إنقاذ العتبات المقدسة في العراق.. من مؤلفات الإمام الشيرازي(قدس سره)

 

الكتاب: إنقاذ العتبات المقدسة

المؤلف: السيد محمد الحسيني الشيرازي

الناشر: هيئة محمد الأمين (ص)، الكويت

الطبعة: ط1، 2002م.

الصفحات: 39ص، قطع وسط

عرض: بشير البحراني/ عضو تحرير موقع قطيفيات

في هذا الكتاب يطمح الإمام المجاهد آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس الله نفسه الزكية) بأن تحظى العتبات المقدسة باستقلالية تامة دون أن تخضع لأية حكومة ظالمة، تماماً كما ينبغي أن تحظى الحوزات العلمية بذات الاستقلالية التامة.

ومنذ البدء يقف الإمام المؤلف عند وضع العتبات المقدسة في العراق، ويتساءل: هل بإمكاننا تحرير العراق والعتبات المقدسة فيه من القبضة البعثية المستبدة ونجعلها مفتوحة أمام الجميع؟

يجيب سماحته عن هذا التساؤل: «الجواب إنه ممكن وغير بعيد ولكن بشرط أن نقوم بتقديم ما يوازي هذا الطموح، وأن نعمق هذا المفهوم في أذهان الناس ليشعروا بأهميته، ويصبح من شغلهم الشاغل وذلك بعد أن نرفع مستوى تفكيرهم ونجعلهم يستشعرون حقيقة الواقع المأساوي الذي يعيشونه ونقنعهم بضرورة مواصلة العمل وتجاوز الصعوبات لتحقيق أهدافهم الدينية» [ص10].

ومن هنا فالإمام المؤلف يدعو المبلغين والكتّاب على وجه الخصوص ليتحملوا مسؤولياتهم كاملة في هذا المجال، وأن يعملوا على استخدام البيان والقلم لتعميق الوعي وتحديد الأهداف بما يساعد على خدمة قضايانا الإسلامية وينشر الثقافة الدينية، حيث أن الإمام المؤلف يؤمن بأن جميع المعتقدات الصحيحة أو الباطلة تعتمد في ظهورها على هذين العاملين (اللسان والقلم).

لذلك لا بد على العلماء المبلغين والكتّاب أن يعوا ضرورة الاهتمام بالرأي العام وتوجيهه، وذلك لما للرأي العام من أثر كبير في استقرار المجتمع وتحقيق متطلباته واستعداداته في مختلف المناحي والجوانب.

هكذا يرى الإمام الشيرازي (قدس سره) بأن «المرحلة الأولى لإنقاذ العراق والعتبات المقدسة هي تعبئة الرأي العام وتجنيد القلم واللسان لهذه المهمة» [ص16]. أما المرحلة الثانية فينبغي فيها الالتفاف حول الشخصيات الإسلامية القيادية واعتماد لغة الشورى بينهم.

ولهذا فالإمام المؤلف يقرر بأنه إذا ما توَّحد الشعب العراقي والتف حول قيادة شورى الفقهاء المراجع؛ فإنه بالتأكيد سيسقط حزب البعث العراقي وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة. وحتى لا يلوح لنا هذا القول كقول خيالي مبالغ فيه، فإن الإمام المؤلف يواجهنا بقوله مباشرة: «هذا الأمر ليس أمراً بعيداً أو مجرد أمنية، وإنما مسيرة الأحداث عند الكثير من شعوب العالم تثبت ذلك في الماضي والحاضر، ومستقبل العالم يقاس دائماً على الماضي» [ص17].

هكذا الإمام الشيرازي (قدس سره) دائماً يطرح حلوله بعيداً عن لغة العنف الذي يحسبه البعض الحل الأنسب، بينما ينادي الإمام الشيرازي بملء فيه بأن الإسلام لا يعرف سوى لغة السلم واللاعنف، ولذلك ينبغي أن تكون جميع حلول مشاكلنا مبنية على هذا الأساس.

ولأن الحديث عن القيادة الإسلامية، فالإمام المؤلف يرى أن من شروط القائد أن يهتم بجميع ما يمكنه تحقيق السعادة إلى الشعب والمواطنين، وأن ينشغل الجميع بالعلم والعمل والدعاء، ولذلك فعلى القادة أن يتأسوا بالرسول الأعظم (ص) وأهل البيت (ع) في كيفية القيادة وشروطها.

يعاود الإمام المؤلف الحديث عن مستقبل العراق، ويرى أنه لا بد من تبيان المقومات الأساسية التي تضمن حرية العراق وإدارة عتباته المقدسة، وذلك إذا كنا نرغب في رسم بعض الملامح المستقبلية للعراق، وهذه المقومات هي:

1- المؤسسات الدستورية.

2- التعددية الحزبية.

3- شورى المراجع.

بتحقق كل هذه الأمور بإمكان العراق والعتبات المقدسة فيه أن تشهد غداً أفضل أكثر إشراقا.