الشيعة بالولاء للخارج على خلفية احتجاجاتهم ضد ممارسات عناصر الشرطة الدينية.

الرشيد التي تعد من أبرز الأكاديميات السعوديات والمقيمة في الخارج تحدت السلطات السعودية اتهام الزائرين الشيعة وتحميلهم مسئولية الأحداث التي اندلعت في باحة الحرم النبوي الشريف. بحسب قناة . BBC

وردا على التشكيكات التي تطال ولاء المواطنين الشيعة في السعودية قالت الرشيد أن الحراك السياسي الشيعي في المملكة يعود إلى فترات طويلة سابقة لقيام الثورة الاسلامية في ايران.

مضيفة بأن الوجود الشيعي في المدينة المنورة والمنطقة الشرقية ليس جديدا بل يمتد لقرون طويلة. داعية إلى التوقف عن ترويج ما وصفتها بالمغالطات الناتجة عن التشنج الاقليمي على حد تعبيرها.

ووجهت الرشيد نقدا لاذعا لليبراليين السعوديين الذين "يطبلون لاحترام الآخر وحوار الأديان" لكنهم اتخذوا موقفا معاديا ورفضوا الاعتراف بأن هناك عملية اعتداء بالرصاص ضد الزائرين الشيعة في الحرم النبوي الشريف.

وتابعت أن اتخاذ مدعي الليبرالية موقفا متشنجا ودعوتهم لاتخاذ عقوبات قاسية ضد الزوار الشيعة يكشف زيف الخطاب الاصلاحي ويعري المطبلين لهذا الاصلاح المزعوم على حد وصفها.

إلى ذلك انتقد تقرير الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان تقييد حرية التعبير والاجتماع والحرية الدينية فى السعودية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/آذار/2009 - 4/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م