السيد مصطفى القزويني: احداث سبتمبر اضرت بالمسلمين اكثر من الامريكيين |
ليس خافيا اسمه فيما لو أطلق على نطاق ولاية لوس أنجلس الأميركية بل على نطاق الولايات المتحدة، لمكان نشاطه الجاد في سبيل تحسين صورة الإسلام أمام العالم طوال المدة التي قضاها في الولايات المتحدة الأميركية، ولعله أول شخصية علمائية إسلامية تقابل الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش. إنه سماحة العلامة السيد مصطفى القزويني الذي يرأس واحدا من المراكز الإسلامية الهامة في ولاية لوس أنجلس. مجلة النبأ انتهزت فرصة زيارته إلى دمشق لتجري معه حوارا، فكان أن استجاب سماحته لتلك الدعوة، فكان لها معه حوار مفصل سوف تقوم المجلة بنشر تفصيله على صفحات المجلة في عددها القادم لمناسبته لملف العدد حول الاسلام والغرب. تركز الحوار حول موضوع علاقة الغرب بالإسلام، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ـ أيلول ـ وتداعيات تلك الأحداث المروعة، وتأثيراتها على تلك العلاقة. فقال سماحته على أن هذا الحدث الدامي، والذي راح ضحيته الأبرياء، لم تكن تأثيراته لتطال الأميركان حسب، بل ان ما تسببه من الضرر للمسلمين سواء منهم المقيمين في الغرب، الدول الإسلامية قد يفوق تلك الأضرار التي تكبدها الغرب من ذلك الحدث. إن أحداث أيلول كانت ـ والكلام للسيد القزويني ـ قد هدمت جهود عقود مضنية من العمل الذي قامت به جماعات المسلمين في الغرب من أجل إظهار الصورة الحقيقية للإسلام أمام الرأي العام الغربي، عوضا عن تلك الصورة النمطية التي رسمتها الجماعات المتطرفة الغربية للإسلام مما أدى إلى تنفير الغرب منه. فاليوم يتعين علينا البدء من جديد لبلوغ الهدف الذي مر ذكره، حيث أتخذت المسألة اليوم بعدا آخر، فالمسألة ليست مسألة تحسين صورة الإسلام فقط، وإنما اتخذت جانب دفاع المسلم عن حياته، وهذا ما جعل كل مسلم مقيم في الغرب معنيا بها، وملزم بممارستها حيثما كان. بالإضافة لذلك تناول اللقاء موضوع حوار الحضارات، الذي كثر الحديث عنه بشكل استثنائي بعد أيلول، والحاجة إلى مثل ذلك الحوار. حيث أكد القزويني على أهمية مثل هذا الحوار، وتزايد تلك الأهمية بعد الحادي عشر من سبتمبر، ولكن شريطة أن يكون بين الأطراف التي تعد من الإعتدال بحيث تتوافر لديها النية الحقيقية للتحاور. وأضاف سماحة السيد في حديثه بأن شرط الحوار المثمر قيامه على أساس التصارح، وهذا التصارح ليس من شأنه أن يستفز المتحاورين بل يعطي دافعا لاستمرارية الحوار، وهذا الرأي ناشيء من تجارب خضناها في حوارنا المستمر مع المعتدلين من المسيحيين هناك، حيث كنا نصرح في بداية كل حوار على ضرورة الإبتعاد عن المجاملات، والإطراءات. ويملك السيد القزويني املا كبيرا في مستقبل الاسلام والغرب حيث يستشرف افاقا ايجابيا قد بدأت عند الامريكييم الذين يبدوا انهم متلهفين اكثر لمعرفة حقيقة الاسلام خصوصا بعد احداث سبتمبر، ولكن كل ذلك يحتاج الى جهود جبارة وصبر جليل ووقت طويل. تتمنى مجلة النبأ التوفيق والنجاح لسماحة السيد القزويني في اداء مهامه الشرعية ولكل العاملين في بلاد الغرب. |