إدارة المؤسسات من التأهيل إلى القيادة

 

الكتاب: إدارة المؤسسات من التأهيل إلى القيادة

المؤلف: الشيخ فاضل الصفّار

الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر - بيروت / ط1 2002م

إن من المبادئ الأساسية في بناء الأمة وصيانة حقوقها، وإنقاذها من براثن الجهل والتخلف والاستبداد والعنف هو التعامل بالخلق الحسن، واحترام الآخر، واختيار الشورى كوسيلة - لا بديل عنها - في اتخاذ القرار.

فالفردية في الرأي أو في اتخاذ القرار هي نوع من الانحراف لا يجاري قوانين الحياة ولا طبيعة البشر الميّالة إلى التكامل والتعاون في كل مجالات الحياة.

والشورى في اتخاذ القرار هو المبدأ الصح - دون منازع -، فهو الذي شرّعته رسالات السماء، وسار على نهجه الأنبياء والأوصياء والصالحون (ع)، حيث قال تعالى: (وأمرهم شورى بينهم)، وحتى من كان خارج إطار الدين فقد لا يجد وسيلة غير الشورى لتسيير أموره والالتزام بمبادئه، وتحقيق آماله وإن اختلفت مسميات المجالس وتأطرت بصفات المجتمع الحديث.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن ضرورة الحياة واتساع حاجات البشر وارتفاع مستوى الطموحات بالقياس إلى التطور الهائل الذي صنعه في مختلف المجالات باتت من الدواعي الكبرى للالتزام بالمؤسساتية في إنجاز أي مهمة أو الوصول إلى أي هدف، فإن الأعمال الفردية أو البطولات التي كان ينجزها أفراد، وكذا الهزائم التي يسببها أفراد، باتت اليوم من عناصر الفشل في كل عمل.

لذا فإن النجاح والموفقية وتحقيق الإنجازات الكبرى على أي صعيد ومعترك لو لم ينتظم في المؤسسة والمؤسساتية فسرعان ما يتبدل إلى فشل، فإن من أهم أسباب تأخر الكثير من المجتمعات هو اعتمادها الأساليب الفردية في إنجاز المهام، حتى المؤسسات الدينية منها.

من هنا صدر حديثاً كتاب (إدارة المؤسسات من التأهيل إلى القيادة) عن دار العلوم للتحقيق والنشر في بيروت - لبنان، وفي 494 صفحة، لكاتبه الأستاذ الشيخ فاضل الصفار. تناول فيه عالم المؤسساتية ودورها الإنساني في تنظيم شؤون الحياة وحماية الأمة من دواعي الانحراف والفشل والسقوط، وصيانة حقوق الفرد ودينه وكرامته، فضلاً عن دورها الكبير في تحقيق الانتصارات في كافة الصعد الاجتماعية والسياسية.

صنّف الكتاب في سبعة أبواب، تضمنت فصول عدة، ومقدمة بقلم الكاتب حملت عنوان (دلالات وحقائق)، وكانت ضمن أربع نقاط:

في الأولى: أوضح الكاتب أن الانتظام ضمن المؤسساتية هو سبيل النجاح في أي بعد من أبعاد الحياة الإنسانية.

وفي الثانية: أشار إلى دور القيادة وأهميتها في سائر مناحي الحياة.

وفي الثالثة: أشار الكاتب إلى استراتيجية المؤسسات في إدارة أعمالها واعتمادها أهم الطرق التي توصلها إلى بر الأمان، كالمال، والمناصب والوجاهات، والتخصصات والخبرات، والمبادئ والقيم، وكانت الأخيرة هي غاية الكاتب في مراده من تأليف هذا السفر المهذب.

وفي الرابعة: أشار إلى أهم العوامل التي يجب توافرها كي تتقوّم بها الأعمال الإدارية.

