حذر الباحثون فى اليابان من أن الافراط فى العمل والحرمان من النوم يضاعف مخاطر الاصابة بالنوبات القلبية لمرتين أو ثلاث على الاقل. وبينت الدراسات أن معدلات الوفاة الناتجة عن الازمات القلبية كانت أعلى بين الاشخاص الذين يمارسون العمل الاضافى وخصوصا فى الدول الصناعية الكبرى.

وأظهرت الدراسة اليابانية ان الرجال الذين عملوا اكثر من 61 ساعة فى الاسبوع واجهوا خطرا اعلى للاصابة بازمة قلبية بحوالى الضعف مقارنة بمن يعملون 40 ساعة اسبوعيا او اقل. وكانت الدراسة قد بحثت فى العلاقة بين العمل والنوم عند 260 رجلا نجوا من أول نوبة قلبية تراوحت أعمارهم بين 40 و79 عاما تعرضوا لازمة صدرية أو جلطة قلبية وتمت مقارنتهم مع 445 رجلا من الاصحاء فى نفس السن ويعيشون فى مناطق مشابهة. ووجد الباحثون أن النوم لخمس ساعات أو أقل لاكثر من يومين فى الاسبوع زاد خطر الاصابة القلبية بنحو مرتين الى ثلاث مرات.

ولاشك ان العمل المتواصل يؤدي الى ادمان العمل المرضي الذي يؤدي بدوره الى تعرض الكثيرون للاصابة بأمراض معينة خلال أيام العطل الاسبوعية والاجازات فيحرمون من الاسترخاء وقضاء أوقات ممتعة0

ويرى العلماء في هولندا أن مثل هؤلاء الاشخاص قد يعانون من حالة مرضية جديدة تعرف باسم مرض الفراغ فقد وجد الباحثون فى جامعة تيلبيرغ الهولندية بعد متابعة 1128 رجلا و 765 امرأة أن 3 فى المئة من الاشخاص يعانون من المرض ويشكون من مشكلات صحية مختلفة بمجرد توقفهم عن العمل والرغبة فى الاسترخاء فيصابون بأعراض مثل الدوار والتعب والغثيان والام عضلية متفرقة وحالات شبيهة بالزكام والانفلونزا خلال أيام الاجازات.

وأرجع العلماء هذه الشكاوى المرضية التي تصيب الاشخاص الذين يحسون بقدر عال من المسؤولية والمفرطين في العمل الى اصابات التوتر وصعوبات التكيف مع الاجازات والاستراحات مشيرين الى أن للصفات الشخصية أهمية بالغة خصوصا عند الاشخاص الذين يجدون صعوبة فى الحصول على الاسترخاء المطلوب. وأشار الخبراء في الدراسة التي نشرتها مجلة العلاج النفسي والطب النفسي والجسدي أن الاجازات وأوقات الفراغ قد تضر بالناس الذين لا ينجحون في الاسترخاء فيتسبب التوتر الذي يصيبهم جراء ذلك بانهيار الجهاز المناعي فى أجسامهم. ويرى علماء النفس انه من الصعب على الشخص النشيط ان يسترخي تماما مثل انه من الصعب على الشخص الكسول ان ينشط. وينصح العلماء بالتعود على الحصول على اجازات اسبوعية مهما كانت ضغوط العمل حتى لا يتحول الفرد الى مدمن عمل.