في أوروبا المرء يموت سريعاً

لكي تعيش طويلاً عش متزوجاً

تبيّن في أوروبا أن المرء يموت سريعاً إذا لم يعش مع رفيق وبخاصة إذا كان بين 45 و54 سنة من عمره.

وتنصح دراسة عن الوفيات نشرها المجلس الأوروبي أخيراً: (لكي تعيش طويلاً، عش متزوجاً(. وتشير الدراسة إلى ارتفاع واضح في نسبة الوفيات بين الأشخاص غير المتزوّجين أو العازبين أو الأرامل أو المطلّقين.

وهذه النزعة التي تمت مراقبتها للمرة الأولى عام 1990، تأكّدت في العقد التالي في مجمل البلدان الأوروبية. والظاهرة لا ينبغي إسقاطها والسهو عنها، إذ أن المرء (يقصر عمره إذا لم يكن متزوّجاً وبخاصة إذا كان بين الخامسة والأربعين والرابعة والخمسين من عمره. فلهذه الفئة ترتفع النسبة عالياً. في فنلندا على سبيل المثال، تتضاعف احتمالات الوفاة ثلاث مرات.

ويبدو أن الأسباب متعدّدة، فالأشخاص الذين يختارون الزواج ينعمون بصحة أفضل من الباقين ويستطيعون مراقبتها والحفاظ عليها، في حين يجاهد المرضى المستوحدين كثيراً في إيجاد رفاق درب لهم.

إلى ذلك، ثبت أن الحياة الزوجية تؤمّن حماية أفضل على المستوى النفسي والاقتصادي (مأوى أفضل، حماية اجتماعية أفضل...(. في المقابل، فإن الترمّل والطلاق يسبّبان أزمات نفسية لها عواقب وخيمة.

ان الزواج ضرورة بيلوجية واجتماعية وحيوية فقد قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً).

فما من شيء في الكون إلا ويحتاج إلى مكمّله، والإنسان محاط بقوانين الطبيعة (البيئة( ـ السنن الكونية ـ وليس بخارج عن قوانينها فهو في تفاعل مستمر ودائب معها، حيث ان يتكيف ويسير وفق قوانينها وسننها التكوينية، فمن خصائص الطبيعة الذاتية بُعدان هو الزوجية، فالطبيعة قائمة على أساس مبدأ الزوجية العامة، هذا المبدأ يشمل الكون كلّه

وقد أثبت العلم أخيراً أن كل ما في الكون من كائنات تخضع لقانون الزوجية، وهذه الحقيقة كشفها القرآن قبل 14 قرناً حيث قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ). وبما أن الإنسان محكوم بالطبيعة. إذن فلا مفر ولا مهرب من الزواج، وإلا فالمأساة تكبر شيئاً فشيئاً حتى تصل كما يقول علماء النفس إلى محطة الجنون.

اذ إن في الإنسان غريزة تسمى غريزة الجنس، وهي من أقوى الغرائز وأشدها كما يقول بذلك بعض العلماء وهي تلح دوماً على الإنسان أو صاحبها بالإشباع والممارسة!!

والسؤال الذي يعترضنا هو: كيف يمكن للإنسان أن يشبع تلك الغريزة وعن أي طريق؟

فنقول: أمامنا ثلاثة طرق للتعامل مع الغريزة الجنسية وهي:

1: الزواج الطبيعي.

2: الكبت.

3: التحلّل الجنسي.

ومن المعلوم أن الطريق الصحيح والسليم لتلبية حاجة الإنسان الجنسية يكمن في الزواج؛ لأن الكبت يؤدي إلى الأمراض الجنسية والتفكك في المجتمع، وهذا بالضبط ما وقع فيه الغرب حتى أهلك الحرث والنسل، ومن أجل ذلك أكدت الشريعة الإسلامية السمحاء على الزواج المبكر واعتبرته الحل الأكمل والسريع للمشكلة الجنسية.

وقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا).

وعن الإمام الرضا (ع) أنه قال: ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة منزلة ولا سنة متبعة، لكان فيما جعل الله فيها من بر القريب وتألف البعيد، ما رغب فيه العاقل اللبيب وسارع إليه الموفق المصيب.

ولذا فان الزواج هو الطريق المنطقي الصحيح لحل هذه المشكلة العويصة التي يعاني منها أغلب الشباب في الوقت الحاضر، ومن العجيب ما يذكر في هذا المجال، أنه في بعض البلدان حزباً سرياً أراد أن يربي مجموعات إرهابية من الشباب، فكان أول شروط الانتماء إليه هو أن لا يكون ذلك الشاب متزوجاً؛ لأن العزوبة أرضية مساعدة على نمو الانحراف النفسي والميل إلى الإرهاب والرعب.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا