شبكة النبأ: لاقت الاحداث الدموية
والاعتداءات بحق زوار رسول الله (ص)، التي جرت في المدينة المنورة في
الايام السابقة ردود افعال شديدة من قبل العلماء والمفكرين والمنظمات
الذين ادانوا هذه الاعتداءات واعتبروها مؤشرا خطيرا على تمادي النظام
الوهابي السعودي في غطرسته مما ينذر بخطر تفجر الغضب الشعبي العارم ضد
ممارسات هذا النظام الموغل في التطرف والتكفير.
ففي مداخلته ضمن برنامج (صفحات من التاريخ) الذي بّثته قناة أهل
البيت (عليهم السلام) طالب الكاتب والإعلامي حسن آل حمادة الجهات
المسئولة في السعودية بمعاقبة أعضاء الهيئة المتسببين في إحداث البلبلة
وحالة الذعر والهلع عند النساء والأطفال، بعد أن قام أحد رجالاتهم
الوقحين بتصوير النساء والتلفّظ عليهن بألفاظ سوقية، وهن يزرن قبر
الرسول الأعظم (ص)..
وانتقد رجل الدين السعودي الشيعي الشيخ حسين المصطفى التغاضي الرسمي
السعودي ازاء ما وصفها بالممارسات الوحشية التي ارتكبها عناصر هيئة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحق الزائرين الشيعة بجوار الحرم
النبوي الشريف.
فيما طالب الباحث محمد الشيوخ، السلطة السياسية في السعودية بمعالجة
أحداث الحرم النبوي الشريف باتخاذ قرار سياسي جريء مشيرا أن الأحداث
ستتكرر ما لم يتم معالجة ملف شيعة المملكة جذريا.
و طالب الناشط الحقوقي المهندس جعفر الشايب، بتشكيل لجنة مشتركة
للتحقيق في أحداث الحرم النبوي الشريف والاستماع لشهادات ضحايا
الاعتداءات والمتضررين في تلك الاحداث، ودعا الشايب لمحاسبة المتورطين
في استعمال العنف ضد المدنيين بدون مبرر من رجال الهيئة أو قوات الأمن.
الإعلامي آل حمادة لقناة أهل البيت: لنعترف
بالوجود الشيعي ولنقر للشيعة بحقوقهم
في مداخلته ضمن برنامج (صفحات من التاريخ) الذي بّثته قناة أهل
البيت (عليهم السلام)، طالب الكاتب والإعلامي حسن آل حمادة "الجهات
المسئولة في الدولة بمعاقبة أعضاء الهيئة المتسببين في إحداث البلبلة،
وحالة الذعر والهلع عند النساء والأطفال، بعد أن قام أحد رجالاتهم
الوقحين بتصوير النساء والتلفظ عليهن بألفاظ سوقية، وهن يزرن الرسول
الأعظم (صلى الله عليه وآله)".
وأضاف آل حمادة قائلاً: نطالب من منبركم الكريم بممارسة معتقداتنا
بحرية ونحن نزور سيد الخلق والمرسلين (صلى الله عليه وآله)، وهذا لا
يتأتى إلا بتكاتف الشيعة في السعودية بمختلف فئاتهم، فإلى متى يخاف
الشيعي عندما يمسك بين يديه كتاب من كتب الأدعية، وهو يؤدي مراسيم
الزيارة؟
وتساءل آل حمادة قائلاً: لماذا لا يحق لي كشيعي أن أحمل التربة
الحسينية، لأسجد عليها وأنا أستحضر موقف العزة والشموخ للإمام الحسين (صلوات
الله عليه)، وهو يقف في وجه الشجرة الملعونة في القرآن؟
وحول الأحداث الأخيرة في البقيع قال آل حمادة: لا يُستغرب أن يحدث
ما حدث في المدينة المنورة حيث الحرم الآمن، في ظل هذه المناهج
التعليمية التي تُحرِّض على العنف والتطرف وإلغاء الآخر، ونعت المسلمين
الموحدين بالبدع والشرك.. فبالله عليكم، هل يعقل أن نتحدث عن حوار
للأديان، أو عن حوار وطني، ونحن لا نجد -مع ذلك- حتى إشارة واحدة في
مناهج التعليم أو وسائل الإعلام الرسمية السعودية بأن الشيعة مذهب
إسلامي كغيره من المذاهب!
فنحن نطالب بالاعتراف بالمذهب الشيعي بشكل واضح لا لبس فيه ضمن
مناهج التعليم، وكذلك في المنابر الإعلامية الرسمية، فإلى متى تتم
عملية التجاهل المقصودة لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) في السعودية،
وكأنهم مخلوقات غير مرئية؟
وذكر آل حمادة مثال للتطرف السلفي في السعودية مستشهداً بإجابة
للشيخ بن جبرين في كتابه (اللؤلؤ المكين)، عندما سأله أحد السنة
باعتباره يعمل في دائرة بها رافضة حسب قوله، عن كيفية التصرف مع
الرافضة، فقال له الشيخ: "عليك أن تحاول الانتقال إلى جهة أخرى لا
يوجدون بها، أو لا يكون لهم سلطة فيها، فإن لم تجد قريباً فعليك أن
تظهر لهم المقت والاحتقار، والسخرية منهم، وأن لا يكون لك انبساط معهم،
ولا انشراح صدر"..
هذه الكتب التي توزع بين أيدينا، وهذه إجابة لشخص في هيئة كبار
العلماء!! فبالله عليك ألا تريد أن يحدث تطرف؟ ألا تريد أن تضرب النساء،
ويروع الأطفال في الحرم الآمن لرسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وهم
يسمعون هذا المنطق في كتاب لأحد كبار العلماء في السعودية!
وطالب آل حمادة بضرورة بالاعتراف بالوجود الشيعي في السعودية أولاً،
ولنقرّ للشيعة بحقوقهم ثانياً، هذا إن أردنا أن نتحدث عن حوار للأديان،
لكيلا تكون دعوتنا للحوار لعباً على الذقون.
وفيما يخص طريقة تعامل الشيعة مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
قال آل حمادة: إننا كشيعة نتعامل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وكأنه حاضر بيننا، بل هو معنا، وآخرون يتعاملون معه بطريقة؛ {أَفَإِنْ
مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}[آل عمران:144]،
لذا نحن نُفجع حين نستحضر ذكرى رحيله للرفيق الأعلى وكأنه رحل للتو،
بينما السلفيون يتعاملون معه كأي ميت من الأموات الذين جاءوا للدنيا
ورحلوا عنها.. وحسبكم هذا التفاوت بيننا! لذا لا نتعجب من كثير من
مقولاتهم التي حالوا من خلالها التقليل من شأن الرسول (صلى الله عليه
وآله)، من أجل أن يرفعوا من شأن بعض الصحابة، ككشف الرسول لفخذيه أمام
الخلفاء، وتغطيته لهما بعد مجيء الخليفة الثالثة، وقوله: جاء من تستحي
منه الملائكة. أو مشاهدته -حاشاه- لصبيان الحبشة وهو واضع خذه بخد
السيدة عائشة، وسؤاله لها: هل شبعت؟ هل شبعت؟
ولتأكيد تمسك الشيعة بمسالة الوحدة، نوّه آل حمادة إلى أن مراجعنا
أمرونا بالصلاة خلف أئمة الحرمين، والشيعة يصلون خلف أئمة الحرمين، ولا
يجدون مشكلة في ذلك بالرغم من تكفيرهم الصريح لنا، وموقفنا هذا نابع من
كوننا نؤمن بقيم الوحدة التي تعلمناها من أئمة الهدى (صلوات الله عليهم
أجمعين).
في الوقت الذي هم يكفروننا نحن نصلي معهم.. أنا أناشد مرجعياتنا
الدينية بأن يطالبوا بضرورة تامين الحريات لنا، نريد أن نذهب وبأيدينا
التربة لنسجد عليها، بدلاً من أن نسجد على الرخام.
وفي سؤال يخص الدعوة لحل هيئة الأمر بالمعروف وموقف آل حمادة منها،
قال: إن لم تُحل هذه الهيئة، فينبغي تطعيمها بالوجود الشيعي.. وإن بقيت
فينبغي أن تغربل. فأعضاؤها بحاجة لدروس في علم النفس، وطريقة التعامل
مع الآخرين بطريقة مثلى وحسنة، فهم بطرقهم ينفرون الآخرين عن الإسلام،
بينما الناس دخلوا زرافات ووحدانا في الإسلام تأثراً منهم بأخلاق
الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).
