لدى استقباله جمعاً من النسوة المؤمنات بمناسبة الأيام الفاطمية آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي: الزهراء (ع) أسمى نموذج يمكن أن تقتدي به المرأة في سائر شؤونها الحياتية |
قم - النبأ: استقبل المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي في مكتبه بقم المقدسة مجموعة كبيرة من الأخوات المؤمنات، بمناسبة الأيام الفاطمية، حيث ألقى سماحته كلمة دارت حول منزلة السيدة الزهراء (ع)، فيما يأتي نورد جانباً منها: فقد استهل سماحة السيد المرجع كلمته بالحديث القدسي - وهو عبارة عن خطاب للرسول الأكرم (ص): (لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما)، وقال: لقد سمعتم وعرفتم ماذا جرى في التاريخ من وقائع، إثر استشهاد رسول الله (ص)، فلولا وجود الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لانمحى كل شيء، وكان معاوية بن أبي سفيان يقول علناً، سأسعى بالقدر الذي أستطيع به دفن اسم محمد (!!)، فإذن لولا الإمام علي بن أبي طالب (ع)، لما خُلق النبي المصطفى (ع). وهذا هو معنى (لولا علي لما خلقتك). وكذلك لو فرضنا أن الله تعالى تفضل بخلق النبي محمد (ص) والإمام علي (ع)، ولكن لم يخلق السيدة الزهراء (ع)، فمن ذا الذي سينجي، بشكل ظاهر ودونما معجزة، علياً بن أبي طالب، عندما شدّوا وثاقه، واقتادوه والسيوف مسلطة على رأسه الشريف، يريدون قتله، في قصة معروفة للجميع، فلولا السيدة الزهراء (ع) لقتل الإمام علي (ع) في ذلك اليوم، ولانتهى وانمحى كل شيء. فليس معنى الحديث القدسي المتقدم - والكلام لسماحة السيد المرجع - أن علياً بن أبي طالب أفضل من النبي (ص)؛ إذ إن الأفضلية موضوع آخر مختلف، بل المراد من الحديث معنى الإلغاء، ونظيره معنى الآية المباركة (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)، في قصة الغدير المشهورة، فبعد مضي ثلاث وعشرين عاماً من السعي الدؤوب، وتحمل المصاعب والأهوال والأذى والقتال، على طريق نشر الرسالة الإسلامية، يقول القرآن الحكيم في العام الأخير، أي العام 23، بما يعني أن لولا إعلان الغدير، لأضحت كل تلك السنوات بحكم اللاشيء، وبما يعني أيضاً أنه لو لم يصنع الرسول الأكرم (ص) ما صنع في واقعة غدير خم، لألغيت النبوة. وتابع سماحة السيد المرجع يقول: إن السيدة الزهراء (ع) والنبي المصطفى (ص) والإمام علي (ع) يأتون في المرتبة الأولى. وإن من لوازم مقام السيدة فاطمة الزهراء (ع) مسألة الولاية التشريعية والولاية التكوينية؛ فإذا ما قالت السيدة الزهراء (ع) شيئاً، يصبح من الواجب على جميع الأنبياء والأولياء والملائكة وسائر الخلق من الإنس والجان، الامتثال له، كما أكده حديث الإمام الباقر (ع)، فهي (ع) حجة على النساء والرجال، إلا أن الأمر يكتسي بنوع من الخصوصية بالنسبة للنساء، فماذا تحب الزهراء (ع)، ماذا تريد للمرأة؟ ثم إنها بنت رسول الله (ص) فلتنظر المرأة كيف كانت الزهراء تعامل أباها (ص)؟ الزهراء (ع) كانت زوجة أمير المؤمنين الإمام علي (ع)، فكيف كان تعاملها مع الإمام علي (ع)؟ كما أنها كانت أماً للإمامين الحسن والحسين (ع)، والسيدة زينب الكبرى (ع)، والسيدة أم كلثوم (ع)، فكيف كانت تعامل أبناءها؟ كل ذلك دروس من السيرة العطرة لسيدة نساء العالمين (ع)، ويتعين على كل امرأة أن تتخذها نماذج تطبقها بحذافيرها على حياتها، وطريقتها في العيش والتعامل مع ميادين الحياة.. وهناك أمر أهم وهو الهدف الذي استشهدت لأجله الزهراء، فهي (ع) فدت الإسلام بنفسها الطاهرة. فالواجب على النساء شيئان - كما يفهم من حديث ابن الزهراء الإمام علي بن موسى الرضا (ع) - هما: تعلم علوم أهل البيت (ع)، وتعليمها للناس. ثم قال آية الله سماحة السيد صادق الشيرازي، مخاطباً الأخوات المؤمنات الحاضرات: إذا ما وجدت امرأة واحدة لا تعرف أهل البيت (ع)، فكل واحدة منكن مسؤولة حيالها، وكذلك لو كانت هناك امرأة واحدة لا تعرف واجباتها ووظائفها، فالواجب على جميع النساء توجيهها، فإذا قمتن بتبليغها، لكنها لم تفعل، فأنتن معذورات. إن الواجب الكفائي يعني أنه ابتداءً يكون واجباً على الجميع، إلا أنه إذا قام به شخص فيه الكفاية، فإنه يسقط عن الباقين، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه لن تحرز فيه الكفاية حتى إلى عشر سنوات بل إلى خمسين سنة قادمة؛ ذلك لأنه مهما عملنا في هذا المجال فإنه ليس بكافٍ. وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين. |