كان الباب الأول بعنوان: (معالجة الأزمات الإدارية) ضمن خمسة فصول:

الفصل الأول بعنوان: (إدارة الأزمات.. الدوافع والحلو) وفيه إشارة إلى طبيعة النزاعات القائمة في كل جماعة أو فرقة أو مؤسسة، وكيفية التوصل إلى أسمى الحلول معها لتجعل من الجماعة أسرة متماسكة متعاطفة متعاونة ومتكاملة.

الفصل الثاني حمل عنوان: (كيف نواجه الأزمات؟) وذكرت فيه خطوتان ضروريتان لمعالجة كل أزمة، هما: تطويق الأزمة، واحتواء الأزمة، مع رسم الخطط العملية لذلك.

الفصل الثالث حمل عنوان: (التعامل مع الشخصيات الصعبة)، وفيه قسم الكاتب الأفراد إلى عدة أقسام حسب طبائعهم أو حالاتهم النفسية، فمنهم المتعقلون، والخاملون، والعاطفيون، الطامحون، والمصلحيون، والمتوترون، والمثاليون، والوظيفيون. ثم أشار إلى خصوصيات كل صنف منها وطرق التعامل معها.

الفصل الرابع حمل عنوان: (التعايش مع الشخصيات الصعبة)، ذكر فيه أنواعاً من الشخصيات الصعبة التي تهدد مسيرة المؤسساتية بالمزيد من التراجع والأزمات، فالنوع الأول هو الشخصيات اللامتوازنة، والنوع الثاني هو الشخصيات الحادة، وكلاهما يربك العمل والعاملين بالمزيد من المعارك الدعائية أو الكلامية. ثم طرح الحلول العملية التي ينبغي على المدير اتخاذها للحفاظ على مؤسسته، وقيادتها إلى آمالها في خير وسلام.

الفصل الخامس كان بعنوان: (إدارة المؤسسات.. أزمة مدراء أم أزمة حلول؟) وفيه تعرض الكاتب إلى أهم وأبرز المشكلات التي تواجه المدراء على اختلاف مهامهم ومستوياتهم.

أما الباب الثاني من الكتاب فقد اختص بموضوع (المفاوضات) وكان في عشرة فصول، دارت كلها حول طبيعة الحوار وسبل الوصول إلى مفاوضات بناءة وناجحة.

وتناول في الفصل الأول (تقنيات الحوار البناء والتفاهم المثمر) حيث أشار الكاتب إلى أن استخدام قواعد التفاهم البناء يسهل علينا التفاهم في كل مراحل الحوار أو أكثرها، لأنه يعبّد الطريق للتواصل والالتقاء.

أما في الفصل الثاني فقد دار الحديث حول (إنجاح المفاوضات في حدودها وضوابطها) وبين هنا كليات ثلاث تعتبر كقواعد أساسية في فن المفاوضات وهي: (ليس من المفيد أن نفاوض على كل شيء، وليس من الحكمة أن نحاسب أو نعاقب على كل شيء، ولا سلام مع التنازل عن كل شيء).

أما الفصل الثالث فقد حمل عنوان (قواعد الحوار والتفاوض) وقسم المفاوضات فيه إلى ثلاثة أقسام: المتشددة، والمرنة، والمتوازنة.

وأشار الكاتب إلى ما يجب أن يتمتع به المفاوض من الشرائط والصفات التي تمكنه من خوض غمار الحوار الهادئ البناء.

الفصل الرابع كان بعنوان (الاستماع ودوره في إنجاح التفاهم والحوار) وبين فيه ضرورة استماع المدراء والقادة إلى أصدقائهم العاملين، وعدم اعتبار ذلك مضيعة للوقت، وذكر الكاتب ثلاثاً من الأدوات الأساسية للاستماع الفعال، لما للاستماع من دور فاعل في رفع كفاءة المدير وحسن أدائه وتدبيره، فضلاً عما له من تأثير على الأفراد وإشعارهم بالرضا والاطمئنان والثقة.

