مستقبلاً جمعاً من الشباب المؤمن.. آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي يؤكد على الاستزادة من الأعمال الحسنة كشرط للسعادة الدنيوية والأخروية |
||||
قم/ النبأ: استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في مكتبه بمدينة قم المقدسة جمعاً من الشباب المؤمن، وألقى فيهم كلمة توجيهيه، فيما يلي جانب منها: ابتداءً قال السيد المرجع: نقل أن السيد المسيح (ع) كان يجتاز في صحراء، بصحبة ثلاثة أشخاص، حتى وصلوا إلى قرية خربة ليس فيها أحد. ولدى مرورهم من تلك القرية رأوا ثلاث قطع من الذهب، عندها قال أولئك الأشخاص للسيد المسيح (ع): نحن نتوقف هاهنا!!، ولما أراد النبي عيسى (ع) منهم مواصلة الطريق، أجابوه بالقول: اذهب أنت وعد إلينا تلقانا هنا، فقال (ع) لهم: احذروا من أن يهلككم الذهب! ومضى. قرر الأشخاص الثلاثة أن يقتسموا الذهب فيما بنيهم، إلا أن أحدهم اقترح عليهم اقتراحاً قائلاً: نحن ثلاثتنا نعاني من الجوع، فليذهب أحدنا إلى المدينة ليبتاع لنا الطعام، حتى إذا شبعنا، قسمنا الذهب بيننا.. وهكذا ذهب أحدهم ليحضر الطعام. اتفق الاثنان الباقيان على قتل صاحبهما في حال عودته، ويستأثران بالذهب. وفي نفس الوقت عندما وصل الشخص الثالث إلى المدينة حدثته نفسه بأن يشتري طعاماً ويجعل فيه السم، ويتخلص من الاثنين الآخرين، ليستفرد هو بالذهب.. قدم هذا من المدينة ومعه الطعام المسموم، وبمجرد أن رأياه، انقضا عليه فقتلاه، فلما انتهيا منه جلسا يأكلان الطعام، حتى شبعا، فماتا من فورهما من أثر السم. رجع نبي الله عيسى (ع)، فرأى الذهب في موضعه، وإلى جانبه القتلى الثلاثة!!.
هذا من الناحية الشرعية، ولكن من الناحية الدنيوية، فإن النوايا السيئة تترك آثارها السيئة أيضاً.. إن القلب والنفس الطيبة يتمتعان بالسكينة والهدوء. يقول سبحانه وتعالى في الذكر الحكيم: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) طه/124؛ فالإسلام مثلما هو لصلاح آخرة الإنسان، فهو أيضاً لصلاح دنياه، وذو الدين الذي يصلي عن إيمان راسخ، تكون فعاله حسنة، وحتى لو واجه ألف مشكلة فإنه يصمد ويثبت. وأردف سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي يقول: ليس المهم أن يأكل الإنسان طعاماً جيداً، بل المهم أن يكون قلبه سعيداً (ع)الرضى النفسي)؛ فاسعوا لئلا تعملوا عملاً قبيحاً، ولئلا تضمروا نوايا سيئة، في حياتكم المقبلة، لأن ذلك سيعود عليكم بالضرر. في الأمم التي سبقت ظهور الإسلام، كان يحصل أن يرى أناس من عاديون الملائكة - نظراً لمصالح إلهية - ويسمعوا أصواتهم. روي أنه كانت امرأة فقيرة تعيش في قرية تقع قرب نهر أو بحيرة، وكانت تذهب في الأيام إلى النهر أو البحيرة، وتجلس عند ضفته لتغسل بعض الألبسة والأواني، وكان الأمر يتطلب منها أن تمكث هناك اعتباراً من الصباح حتى العصر، لتعود بعد ذلك إلى منزلها، وكانت تصطحب طفلاً صغيراً، مع عدد من رقائق الخبز، لتأكلها مع طفلها عند حلول وقت الغداء. وذات يوم، حين كانت المرأة مع طفلها عند ضفة النهر، مر كلب جائع، ومن ثم وقف، وجعل ينظر إلى الخبز الذي في حوزة المرأة، فلما أحست المرأة بجوع الكلب، رمت له برغيف الخبز، فأكله ومضى.. في غضون ذلك كان الطفل مشغولاً باللعب، لكنه علا صوته فجأة بالصراخ، التفتت إليه أمه، فرأته عالقاً من قميصه بفم ذئب جائع، ويركض به، وبحكم عاطفة الأمومة، راحت المرأة تتبع الذئب، بأقصى سرعتها، وفجأة رمى الذئب الجائع الطفل من فمه وهرب... وعلى الأثر سمعت الأم صوت أحد الملائكة، يقول لها: «لقمة في مقابل لقمة»؛ أي أعطيت لقمة، وأعطيناك لقمة!.
وفي نهاية كلمته، قال سماحته: خصص من كل أربع وعشرين ساعة من وقتك، مدة خمس دقائق تتحقق خلالها بصورة لحظية، فيما عملته وفيما لم تعمله، فإذا كنت قد عملت عملاً حسناً، فاشكر الله عليه، وإذا عملاً سوءاً فاستغفر الله منه، وصمم على أن لا تعود له ثانية.. هذا هو مفتاح النجاح والموفقية.. وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين. |