دراسة تؤكد.. استراتيجية اعلامية لتصحيح صورة الاسلام لدى الغرب |
اكدت دراسة اصدرها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام ضرورة التنسيق بين الدول الاسلامية لاعداد استراتيجية اعلامية لتصحيح صورة المسلمين والعقيدة الاسلامية لدى الغرب لاسيما بعد انعكاسات احداث الحادى عشر من سبتمبر واقترحت عدة وسائل للوصول لهذا الهدف. وقالت الدراسة انه على الرغم من أن الصورة النمطية المشبوهة للاسلام والمسلمين ليست جديدة فى الاعلام والفكر الغربى والأمريكى بصفة عامة فان الهجوم على الولايات المتحدة أسهم فى اعادة بث هذه الصورة النمطية ولكن بدرجة عالية من الكثافة المحملة بتبريرات ممارسة سياسات أكثر عنفا وضغطا على حكومات العديد من البلدان الاسلامية . ولاحظت انه كل من كانت له مشكلات قديمة أو حديثة مع الاسلام والمسلمين وجد فى هجمات سبتمبر فرصته التاريخية فانتهزها واذا كان الاعلام الغربى والأمريكى مشهودا له بالقوة والقدرة على التأثير فى المشاهد مما ساعد على تكثيف التشوه للاسلام والمسلمين . واعتبرت ان عدم قدرة المجتمعات المسلمة فى تقديم صورة بديلة أضاف بدوره الى هذا التشوه الأمر الذى يطرح بدوره الحديث عن الدور الذى يجب أن يضطلع به المسلمون لتصحيح صورة الاسلام وتوضيح عدالة قضيتهم خاصة وأن العالم يبدى اهتماما غير مسبوق لمعرفة الاسلام وقيمه ورسالته . واشارت الى ان هذه المهمة لا يقتصر القيام بها على الحكومات وانما يتطلب انجازها تضافر جهود رسمية وشعبية اعلاميا ودينيا وثقافيا على نحو متناغم ومتجانس ووفق استراتيجية من عدة مراحل يكون هدفها الرئيسى توضيح حقائق الحياة الفكرية فى تاريخ المسلمين وواقعهم المعاصر معا وابراز التعاليم الحقيقية للاسلام وسماته العالمية وأسسه الأخلاقية وتركيزه على قيم العدل والمساواة والكرامة الانسانية والتعددية الفكرية. واكدت ان التنسيق بين الدول الاسلامية لعمل استراتيجية اعلامية تقدم الصورة الصحيحة للاسلام فى العالم الغربى لم يعد قابلا للجدل أو التراخى أو التأجيل الى حين مقبل . واقترحت ان يكون اول بنود هذه الاستراتيجية المقترحة انشاء قناة فضائية اسلامية عالمية ناطقة بأكثر من لغة عالمية تشرف عليها منظمة المؤتمر الاسلامى ورابطة الجامعات الاسلامية والجامعات العربية يكون هدفها شرح وجهة النظر الاسلامية والعربية فى القضايا المعاصرة وكذلك الرد على الافتراءات التى يطلقها الاعلام الغربى ووسائله حول الاسلام وخلطها المتعمد بين الارهاب والاسلام . كما اكدت على ضرورة تشجيع ثقافة الحوار التى تبدأ بالاعتراف بالآخر واحترامه مشيرة الى ان الحضارات لا تتصارع ولكنها تتقارب وتتعارف ولذا من الأهمية بمكان تصحيح الموقف من الآخر وتوضيح أن المسلمين والعرب ليسوا أعداء لأحد بل هم شركاء لبقية الشعوب والأمم فى تعمير الأرض وتنميتها . وقالت انه من هنا تبرز أهمية وضرورة الحوار والتواصل بين الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية وتوفير التمويل المطلوب للقيام ببحوث علمية لتطوير العمل الاعلامى واستثمار المعطيات الحديثة وثورة الاتصالات لتحقيق أوسع انتشار للرسالة الاسلامية وتوظيف الآليات والوسائل الحديثة للاتصال من أجل تحقيق أكبر انتشار ممكن للمسألة الاعلامية الاسلامية . كما اكدت اهمية الدخول بقوة الى عالم الانترنت وذلك بتخصيص مواقع مميزة لخدمة أهداف التوعية الاعلامية وتصحيح المفاهيم