في كل مرة يطلب فيها احد من آخر ان يمنحه خمس دقائق فقط من وقته فعلى الطرفين ان يفكرا مليا في القيمة المالية لهذا الوقت حتى لو كانا في اجازة.

فقد تمكن استاذ الاقتصاد البريطاني ايان ووكر من التوصل الى معادلة رياضية لمساعدة الناس في تحديد قيمة كل ساعة من وقتهم. قال ووكر في بيان أمس «في العادة تعطي الأجور والمرتبات مؤشرا عن قيمتنا في العمل. لكن يجب ان نضع في الاعتبار الضرائب وتكاليف المعيشة والمتغيرات الاقليمية حتى نعرف كم تساوي كل ساعة من وقتنا سواء في العمل او في المنزل».

واضاف ووكر ان استخدام المعادلة يوميا يمكن ان يساعد في اتخاذ قرارات مثل: هل نعد وجبة في المنزل ام نطلبها من المطعم، او هل نستخدم المواصلات العامة ام نستقل سيارة اجرة.

ويمكن لزوار موقع ووكر على الانترنت حساب قيمة كل ساعة من وقتهم بادخال بيانات عن مرتبهم والمنطقة التي يعملون بها ونوعية عملهم. فعلى سبيل المثال بالنسبة لشخص يعمل في لندن ويصل دخله الى 25 الف جنيه استرليني سنويا (36570 دولارا) ستساوي الساعة من وقته 6.44 جنيه (9.42 دولار). ويتكلف اعداد وجبة العشاء 5.37 جنيه. وعلى ذلك يكون شراؤها من المطعم ارخص اذا اضفت تكاليف مستلزمات اعدادها بنفسك. اما تنظيف اسنانك فيكلفك 32 بنسا. لكن ربما يصعب العثور على من يقوم بهذه المهمة نيابة عن احد بكلفة ارخص.

ولكن هل يدخل النوم في هذه الحسابات ونحسبه بطريقة رياضية حينئذ كم يكون قد خسرنا اموال هائلة بالقياس الى ما قضيناه من اعمارنا في النوم..؟ ام ان القضية معكوسة فنعتبر النوم من الارباح الجزيلة، وقد قيل في الشعر المعروف ما فاز الا النوم.. وفي هذا افاد تقرير من جامعة هارفارد الأميركية ان النوم القصير اثناء العمل قد يساهم في عملية التعلم والتركيز بطريقة غير متوقعة البتة.
فقد اظهر العالم ميدنيك وزملاؤه في تقرير نشرته مجلة نيتشر نيوسينس ان أداء الأشخاص على تمييز الأشكال المرئية ينخفض أثناء النهار بعد عدد من المهمات المطلوبة، الا انه يمكن وقف هذا التدهور او عكسه بالنوم فترة تتراوح بين النصف ساعة والساعة بين تلك المهمات.
وتبين ان النوم وليس الاسترخاء كان ضروريا لتوليد التأثير العكسي لتدهور الأداء، كما ان التجارب التي قام بها ميدنيك وزملاؤه ألغت احتمال تعليل سبب تدهور الأداء الى الإجهاد العام او الملل.
وكانت دراسات سابقة اظهرت ان الأداء في بعض المهمات يستمر بالتحسن حتى بعد استكمال التدريب، وان النوم المريح اثناء الليل بعد التدريب يعتبر ضروريا للحصول على التأثير الكامل للتدريب.
ويضيف هذا البحث الجديد زاوية اخرى الى الأبحاث السابقة وعلى الأرجح انه سيؤدي الى فهم اكبر لكيفية تثبيت المعلومات التدريبية، والتعلم بشكل عام يتأثر بالنوم بشكل كبير.