الرئيس النمساوي يشيد بالثقافة الإسلامية والمعرض الثالث للكتاب الكلاسيكي والتاريخي الدولي ينطلق في برلين ‏   

 

أكد توماس كليستيل الرئيس النمساوي ان بلاده فخورة بالعلاقات الخاصة والطويلة مع العالم العربي والثقافة الإسلامية، مشيراً إلى ان الإسلام شأنه شأن المسيحية كأحد الأديان السماوية المقدسة يعتمد على تراث ثقافي عريق.

وقال كليستيل في كلمة افتتح بها معرض الكتاب الإسلامي في فيينا الليلة قبل الماضية ان الثقافة الإسلامية تستحق أن تعامل بأقصى قدر من الاحترام.

وذكر الرئيس النمساوي ان علاقة بلاده مع العالمين العربي والإسلامي تمتد إلى عصر الامبراطورية النمساوية التي كانت تمثل جسراً يربط شرق منطقة البحر المتوسط والشرق الاوسط مشيرا الى الاهتمام الكبير للعلماء و الباحثين النمساويين في دراسة العالم الاسلامي. واضاف الرئيس النمساوي ان الاسلام اليوم هو ثاني اكبر ديانة في النمسا الامر الذي يدعو الى تبادل ثقافي وديني اوسع بين الجانبين.

وأعاد كليستيل الى الاذهان المساهمات البارزة للعلماء والادباء المسلمين والتي تم نقلها الى اوروبا. وشدد على ان بلاده حافظت على اتصالاتها مع العالم الاسلامي على الرغم من الاوضاع السياسية الصعبة.

وفي معرض اشارته الى معرض الكتاب الاسلامي في فيينا قال كليستيل ان الكتب تلعب دورا بارزا لتحسين التفاهم والتسامح والتعرف على ثقافة الطرف الآخر. وأكد الرئيس النمساوي في ختام كلمته ان الكتب والناس يمكن ان تعمل جنبا الى جنب من أجل بناء مستقبل قائم على السلام والرخاء للجميع.

اما انس الشقفة رئيس الهيئة الاسلامية في النمسا فقال ان الغرض من اقامة معرض الكتاب الاسلامي في فيينا هو دعم الحوار بين الاديان والثقافات و تجنب وقوع اية مواجهة بينها.

ويضم المعرض الذي يستمر حتى يوم الاثنين المقبل حوالي 1500 كتاب باللغات الالمانية والعربية والانجليزية والتركية والبوسنية تتناول شتى القضايا الاسلامية ولاسيما اعمال التراث الاسلامي و المنشورات الصادرة حول هذا الموضوع مؤخرا.

من جهة اخرى انطلق في مدينة برلين  المعرض الثالث للكتب ‏‏القديمة والكلاسيكية التاريخية الذي من المقرر ان يستمر حتى السادس من الشهر ‏الحالي.‏   

‏ وقال المتحدث باسم المعرض بيرند بريتوريس ان اجنحة الكتب التي يشارك فيها 130 عارض من مختلف انحاء العالم ‏والتي تتضمن محتوياتها روايات وقصص ورسوم واحصائيات وقصص مسلية ومشوقة للاطفال ‏ومواضيع علمية في كافة المجالات ترجع غالبيتها الى العهد القديم والقرون الوسطى".‏   

‏ واوضح "بان غالبية الكتب قد كتبت فصولها باليد وبالاستعانة بالريش والحبر الذي ‏ كان ينتج بطرق بدائية" مشيرا الى "ان كثيرا من مخطوطات علماء مشاهير وفلاسفة ‏وشعراء وساسة من كافة القارات ممثلة ايضا في هذا المعرض بصورة اصلية".‏   

‏ واشار الى "ان ادارة المعرض بذلت جهودا كبيرة سعيا لاستعارة الكتب الاصلية ‏الثمينة" معربا عن شكره لكل من ساهم في انجاح المعرض.‏   

‏ وحسب بريتوريس يشمل هذا المعرض ايضا شهادات مخطوطة ومطبوعة واقلاما وريشا ‏وورقا تم تصنيفها وترتيبها حسب تسلسل الزمن الذي كانت تستخدم فيه منوها بان هذا المعرض سيكون خلال الايام المقبلة "مقصدا للكتاب والقراء وكل المهتمين بالكتاب ‏وتاريخه".‏   

‏ وقدر بريتوريس عدد الكتب التي من المتوقع ان يلقي عليها الابصار اكثر من نصف ‏مليون شخص باكثر من 12 الف كتاب اصلي اضافة الى 6000 صفحة من الرسومات والمخطوطات ‏ ومئات من الشهادات والوثائق في مختلف المجالات ولاسيما في الطب وفن الخط.‏   

‏ ومن المواضيع الكثيرة التي تتطرق اليها هذه الكتب القديمة التاريخية ذكر ‏بريتوريس الرحلات البحرية مبينا بان هناك في المعرض موسوعة بقلم الاديب الالماني ‏هارتمان شيديلز دونها في القرن الخامس عشر حول احداث العالم ومستجداته في تلك ‏الحقبة.‏   

‏ ويحتضن المعرض كذلك كتابا مطبوعا فريد من نوعه للكاتب الالماني انتون كوبيرغر ‏وتم نشره عام 1493 في مدينة نورنبيرغ وتتناول فصوله حضارة المدن وتطورها.‏   

‏ كما ان هذا المعرض يشمل الرسائل التي كتبتها الممثلة الالمانية المثيرة للجدل مارليني ديتريش التي هاجرت الى الولايات المتحدة خلال الاربعينييات وبقيت هناك ‏ لغاية وفاتها قبل حوالي ثلاث سنوات.‏   

‏ وقارن بريتورس هذا المعرض "بنهر ابدي حول الكتب والكتاب والفكر والتاريخ من ‏غابر الزمان حتى عصرنا هذا ليستمر الفكر في سيله الى الامام بدون توقف". (كونا)