تقنية حديثة لتبييض الأسنان بالضوء

 

يعاني العديد من الأشخاص من مشكلة اصطباغ الأسنان بألوان عدة بسبب إهمال العناية بها من جهة، والتدخين من جهة أخرى، ولهذا فأن هؤلاء الأشخاص والإناث بالذات يلجأن إلى طرق سريعة لعلاج هذه المشكلة، وينجرفن وراء الإعلانات التي تروج لمبيضات الأسنان، ولهذا ينصح الخبراء بالتريث قبل الإقدام على الاستعانة ببعض محاليل مبيضات الأسنان، إذ أكدت دراسة عرضت مؤخراً في اجتماع الجمعية الأمريكية لبحوث طب الأسنان على الأخطار التي تتسبب فيها المواد الكيمياوية والمبيضات التي يستخدمها البعض، وقد أشار إلى ذلك البحث الجديد الذي أجراه العلماء والأطباء في كلية طب الأسنان بجامعة بوفالو الأمريكية أكد أن المواد الكيمياوية المستخدمة في محاليل مبيضات الأسنان وبعض المعاجين  قد تحفز وتسرع نمو وتطور الخلايا السرطانية، وفي جانب آخر ابتكر العلماء نظاماً ضوئياً جديداً لاستخدامه في تبييض الأسنان، ويتألف هذا النظام من مولد كهربائي بحجم الكومبيوتر الصغير، وقبضة خاصة تدعى القلم لتسليط الضوء على المنطقة المطلوب تبييضها، وآلية النظام الجديد تعتمد على وضع سائل منظف في الفم، ثم يسلط الضوء على الأسنان لتحريض عمليات التفاعل الكيمياوي التي من شأنها تحليل وتفكيك البليك الأصفر المترسب على سطح الأسنان، ومن أجل حماية اللثة والنسيج المغطي لجذور الأسنان تدهن اللثة والطبقة المخاطية المبطنة للفم بسائل جلاتيني خاص يمنع وصول المواد الكيمياوية والضوء إلى الأنسجة الحية.

وبالتالي يقتصر مفعول السائل والضوء على الأسنان فقط، ومن المتوقع أن تلقى هذه التقنية إقبالاً واسعاً من قبل الأشخاص الذين يعانون من إصفرار في الأسنان ومن تبدلات لونية في المنطقة الخارجية لها مثل اللون البني المصفر والذي يحدث عقب تناول بعض المضادات الحيوية مثل التترسايكلين وقد أوضح الطبيب الذي أكتشف هذه التقنية أن معظم المرضى لا يحتاجون لأكثر من ساعة من الوقت كي تتم عملية التبييض المطلوبة.

ومن الجدير بالإشارة إليه أن مراحل التبييض بسيطة وغير مؤذية، حيث يغسل الفم في البداية بمادة واقية من الضوء والمواد الكيمياوية وبعد ذلك يغسل الفم بسائل أحمر فاتح ويتركب هذا السائل من 35% من مادة بيروكسيد الهيدروجين (وهي مادة مؤكسدة قوية) ثم يسلط الضوء على المنطقة المراد تبييضها، ويمكن أن يكون الضوء ذا طاقة عالية لتنظيف الأسنان الصفراء جداً، أو ذا طاقة منخفضة لمعالجة الأسنان الحساسة، ويلاحظ أن الضوء الصادر من الجهاز بلون أخضر فاتح حيث يسلط على كل سن لمدة 60 ثانية، حيث يعمل الضوء على رفع درجة حرارة بيروكسيد الهيدروجين إلى 128 درجة فهرنهايت، وهي الحرارة المطلوبة لتسريع عملية تنظيف الأسنان عن طريق تحريض التفاعلات الكيمياوية... أسباب تبدلات لون الأسنان تحدث نتيجة لأسباب متعددة جداً، لكن أهمها التدخين والأدوية مثل التتراسايكلين، وبعض أنواع الأطعمة والمشروبات مثل القهوة إضافة إلى عدم العناية بالأسنان خاصة في فترة المساء، فأن عدم تنظيف الفم قبل النوم يؤدي إلى نشاط الجراثيم والبكتريا خلال الليل وذلك بسبب انخفاض نسبة إفراز اللعاب أو انعدامه وهذا يؤدي بالتالي إلى عدم وجود مكافحة للجراثيم التي تتغذى على بقايا الأطعمة الموجودة بين الأسنان وفي مناطق التنخر إضافة إلى الأسباب المذكورة السابقة هنالك مجموعة من العوامل المنخرة للأسنان، التي تحرص على ترسب طبقات البليك الصفراء اللون، ومثال على ذلك فيتامين (سي) فإذا أخذ الليمون الحامض بشكل كبير قد يؤثر على الأسنان.

