المباني التاريخية في بريطانيا مابين العراقة والحداثة

 

شبكة النبأ: لابد للزائر للعاصمة البريطانية لندن ان يجول بناظريه مستغربا ومتسائلا لماذا تحتفظ مدينة متقدمة بمثل هذا العدد من المباني القديمة في حين تسبقها كثير من مدن العالم في اقامة المباني الحديثة والضخمة.

وعند البحث والسؤال عن هذا السبب يسهل تحديد موقع هذه المدينة بين مثيلاتها من المدن اذ ان احتفاظها بهذه المباني القديمة بسبب رغبة الحكومة بالاحتفاظ بالمباني التاريخية والنادرة كالمباني الحكومية ودور العبادة والتي كان لها دور في حياة اشخاص مهمين او مشهورين. وجاءت تسميتها بالمباني (المدرجة بقائمة المباني التاريخية) اذ يتم ادراجها للمحافظة عليها من التغيير الخارجي في اغلب الاحيان والداخلي في احيان اخرى فالمباني التاريخية مثل قصر بيكنغهام ومبنى البرلمان مثلا يكون تصنيفها بالدرجة (ا) التي لايسمح بعمل اي تغيير لها سواء من الداخل او الخارج وتليها المباني بالدرجة (ب) والتي يسمح بعمل التغيير لها داخليا فقط اما المباني بالدرجة (ب) الثانية فانه يسمح بعمل الصيانة لها وفقا لضوابط معينة لايطالها التغيير الذي يؤثر على شكلها الخارجي وهويتها التاريخية.

وهذا لايعني ان كل هذه المباني ملك للحكومة اذ انها غالبا ماتكون ملكا لاشخاص وتخضع لعمليات البيع والشراء شأنها شأن المباني الاخرى الا انه لايتم اجراء اي تغيير خارجي عليها الا باذن من هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة البريطانية وهي الجهة المشرفة على المحافظة عليها اذ تعتبرها الحكومة جزءا مهما من تراثها وتاريخها العريق.

ويتم تحديد عمر المباني التي يقع عليها الاختيار لتكون مباني تاريخية انطلاقا من عمرها اذ ان المباني التي يعود تاريخ بنائها الى ماقبل العام 1700 تكون ضمن القائمة بل وتكون من اهم المباني المحمية وتليها التي بنيت في الاعوام مابين 1700 و ال 1840 حتى تضيق دائرة التصنيف لتكون المباني المقامة بعد العام 1945 قليلة جدا لانه لايتم ادراجها الا اذا كانت ذات اهمية قصوى وعمارة مميزة تستدعي حمايتها او انها لعبت دورا مهما في حياة احدى الشخصيات العامة او المشهورة. بحسب تقرير لـ (كونا).

وقد لايخطر على بال السائح انه يسير وسط شوارع العاصمة لندن وهو محاط بمبان يعود تاريخ احدثها الى بدايات القرن العشرين حيث يصل عدد المباني المحمية الى 435 الف مبنى مختلفة الغرض ومصنفة الى اربع درجات تبدأ من الاكثر ندرة وتميزا واطول عمرا وتتدرج حتى المباني الاقل اهمية.

وعندما يمر الشخص قرب بعض هذه المباني يخيل له انها مهجورة او حتى لاتصلح للسكن وخصوصا اذا كانت انوارها غير مضاءة الا انه بمجرد الدخول اليها تصيبه حال من الذهول لان المظهر الداخلي يختلف كليا عن المظهر الخارجي اذ انه مزود بأحدث وسائل الراحة وأجمل التصميمات الداخلية ما يجعل هذه الاماكن تمزج مابين العراقة والحداثة في ان واحد وتتمتع بجمال عراقة الماضي ورخاء العيش في المستقبل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/شباط/2009 - 27/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م