المغلوطة والتنسيق مع القنوات الفضائية العربية والاذاعات الدولية والصحف الناطقة باللغات الأجنبية ومعدى المواقع على الانترنت من أجل بث رسالة اعلامية موجهة للمشاهد الغربى تعمل على توضيح حقائق الحياة الثقافية والفكرية والسياسية فى العالم العربى والاسلامى بطريقة جاذبة وواقعية . واقترحت تشكيل جمعيات الصداقة العربية - الأوروبية والأمريكية والمنظمات والمؤسسات والجمعيات الأهلية التى تعمل فى الغرب ولها نشاطات فكرية وثقافية بحيث تكون بمثابة قنوات فكرية واعلامية لتصحيح التشويه اللاحق بالصورة العربية والاسلامية والتصدى المنهجى والعقلانى والمستند الى دراسات رصينة لدعاوى المستشرقين خاصة المعروف عن كتاباتهم التشويه العمدى للدعوة الاسلامية والنيل منها. ودعت كذلك الى توفير ترجمة للقرآن الكريم وكتب التراث الاسلامى باللغات الأجنبية واقامة حلقات وندوات فكرية فى العواصم الغربية حول المفاهيم الواردة فى القرآن الكريم ذات الصلة بالقضايا السياسية لاسيما الجهاد وطبيعة الدعوة للاسلام عبر الحوار والحسنى وتنظيم العلاقة مع غير المسلم واعادة طبع كتب المسيحيين الكبار الذين اعتنقوا الدين الاسلامى من أمثال جارودى والسفير الألمانى مراد هوفمان وغيرهم كثيرين بلغاتهم الأصلية وبلغات أخرى مثل الانجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية على أن يتم نشرها وتوزيعها بأسعار مدعمة . كما اقترحت ارسال الدعاة المؤهلين لغة وثقافة ومعرفة دقيقة بتاريخ الاسلام ودعاوى المستشرقين المنحازة وكيفية الرد عليها الى أوروبا وأمريكا لعقد الندوات والمحاضرات واثارة القضايا الفكرية ذات الصلة ونشر عدد من الكتيبات باللغات الأجنبية المختلفة حول المفاهيم الاسلامية الأساسية بحيث توزع فى المجتمعات الغربية والأمريكية لتكون أساسا لمعرفة موضوعية عن الدين الاسلامى . وحثت على تنشيط دور المراكز الاسلامية فى العالم الغربى لأنها الأماكن التى تتجمع فيها الجاليات الاسلامية وامدادها بالكتب والمنشورات والمطبوعات المختلفة حول الاسلام وتاريخ المسلمين وقضاياهم المعاصرة . وخلصت الى القول بان نجاح المقترحات السابقة يتطلب اطلاق حركة ثقافية اسلامية نشطة ومستنيرة واطلاق حرية الاجتهاد المؤسس على القواعد الشرعية السليمة وتكثيف الانتاج الفكرى والثقافى والفلسفى بهدف توضيح حقائق الحضارة العربية والاسلامية ودعوتها دائما الى تصحيح ما تبثه عن الواقع الاسلامى بكل مفرداته وعناصره . وقالت أن التخلص من الرواسب التاريخية ليس بالأمر السهل خاصة اذا كانت مبنية على تراكمات نابعة من معلومات مغلوطة وخاطئة تقدمها برامج ومناهج التعليم فى المدارس والجامعات الأوروبية والأمريكية عن الاسلام فى مواد التاريخ والدين والتربية القومية تسهل من اتخاذ مواقف مناهضة ضد الاسلام والمسلمين الأمر الذى يوجب على دوائر المؤتمر الاسلامى الثقافية والدبلوماسية تتبع وبحث ودراسة مثل هذه المناهج المختلفة بالدول العربية والسعى المنظم الى تصويبها . وذكرت ان العمل لتحسين صورة الاسلام والمسلمين فى الخارج لا ينفصل عن اصلاح الداخل مما يشوبه من غياب الديمقراطية والحريات وضعف مؤسسات المجتمع المدنى وانتشار الفساد وعدم احترام حقوق الانسان العربى فكل هذه معوقات تسهل أداء الاعلام الغربى والأمريكى فى تشويه صورة الاسلام والمسلمين وتعرقل فى الوقت نفسه كل الجهود الرامية لتحسين هذه الصورة. (كونا) |