لدى استقباله جمعاً من طلاب وعلماء الهند آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي يشدد على استنفار الطاقات لهداية الشباب إلى الدين الإسلامي الحنيف |
||||
استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي في مكتبه بقم المقدسة، مجموعة من الطلاب وعلماء الدين القادمين من الهند، وألقى فيهم كلمة قيمة، نذكر فيما يأتي مقتطفات منها: في مستهل كلمته، قال سماحته: أنتم أيها السادة مسلمون، ومن أتباع أئمة أهل البيت(ع)، وأنتم من أهل العلم أيضاً. هذه ثلاث خصال اجتمعت فيكم؛ فكل واحد منكم يمتلك قوة وطاقة عظيمة، والمهم هنا هو أنكم كيف تستثمرون هذه الطاقة. من الممكن أحياناً أن يشكل شخص واحد أمة، رغم أنه لا يملك أية إمكانات، أو لعله كثير الهم والمشاكل. غاندي كان مجرد إنسان يعيش في الهند، وأنتم أيضاً أناس تنتمون إلى البلد نفسه، ويبدو أن غاندي لم يكن طالباً ولا شيعياً، ولا مسلماً أيضاً، وأنا لست في مقام مدح ذلك الرجل. القرآن الحكيم يخاطب المسلمين بما معناه: لماذا تتهربون من القتال؟! نعم القتال صعب شديد على النفس، وأهوال القتال الكثيرة، ولكنه يؤكد السؤال نفسه: لماذا تهربون من القتال؟ إذا كان القتال شديداً عليكم، فهو شديد أيضاً على الكفار.
أنتم تستطيعون أن تخلصوا الهند من استعمار الشيطان، فهناك حوالي ألف مليون إنسان، وأكثرهم مملوءة رؤوسهم بالخرافات. لقد كتب غاندي، أنه لما كان في السجن، ويطلب غذاءً وماءً يأمره الإنكليز أن يمد يده ويخرج لسانه من فمه، وفي هذه الحالة الذليلة فقط يعطونه الماء والغذاء.. فإذا كان يوم القيامة، وأوقف غاندي إلى جانبكم، فماذا سيكون جوابكم لله سبحانه وتعالى؟!. إلى ذلك؛ قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله): إن الإسلام الواقعي هو التشيع، والتشيع عبارة عن واقع تكويني، قبل أن يكون مذهباً، وكلما اقترب منه الإنسان أكثر كلما ازداد اعتقاداً به أكثر. المعاندون هم قلة قليلة، وأولئك الذين يخالفون التشيع أكثرهم لا يعلمون، والشخص الذي لا يعلم، سيتغير ويتبدل بمجرد أن يعلم. هنالك كتاب - والكلام للسيد المرجع - اسمه (أنيس الأعلام) وهو من تأليف محمد صادق فخر الإسلام. هذا الشخص كان يعد رئيس علماء النصارى في وقته، كما أن أباه وأجداده كانوا من علماء النصارى، باحثه وناقشه أحد علماء الشيعة، فاعتنق الدين الإسلامي، وصار يتعبد بالمذهب الشيعي. وألف ذلك الكتاب (أنيس الأعلام) موضحاً فيه كيف ولماذا صار مسلماً. ومضى سماحة السيد المرجع يقول: أنقل لكم قصة، كنت أنا شاهداً فيها؛ ناقش أحد أهل العلم، وكان شاباً في حوالي سن الحادي والعشرين، أستاذاً جاميعاً مسيحياً. قال هذا الشاب العالم الشيعي للعالم المسيحي: أنا عالم وأنت عالم أيضاً، ونتبع دينين مختلفين، وبما أننا عالمان، فلابد أن أحدنا يدخل الجنة، والآخر يدخل جهنم، فإذا كنت من أهل جهنم، فأنا بصفتي محباً للإنسانية، ستأخذني الحسرة والحيف عليك؛ إذ ستدخل النار، أما إذا كنت أنا - بنظرك - من أهل جهنم، فلابد أنك ستتحسر عليّ إذ سأرد النار. فمن الجيد أن نتباحث، فإن تبين أن النصرانية حق، اتبعتها، وإذا تبين أن الإسلام هو الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، فمؤسفٌ جداً أن تصير من أهل جهنم. ثم قال له: نحن المسلمين نحترم السيد المسيح (ع) أكثر منكم، ودليل ذلك كتاب (شرائع الإسلام) الذي يقول: من سبّ السيد المسيح (ع) يقتل، على حين ورد في كتابكم الذي تسمونه كتاباً سماوياً سب للسيد المسيح. فاندهش العالم المسيحي، فقال له العالم الشيعي: أنا أقرأ لك نفس عبارة الكتاب المقدس، ولكن قبل ذلك اسألك أنه إذا قال لك شخص ما أنك ملعون أفلا تعتبر قوله هذا سباً؟ فقال العالم المسيحي: بلى. قرأ له عبارة الكتاب المقدس، فقال المسيحي معترضاً: هذا غير ممكن، فأنا منذ طفولتي قرأت الكتاب المقدس، فلم أجد هذا الشيء الذي تقول (!!) وأضاف: لعلكم أنتم المسلمون طبعتم الكتاب المقدس وأضفتم هذا الشيء من عند أنفسكم، لتحتجوا به علينا؟!!. فقال العالم الشيعي:
ثانياً: أنتم تنفون التحريف، حسناً أنا آتيك في منزلك وأريك هذا الشيء في الكتاب المقدس عندك، فإذا ثبت لك صدق مدعاي، فماذا ستصنع؟!. وهكذا تواعد الإثنان، إلا أنه لما حضر الموعد غاب العالم المسيحي عن منزله!. وختم سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي حديثه بالقول: اشحذوا هممكم، واسعوا لهداية الشباب في بلادكم، وأروهم الأشياء الموجودة في كتبهم، فمثلاً يوجد في كتبهم تلك أنه إذا شمّت بقرة يد أحدٍ، صارت تلك اليد نجسة، ولكن بول البقرة وروثها طاهران!!. أتمنى ببركة الإسلام والقرآن والأئمة المعصومين أن تتوفقوا ليس فقط لهداية الآلاف، بل الملايين، وتستطيعون ذلك إنشاء الله تعالى.. وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.. |