وعند الرجوع إلى آلية وميكانيكية عمل التنظيف نلاحظ أن مادة بيروكسيد الهيدروجين تعمل على أكسدة البليك، حيث تقوم أولاً بتفكيك الجزئيات المترسبة إلى أجزاء صغيرة وأن النظام الضوئي يساعد أو يحرض تفاعلات الأكسدة حيث تتم عملية الأكسدة بفعالية وسرعة كبيرة، وبعد حدوث عملية التفكك والأكسدة تبدو المناطق الفاقعة بشكل فاتح نظراً لارتداد الضوء من سطح الأسنان، لأن الأجزاء المتبقية من الترسبات تمتص كمية أقل من الضوء، لذلك تبدي لمعاناً خاصاً رغم أن المنطقة لا تنظف من الترسبات بشكل كامل، وأشار الدكتور (يوري كيت) أحد المساهمين في هذا الابتكار، أن رفع درجة حرارة بيروكسيد الهيدروجين يساعد على التخلص من الجزئيات الصغيرة المترسبة، وتزيد درجة الحرارة فعالية بيروكسيد الهيدروجين بنسبة 100%، ثم أن اللون الأحمر الذي يأخذه المركب، واللون الأخضر للأشعة لهما دور مهم في عملية التبييض لأنهما موجودان في اتجاهين متعاكسين في الطيف الضوئي، والذي يؤدي إلى جعل التفاعل الكيمياوي أقوى وأشد.

ولأجل الحصول على أعلى نسبة تأثير ينبغي على أطباء الأسنان وضع السائل المنظف وتسليط الضوء عليه ثلاث مرات لكل سن في كل جلسة، وهذا يعني أن الزمن اللازم لتنظيف أسنان كل شخص قد يصل إلى 60 دقيقة تقريباً، لكن النتائج تكون جيدة خلال جلسة واحدة تقريباً.

وأشار أطباء الأسنان أن هذا الأسلوب للتنظيف آمن ولا خوف من أن تحدث ضرراً في لب السن أو الأعصاب والأوعية الدموية المزودة للسن، لأن تأثير الأشعة الضوئية والتفاعلات الكيماوية تقتصر على سطح السن فقط.

إضافة إلى أن الحرارة السطحية ليست عالية ولا تتجاوز حرارة كوب من الشاي الساخن العادي، لذلك لا يوجد تأثير على الأنسجة الحية المحيطة بالسن ونادراً ما يحدث تحسس أو أعراض جانبية أخرى، ولكن السؤال المطروح هل هذا النظام الضوئي فعال فعلاً في إزالة صفار الأسنان؟ يقول الدكتور (مارفن ديورين) الذي يعتبر أول من جرب هذه التقنية في بريطانيا، أن استخدام هذا الأسلوب العلاجي جديد في بريطانيا ويستخدمه بعض الأطباء منذ فترة قصيرة فقط، ولحد الآن فأن النتائج المتوخاة من هذه الطريقة جيدة إذ يلاحظ تحسن في شدة لمعان الأسنان بمعدل ثلاث مرات أفضل مما كان عليه قبل المعالجة.