رحيل العلامة الأديب والمؤرخ والمحقق الإسلامي الكبير السيد حسن الأمين

 

بقلوبٍ يغمرها الأسى والحزن ودّعت بلدة شقرا في منطقة بنت جبيل اللبنانية العلامة المؤرخ والمحقق والمفكر الإسلامي المعروف السيد حسن الأمين نجل العلامة الإمام السيد محسن الأمين - قدس سره -

حيث أقيم للسيد الراحل - رحمه الله - مأتم حاشد حضره رجال العلم والمعرفة والشخصيات الدينية والاجتماعية والسياسية، وجمع غفير من المؤمنين وأهالي البلدة، كما شارك فيه ممثلا رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس مجلس النواب، الوزير أسعد دياب والنائب علي بزي، ومحافظ النبطية محمد المولى، والنائب محمد رعد، ومسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، ورئيس المنبر الديمقراطي حبيب الصادق.

هذا، وقد سجّي نعش الفقيد في حسينية البلدة، حيث قلّده الوزير أسعد دياب، نيابةً عن رئيس الجمهورية اللبنانية، وسام الاستحقاق اللبناني الفضي، تقديراً لجهوده وعطاءاته العلمية، ثم ألقى السيد عاصم الأمين كلمة تأبينية، نيابة عن أسرة الفقيد، تناول فيها سيرة هذا العالم العامل رحمه الله، الزاخرة بالخدمات الجليلة للعلم والأدب والتراث الإسلامي.

وبعد ذلك جرى نقل جثمان الفقيد إلى منزله، ومنه إلى جبانة البلدة، حيث ووري الثرى، بعد إقامة مراسم صلاة الميت بإمامة الشيخ محمد علي الأمين إمام بلدة شقرا.

ومن جملة من رثى الفقيد، الأمين العام للمجلس الثقافي اللبناني الجنوبي النائب السابق حبيب صادق، ومما قاله في حقه: إن من مآثر الراحل انصرافه الدؤوب إلى تولي شؤون مسقط رأسه جبل عامل ماضياً وحاضراً، واشتراكه في تأسيس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في أواسط الستينيات من القرن الماضي، وقبوله عضوية أول هيئة إدارية من هيئات المجلس.

كما رثاه الكاتب والأديب اللبناني إحسان شرارة، بقوله: السد حسن الأمين، ويكفيك تعريفاً هذا الاسم وتلك العائلة وذلك الامتداد المعرّق في النسب الزاخر بالكرامات..

يكفيك فخاراً أن يكون أبوك السيد محسن الأمين، العلامة المرجع المتبحر المجتهد المجدد الرائد، وأن يكون أخوتك عبد المطلب وهاشم وجعفر ومحمد الباقر، وأن تكون المؤهل الجديد بأن تكمل الرسالة وتحمل الراية وترفع المشعل وتنير الطريق..

بيتكم كان مرصوداً لهذه المهمة طيلة القرن المنصرم، تصدى لها أبوك بصبر المؤمنين، وعفة الزاهدين، واستشراف الصادقين، فإذا هو بيت الأمة ومناط الآمال ومدرسة الوطنية...

أما خدمته للعلم، فهي أشهر من أن تذكر، وأكبر من أن يخطها قلم، أو يحصرها عنوان.. ومن ذلك تحقيقه لسلسلة كتب أعيان الشيعة، وهي من تأليف والده سماحة السيد محسن الأمين - قدس سره - ذلك الكتاب المرجعي النادر في مادته، الفريد في استيعابه لتأريخ أئمة وعلماء المذهب الشيعي الإثني عشري، والذي سدّ فراغاً واضحاً في المكتبة الإسلامية، وأغنى الباحثين والمحققين في بابه.

إلى ذلك، فقد خطّ يراعه الشريف طائفة من الكتب المتنوعة، العالية الجودة والقيمة العلمية والأدبية، ومن جملتها كتاب (صراعات في الشرق على الشرق)، وكتاب (في خضم التاريخ) و(الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي) وكتاب (مقالات في التاريخ والأدب والنقد).. وما أوردناه من نتاجات الفقيد السعيد - رحمه الله - قليل من كثير.

وفي الآخر نسأل البارئ عز وجل أن يعوض الأمة الإسلامية عن هذه الخسارة الفادحة، التي لا تعوض في الزمن المنظور، ويتغمد الفقيد السعيد السيد حسن الأمين بواسع رحمته، وموفور عنايته، ويحشره مع أجداده الطاهرين، سليلي بيت العصمة والطهارة في أعلى عليين.

من جهتها تعزّي أسرة تحرير مجلة "النبأ" العالم الإسلامي بالمصاب والخسارة الفادحة برحيل العالم المحقق والبحاثة المدقق المفكر الإسلامي السيد حسن الأمين – رحمه الله تعالى -.

و ندعو الله تعالى أن يمّن على ذوي الفقيد بالأجر الجزيل والصبر الجميل، ويشدد من أزرهم في هذه المصيبة العظيمة.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..