الفصل الخامس حمل عنوان (أساسيات الحوار والتفاهم) وفيه يدور الحديث حول العلاقات التي ينبغي أن نقيمها بين بعضنا البعض كجماعات عاملة لها من اختلاف الرؤى والاجتهادات وتباين الأولويات الشيء الكثير.

الفصل السادس دار الحديث فيه حول (كيف نتعامل مع النزاع؟) وفي حال نشوبه كيف نتصرف لتخفيف أضراره، ونقله من المناطق المحتدمة بالغضب إلى المناطق الباردة التي يحكمها العقل والمنطق؟

الفصل السابع كان بعنوان (المؤتمرات وآليات النجاح)، حيث دار الحديث  حول كيفية الوصول إلى المؤتمرات، وضمان نجاحها، وتوفير عناصر استمرارها، وذكر هنا نقاطاً هامة للإجابة على ذلك.

الفصل الثامن كان بعنوان (الحوار والتفاوض.. خطوات أخرى باتجاه التعاون) حيث أشار إلى بيان أسلوب الحوار والقدرة عل زرع الثقة والاطمئنان في نفس الشريك، وإنصاف الناس من أنفسنا.

الفصل التاسع حمل عنوان (المفاوضون الناجون.. من التصعيد إلى التعاون) وفيه أوضح طريقة التكتيك العملي في المواقف التي يحتاج فيها الفرد إلى التفاوض والحوار، كالتهيئة والاستعداد المسبق وتحديد مصالح الطرفين، والتركيز على المشتركات، وصياغة المشاكل بشكل واضح ودقيق.

الفصل العاشر بعنوان (إدارة الخلاف.. المظاهر والمعالجات) وفيه إيضاح لأول مفاتيح الحل بالتأقلم مع حالة الخلاف ومعايشتها عن طريق امتصاص الغضب، وتوجيه الخلاف وفهمه أو تفهمه، ومعرفة ما إذا كان حالة سلبية أو لا.

الباب الثالث حمل عنوان (الأعمال الجماعية) وصنف فيه الحديث إلى خمسة فصول:

الفصل الأول بعنوان: (العمل الإداري.. من التفويض إلى فريق العمل) تناول فيه الكاتب معنى الإدارة عند المتخصصين وفي التحليل المنطقي، وكيفية عمل المدراء لتسيير الأمور وتدبيرها والتعاطي مع الآخر.

الفصل الثاني بعنوان (إدارة المؤسسات.. منهجيتان في النجاح والفشل) تضمن معرفة معايير النجاح والفشل في إدارة المؤسسات، وبيان مقوّمات الإدارة الناجحة، وكيفية معالجة الفشل ضمن خطة شاملة ومدروسة.

الفصل الثالث بعنوان (تنمية القدرات.. الأساليب والمهارات) وفيه معرفة ما يجب على المدير امتلاكه من المهارات التي تسهّل عليه عملية الإدارة بشكل جيد وإنجاز أصعب المهام.

الفصل الرابع بعنوان (تكامل العمل المؤسسي.. من الولادة إلى القيادة) وفيه بيان لكيفية إقامة المؤسسات بتوفير عناصر الوجود والاستمرار والبقاء كي تصبح المؤسسة قائمة والعمل فيها مؤسسياً حقيقياً.

الفصل الخامس بعنوان (مدراء المؤسسات.. بين ضغوطات النقد وضرورات العمل) وتعرض فيه إلى أساليب مواجهة الضغوط أثناء العمل ومعرفة مظاهر النقد السلبي وكيفية مواجهته؟

الباب الرابع حمل عنوان (إدارة الوقت) وصنف في فصلين:

الفصل الأول بعنوان (إدارة الوقت.. طرق علمية لكسب الوقت) وفيه إلفات نظر إلى تنظيم العمر واستثماره في البعدين الديني والدنيوي.

