في كلمته التي ألقاها بجمع من قراء القرآن الكريم..

العلامة السيد حسين الشيرازي: مفتاح سعادة الإنسان يكون حيث يذكر العبد ربه على أي حال وفي قلبه خشية من الله

قم/ النبأ: ألقى سماحة العلامة السيد حسين الشيرازي كلمة توجيهية قيمة أمام جمع من قراء القرآن الكريم، من مدينة كاشان، دارت حول موضوع الارتباط بالله تعالى وعدم الغفلة عن ذكره، والعوائد النفسية والاجتماعية العظيمة لذلك، وفيما يأتي نورد جانباً مما جاء فيها:

استهل سماحة العلامة حديثه بالآية الشريفة من سورة الروم (ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون) وقال: إن أحد المظاهر المهمة جداً ليوم القيامة، يتمثل في تفرق الجماعات التي كانت في الدنيا، وانفصالها عن بعضها البعض.

وتابع سماحته يقول: ورد في رواية – في كتاب الكافي – أن رجلاً من أهل قم، يدعى عيسى بن عبد الله، وهو أحد أصحاب الإمام جعفر الصادق (ع)، لما حضر ذات مرة عند الإمام (ع)، قال له – بما معناه دون مبناه -: يا عيسى! ليس منّا، وليس على شيء، من كان من بلدة وفيها من هو أفضل منه!.

وبالطبع، فإنه من الصعب جداً على الإنسان أن يكون أفضل أهل بلدته.. هذا الكلام قد ترك أثراً عميقاً في نفس عيسى بن عبد الله حتى بلغ هذا الرجل – بحسب الرواية – مرتبة، بحيث لما حصل بين يدي الإمام (ع) بادره (ع) بشيئين مهمين؛ الأول أن الإمام (ع) قال له: أنت منّا أهل البيت.. مما يعني أن ابن عبد الله قد صار في منزلة من هو أورع وأفضل أهل بلدته.. والثاني أن الإمام الصادق (ع) قد أعطى لابن عبد الله اعتباراً خاصاً؛ إذ قبّل جبهته لما همّ بالانصراف.

إلى ذلك، أضاف سماحة العلامة بالقول: اليوم يقول السيد الوالد (المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي) بأن الإنسان يحسُّ بوجود الله تبارك وتعالى في كل أحواله.. وهكذا فإن درجات ومنازل يوم القيامة تترتب على هذا الأساس؛ فمن خشي مقام ربه أكثر، حظي عنده جل وعلا بمنزلة أكبر.

إن مفتاح السعادة يكون حيث يذكر العبد ربه سبحانه وتعالى على أي حال وفي قلبه خشية من الله.

يستفاد من بعض الروايات أن الإنسان عندما يقف يصلي، تهاجمه الشياطين وتحيط به، فتخطر على قلبه كل لذة، وكل ما يصرفه عن ذكر الله؛ ذلك لأن هناك نوعاً من الشياطين تأتي صوب الإنسان في مثل هذه الأوقات.

وتابع السيد العلامة يقول: لو فرضنا أن الله سبحانه ترك الإنسان وشأنه، طرفة عين، فماذا سيحصل له؟! ولنضرب على ذلك مثلاً: يحدث أن يصاب الإنسان أحياناً بالسكتة الدماغية، حيث يتوقف الدماغ عن العمل، ففي هذه الثانية أو اللحظة التي تحصل فيها السكتة، يصاب الإنسان بالشلل، وقد يستمر به الحال كذلك لأربعين عاماً أو أكثر أو أقل.. إذن، إذا توقف الدماغ عن العمل وعن إعطاء الأوامر والإيعازات للبدن، لثانية واحدة، فسيقع في ورطة وفي بلاء لا خلاص له منه حتى آخر عمر الإنسان.

فإذا نسي الله تعالى إنساناً ما، وذلك إذا نسي هذا الإنسان ربه، فستراه يقارف أنواع الخطايا أربعين سنة – مثلاً – دون أن يقدر على التخلص منها، مهما حاول التخلص والنجاة!!.

ومضى السيد العلامة حسين الشيرازي للقول: من الممكن أن لا ينظر الله تعالى للإنسان الغافل، ولو للحظة فتجد هذا الإنسان يبتلي بورطة لا يهتدي إلى مخلص منها، على مدى عشر سنين أو أكثر.. هذا هو خطر الإعراض عن ذكر الله.. على حين تجد في الطرف المقابل أن الإمام الصادق (ع) يجعل كل ذلك الاحترام لذلك الشخص (عيسى بن عبد الله) على أثر المداومة على ذكر الله عز وجل.. نسأل الله أن لا يكلنا لأنفسنا أبداً..

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الطيبين.