اطفال انتحاريون.. مستعبدون..عسكريون يتعرضون لابشع الانتهاكات |
تشكل قضية الاطفال وظروف العمل في القطاعات غير المعلنة المحور الرئيسي لانطلاق اليوم العالمي الاول لعمالة الاطفال والذي تنظمه منظمة العمل الدولية. ومن اخطر الظواهر التي تسود دول العالم ظاهرة تشغيل الاطفال في الاعمال الشاقه وحرمانهم من فرص التعليم وبالتالي خلق طوابير اضافيه من الجهلة والاميين. وتشير تقديرات منظمه العمل الدوليه لعام 2000 ان طفلا من اصل ثمانيه اطفال في العالم أي 179 مليون طفل يقوم بأعمال خطرة وضارة في حين يقوم 4ر8 مليون طفل من اصل 179 مليون طفل بأعمال تستحق الادانه قطعا مثل العبودية والدعارة والتجنيد والاباحية. والطفل العامل في اصطلاح المؤسسات المعنيه بالاطفال هو كائن ضعيف قذفت به الظروف القاهره الي ميدان العمل واجبرتة القوانين التعسفية ان يعمل عمل الكبار وهذا ما يطرح اسئلة كثيرة حول حقوق طفولتة وكيف سينشأ ويشب وقد بدأت معاناتة منذ بداية حياتة. ويمثل الاطفال في البلدان النامية بشكل خاص موضوعا للانتهاكات الشديده لحقوق الطفل والفظائع التي ترتكب بحقهم حيث ينطوي تحت عمالة الاطفال حوالي 250 مليون طفل الأمر الذي يهدد حياتهم بسبب الاستغلال البشع الذي يتعرضون له. فالطفل في مثل تلك البلدان لا يبدأ حياته بالذهاب الي المدرسه مثل اغلبية الأطفال بل بالتوجه الي مكان العمل كأي بالغ آخر مسؤول عن تأمين لقمة العيش له ولعائلته. وكشفت دراسه اعدتها منظمة العمل الدولية ان اكثر من 55 مليون طفل تحت سن 15 سنه يستخدمون كعمال في عدد كبير من الدول مثل افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينيه واوروبا حيث يستغلون بطرق غير شرعية. واضافت الدراسة ان ظاهره تشغليهم زادت بنسبة 20 في المائة وترتفع نسبة هذه الظاهرة في الدول العربيه بحيث يعمل الطفل تحت 14 سنة حيث تتراوح نسبة تشغيلهم 11 في المائة في الاردن 6ر41 في المائة في مصر وانهم يمثلون 7 في المائة من القوي العامله في بلادهم. وبينت الدراسة ان 4ر54 في المائة من اطفال العينه دخلوا العمل في سن مبكرة جدا وان 3 في المائة منهم أطفال لآباء عاطلين عن العمل 8ر12 في المائة منهم لأسر مفككة بسبب الطلاق و4ر6 في المائة ينتمون لأسر فقدت عائلها وان 5ر 98 في المائة من الاطفال يعملون في الورش الفنيه والكهربائيه وخراطه السيارات والنجارة وغيرها 1ر5 في المائة في محلات البقالة واتضح ان 2ر 79 في المائة من الاطفال غير راضين بهذا العمل وانهم يعملون أكثر من 10 ساعات في اليوم الواحد. كما تعد آسيا من أكثر القارات العالم احتواء علي اطفال عاملين ففي الهند عددهم نحو 15 مليون طفل وفي اندونيسيا حوالي مليونين وفي تايلند مليون ونصف المليون ومعني هذا ان عدد الاطفال العاملين يبلغ حوالي 17 مليون طفل في ثلاثة بلدان من قاره آسيا فقط وهو رقم مرتفع للغايه . ويعود انتشار عمالة الاطفال في المقام الاول الي الفقر مع انخفاض مستوي المعيشة. ففي افريقيا تجري عمليات تجارة الاطفال بشكل رئيسي علي الشواطيء الغربيه لها حيث يبيع الآباء ابناءهم بسعر 15 دولار للطفل حيث يجبرون علي العمل الشاق في الحقول والمزارع كمساجين يتعرضون للضرب والاعتداء الجنسي . ووفقا لمصادر منظمة حقوق الانسان في تقريرها عن مناهضة العبودية هناك 27 مليون شخص من العبيد في العالم بما في ذلك الاطفال. وكشفت احصائية صدرت عن منظمه العمل الدولية في مارس الماضي ان حوالي 300 الف طفل يعملون كجنود في المنظمات وجماعات مسلحه في اكثر من 41 دولة في العالم . وتشير الاحصائية الي ان كثير من هؤلاء الاطفال دون سن العاشره كما ان ما يقرب من 500 الف آخرين يقومون بأنشطة مختلفة في ميليشيات عسكرية ومنظمات شبة عسكرية ليصبح عدد الاطفال الذين يعملون في هذة المنظمات العسكرية بشكل عام 800 الف طفل وهو رقم كبير. واضافت الاحصائية ان المشكله اصبحت عالميه فهناك اطفال انتحاريون في سيريلانكا واطفال يعملون كجنود في بورما واطفال يعملون كاعضاء في عصابات مسلحة في كلومبيا ومقاتلون دون العاشره في افغانستان والسودان. وقد حاولت المنظمات الدولية المختصة في هذا المجال بالاضافه الى جهود الامم المتحدة الي الحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها حيث يتضمن القانون الدولي احدي عشرة معاهده متخصصة منها ثلاث معاهدات عامة حول الحقوق الاجتماعية اضافه الي ميثاقين دوليين. واهم المعاهدات المتخصصة هي المعاهدة 138 التي تحدد العمر الادني للعمل وتحدد المعاهدات الاخري الحد الادني للاعمار تبعا للقطاعات المعاهده الخاصة بالقطاع الصناعي اعتمدت في عام 1919 وتمت مراجعتها في عام 1937 والمعاهده الخاصه بالاعمال غير الصناعية اعتمدت في عام 1932 والصيد البحري في عام 1959 والزراعه في عام 1921 وللسائقين في 1921 والعمل في المجالات البحرية في عام 1920 والاشغال تحت الارض في عام 1965 اما المعاهده الخاصة بالتشغيل الاجباري فقد اكتملت بمعاهده حول الغاء التشغيل الاجباري في عام 1957 صادقت عليها 118 دولة. ويضاف الي ذلك معاهده الامم المتحدة حول حقوق الاطفال التي ابرمت في عام 1989 وصادقت عليها 187 دولة والميثاق الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في عام 1976 صادقت عليه 132 دولة والميثاق الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في عام 1976 صادقت عليه 132 دولة الذي يحظر الرق والتشغيل الاجباري . وهناك ايضا معاهده اضافيه تتعلق بالغاء الرق وتجارة الرقيق وذلك في عام 1957 صادقت عليها 114 دولة ومعاهده حول القمع والغاء تجارة الرقيق الابيض في عام 1951 صادقت عليها 70 دولة . واثبتت الدراسات والابحاث الآثار الضارة التي يترتب عليها عمل الطفل ومن بينها الآثار البدنية التي قد تؤثر علي النمو البدني للطفل اذ تزيد لدي الاطفال العاملين نسبة الاصابه ببعض الامراض مثل مرض القلب او التهاب الحنجرة كما يؤثر رفع الاثقال واوضاع معينه يتخذها الجسم اثناء العمل علي النمو البدني وخاصة نمو العظام فيصاب حينئذ بتشوهات العمود الفقري والحوض والقفص الصدري .(كونا) |