الفصل الثاني بعنوان (التحكم بالزمن.. إنجاز للمهمات ووصول للغايات) وفيه معرفة أن الزمان عنصر أساسي في تحقيق نجاحنا أو فشلنا في الحاضر، وبيان ما ينبغي معرفته من العلائم التي تدلنا على ضياع الزمان وسبب ضياعه.

الباب الخامس حمل عنوان (التعامل مع الإبداع) وصنف في أربعة فصول:

الفصل الأول بعنوان(كيف تصنع من نفسك مبدعاً؟)، وفيه يشير الكاتب إلى عملية ترتيب مهام العمل حسب أولوياتها لاستغلال الوقت بأسلوب أكثر كفاءة، وضمان فوائد حقيقية في الحياة العملية.

الفصل الثاني بعنوان (الإبداع الإداري.. الأهداف والمبادئ والأساليب) وهو دراسة لأفكارنا وأساليبنا في مجالات العمل، كي نبقي على الصحيح ونطوّره، ونتحرر من كل معتاد أو نمطي سلبي يعرقل عملية النمو والتكامل.

الفصل الثالث بعنوان (التغيير الإداري.. كيف ولماذا؟) وهنا بيان لماهية ودواعي التغيير الإيجابي والسمات التي يتصف بها، وكيفية التعامل معه.

الفصل الرابع بعنوان (إدارة الإبداع والخطط الخلاقة) أوضح فيه الكاتب أن طرق الإدارة الفاعلة والقدرة على التأثير الناجح والأخذ بزمام الأمور إلى المراتب الأعلى والأفضل هي من الإبداع، وبين الصفات الإبداعية في الأفراد كوسيلة لاكتشاف العناصر المبدعة.

الباب السادس حمل عنوان (القيادة) وصنف في فصلين:

الفصل الأول بعنوان (قيادة المؤسسات.. في بنيتها وأهدافها) وفيه أوضح الكاتب أن أفضل أسلوب يجمع بين ضوابط الإدارة وقيم الإنسان هو (إدارة المؤسسات بالقيم الإنسانية؛ لتضاؤل سائر القيم الأخرى أمام قيمة الإنسان وهدفيته؛ ولأنها لا تستلزم إلغاء الجوانب الإدارية الأخرى).

الفصل الثاني بعنوان (الشخصية القيادية.. السلطات والمهام) وفيه بيان الحاجة الضرورية في كل عمل ناجح إلى قائد، لأنه يعمل على تماسك أفراده واندفاعهم وحماسهم، وبيان المهام الأساسية له وخصائصه الشخصية والجوهرية.

الباب السابع حمل عنوان: (المؤتمرات.. عنصر آخر من عناصر القيادة) وصنف إلى أربعة فصول:

الفصل الأول بعنوان (الدعوة إلى الإنصاف) وكما ورد عن أمير المؤمنين(ع) قوله أن (الإنصاف يرفع الخلاف ويوجب الائتلاف) وقد كانت دعوة من الكاتب إلى هذه الفضيلة وتوجيهاً للمدراء والقادة في هذا المجال.

الفصل الثاني بعنوان (باتجاه المؤتمرات) وفيه ينطلق الكاتب من مقولة: إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وينبغي سلوك الطرق الصحيحة إلى الممكن كي نوجده ونبدله إلى واقع ملموس.

الفصل الثالث بعنوان (مؤتمرات الإنقاذ.. نهج لابد منه) وفيه تناول الكاتب طبيعة الاجتماعات واللقاءات باعتبارها ضرورة لابد منها.

الفصل الرابع بعنوان (إدارة المؤتمرات.. الملامح والمقومات) أوضح فيه الكاتب أن عناصر الوجود بمثابة المقتضي والداعي إلى العمل، والمقتضي وحده لا يؤثر أثره ما لم يرتفع من أمامه المانع، كي يصل العمل إلى مرحلة الإنجاز، ويصل الإنجاز إلى مرحلة العطاء لذا فلابد من دراسة المعوقات والحواجز التي تمنع من ذلك.