العنف في كينيا.. شبح الايدز يخيم في معركة من اجل الارض فوق أجساد النساء

 

شبكة النبأ: بدأت قوة (ساباوت للدفاع عن الارض)، في كينيا، حركة تمرد عسكرية عام 2006 رداً على مظالم مزعومة ارتُكِبَت خلال نظام توزيع الأراضي. وقام بعض سكان المنطقة في البداية بمساندة حركة التمرد هذه اعتقاداً منهم أن الحركة تقاتل من أجل استعادة الأراضي التي تخصهم لكن لم يمضي وقت طويل حتى بدؤوا في دفع ثمن باهض لمساندتهم للتمرد. فحسب التقديرات التي وردت في التقرير الذي صدر عن منظمة هيومان رايتس ووتش، فإن قوة (ساباوت للدفاع عن الأرض) قد قامت بقتل أكثر من 600 شخص، واختطاف وتعذيب واغتصاب ما يزيد عن هذا العدد بكثير.

مارجريت سيشي، اكتشفت أنها مصابة بفيروس نقص المناعة البشري من خلال فحص روتيني لها أثناء الحمل. وقد كانت الإصابة بالفيروس وكذلك الحمل نتيجة لاغتصاب جماعي تعرضت له في عمق غابات جبل ايلجون غرب كينيا على أيدي أعضاء ميليشيا تطلق على نفسها اسم "قوة ساباوت للدفاع عن الأرض".

وقد تحدثت سيشي عن محنتها بينما كانت تنتظر الحصول على حصتها من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في إحدى مستشفيات مدينة كيتالي القريبة من مونت ايلجون، حيث أجرت اختبار الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري منذ عامين والذي أظهر أنها مصابة به.

وتحكي سيشي قصتها قائلة: "كنت قد انتهيت للتو من إعداد وجبة العشاء لأسرتي وكنا نجلس في المنزل عندما بدأ فجأة كلب الجيران بالنباح بشدة. ثم سمعنا وقع أقدام وقبل أن ندرك ماذا يحدث قام رجال يرتدون أحذية ضخمة ويحملون جميع أنواع الأسلحة بركل الباب بأقدامهم وفتحه." وتتابع سيشي قصتها قائلة: "لقد اتهموا زوجي بأنه خائن وقاموا بسحبنا خارج المنزل. ثم أخذونا إلى الغابة حيث قاموا باغتصابي لأيام. لقد تناوبوا الاعتداء عليَّ قائلين أنني سأدفع الثمن نيابة عن زوجي متناسيين أنهم قد قتلوا زوجي بالفعل. لقد ذبحوه أمام عيني ثم قاموا بدفنه". وقد قالت سيشي هذه الكلمات والدموع تتساقط من عينيها.

وأخيراً استطاعت سيشي الهرب عندما تظاهرت بالبحث عن حطب لإشعال النار من أجل إعداد الطعام لخاطفيها، فهربت إلى مدينة بونجوما المجاورة ولم تتمكن من العودة إلى منزلها إلا بعدما قام الجيش بتطهير المنطقة من الميليشيا. بحسب تقرير شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".

وقد بدأت قوة ساباوت للدفاع عن الأرض حركة التمرد عام 2006 رداً على مظالم مزعومة اُرتُكِبَت خلال نظام توزيع الأراضي. وقد قام بعض سكان المنطقة في البداية بمساندة حركة التمرد اعتقاداً منهم أن الحركة تقاتل من أجل استعادة الأراضي التي تخصهم، ولكن لم يمضي وقت طويل حتى بدؤوا في دفع ثمن مساندتهم للتمرد.

وحسب التقديرات التي وردت في التقرير الذي صدر في يوليو/تموز 2008 عن منظمة هيومان رايتس ووتش وهي منظمة دولية لمراقبة حقوق الإنسان، فإن قوة ساباوت للدفاع عن الأرض قد قامت بقتل أكثر من 600 شخص، واختطاف وتعذيب واغتصاب ما يزيد عن هذا العدد بكثير.

وقد أصيبت ليليان كيري التي تبلغ من العمر 20 عاماً بفيروس نقص المناعة البشري بعدما تعرضت للاغتصاب للمرة الأولى على أيدي أعضاء الميليشيا ثم تعرضها للاغتصاب لاحقاً من قبل أفراد قوات الأمن الكينية التي تم إرسالها إلى جبل ايلجون في مارس/آذار 2008 لقمع حركة التمرد. وقد تعرضت أيضاً والدتها البالغة من العمر 45 عاماً للاغتصاب ولكنها لم تنج من هذه الحادثة.

وقالت ليليان لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز: "كنا ثلاث فتيات عائدات من السوق في المساء عندما قامت الميليشيا باختطافنا. حاولت إحدانا الصراخ فتعرضت للضرب حتى فقدت الوعي وتم اغتصابها بعد حشو فمها بأوراق الشجر. وجميعنا الآن مصابات بفيروس نقص المناعة البشري".

وتابعت ليليان قصتها قائلة: "عندما جاء الجيش خضت المحنة نفسها مرة أخرى. أنا لا أعرف على وجه اليقين كيف أصيبت بالفيروس، ولكنني أتناول الآن مضادات الفيروسات القهقرية. وسيعاقب الله كل من تسبب في إصابتي بالفيروس".

في بعض الأوقات تفعل أشياء تطاردك لاحقاً في الحياة. أنا الآن مصاب بفيروس نقص المناعة البشري، ولكن في الوقت الذي سبق كنا نعتقد أنه أمر ممتع أن نغتصب النساء.

وقد أشار إيريك وانياما المسؤول الطبي في مستشفى مدينة كيتالي أن العديد من النساء اللائي تعرضن لحوادث مماثلة أصبحن الآن مصابات بفيروس نقص المناعة البشري. وأضاف أن "هناك بعض النساء اللائي يمتن بصمت بسبب وصمة العار المرتبطة بالاغتصاب وفيروس نقص المناعة البشري".

وطبقاً لما ذكره د. تشارلز أونودي، المسؤول الطبي في إقليم غرب كينيا فإن هناك حتى الآن 35 سيدة وفتاة كشفت الاختبارات عن إصابتهن بفيروس نقص المناعة البشري من بين 100 سيدة وفتاة حامل في منطقة جبل ايلجون ذكرن أنهن تعرضن للاغتصاب.

وأضاف تشارلز أن العدد الحقيقي للنساء اللائي أُصبن بفيروس نقص المناعة البشري أثناء التمرد كان على الأرجح أكبر من ذلك بكثير، ولكن معظم النساء كن يرفضن الاعتراف بأنهن تعرضن للاغتصاب.

وقد اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير بعنوان "جميع الرجال ذهبوا" كل من قوة ساباوت للدفاع عن الأرض والجيش الكيني بارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وجرائم حرب. وقد قدمت منظمة أطباء بلا حدود وهي منظمة طبية خيرية ادعاءات مماثلة.

وقال جون كيريو، العضو السابق في الميليشيا والمصاب بفيروس نقص المناعة البشري أنه نادم الآن على اغتصابه لعشرات النساء والفتيات أثناء الفترة التي خدم فيها في جماعة التمرد.

وأضاف جون قائلاً: "في بعض الأوقات تفعل أشياء تطاردك لاحقاً في الحياة. أنا الآن مصاب بفيروس نقص المناعة البشري، ولكن في الوقت الذي سبق كنا نعتقد أنه أمر ممتع أن نغتصب النساء".

وجين كيبيوت البالغة من العمر 18 عاماً تعرضت هي أيضاً للاغتصاب لمدة يومين من قبل مجموعة من الشباب المنتمين إلى قوة ساباوت للدفاع عن الأرض. وهي وطفلها الرضيع الذي يبلغ من العمر 4 أشهر مصابان بفيروس نقص المناعة البشري. وقالت جين وهي تُرضِع ابنها: "أستطيع أن أقول أنه سيء الحظ مرتين. المرة الأولى لأنه ولد نتيجة لاغتصاب والآن هو مصاب بفيروس نقص المناعة البشري وتعتني به أم مصابة أيضاً بنفس الفيروس. تحدث لنا أشياء قاسية في بعض الأحيان، وخاصة بالنسبة لنا نحن الفقراء".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 25/شباط/2009 - 29/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م