الشيخ المصطفى يدعو لمعاقبة المعتدين على الزائرين الشيعة في
المدينة المنورة
انتقد رجل الدين السعودي الشيعي الشيخ حسين المصطفى التغاضي الرسمي
السعودي ازاء ما وصفها بالممارسات الوحشية التي ارتكبها عناصر هيئة
الأمر بالمعروف والنهي المنكر بحق الزائرين الشيعة بجوار الحرم النبوي
الشريف.
ووصف المصطفي في تصريحات لقناة أهل البيت الفضائية اعتداءات هيئة
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ضد الزائرين الشيعة في باحة الحرم
النبوي الشريف بالحادثة الأسوأ منذ هدم أضرحة أئمة البقيع.
كما وصف ممارسات من وصفهم بالغوغائيين في اشارة لعناصر "الهيئة"
بالأمر المشين الذي لا يمكن لعدل او رحمة او انصاف ان يقبل بها على حد
تعبيره. مضيفا بأن ترويع النساء وضربهن عبر السلاح الأبيض والأعيرة
النارية مما لا يقبله دين ولا عقل وترفضه الأعراف الدولية.
وانتقد في هذا الصدد السلطات السعودية لما وصفه بالتغاضي ازاء هذه
الممارسات الوحشية التي ارتكبت بحق الشيعة من اسوأ اصناف التمييز
الطائفي. متسائلا هل نحن مواطنين من الدرجة الثالثة.
وقال المصطفى أنه لا يجوز لمذهب ان يحتكر الاسلام بطريقته الخاصة
وأن يحكم على المسلمين بنظرته تلك في اشارة للتفسير الوهابي المتشدد
للدين. بحسب تقرير شبكة راصد الاخبارية.
مضيفا "لا يجب ان تمر هذه القضية دون معاقبة المسئولين عن هذه
الاحداث". وانتقد اعتقال الأبرياء دون جرم سوى دفاعهم عن أنفسهم
ونسائهم.
وطالب مسئولي الدولة بالانصاف ووضع حد لهذه الممارسات غير المسئولة
لمن وصفهم بالعابثين بأمن الدولة والوطن ومقدرات البلد.
كما دعى إلى "رفع يد هذه الفئة عن رقاب الشعب" في اشارة للهيئة وأن
يسود البلاد حكم القانون الذي يحمي وجودنا كمواطنين وشركاء في وطن واحد.
الباحث الشيوخ يطالب السلطة السياسية بمعالجة
أحداث المدينة
من جهة اخرى طالب الباحث محمد الشيوخ السلطة السياسية بمعالجة أحداث
الحرم النبوي الشريف باتخاذ قرار سياسي جريء، مشيرا أن الأحداث ستتكرر
ما لم يتم معالجة ملف شيعة المملكة جذريا.
وقال الشيوخ في مشاركته من خلال فضائية أهل البيت أن ما حدث في
المدينة من اعتداء سافر ليس هو الحادث الأول من نوعه، وإنها ستتكرر
بصور وأشكال مختلفة طالما أن الأسباب المؤدية إلى هذه الانتهاكات
لازالت قائمة.وأوضح بأن عدم الاعتراف بالهوية الشيعية، سيجعلهم عرضة
للانتهاكات والممارسات التعسفية بصورة دائمة.
ودعا لإيقاف حملة التحريض والتكفير ضد الشيعة التي تتم من خلال
الفتاوى والمناهج الدراسية وبعض وسائل ومنابر الإعلام السعودية، واصفا
إياها بالحملة المنظمة.
وأكد أن الحملة التحريضية المركزة لسنوات طويلة هي التي دفعت
المتطرفين للقيام بتكسير حافلات الزوار الشيعة العائدين من المدينة في
القصيم.مشيرا إلى أن هذه هي التي تفرز هذا النوع من الانتهاكات
والمعاملة السيئة ضد الشيعة.
ولفت إلى أن ممارسة الاضطهاد السياسي الممنهج ضد الشيعة المتمثل في
الإقصاء والتهميش والتمييز على كل المستويات، هو ما يشجع بعض الجهات
الأمنية الرسمية والشعبية المتطرفة لظلم الشيعة والاعتداء عليهم في
أقدس المقدسات.
ولتجنب تكرار الأحداث المؤسفة، ولضمان الاستقرار في البلد يرى
الشيوخ ضرورة معالجة الأسباب السابقة، وهذا يعني الاعتراف الرسمي
بإسلام الشيعة، واحترام معتقداتهم وإزالة كل عوامل التحريض والتجييش
المذهبي، وإلغاء كافة أشكال التمييز بحقهم.
مطالبا وسائل الإعلام الرسمية والكتاب السعوديين بالإنصاف والالتزام
بالموضوعية وعدم التحريض الطائفي وتزوير الحقائق أو قلبها.
الشايب يطالب بتشكيل لجنة تحقيق في أحداث
المدينة
وفي نفس السياق طالب الناشط الحقوقي المهندس جعفر الشايب بتشكيل
لجنة مشتركة للتحقيق في أحداث الحرم النبوي الشريف والاستماع لشهادات
ضحايا الاعتداءات والمتضررين في تلك الاحداث. ودعا الشايب لمحاسبة
المتورطين في استعمال العنف ضد المدنيين بدون مبرر من رجال الهيئة أو
قوات الأمن.
جاء ذلك في خطابين وجههما لرئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان
الدكتور مفلح القحطاني ورئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان.
وأوضح بأن مثل هذه الممارسات المتطرفة يتنافى مع أبسط مبادئ حقوق
الإنسان وخاصة فيما يتعلق بتقيد الحريات الدينية وقمع المدنيين بقوة
السلاح والاعتقال.
ودعا الشايب في خطابيه إلى تعيين محامين وقانونيين لمتابعة
الإجراءات التي اتخذت حيال الموقوفين، خاصة وأن فيهم بعض الأحداث.
مشيرا إلى تلفيق تهم كاذبة صدرت على إثرها أحكام قاسية بحق أشخاص في
قضايا مشابهة سابقا.
وأكد الشايب على أهمية إشعار أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر بعدم إثارة واستفزاز الزائرين. مقترحا المبادرة بعقد ورش عمل
تهدف لإيجاد أرضية تفاهم مشتركة تساهم في تخفيف التشنج والتوتر غير
المبرر، والذي ينتج عادة بسبب الجهل وعدم المعرفة.
يشار في هذا إلى الصدد إلى أن هيئة حقوق الانسان السعودية بعثت وفدا
صباح الأربعاء للاطلاع على حقيقة الأوضاع في المدينة المنورة بعد أيام
على اعتداءات تعرض لها الزوار الشيعة في باحات الحرم النبوي على يد
عناصر الهيئة ورجال الأمن.
حقوقي سعودي يؤكد تراجع حقوق الانسان في
بلاده
من جهة ثانية اكد الامين العام للمركز السعودي لحقوق الانسان عبد
العزيز الخميس ان مسالة حقوق الانسان في بلاده تشهد حاليا الكثير من
التراجعات خاصة على مستوى الحريات الدينية والسياسية.
تاكيد الخميس جاء اثر تجدد اعتداءات قوات الامن السعودية على زوار
الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله في المدينة المنورة واعتَراف
أمير منطقة المدينة عبد العزيز بن ماجد بوجود معتقَلين في أحداث
البقيع.
واضاف هذا الحقوقي السعودي في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية
مساء الثلاثاء: "المشكلة ان ما حدث في المدينة المنورة يفجر مسالة مهمة
جدا وهي الاصطدام المباشر بين زوار البقيع وهيئة الامر بالمعروف والنهي
عن المنكر ورجالها المحسوبين على التيار السلفي المتشدد".
وتابع: "ان هذه الحوادث تستدعي دراسة اسباب هذا الصدام وايضا البحث
عن طرق افضل لضمان حرية الزوار وممارسة شعائرهم والتعبير عن معتقداتهم
الدينية التي نص عليها الميثاق الدولي لحقوق الانسان الذي اكد على وجوب
ضمان حرية العبادات لبني البشر".
واكد ان ماحدث في المدينة المنورة يشكل في واقع الحال هما كبيرا
للداخل السعودي معربا عن خشيته من تطور الامور نحو الاسوأ مشددا على حق
الشيعة في ممارسة شعائرهم دون التعرض لهم من قبل اي جهة كانت.
وفيما يتعلق بموضوع الانفتاح والتنوع والاصلاحات التي قام بها الملك
عبد الله مؤخرا في المؤسستين الحكومية والدينية قال الخميس : يبدو جليا
ان امام الملك عبد الله مهمة عسيرة وطويلة لتحقيق اصلاح في البلاد خاصة
في اوساط المؤسسات الدينية ".
