أدت جامعة لايدن في هولندا منذ إنشائها قبل أربعة قرون دوراً هاماً داخل أوروبا في تنوير الأوروبيين وتعريفهم بالإسلام والحضارة الإسلامية من خلال الترجمات التي قام بها عشرات المستعربين، كما أدت دوراً تاريخياً في نشر دائرة المعارف الإسلامية وتدرس الآن لطلابها اللغة العربية والدراسات الإسلامية والعلوم الشرقية، وتعد مكتبتها من أثرى وأندر المكتبات الأوروبية فهي تضم أنفس المخطوطات الإسلامية القديمة وأهم المطبوعات والكتب الإسلامية.

وأنشئت جامعة لايدن في هولندا بمبادرة من أميرها في ذلك الوقت وليام وذلك في الثامن من فبراير عام 1575م، مكافأة لمدينة لايدن على دورها الوطني في المقاومة الشعبية لمحاربة المستعمر الأسباني، ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن تمارس الجامعة دوراً متميزاً في مجال الدراسات العلمية والأبحاث المعملية والميدانية المتنوعة .

ويعد الهولندي فان رافلينخن أول أستاذ كرسي للعربية في الجامعة في الوقت الذي كان يشتغل فيه بتدريس اللغة العبرية، واحتضنت الجامعة عدداً كبيراً من المستعربين والمستشرقين في العالم./ يتبع

جامعة لايدن الهولندية تعرف بالحضارة الإسلامية إضافة وأخيرة

أنشئت بمدينة لايدن أول مطبعة فرعاً لمطبعة انتورب البلجيكية وطبعت أول كتاب يتضمن الخطوط العربية في عام 1595م وطبع بعد ذلك أول قاموس عربي .

وتخصص توماس فان أربين في تدريس اللغة العربية في الجامعة لمدة أحد عشر عاماً تبعه فارنر عام 1654 في تدريس اللغة العربية وأثرى مكتبة الجامعة بالمخطوطات الإسلامية والتي جلبها من القسطنطينية.

وقد اهتم المستعربون من جامعة لايدن بالدين الإسلامي في مطلع القرن التاسع عشر على يد دوزي و خويه و سنوك هورخرونيه الذي ألف عديداً من المؤلفات الإسلامية خاصة تاريخ المسلمين في أسبانيا إلى جانب نشر العديد من النصوص في فقه اللغة العربية والجغرافيا وبحوث عن الشريعة الإسلامية .

وتحتوي اللغة الهولندية على 160 مفردة من أصل عربي، دخلت هذه المفردات عبر اللغة الماليزية نتيجة للعلاقة المتميزة بينها وبين إندونيسيا.

ويبلغ عدد الدارسين في جامعة لايدن حوالي 14 ألف طالب، وتضم الجامعة 9 كليات نظرية وعملية تدرس فيها مناهج تصل لأكثر من مائة مادة دراسية في مختلف الفروع العلمية وتعد واحدة من أعظم الجامعات الأوروبية خاصة في دراسات علوم الطبيعة والطب البشري والأدب والاجتماع وعادات الشعوب والقانون الدولي. (اينا)