حق الأبناء على الآباء

من محاضرات آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي

النبأ / قم: في اطار محاضرته الاسبوعية ألقا سماحة آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي محاضرة في مدينة قم المقدسة في إيران حول حقوق الأبناء على الوالدين جاء فيها..

توجد في الدين الإسلامي الحنيف قاعدة أساسية ومهمة جداً، ألا وهي قاعدة التكافؤ، والتكافؤ يعني أن الحق يقابله الواجب، وأن الواجب يقابله الحق؛ ولا وجود لحق من دون واجب، كما لا وجود لواجب من دون حق.

نحن نظن دائماً أننا أصحاب حق فقط؛ فالزوج يعتقد أنه هو صاحب الحق على أسرته.. هذا اعتقاد خاطئ، وهو منشأ الكثير من المشاكل.

نعم، إن للزوج حقاً، وله أن يفكر في هذا الحق، ولكن في مقابل هذا الحق هنالك واجب عليه. إذا حصل وأن شارك أحدنا أحداً في شأن ما، تراه يحصر تفكيره فيما له من حقوق على شريكه، في حين ينبغي عليه أن يفكر فيما لشريكه من حق عليه، هذا هو نظام الحقوق والواجبات، ومن المفترض أن يكون هو السائد أيضاً في العلاقة بين الآباء والأمهات، للأبناء ايضاً حقوق ينبغي أن يرعاها الآباء والأمهات، لكن المؤسف أن الكثير منهم لا يقيم وزناً لهذه الحقوق.

إذا أدرك الشاب سن البلوغ، تيقظت في داخله الأحاسيس، وأحدثت في نفسه طوفاناً.. ولا ينبغي أن يكتفي الآباء بالنظر إلى ظاهر أولادهم، بل يجب أن يتقصوا بالنظر حتى يدركوا ما يعتمل في نفوس أبنائهم في هذه المرحلة من البلوغ..

روي عن الرسول الأكرم (ص) قوله: حقوق الأبناء على الآباء ثلاثة:

الأول: أن يحسنوا اختيار أسمائهم.

والأسماء على ثلاثة أقسام: فقسم له معاني إيجابية، وقسم له معاني سلبية، وقسم لا معنى له.

ويجب على الإنسان أن يختار لأبنائه من الأسماء ما يوحي بإيحات إيجابية طيبة، من نحو أسماء الأنبياء (ع) وأسماء أئمة أهل البيت النبوي (ع).

الأسماء الحسنة لها فائدتان: الأولى أخروية:

فقد ورد في بعض الروايات، في خصوص الذين يطابق اسمهم اسم النبي محمد (ص) أنه ينادي منادي يوم القيامة: من الذي يحمل اسم محمد.. فكل من يحمل هذا الاسم، يدخل الجنة، كرامةً لرسول الله (ص).

حكى السيد المرجع الراحل - قدس سره الشريف - حكاية مفادها أن امرأة هربت من روسيا إثر الثورة التي وقعت هناك، إلى مدينة كربلاء المقدسة، وهناك حكت للسيد الوالد - رحمه الله - أنها سمعت من بعض الخطباء أنه في يوم القيامة إذا كانت هناك امرأة تدعى فاطمة، ويثبت بعد الحساب أنها لم يكن لديها عملُ تستحق عليه دخول الجنة، ينادي بها المنادي أن ادخلي الجنة.. وذلك كرامة لسيدة النساء فاطمة الزهراء سلام الله عليها.. وقالت تلك المرأة:ما أن سمعت بذلك حتى بادرت بتغيير اسمي إلى فاطمة.

الفائدة الثانية: دنيوية:

فمن الآثار الدنيوية للأسماء أن الأسماء الحسنة توحي بإيحاء حسن، كما أن الأسماء السيئة توحي بإيحاءٍ سييء، وهي مؤثرة بالغ الأثر.

يُنقل عن شخص أنه قال: ذات يوم سافرت من إيران إلى مدينة كربلاء المقدسة، وهناك التقيت عالماً، قال لي: ما اسمك؟ فقلت: أسمي صادق، قال: أتعلم ما تعني كلمة صادق؟ صادق تعني الإنسان الذين يقول الصدق، فأنظر أن يطابق عملك أسمك.. يقول ذلك الشخص: إن هذا الكلام انطبع في ذهني، وهو يطرق سمعي على الدوام، فكلما أوشكت على الكذب تذكرته وارتدعت.

الإنطلاق والتحرر من القيود يعني أن الشاب يطلق العنان لنفسه، ويفعل ما يشاء؛ الأمر الذي مآله خسران الدنيا والآخرة - وفي الوقت الحاضر هنالك 40 مليون إنسان في العالم مصاب بمرض الإيدز وفاقد الأمل في العلاج-

الثاني: أن يعلموهم القرآن.

الثالث: إذا بلغوا (البلوغ الشرعي) زوجوهم.

إذا أدرك الشاب سن البلوغ، تيقظت في داخله الأحاسيس، وأحدثت في نفسه طوفاناً.. ولا ينبغي أن يكتفي الآباء بالنظر إلى ظاهر أولادهم، بل يجب أن يتقصوا بالنظر حتى يدركوا ما يعتمل في نفوس أبنائهم في هذه المرحلة من البلوغ.. فماذا يجب أن نصنع بإزاء ذلك؟!.

الطريق الأول: هل يستطيع أحدكم أن يقول لإنسانٍ جائع، يرى الغذاء بعينه، لا تأكل؟!!.

إن قمع مثل هذه الحالات الطبيعية أمر غير ممكن، وأكثر الشباب يبتلون بمقارفة الذنوب، وحتى لو ضغط أحدهم على نفسه، لكي يلجمها، فإنه يصبح عرضة للأمراض.

الطريق الثاني: الإنطلاق والتحرر من القيود، يعني أن الشاب يطلق العنان لنفسه، ويفعل ما يشاء؛ الأمر الذي مآله خسران الدنيا والآخرة - وفي الوقت الحاضر هنالك 40 مليون إنسان في العالم مصاب بمرض الإيدز وفاقد الأمل في العلاج-.

الطريق الثالث: الزواج، وهو أفضل طريق للسيطرة على طوفان النفس.

ورد في بعض الروايات أن رسول الله (ص) عندما كان يسمع بشابٍ تزوج، يقول (ص): (ضمن دينه) ورد أيضاً أن الأعزب لا أمان له.

وجاء في بعض الروايات أنه لما توفي الرسول الأكرم (ص) لم يكن في المدينة شاب بلا زوجة ولا امرأة بلا زوج.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا