تسخير العلاج الجيني لمعالجة أمراض تضيق الشرايين والفصال العظمي

 

يأمل الأطباء البريطانيون والفنلنديون من خلال العلاج الجيني، الوصول إلى علاج دائم لمرض تضيق الشرايين وشفاء المصابين بالفصال العظمي (Osteoarthritis) من آلامهم. ويؤكد العلماء أن التغلب على تضيق الشرايين يعني التغلب على أمراض القلب والسكتة الدماغية كما أن إزالة الفصال العظمي يعني التخلص من أحد أكثر الأمراض شيوعاً في أوروبا.

ويحاول البروفسور (سيبويلا - هيرتولا) وفريق عمله من جامعة هلسنكي بفنلندا وقف عودة تضيق الشرايين وتكلسها مجدداً بواسطة (جين) معين، ويفترض أن يساعد هذا الجين الذي ابتكره الفنلنديون في تخليق مادة كيمياوية في الجسم تحمي الأوعية الدموية المتضيقة، التي تم توسيعها بواسطة بالون - المسبار، على عدم عودة التضيق.

وقد تكللت جهود (هيرتولا) وزملاؤه بالنجاح من خلال التجارب المختبرية التي أجريت على الأرانب باستخدام الجين المذكور لمنع التضيق بعشرة أضعاف مع تواصل انخفاض احتمالات التهاب الشريان بشكل مطرد ليتضاعف عشرين مرة بعد أسبوعين فقط من استخدام الجين الكابح للتضيق، ومعروف أن الطريقة السائدة عالمياً لمعالجة تضيق الشرايين جراحياً هي طريقة استخدام مسبار - البالون، من ثم إيلاج انبوب معدني رقيق ودقيق في الشريان يسمى  (Stent) مهمته توسيع الشريان وضمان سير الدم فيه بشكل طبيعي، إلا أن التضيق يعود إلى الشريان في الكثير من الحالات بعد إجراء هذه العملية، بالإضافة إلى أن التفاعلات الكيمياوية في المنطقة المصابة قد تؤدي إلى سد الوعاء الدموي.

عدا ذلك فقد كشفت دراسة أمريكية نشرت في مجلة (الدورة الدموية) عن أن مسبار البالون يزيد مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بين المسنين الذين يعانون من مرض السكري (ممن لا يتعاطون الأنسولين) والمعانين من ضعف قدرات البطين الأيسر على ضخ الدم؛ إذ تابع الباحثون الأمريكيون الوضع الصحي لـ (9662) مسناً ممن تعدى عمرهم الـ (72) سنة، في الفترة بين 1990و 1999م، الذين يعانون من المرضين المذكورين، والذين أخضعوا لمسبار البالون، وتوصلوا إلى أن 43% منهم قد تعرضوا بعد العملية إلى السكتة، وترتفع هذه النسبة بين النساء إلى المرتين والنصف.

وعبر البروفسور (هيرتولا) عن أمله بإجراء التجارب على الإنسان خلال السنتين المقبلتين وفي مدينة مانشستر البريطانية تحدث الباحثون عن أمل في التوصل إلى علاج جيني لمرض فصال العظام خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو مرض يقف العلم حتى الآن عاجزاً عن علاجه ويكتفي الأطباء بتخفيف آلام العظام والمفاصل الناجمة عنها، حيث ينتشر مرض فصال العظام بين البدناء أساساً لان البدانة أصبحت مرض العصر الحديث في المجتمعات الغربية، فإن أدويته غالباً ما تترافق مع أعراض جانبية مزعجة أهمها مشاكل الجهاز الهضمي والمعدة.

وأشار الدكتور (جيليان واليس) من المدرسة الجامعية للعلوم البايولوجية في جامعة مانشستر، أنه يأمل بإجراء التجارب الأولى على الإنسان خلال السنوات العشر المقبلة، ولكنه وضع العديد من التحذيرات في الاستعجال من وضع الأبحاث النظرية موضع التطبيق العملي.