واضاف: "صحيح ان البداية جيدة في استبعاده بعض رموز التيار المتشدد
بيد ان العقلية التي تدار بها الهيئات والمؤسسات الدينية في المملكة
والتي تدعو الى الاستئثار بالمفهوم الديني بمعنى تريده ان يكون على
شاكلة واحدة هو الذي يجعل من مهمة الاصلاح صعبة جدا". واعتبر ان ما حدث
ويحدث في المدينة المنورة هو بسبب تسلط التيار المتشدد على مقدرات
المؤسسات الدينية في البلاد.
ولفت الى ان العقلية المستاثرة والسلطوية في المملكة وفهمها المغلق
للدين الحنيف يجعل مناخات الاصطدام متوفرة في البلاد بين الحين والاخر
مطالبا المسؤولين السعوديين بالسماح للشيعة بممارسة شعائرهم والشيعة
انفسهم ان يكونوا على مستوى وطني عرف عنهم وهو البعد عن العنف واتباع
الاسلوب السلمي والديمقراطي للمطالبة بحقوقهم داعيا الى تجنب اثارة
العنف في المسجد النبوي الشريف .
كما عبر هذا الحقوقي عن رفضه للاجراءات التي اتبعتها قوات الامن
السعودية حيال المعترضين الشيعة في المسجد النبوي الشريف واصفا تلك
الاجراءات بالاستفزازية مؤكدا حق الشيعة في التظاهر السلمي للمطالبة
بحقوقهم التي كفلتها شرائع السماء بالاضافة الى القوانين والاعراف
الدولية التي اعطت للانسان حقه الكامل في ممارسة معتقداته الدينية دون
الاضرار بالاخرين.
احداث المسجد النبوي جاءت للخسارات السياسية
السعودية
اعترف امير المدينة المنورة بحصول اشتباكات بين قوات الشرطة و زوار
قبر الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) كما اعترف بحصول عمليات
اعتقال لعدد من الزوار هذا في الوقت الذي استغربت الاوساط السعودية
حصول اطلاق نار ضد زوار قبر النبي وفي ذكرى احياء رحيله (ص). وبهذا
الصدد قال رئيس تحرير مجلة شؤون السعودية السيد حمزة الحسن في حوار مع
اذاعة طهران ان الاعلان هو اعلان عن قدرة الدولة وسيطرتها على الوضع
وانها ما زالت لديها اليد الباطشة بجموع الزائرين والمعتمرين، وبالتالي
بالنسبة لهم انه ان تعتقل فرداً شيعياً مسألة عادية خصوصاً اذا كان
شيعياً، يعني اما اذا كانت الاعتقالات على خلفية سياسية فهم ينظرون
اليها بشكل مختلف، ينفونها، لا يردون على من يقول ذلك، لا يردون على
التقارير الحقوقية اما في هذه المرة فالاعلان عن ذلك اننا جاهزون، اننا
سنكسر الزوار، ان من يعترض على سياستنا سنضربه بيد من حديد وما هو
اشبه، هذا هو المعنى وهذا ما اقرأه.
واضاف الحسن ان التيار السلفي الوهابي شديد التطرف والعداء لكل
المذاهب الاسلامية ولكنه يشعر بعداء وجفاء خاص اتجاه الشيعة و هو يشعر
بالتوتر المتزايد اتجاههم سواء كانوا مواطنين او غير مواطنين، وانا لا
اظن ان السبب هو الناس قرأوا او زاروا الرسول وما اشبه وإنما اعتاد
الشيعة او اعتاد المسلمون جميعاً بل اعتاد الحجاج والمعتمرون من كل
اصقاع الارض حينما يأتون يعانون من قبل هذا التيار الوهابي الذي له
رؤيته الخاصة في مسائل ترك المعتقد بشكل عام، هذا جزء والجزئية الاخرى
ان الحكومة السعودية تعيش توتر داخلي بسبب خساراتها السياسية المتكررة
في الخارج يعني خسارتها في العراق، في لبنان، في افغانستان، نفوذها اخذ
يضمحل، وبالتالي كان يحتاج الى تنفيس هذا الغضب الداخلي الذي يلم بها
وبقاعدتها الوهابية ففجروه اتجاه الشيعة، من طرف الشيعة، المواطنون
الشيعة انفسهم، لقد مضى عليهم نحو خمسة عشر عاماً وهم هادئون، كانت لهم
آمال كبيرة على التغيير، ان الملك عبدالله سيلغي التمييز الطائفي وما
اشبه ولكن يبدو ان هذه السلطة لا تؤمن بهذه الامور. |